فيلم،فـنــدق مـومـبـَي Mumbai Hotel

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم،فـنــدق مـومـبـَي Mumbai Hotel

    فـنــدق مـومـبـَي Mumbai Hotel


    هادي ياسين

    في الساعة الثامنة و عشر دقائق من مساء يوم 26 نوفمبر من عام 2008 ، نزل عشرة شبان ( لا يتجاوز أكبرهم الخامسة و العشرين من عمره ) من زورق صغير على طرف مدينة ( مومبَي ) الهندية ، التي كان اسمها سابقاً ( بومبَي ) . و هؤلاء الشبان الصغار جاءوا لينفذوا مهمة ، استغرقت تسع ساعات ، زلزلت الهند و هزت العالم من خلال ما بثته قنوات التلفزيون في جميع الدول التي نقلت الحدث أولاً بأول في جميع النشرات الإخبارية.
    و ما حدث في هذا اليوم ( 26 نوفمبر 2008 ) هو من سلالة أحداث يوم ( 11 سبتمبر 2001 ) ، ولكن بنسخةٍ مصغرة ، و هذه المرة حصل الحدث على الأرض و ليس بالطائرات . غير أنه كان صادماً ، و بارتداد شديد ، بعد أن كان من المفترض أن عنصر الصدمة الهائلة قد تلاشى بعد ثماني سنوات من ذلك الحدث التاريخي و قد انشغل العالم بالحروب و المشاغبات السياسية التي أعقبته .. على المستوى الدولي .
    مدينة ( مومبَي ) ، تشكل العصب الرئيس لإقتصاد الهند ، فهي أجمل مدنها ، و تنطوي على الكثير من الأسباب التي تجعلها أهم مدينة سياحية في الهند . لذلك يؤمُّها السائحون من مختلف دول العالم ، و خصوصاً دول ( الكفرة ) ، من وجهة نظر من يقف وراء ما حدث ، و تحديداً الأمريكان ، و البريطانيون الذين استعمر أجدادُهم الهندَ لمدة 173 عاماً ، فكانوا هم المستهدفين في هذه الهجمات .
    المدينة هي واحدة من أكبر مدن العالم ، من حيثُ المساحة و من حيثُ عدد السكان ( نحو 13 مليون نسمة ) ، و من هذه المدينة انطلقت حركاتُ التحرر الهندي من أغلال الإستعمار البريطاني حتى نالت الهندُ الإستقلالَ عام 1947 ، كما أن المدينة تُعتبر العصبَ الماليَّ للهند ، كونها تضم بنكَ الإحتياط ، والبورصة ، و اللجنة الوطنيّة للأوراق الماليّة ، و مقراتِ الكثير من الشركات الهندية . و مدينة مومبَي هي حاضنة ُ مدينةِ ( بوليوود ) لصناعة السينما التي تنتج آلاف الأفلام الهندية سنوياً ، و هي مؤسسة ٌ سينمائية ٌ ضخمة تشغـّـل مئاتِ الآلاف من الأيدي ، و تضاهي شركاتِ هوليوود الأمريكية .. بل تبزها . إذَن ، فإن اختيار هذه المدينة لتنفيذ مجزرة عام 2008 كان مدروساً بعناية فائقة ، و من الممكن ربطه بالصراع الذي لا ينتهي بين الهند و پاكستان ، و الذي سببه ولاية ( كشمير ) التي تعود الى واجهة الأخبارالعالمية بين فترة و أخرى ، و مشكلة هذه الولاية هي إحدى خباثات الإنگليز الذين لم يغادروا مستعمرة ً من مستعمراتهم إلا و تركوا فيها مشكلة حدودية تعاني منها الأجيال اللاحقة . ولكنه أيضاً صراعٌ يعود الى عهد الإستعمار البريطاني للهند ( قبل وجود پاكستان التي كانت جزءاً من الهند ) حين اشتد الصراع بين مسلمي الهند بقيادة " محمد علي جناح " الذي كان يريد فصل المواطنين المسلمين في دولةٍ مستقلٍة بإسم ( پاكستان ) و بين الهندوس ، فيما كان قادةُ الهند الهندوس ، و في مقدمتهم " جواهر لال نهرو " ، يسعون الى التعايش في ظل دولة واحدة .
    و منذ ذلك العهد نشأت ( پاكستان ) كأول دولة إسلامية معاصرة ، و منها انبثقت الحركاتُ الإسلامية المتطرفة ، و في مقدمتها ( القاعدة ) و بالتالي فقد أثبتت أنها مصدرُ الإرهاب في العالم ، و قد أثبتت التحقيقاتُ أن الشبان الذين قاموا بعملية ( مومبَي ) الإرهابية المُرعبة في 26 نوفمبر 2008 هم باكستانيون ، و هم امتدادٌ لإرهابيي 11 أيلول 2001 .
