طه حسين لا يعرف كيف يكتب القصة
14 يونيو 2022
طه حسين
تحت عنوان «طه حسين عقبة ضخمة في طريق القصة»، كتب فتحي غانم مقاله في مجلة «آخر ساعة»، بتاريخ 7 يوليو 1954، وفيه يؤكد أن «طه حسين لا يعرف كيف يكتب القصة القصيرة، وهذه حقيقة يجب إعلانها وتوضيحها، لأن لطه حسين تأثيراً قوياً عميقاً في كل من عالج الأدب في مختلف صوره وألوانه في مصر أو في الشرق العربي».
ويضيف فتحي غانم: «لو ظل كتاب القصة القصيرة متأثرين بأسلوب طه حسين وبطريقته في كتابته القصة كما كتبها في «المعذبون في الأرض» مثلاً لتأخر ذوقنا الأدبي ووعينا الفني، ولما تمكنا من أن نقدم للقراء نصاً قصصياً سليماً على الإطلاق.
Video Player is loading.
ويقول:«طه حسين مسؤول بمثل هذه القصص عن نكبة مصر في كتاب القصة، وهو مسؤول بلغته عن بعد قصصنا عن الواقع الحي»،
ويشير فتحي غانم إلى أنه يجب على الناقد أن يقوم بمغامرات أشبه بمغامرات شرلوك هولمز أو أرسين لوبين، لكي يصل إلى ما هو فن فيما يكتبه طه حسين من قصص، ويستشهد بما قاله طه حسين:«لا أحاول أن أضع قصته فأخضعها لما ينبغي أن تخضع له القصة من أصول الفن، كما رسمها النقاد ولو كنت أضع القصة لما التزمت إخضاعها لهذه الأصول، لأني لا أؤمن بها ولا أذعن لها، ولا أعترف بأن للنقاد مهما يكونوا أن يرسموا لي القواعد والقوانين مهما تكن، ولا أقبل من القارئ مهما ترتفع منزلته أن يدخل بيني وبين ما أحب أن أسوق من الحديث».
ويعلق فتحي غانم على هذا قائلاً:«هذا الكلام غرور صريح، وغرور قبيح، وهو فوق ذلك فوضى وضياع، فطه حسين حر في أن يقول في مقدمته ما يشاء، وحرٌّ في أن يكتب قصصاً لا صلة لها بمقدمته إن أراد، ولكنه ليس حراً في أن يتعدى حدود الأدب - أعني الفن - وليس حراً في أن يتجاهل النقاد، وليس حراً في ألا يحترم عقول القراء، إلا إذا أراد أن يقول: أنا طه حسين، وأي كلام أقول، أو أنشر، سيقرؤه الناس في إعجاب وذهول وتصديق، أي كتاب أو مقال عليه اسمي، سيقبل عليه القراء في إيمان أعمى وتسليم شائن».
وفي مقاله «أصداء» يرد طه حسين على من يرونه عقبة في سبيل القصة، ويتساءل كيف تأتي هذه العقبة، والأصل أن من لا يحسنون فناً من الفنون لا يكونون عقبة في سبيل إحسان هذا الفن، وإنما يمر المجودون للفن بهم كراماً لا يأبهون لهم ولا يقفون عند فنهم ذلك الرديء، ويقول إنه لا يريد أن يكون عقبة، فكيف السبيل إلى هذا، هل يمتنع عن الكتابة، ولكن«من الذي يملك أن يكره إنساناً على الصمت أو يحجر عليه في الكتابة».
ويمضي طه حسين في رده قائلاً: أحب أن أرضي هؤلاء الأدباء الكرام من شبابنا فأؤكد لهم مخلصاً أني لم أعتقد قط أني كاتب مجيد، ولم أصدق قط أني أديب ممتاز، ولم أفهم قط هذا اللقب الذي أهدي إليّ فجأة، ومن غير وجه، وعلى غير تواطؤ من الذين أهدوه إليّ فسموني عميد الأدب العربي».
ويشير العميد في رده إلى الذين يحيونه وإلى الذين يهاجمونه فيقول: «إني أعرف من مواضع النقص في نفسي أشياء قد لا يعرفها الذين يثنون عليّ، ولو عرفوها لضنوا بثنائهم أو اقتصدوا فيه، وأعرف أيضاً من مواضع النقص أكثر مما يعرف الذين يُهدون إليّ الهجاء، فإذا قرأت هجاءهم انتفعت به أولاً وحمدت الله على العافية بعد ذلك».
ويضيف: «ليسخط عليّ من أدباء الشباب والشيوخ من شاء إذن، فلن يكون سخطهم عليّ مهما اشتد أعظم من سخطي على نفسي، وليرضى عني من شاء من أدباء الشباب والشيوخ فلن يستطيع رضاهم عني مهما يعظم أن يرضيني عن نفسي».
