جلسات التصوير.. توثيق اللحظات الخاصة باحترافية
تشمل جميع المناسبات وتتميز بالأفكار الغريبة
11 أغسطس 2017
تحقيق: هند مكاوي
انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة جلسات التصوير التي تسمى «photo sessions»، ولم تعد مقتصرة على المشاهير، وأبناء الطبقات الميسورة، كما كان متعارف عليها، إذ انتشرت هذه العادة على نطاق واسع، وباتت تقليداً في كثير من البلدان يتبعه خصوصاً من هم على أبواب الزواج، كجزء من تقاليد الاحتفال، وهناك من يستغني بها عن حفل الزفاف ويوفر النفقات لأشياء أخرى، إلا أنها لم تقتصر على الأعراس فقط، بل شملت حفلات التخرج، وأعياد الميلاد، وتتنوع الصور الخاصة، فمنها ما يغلب عليه الطابع الرومانسي والكوميدي والدرامي، وتعتمد هذه الجلسات بشكل كبير على اختيار كل ما يجذب الآخرين للصورة، مثل اختيار الأماكن المميزة، والملابس، وكل ما هو غريب وجديد من الأفكار.
وترى روان محمود، طالبة جامعية، أن مجال جلسات التصوير شهد طفرة كبيرة، وإقبالاً واسعاً مع انتشار التكنولوجيا، لتوثيق اللحظات بشكل مميز ومبدع، وتعلق قائلة: «أخذ التصوير طابعاً جديداً على عكس ما كان متعارف عليه في حفلات الزفاف، إذ كانت الصور تعني ذهاب العروسين للاستوديو، وتتويج لحظتهما بلقطات تقليدية، بينما تطور هذا الأمر مع جلسات التصوير، حيث يفضل الذهاب للأماكن المفتوحة التي تتميز بالطبيعة الخلابة، مثل شاطئ البحر والحدائق»، وتتذكر ما فعلته في جلسة تصوير زفاف صديقتها، وتضيف قائلة: «قمنا بإعداد بعض التجهيزات حتى تكون الصور مميزة، واتفقت مع صديقاتي على ارتداء فساتين بلون واحد، وحمل باقات ورد بألوان موحدة، وتم التقاط صور مميزة يغلب عليها الطابع الكوميدي، ومن الجلسات التي أتمنى حدوثها في المستقبل أن تكون داخل عيادتي الخاصة ومع المرضى».
ويشير المصور الفوتوغرافي، ومصور الفيديو وسام عبيدات، إلى أنه نتيجة لانتشار التكنولوجيا والهواتف المحمولة المزودة بالكاميرات عالية الجودة، ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الكثير يوثق لحظاته المميزة عن طريق التصوير ونشرها لتلقي التعليقات والإعجاب، ولم ينته الأمر على ذلك، بل تطور لتظهر جلسات التصوير، ويتابع قائلاً: «تعتمد هذه الجلسات على الأفكار المبتكرة لدى المصور واحترافيته في التقاط الصور، ويتجه كثير من الشباب لهذا المجال مع السعي لفتح مشروع تصوير باعتباره ليس مكلفاً، ولا يحتاج لأدوات كثيرة، ولكي يكون المصور محترفاً يجب أن يكون على اطلاع دائم بكل ما هو جديد في عالم التصوير، وعلى علم بإعدادات الكاميرا، وتوظيفها بالشكل المناسب، ويجيد برنامج الفوتوشوب، وأن يكون لديه موهبة وأفكار مبتكرة»، ويضيف عن المهارات والخبرات التي اكتسبها، ويقول: «حضرت العديد من المحاضرات في مجال التصوير، ومن متابعتي لمقاطع اليوتيوب الخاصة بالتصوير والمصورين الأجانب، زودني ذلك بالكثير من المعلومات والخبرات في هذا المجال، ودائماً لا تفارقني كاميرتي، وفي البداية كنت التقط ما يقارب من الألف صورة في اليوم وبالممارسة اكتسبت خبرات واكتشفت أشياء جديدة، أما بالنسبة لجلسات التصوير فيتم اختيار المكان المناسب بالاتفاق مع العميل وتحديد المناسبة، وبعد ذلك أقوم بتجهيز الأفكار المبتكرة التي تتناسب مع طبيعة الحدث، والتقط في حدود 14 لقطة للصورة الواحدة ومن ثم اختيار الأوضح، والأنسب، وإجراء التعديلات عليها من خلال برنامج الفوتوشوب».
وعن طبيعة جلسات التصوير الغريبة، تعلق نرمين عطية، موظفة، قائلة: «انتشرت تلك الظاهرة بشكل كبير لتشمل العديد من المناسبات، ومن أغربها التي وجدتها على وسائل التواصل الاجتماعي، شخص توفيت خطيبته فقام بعمل جلسة تصوير أثناء زيارته لها في المقبرة حاملاً معه باقات الورد، ولاقى الحدث تعليقات كثيرة من المتابعين، ومنهم من قال إن هذا الشخص يريد الشهرة، ومنهم من علق بأن ما فعله إخلاص ووفاء لها، وآخرون انتقدوا هذا الموقف بأن ليس كل ما يحدث يجوز نشره، وأن هناك خصوصيات يجب الاحتفاظ بها».
من جانب آخر، توضح لمياء محمود، ربة بيت، ابتكارات هذه الجلسات، قائلة: «أصبحت بالفعل شكلاً من أشكال الهدايا، فنجد حالياً أن الزوج أعد لزوجته جلسة تصوير عائلية مع الأبناء في أماكن مفتوحة تتميز بالطبيعة بمناسبة عيد زواجهما، وذلك بارتدائهم ملابس متشابهة ذات ألوان مبهجة، وهناك ملابس يتم تصميمها خصيصاً، ويغلب عليها الطابع الكوميدي، وكذلك من الممكن أن تقدم هذه الجلسات كهدية بمناسبة يوم الميلاد أو حفلات التخرج، كما امتدت لتشمل العديد من المناسبات، مثل تلقي منصب جديد أو مع الأصدقاء».