    يُظهر الفيلم الصورة الحقيقية الواقعية للجانب الخلفي غير المنظم لمدينةٍ مزدحمة ، لا في حركة السير و لا في تنظيم الحياة و لا في حركة الأسواق ، و رغم أنها تمثل عصب الهند الإقتصادي و صورتها المتحضرة ، إلا أنها أيضاً بؤرة للعشوائية ، لذلك كان من السهل اختراقها من قبل مجموعة من الشبان الصغار الذين سُمِّمت عقولُهم ، و تدربوا على العدوان و الشراسة بدم بارد ، بمُغريات دخول الجنة و تعويض ذويهم الفقراء بالمال ، و كانوا يتلقون توجيهاتهم ، عبر الإتصال ، من شخص يُدعى ( الثور ) الذي اكتشف أحد الشبان المهاجمين ( عمران ) كذبته بعد فوات الأوان .. و قد أصبح في قبضة الموت المُحتّم .
    و على الرغم من أن الهندَ عضوٌ بارزٌ في النادي النووي في العالم ، إلا أن الفيلم فضحَ حقيقة ضَعف قواتها الأمنية من حيثُ التدخل السريع و مكافحة الإرهاب ، و مكافحة الشغب ، لذلك فإن صبيانَ الإرهاب الذين اخترقوا مدينة ( مومبَي ) كانوا أخف في الحركة و السيطرة و العبث و القتل و التصرف السريع من قوى الأمن الحكومية التي لم تستطع أن تفعل شيئاً ، بل إن أفرادها كانوا من أوائل الضحايا المجّانيين ، و لم تصل القوات الخاصة من العاصمة ( نيودلهي ) إلا بعد تسع ساعات .
    في تلك الواقعة استهدف الإرهابيون 12 موقعاً ، بالتزامن ، شملت فنادقَ و مركزاً لليهود و محطة قطار و أسواقاً و أماكن متفرقة مرّ عليها الفيلم كمقدمة ، أو كتمهيد لتكثيف الأحداث الدرامية التي ستقع في فندق ( تاج محل ) الذي حصلت فيه تلك الواقعة ، و هو الفندق الذي يؤمه الأغنياء و المشاهير ، و الذي كان الهدف الأبرز في تلك العملية الإرهابية المرعبة .
    ذلك اليوم ، كان هو اليوم الأول للشاب " أرجون " في العمل في الفندق ، و الذي جعله سيناريو الفيلم يفقد فردة حذائه الأسود ( و هو جزءٌ من قيافة العمل ) ، و كاد أن يفقد وظيفته لولا رحمة و عطف رئيس عمله ، الذي منحه حذاءً ، ليمنحه فرصته ( و سيركز المخرج على القدم المجروحة بسبب ضيق الحذاء .. في لحظات حرجة ) . هذا الشاب ظهر كمثلٍ في التفاني لإنقاذ حياة العديد من نزلاء الفندق ، مثـّل دوره الممثل البريطاني ـ الهندي " ديڤ باتِل " الذي تعرفنا عليه عام 2008 في فيلم ( المليونير المتشرد ) و الذي لفت اليه انتباه المخرجين ، فراحوا يسندون اليه الأدوار المهمة مرةً بعد أخرى ، و قد ترشح للأوسكار أكثر من مرة .
    ها إن المخرج الأسترالي " أنتوني ماراس " يعود عشرَ سنوات الى الوراء لينقل الى الشاشة السينمائية أحداث ( مومبَي ) التي حصلت عام 2008 . فالفيلم من انتاج 2018 ، و هو انتاجٌ استرالي هندي أمريكي ، و قد عُرض ، أول مرة ، في مهرجان ( تورونتو ) السينمائي الدولي في 7 سبتمبر 2018 ، ثم عُرض في مهرجان اديلايد السينمائي في استراليا في 10 أكتوبر من العام ذاته ، لكنه لم يعرض في دور العرض السينمائي الأسترالية إلا في 14 مارس / آذار 2019 ، أما في الولايات المتحدة فقد كان أول عرض له في 22 مارس / آذار 2019 . لكن العديد من الدول مازالت مترددة أو متحفظة على عرضه . أما نيوزلندا فقد حسمت أمرها و منعت عرض الفيلم منعاً باتاً ، تبعاً للصدمة التي حصلت لها بعد الهجوم الإرهابي الذي قام به أحد العنصريين البيض على مسجدين في مدينة ( كرايستشيرش ) بتاريخ 15 مارس / آذار 2019 و راح ضحيته 51 شخصاً من المسلمين المصلين في المسجدين .
    طول الفيلم : ساعتان و 3 دقائق من الشد و المتابعة و تسارع الأحداث و التشويق و التخوف . و ما ستشاهدونه في هذا الفيلم هو ما حصل في عام 2008 بالفعل .. و إن كان بطرحٍ سينمائي .
    إليكم رابط الفيلم :
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    اليكم رابط الفيلم ( عند الضغط على السهم الأحمر ستظهر شاشة رمادية داكنة عليها سهم أبيض ، بالضغط عليه سيظهر إعلان ، بحذف اإعلان و إعادة الضغط على السهم الأبيض ــ مرة أو مرتين ــ سيظهر الفيلم ) :
    https://w.ifushaar.com/?p=30924

يعمل...
X