أ. فاطمة ناصر الحسنات
الأردن
أ. منصورعبدالعزيز الشقيرات
الأردن
رحلة في رحاب التكافل والتعاون بعض الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات في وادي موسى جنوب الأردن
العدد 57 - عادات وتقاليد
المقدمة
يتميز الشعب الاردني بشكل عام بعمق ثقافته الممتدة إلى عصور قديمة تكاد تشي بالكثير من الثقافات والعادات التي يمتد بعضها لآلاف السنوات والتي تدل على أن هذا الشعب يتكئ على رصيد كبير من الموروث الاجتماعي والذاكرة الشفوية التي للأسف غفلت عنها أقلام الكتبة والمدونين. وكجزء من هذا المجتمع الغني فإن مجتمع وادي موسى وما حوله هو أيضا امتداد لتلك الثقافة وذلك النسيج، فهو مجتمع غني جدا في ثقافته وتاريخه ولربما لموقعه الجغرافي الذي يبعد عن عمان ما يقارب 250 كم الأثر الأكبر في هذا الغنى الثقافي والاجتماعي.
وادي موسى مدينة أردنية، ومركز لواء البترا في محافظة معان. تقع في جنوب الأردن حوالي 250 كم من عمّان. ويبلغ عدد السكان حوالي 25 ألف نسمة. شهدت وادي موسى تغيرات جذرية في مستوى الخدمات خلال العقد الأخير وقد بني فيها عدد كبير من الفنادق المصنفة من فئات الخمس نجوم والأربع نجوم لكي تستقبل الزائرين إلى المدينة الأثرية (البترا). وكانت تسمى قديما (إلجي) بسبب لجوء الناس إليها للحماية والتحصن بها وقت الاضطرابات. يقطن وادي موسى اللياثنة (بني ليث) من قبيلة كنانة.
فالزائر الذي يمر بطول الطريق الصحرأوي من العاصمة عمان متجها إلى وادي موسى فإن أول ما يخطر بباله أنه سينتهي به المطاف إلى وجهة صحرأوية كتلك التي صادفها طيلة الطريق الصحرأوي إلا أنه يتفاجا بالغطاء النباتي والمناظر الخلابة التي تحتويها أودية وجبال وادي موسى حاضنة البترا وعاصمتها. وهي السبب الرئيس الذي جذب وحفز السكان المحليين بالبقاء في هذه المنطقة بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي واجهتهم ولا زالت.
ولا يمكن الحديث عن الموروث الاجتماعي في أي مكان بمعزل عن محيطه فالانسان هو نتاج محيطه بكل ما يحتويه ذلك المحيط، ولأن محيط وادي موسى مميز فبالضرورة أن ينتج عن ذلك التميز الطبيعي تميز بشري لا يكاد يتكرر وفيه من القيم والعمق الكثير مما قد يكون مفيدا أن يكتب عنه ويعلمه العالم. فعلى سبيل المثال كلمة «العونه» قديما هي مصطلح ليس بالضرورة ان يكون محليا مرتبطا باهالي وادي موسى بل بأهالي الأردن بشكل عام فهو الأصل لكل ما يعرف الآن بالعمل التطوعي، وهو أن يقدم الآخر مساعدة دون مقابل «ويفزع» بالمعنى المحلي لجارة أو لقريبة أو لابن بلدته في أمر يحتاج فيه إلى مساعدة، ودون طلب أو تذلل، فمعظم منازل وادي موسى ما كانت لتبنى لولا العونة، ومعظم الحصائد من قمح أو شعير أو عدس أو كرسنه ما كانت لتنتهي ليومنا هذا لولا العونة وغيرها الكثير من الأعمال التقليدية ذلك الوقت ما كانت لتتم لولا هذا البعد الاجتماعي الذي يظهر أسمى معاني التكافل والبساطة التي تميز هذا المجتمع عن غيره.
ونظرا لاتساع وغنى هذا الموروث ولعدم القدرة لكتابة وشرح جميع هذه التفاصيل فانه سيتم التركيز في هذا البحث وتسليط الضوء فقط على بعض الممارسات والعادات الاجتماعية مثل: ممارسات الزفاف والخطوبة والختان والحصاد والزوارة.
