رواية ترصد بؤس الأسطورة «جون لينون»
الشارقة - عثمان حسن
في حوار مع الكاتب الإيرلندي المعروف كيفن باري حول روايته «بيتلبون» التي يتحدث فيها عن آخر سنتين من عمر أسطورة البيتلز المعروف جون لينون، اختصر المؤلف قصة الرواية بقوله على لسان جون لينون: «إنه ذاهب إلى جزيرته ليصرخ».
تصور الرواية الحالة البائسة التي وصل إليها جون لينون، فالشهرة تحاصره فنياً، وتكبل عقله ووجدانه، فنراه قد سئم من الناس والمحيطين به، والرواية تتناول هذه الحالة البائسة التي كان يعيشها خلال رحلته إلى الساحل الغربي لإيرلندا في عام 1978، ويتخيل المؤلف أن لينون كان يحضر جلسات علاج بالصراخ لاستعادة السلام النفسي، والرواية وصفت بأنها مقنعة عاطفياً لأن لينون كان لديه الكثير من الصعوبات والمشاكل في هذا الوقت التي كان يحتاج إلى تجاوزها.
تقع «بيتلبون» في مكان ما بين التاريخي والسريالي، ومؤلفها كيفن باري ليس غريباً عن النهج الأخير، كما هي حال روايته «بوهان» التي تتحدث عن مدينة غريبة في منتصف القرن الحادي والعشرين، لكن «بيتلبون» كانت تميل أكثر إلى الأسلوب الكلاسيكي، فهي تتبع حياة جون لينون في مهمة عبر الريف الإيرلندي بحثاً عن جزيرة كان قد اشتراها هناك قبل سنوات.
الكثير من قوة «بيتلبون» تأتي من كونها تتحدى التوقعات، كحضور البديهة بين لينون وسائقه كورنيليوس وهذه الشخصية تظهر في الرواية بملامح محلية وسيريالية إلى حد ما. قد يصاب القرّاء الذين يبحثون عن قصة بطولية لجون لينون بخيبة أمل، فـ «بيتلبون» تتحدث عن قصة رجل يتصارع مع ماضيه، وليس فيها الكثير من التوقعات التي يطمح القارئ لمعرفتها، استغرق باري في كتابتها نحو 4 سنوات، كان خلالها معنياً برصد هذه الشخصية الشهيرة التي انتهت حياتها بالمآسي، ليس أقله اغتياله بخمس رصاصات من قبل مارك تشابمان في مانهاتن 1980.
في عام 1978، وقبل عامين من مقتله، هرب جون لينون من مدينة نيويورك للوصول إلى الجزيرة الواقعة قبالة الساحل الغربي لإيرلندا التي اشتراها قبل أحد عشر عاماً، تاركاً وراءه الحياة الأسرية، وهو في الأربعينات من عمره، ينطلق لتهدئة روحه المضطربة في صمت العزلة المريح.