لأجلكَ أشعلتُ فوانيسَ الحروفِ التي تسلّلتْ من خارطاتِ الغايةِ، والتي ترسمُ طريقَ الوصولِ إليكَ،فأيقظتُ في أراجيحِ الوعدِ حكايةَ الصبابةِ ،هو الوعدُ ليس ابنَ ليلةٍ ،ليسَ ثوبَ شمعةٍ واحدةٍ ،كلَّ يومٍ أذوبُ أنا ويبقى فتيلُ الحبِّ ينازعُ الثباتَ . لأجلكَ ،كلُّ وفودِ غربانِ الضّياعِ ترقّبَتِ انكساري حتى تنهشَ جلدي المتأقلمَ معَ أخرِ ثوبٍ ألبستَهُ لي في أخر لقاء ،وبقيتُ أنا فصلاً واحداً دونَ مواسمِ القطافِ ،دونَ مواسمِ رقصِ الفراشاتِ ،تتناثرُ أجنحتي كلما هزَّ ريحُ الشوقِ جِذعي ،ومازلتُ أنتظركَ . لأجلكَ ،تلعثمَ الحرفُ في حناجرِ القوافي ،فقد أطعمتُ للريحِ أبياتي ،وأضحَتْ كأنوارٍ متسولةٍ بينَ غصون الأزقة تبحث عن وجهك في كلّ ظلّ ،في كلّ صوتٍ ضائعٍ بينَ زنابقِ المتاهاتِ. غريبةٌ أنا في مدينةِ القصائدِ.،أديرُ خيوطاً من الضّوءِ سلالَ أملٍ ،وأوزّعُ بُكائي بيني وبينَ سكارى الهَوى ، قدغامَتِ الليالي وهطلَ ودقُ الحنينِ . لأجلك حبيبي ،شربتُ نخبَ الحبِّ في بائيّةٍ وأشرعتُ منديلَ الشّوقِ متراقصةً على جمارِ الصّبرِ وغنّيتُ : أدركَنا الفجرُ ياحبيبي ، تجنحُ كي تطيرَ إليَّ . يادعاءَ صلاتي عُدْ إليَّ.