مرام عزيزتي للكاتب الأديب محمّد خسن سلمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرام عزيزتي للكاتب الأديب محمّد خسن سلمان

    رسائل مبعثرة
    عزيزتي مرام
    لطالما راودتني فكرة وجودنا
    وطاردني إرثُ الأقدمين
    سقراط وإفلاطون وأرسطو
    ومن بعدهم
    ديكارت وسارتر وألبير كامو
    الوجودية والعدمية والعبثية
    وكانت هناك نتيجة أستخلصها بصمت
    ليس لي في هذا العالم إلا جسدي وبعض الإرث الإنساني
    وأنا
    ذرة الغبار التي أصابها بللٌ فسقطت
    ربما سأخرج من الدنيا بدون دورة للحياة
    أو ربما دارت الحياة حولي وكنت نائماً
    أو شارداً
    كثيرة هي المعالم التي لم أصادفها
    خذي على سبيل المثال
    يدي وهي تلوّح لمسافر عزيز
    مازالت عالقة في الهواء كتمثال صلاح الدين على مدخل الحميدية في دمشق
    أو تقبض بشدة على فرحة العيد
    دون ألم أو حسرة
    كما أنني لم أصادف
    ملامح الفرح على وجهي عند سماع أغنية/ وحياة قلبي و أفراحوه/
    أو الهدايا حين أفتحها
    ولاتكون على صلة بهواجسي
    وفي آخر عيد ميلادٍ لي كنت أحتفل مهزوماً بدونك
    وكانت الهدايا شمعدانات تضيئ صفحة الذاكرة
    أحسستُ يومها بفقدان الأب
    وفي يوم ضجرٍ
    فتحتُ صندوق رسائلي القديمة
    كانت متشابهة كأحوال الطقس في حزيران
    العناوين وحدها التي كانت متنافرة
    عمان ,مسقط ,الجزائر,تونس,القاهرة ,اليمن السعيد
    وراودتني فكرة حرقها ولم أجرؤ
    >>>>>>>>>>>
    ذات صباح
    صادفت وجه الله
    وهو يوزّع النعم
    وكان لي منها رغيف خبز
    ومافتئت أقضم أطرافه السميكة حتى تقرّحت معدتي
    وأُصبتُ بداء سوء الامتصاص
    في العيادة
    كان الطبيب ينصحني بالإقلاع عن تناول الخبز
    يومها
    علا الضحك في العيادة وخجل الطبيب من الحاضرين
    ضمني إليه وقال
    خفف من تناول الخبز
    ثلاثة أرغفة في الأسبوع
    عزيزتي مرام
    كنت أنوي القدوم إليك في الصيف الفائت
    بيد أنها منعتني.....
    صورنا ،ونحن نضحك في إحداها في وجه الكاميرا
    زجرني جدار يتهاوى خلفنا على أحلامنا في صورة أخرى
    ولفَّني حزن يشبه إلى حد بعيد خيبة لاعب كرة القدم بعد مبارة خاسرة
    أين وجهك المتسائل عن نصيبنا من التاريخ اللازوردي في المناهج الدراسية
    وحصصنا من بيادر القمح في شرق البلاد
    يأخذني الحديث إلى الأشياء التي تركناها معاً في دمشق
    بائع الليمون في نهاية سوق الهال
    ووجه تلك الفتاة وهي تأكل بشراهة في مطعم بيت العيلة
    والنشيد الوطني لبلدٍ إفريقي يغنَّى في مطار دمشق الدولي
    وأشياء كان يحلم بها نزار قباني
    وقصة صعود الماء في مدينة السويداء
    وتيس البوكمال
    عزيزتي مرام
    لاتأملي مجيئي في الصيف القادم
    فأنا اليوم أسكن الظل
    وحيداً
    بدون إنارة
    كباقي المتعبين
    الذين يشكلون ثلثي هذا العالم
    محمد حسن سلمان
    14 /6/2022
يعمل...
X