لماذا يريدون نسيان طالب مكي ؟
علي حسين
بغياب الرسام الكبير طالب مكي تنطوي صفحة ناصعة من تاريخ العراق الفني والثقافي ، كان فيها طالب مكي فنانا شاملا يتنقل بين الرسم والنحت.. لكن كل ذلك لم يجعله يتجاوز الرسم للاطفال والذي يشكل مرحلة مهمة من مراحل حياته الفنية ان لم تكن المرحلة الابرز التي بدأت من الستينيات واستمرت حتى السنوات الاخيرة من حياته .. الفنان الذي توقع له استاذه جواد سليم مستقبلا مبهرا في مجال النحت عندما قال لطلبته ان " هذا الفتى اليافع سيكون يوما خليفتي " . لم يكن طالب مكي فنانا عاديا ، ولا رساما عاديا ، ولا صانع كتب للاطفال ، ولا نحات عاش حياته يتمنى ان تتزين احد ساحات بغداد باحدى منحوتاته ،لكن حتى هذه الامنية ظلت مجرد امنية حين لم يلتفت اليها احد ، كان طالب مكي نوع آخر من الفنانيين الطليعيين ، قد تتأخر جماهيريتهم واهتمام النقد بهم ، لكنهم يظلون الاكثر تاثيرا في ساحة الفن الذي يمارسونه .. هم نوع اكثر وعيا بالفن الذي يقدمونه ، كما هم الاكثر وعيا بالواقع الذي يعيشونه بعيون مفتوحة عن آخرها واحاسيس اكثر رهافة وصنعة واحساس فني . كان طالب مكي مهموما بالفن ، فوجد في رسوم الاطفال مهربا لروحه ولقيمه الفنية والفكرية من قسوة الحياة وغياب المعايير الحقيقية ... عاش طالب مكي حياته ملتصقا بالفن ، يرى ان علاقته بالفن اكثر من كونها ممارسة فنية ، فهو يعيش الفن ويتنفسه ، ولم يكن يستطيع الفكاك منه ، ولهذا كان يعمل على استخدام مهاراته الفائقة للوصول الى جوهر الفن الكاشف لجوهر الحياة ..غاب طالب مكي بعد ان عانى من الجحود ، وها هو عاشق ومتصوف الفن في رحلته الاخيرة يشكو من جحود ذوي القربة ، فقد استكثرت عليه وزارة الثقافة " نعي " صغير على صفحتها ، فيما دار ثقافة الاطفال وكان احد مؤسسيها وابرز اعلامها، تعيش في صمت مطبق .
علي حسين
بغياب الرسام الكبير طالب مكي تنطوي صفحة ناصعة من تاريخ العراق الفني والثقافي ، كان فيها طالب مكي فنانا شاملا يتنقل بين الرسم والنحت.. لكن كل ذلك لم يجعله يتجاوز الرسم للاطفال والذي يشكل مرحلة مهمة من مراحل حياته الفنية ان لم تكن المرحلة الابرز التي بدأت من الستينيات واستمرت حتى السنوات الاخيرة من حياته .. الفنان الذي توقع له استاذه جواد سليم مستقبلا مبهرا في مجال النحت عندما قال لطلبته ان " هذا الفتى اليافع سيكون يوما خليفتي " . لم يكن طالب مكي فنانا عاديا ، ولا رساما عاديا ، ولا صانع كتب للاطفال ، ولا نحات عاش حياته يتمنى ان تتزين احد ساحات بغداد باحدى منحوتاته ،لكن حتى هذه الامنية ظلت مجرد امنية حين لم يلتفت اليها احد ، كان طالب مكي نوع آخر من الفنانيين الطليعيين ، قد تتأخر جماهيريتهم واهتمام النقد بهم ، لكنهم يظلون الاكثر تاثيرا في ساحة الفن الذي يمارسونه .. هم نوع اكثر وعيا بالفن الذي يقدمونه ، كما هم الاكثر وعيا بالواقع الذي يعيشونه بعيون مفتوحة عن آخرها واحاسيس اكثر رهافة وصنعة واحساس فني . كان طالب مكي مهموما بالفن ، فوجد في رسوم الاطفال مهربا لروحه ولقيمه الفنية والفكرية من قسوة الحياة وغياب المعايير الحقيقية ... عاش طالب مكي حياته ملتصقا بالفن ، يرى ان علاقته بالفن اكثر من كونها ممارسة فنية ، فهو يعيش الفن ويتنفسه ، ولم يكن يستطيع الفكاك منه ، ولهذا كان يعمل على استخدام مهاراته الفائقة للوصول الى جوهر الفن الكاشف لجوهر الحياة ..غاب طالب مكي بعد ان عانى من الجحود ، وها هو عاشق ومتصوف الفن في رحلته الاخيرة يشكو من جحود ذوي القربة ، فقد استكثرت عليه وزارة الثقافة " نعي " صغير على صفحتها ، فيما دار ثقافة الاطفال وكان احد مؤسسيها وابرز اعلامها، تعيش في صمت مطبق .