وتمت مقابلة كبار السن لنأخذ من حصاد ذاكرتهم إلى تلك الحقبة الزمينة وما حوته من عادات وممارسات لا يمكن أن تكون إلا في مجتمع غني ويمتلك أدوات يستطيع بامتلاكها العيش في فترة زمنية قد تكون الأصعب تاريخيا.
مشكلة البحث:
كما ذكرنا سابقا فإن هذه الفترة الزمنية غفل عنها كتبة التاريخ ولم يسبق أن أجريت دراسات تحليلية لأي طقوس أو ممارسات التي كانت في وادي موسى إلا الأمر اليسير والتي لم تتطرق إلى الطقوس وأسبابها وما العبرة منها وهنا تكمن أهمية هذه الدراسة والتي ستقربنا أكثر إلى فهم تلك النفس البشرية التي عاشت في تلك الفترة والتي يمكننا الاستفادة منها ومن موروثها في حياتنا اليوم. فالمعرفة كما يقال قوة، إلا أن المعرفة لوحدها لا يمكن أن تكون قوة إلاإن تم استخدامها نحو هدف واضح ففي هذا الحالة فقط يستقيم القول «المعرفة قوة»!
ومن هنا تتحدد مشكلة الدراسة بالسؤال :ما هي الطقوس والممارسات التي كانت موجودة في منطقة وادي موسى ؟
أهمية البحث :
إن التعرف إلى الطقوس والممارسات التي كان يقوم بها سكان وادي موسى يتطلب التعرف إلى مضامينها وما يتم ممارسته فيها، وذلك ما يمكننا من التعرف إلى هذه الاحتفالات ودورها في الحياة الأردنية وخصوصا الحياة في منطقة وادي موسى، حيث يتم اعتبارها أداة أساسية يمكن أن تساهم في رسم صورة صادقة للمجتمع الأردني ومجتمع وادي موسى، وعليه فإنه يمكن لهذه الدراسة تسليط الضوء على فترة من الزمن كانت تتسمم بالبساطة والتكافل والتلاحم بين أفراد المجتمع وكانت تمارس فيها طقوس توصف بأنها طقوس رائعة تدل على مجتمع متماسك متكافل وصدق العاطفة والعفوية في أغلب هذه الطقوس . وأن لا نغفل عن فترة من الزمن كانت تحمل في طياتها الكثير من الطقوس التي كان يمارسها أجدادنا بكل عفوية وبساطة وتكافل .
أهداف البحث :
يهدف البحث إلى :
1. التعرف على بعض الممارسات والطقوس التي كان يمارسها سكان منطقة وادي موسى وما حولها قديما .
2. تسليط الضوء على احتفالات وادي موسى وما حولها قديما والغوص عميقا فيها لمعرفة أسبابها ومعانيها وقيمها.
3. توثيق الأغاني ومعانيها لتلك الحقبة الزمنية.
4. توثيق هذه الممارسات والطقوس لحمايتها والاستفادة منها في يومنا الحالي.
5. توثيق مرحلة مهمة من تاريخ المنطقة التي كانت جميلة وبسيطة بكل ما تحمله من تفاصيل
الكلمات الدالة :
1) الطقوس Rite:
طقس [ مفرد ] : ج طقوس :
1. حالة الجو من ضغط وحرارة وبرودة ورطوبة ورياح وغيرها في يوم أو أيام قليلة طقس حار صيفا بارد ممطر شتاء - طقس معتدل على الساحل الشمالي منطاد الطقس: منطاد يستخدم لحمل أجهزة رصد تجمع معلومات عن الأحوال الجوية .
2. نظام وترتيب، وأكثر ما يستعمل لنظام الخدمة الدينية أو شعائرها واحتفالاتها، عند النصارى طريقة دينية في الصلاة وإقامة الشعائر طقوس دينية - لهذه الطائفة طقوس خاصة - ممارسات طقسية (1).
لفظة «Rite» في اللاتينية من «Ritus» ويعنى مجموع «الأنشطة والأفعال المنظمة التي تتخذها جماعة ما خلال احتفالاتها»(2).
أما في الاصطلاح العام فهي عبارة عن مجموعة السلوكيات والأفعال والأقوال التي يقوم بها الانسان بصفة متكررة يتفق عليها الجميع ذات علاقة بالدين والسحر والمعتقد الاجتماعي
وترجع أصول هذا المصطلح إلى الكلمة اليونانية Taksis والتي تعني النظام أوالترتيب(3).
