مثقفو حلب
محمد منار الكيالي
منتبج الأوداج !!
كنا جلوساً في المقهى ، مجموعة من الأصدقاء من مختلف المهن المهندس والمحامي والطبيب والتاجر …
عندما جاء صديقنا علي متأخراً يرافقه رجل لا نعرفه ، قدمه لنا على انه رجل أعمال معروف ومن اسرة مشهورة بالغنى والارستقراطية !
كان طويل القامة ، حسن الثياب ، شعره ابيض لماع يضفي عليه احتراماً ومهابة ، يضع نظارات شمسية حالكة السواد ، رحبنا بالضيف واستمر الحديث تتجاذبه من هنا وهناك .
لاحظت ان الضيف لا يشارك في الحديث ، لم يخلع نظارته الشمسية السميكة ، وهذا سبب لنا بعض الضيق ، لم نكن نعرف الى اين ينظر ، هل ينظر الى الطاولة التي خلفنا ، وقد جلست عليها مجموعة من الحسناوات ، ام الى النادل يروح ويجيء، ام انه سارح في افكاره لا ينظر الى شيء !
كان الضيف احمر الوجه ، غليظ الرقبة ، لذا بدا لي منتبج الاوداج !
طلبنا له فنجاناً من القهوة ، ولكنه لم يشرب منه سوى رشفتين !
اخيراً تكلم وقال : ألم تجدوا مقهىً أفضل من هذا ؟ ثم صمت .
خيم على الجلسة جوٌ من التوتر ، وساد صمت مريب .
فجأة ، ومن دون سابق انذار ، نهض الرجل ورحل دون ان يودعنا ، ومن دون ان نحظى برؤية عينيه الجميلتين .
لا بد أننا لم نكن على مستوى منتبج الأوداج ، لذلك رحل بعد ان انتفخت أوداجه غضباً وسخطاً !
محمد منار الكيالي