14 يونيو 2022
طه حسين
تحت عنوان «طه حسين عقبة ضخمة في طريق القصة»، كتب فتحي غانم مقاله في مجلة «آخر ساعة»، بتاريخ 7 يوليو 1954، وفيه يؤكد أن «طه حسين لا يعرف كيف يكتب القصة القصيرة، وهذه حقيقة يجب إعلانها وتوضيحها، لأن لطه حسين تأثيراً قوياً عميقاً في كل من عالج الأدب في مختلف صوره وألوانه في مصر أو في الشرق العربي».
ويضيف فتحي غانم: «لو ظل كتاب القصة القصيرة متأثرين بأسلوب طه حسين وبطريقته في كتابته القصة كما كتبها في «المعذبون في الأرض» مثلاً لتأخر ذوقنا الأدبي ووعينا الفني، ولما تمكنا من أن نقدم للقراء نصاً قصصياً سليماً على الإطلاق.
Video Player is loading.
ويقول:«طه حسين مسؤول بمثل هذه القصص عن نكبة مصر في كتاب القصة، وهو مسؤول بلغته عن بعد قصصنا عن الواقع الحي»،
ويشير فتحي غانم إلى أنه يجب على الناقد أن يقوم بمغامرات أشبه بمغامرات شرلوك هولمز أو أرسين لوبين، لكي يصل إلى ما هو فن فيما يكتبه طه حسين من قصص، ويستشهد بما قاله طه حسين:«لا أحاول أن أضع قصته فأخضعها لما ينبغي أن تخضع له القصة من أصول الفن، كما رسمها النقاد ولو كنت أضع القصة لما التزمت إخضاعها لهذه الأصول، لأني لا أؤمن بها ولا أذعن لها، ولا أعترف بأن للنقاد مهما يكونوا أن يرسموا لي القواعد والقوانين مهما تكن، ولا أقبل من القارئ مهما ترتفع منزلته أن يدخل بيني وبين ما أحب أن أسوق من الحديث».
ويعلق فتحي غانم على هذا قائلاً:«هذا الكلام غرور صريح، وغرور قبيح، وهو فوق ذلك فوضى وضياع، فطه حسين حر في أن يقول في مقدمته ما يشاء، وحرٌّ في أن يكتب قصصاً لا صلة لها بمقدمته إن أراد، ولكنه ليس حراً في أن يتعدى حدود الأدب - أعني الفن - وليس حراً في أن يتجاهل النقاد، وليس حراً في ألا يحترم عقول القراء، إلا إذا أراد أن يقول: أنا طه حسين، وأي كلام أقول، أو أنشر، سيقرؤه الناس في إعجاب وذهول وتصديق، أي كتاب أو مقال عليه اسمي، سيقبل عليه القراء في إيمان أعمى وتسليم شائن».
وفي مقاله «أصداء» يرد طه حسين على من يرونه عقبة في سبيل القصة، ويتساءل كيف تأتي هذه العقبة، والأصل أن من لا يحسنون فناً من الفنون لا يكونون عقبة في سبيل إحسان هذا الفن، وإنما يمر المجودون للفن بهم كراماً لا يأبهون لهم ولا يقفون عند فنهم ذلك الرديء، ويقول إنه لا يريد أن يكون عقبة، فكيف السبيل إلى هذا، هل يمتنع عن الكتابة، ولكن«من الذي يملك أن يكره إنساناً على الصمت أو يحجر عليه في الكتابة».
ويمضي طه حسين في رده قائلاً: أحب أن أرضي هؤلاء الأدباء الكرام من شبابنا فأؤكد لهم مخلصاً أني لم أعتقد قط أني كاتب مجيد، ولم أصدق قط أني أديب ممتاز، ولم أفهم قط هذا اللقب الذي أهدي إليّ فجأة، ومن غير وجه، وعلى غير تواطؤ من الذين أهدوه إليّ فسموني عميد الأدب العربي».
ويشير العميد في رده إلى الذين يحيونه وإلى الذين يهاجمونه فيقول: «إني أعرف من مواضع النقص في نفسي أشياء قد لا يعرفها الذين يثنون عليّ، ولو عرفوها لضنوا بثنائهم أو اقتصدوا فيه، وأعرف أيضاً من مواضع النقص أكثر مما يعرف الذين يُهدون إليّ الهجاء، فإذا قرأت هجاءهم انتفعت به أولاً وحمدت الله على العافية بعد ذلك».
ويضيف: «ليسخط عليّ من أدباء الشباب والشيوخ من شاء إذن، فلن يكون سخطهم عليّ مهما اشتد أعظم من سخطي على نفسي، وليرضى عني من شاء من أدباء الشباب والشيوخ فلن يستطيع رضاهم عني مهما يعظم أن يرضيني عن نفسي».