2) الممارسات Practices :
الممارسة لغة: مارس الشيء مراسا .
وممارسة: عالجه وزأوله، يقال: مارس الأمور والأعمال، تمرس بالشيء: احتك به وتدرب عليه(4).
الممارسة اسم مؤنث : تدل الممارسة على أحكام السلوك الفردي والجماعي.
وهو في استخدامه اللاتيني practice من أصل يوناني «براكتيكوس»، ويعدّ واحداً من المفاهيم التي شاع استخدامها في الفكر الفلسفي من ذلك الحين، وقد استخدمت للدلالة على النشاط المستمر الذي توضع من خلاله مبادئ العلوم موضع التطبيق، ومنه قولهم: ممارسة الطب، وممارسة الغناء، وممارسة السياسة، كما تستخدم للدراسة على المدأومة في النشاطات العقلية، كأن يقال ممارسة التفكير، وممارسة التأمل، وغيرها، ولكنها بصورة عامة أكثر مرادفة للنشاط العملي activité pratique ،ومنها جاء تعبير ممارسة praxis المشتق من اليونانية أيضاَ، ويراد منه أن يكون مقابلاً للعلم النظري والتأمل(5).
الممارسة اصطلاحا: هي المدأومة على عمل الشيء بشكل مستمر.
3) الاحتفالات : Celebrations
[مفرد]: احتفالات (لغير المصدر) مصدر احتفلَ/ احتفلَ بـ/ احتفلَ لـ.
اجتماعٌ على فرح ومسرّة «تقام الاحتفالاتُ في البلاد بذكرى الأعياد الوطنيّة»(6)، اما الاحتفالات اصطلاحا فهي ممارسات وأنشطة اجتماعية يقوم بها الأفراد للتعبير عن فرحهم بشيء ما .
الخِطبة :
الخِطبة لغة : هي طلب الرجل المرأة للزواج منها .
وهي في الاصطلاح مثلها في اللغة، مع ملاحظة شروطها الشرعية، والخِطبة هي أول مراحل الزواج .
وسوف نبدأ بالعادات الخاصة بالزواج وهنا تسرد لنا الحاجة فاطمة بعضا من ذاكرتها فتقول:
كانت الخطبة تتم في وادي موسى كما تسرد لنا الحجة فاطمة الحسنات انه (يقوم أهل العريس بالتوجه إلى أهل العروس بعدد من وجهاء العشيرة وكبار السن والأصدقاء وهي ما تسمى بالجاهه ويحضرون معهم الذبائح، وعند اكتمال وصول الجاهه واستقبالها من وجهاء أهل العروس والترحيب بهم , تقدم القهوة العربية (السادة) لكبير الجاهة فيضع فنجان القهوة أمامه، فيجلس مقابله كبير المستقبلين.
فيباشر كبير الجاهة بالقول: (احنا جايين نطلب ايد بنتكم فلانه لابنا فلان على سنة الله ورسوله)
ليرد عليه كبيرأهل العروس ويقول: (تراها جتكم هديه ما من وراها جزيه)
ثم يعود كبير الجاهة بالرد بالمهر (وغالبا ما يكون متفقا عليه بين أفراد العشيرة أو البلد «وادي موسى») وبعدها يقرا الموجودون سورة الفاتحة، وتبدأ حينها مظاهر الفرح فتقوم النساء بالزغاريد ويتم ذبح الذبائح التي أحضرها أهل العريس وإعداد الطعام الذي يطلق عليه (الصفاح) وتضيف الحاجة فاطمة أن العروس ليس لها الحق في الرفض أو القبول فإن ولي امرها هو من يقوم بالموافقة أو الرفض .وهنا تقوم النساء بالغناء والاحتفال بهذه المناسبه وتذكر الحاجة بعضا من هذه الاغاني:
من الصبح للعصر واحــنــا مشــينا
من الصبح للعصر طــيبات الاصـل
واحنـــا خـذينـــا طــيبات الاصـل
وليـلتـــين وليلــه واحنـــا مـاشــينا
ليـلتــــين وليلــة ومن بنات العيلة
واحــنا خـــذينــا من بنـات العيلة
هذا ما يخص الخطبة وبعض ما يتم فيها من ممارسات.
الزواج :
الزواج في اللغة : الارتباط والاقتران.
اما الزواج اصطلاحا : هو اتفاق أو عقد يتم بين الذكر والأنثى بهدف تكوين أسرة وحفظ النفس البشرية .
أما الزواج ( الزفاف ) فعلى لسان الحاجة فاطمة تقول:
يبدأ العرس بشهر من قبل موعد الزفاف من التجمع عند أهل العريس حيث تبدأ الاحتفالات طوال الليل وتسمى ( السهرات) يقوم الشباب خلالها بالدبكات والدحيه والرقص على ايقاع الشبابة.
وتستمر في سرد ذكرياتها فتقول :
«أثناء الدبكة (هي عبارة عن مجموعة من الشباب تصطف متشابكي الأيدي ترافقها الشبابة (المزمار) والطبلة) تبدأ بالغناء مجموعات من الشباب تقسم على شخصين أو ثلاثة تردد أغاني متوارثة مثل على دا العونة على دا العونة ويتخللها بعض الكلمات إما وليدة اللحظة أو معادة من بعضهم بعضا، ومن ثم يرتفع الإيقاع لتنفرد الأيدي على الأكتاف وتبدأ الحركات بالأرجل بالضرب على الأرض مع ضربات الطبلة مكونة لوحة فنية متناسقة يقودها قائد الدبكة (اللويح).
الجوفية وهو نوع آخر من الرقص عبارة عن اصطفاف مجموعتين متقابلتين متشابكة الأيدي من كبار السن وبعض الشباب حيث يردد كل صف على حدة بيتا من الشعر ثم تقوم المجموعة الأخرى بالرد عليهم ومن أهم الأغاني التي ذكرتها الحجة فاطمة وكانوا يرددونها:
يـابـو رشــيدة قـلبنـا اليـوم مجــروح
جـرح غمـيق وبـالحشـا مسـتظ
لجابـوا الطبــيب ومددونـي على اللـوح
قلت برخأوة ما عاش اللي يصلني
ظليت انادي واضرب الباب بالسيف
عيّـوا يـا بابي هلك لا يفتحولـي
يا نجم ياللـي بـالسما واسمك اسهـيل
لنشفت العالـي بالله دلـوه علـيا
دلـوه علـى المفـتاح وفي طاقـة الـباب
وان مــا لقـي المفـتاح ينـده علـيا
أما السامر (الدحية) فهو من اسمه لسمر ولليل وفيه وصف للرجال الذين يتميزون بنبرات صوت عالية وذات نسق واحد كل اثنين أو أكثر يرددون أبياتا من الشعر النبطي الموزون على قافية واحدة إما من شطرين، أو ثلاث أشطر(مثولث) أو من أربع أشطر (مروبع) وتتردد الأدوار بينهم وفي بعض الأحيان يكون التحدي كما ذكرت الحجة هو الوقوف لوقت متأخر دون التعب و ينتهي السامر برقصة الدحية التي تكون عبارة عن «أصوات عالية يطلقها (أهل السامر) يستعرض أمامهم شخص أو شخصان رقصة بالعباية التي يرتديها ذهابا وأيابا لتحميسهم وتشجيعهم على الاستمرار».
وهنا لا بد من الإشارة إلى تاريخ هذه الرقصة الشعبية وأصلها، والتي قد يجهلها الجيل الحالي وقد يعتبرونها رقصة مخيفة وخاصة عندما تتعإلى الأصوات في نهاية الرقصة وترافقها حركات قد لا تكون مفهومة من قبل بعض الشباب وتصبح حركاتهم سريعة، فهي للوهلة الأولى مخيفة وهي بالفعل كذلك وهذا هو سبب وجودها أصلا فهي رقصة حرب والغرض منها الإخافة فالقصة التاريخية التي ترتبط بها بأن هنالك مجموعة من الحجاج الذين تعرضوا للصوص في الليل فما كان منهم الا أن يتمايلوا ويصدروا صوتا يشبة صوت الجمال ليعلم اللصوص بان عددهم كثير ليخافوهم وبالفعل خاف اللصوص ونجحت الخطة.
أما فيما يخص النساء فبحسب رواية الحاجة فاطمة تقول:
«اما ما يخص النساء فالنساء هن عمود أغاني الأفراح ففي حفل الزفاف تقوم النساء بترديد أغاني مثل المهاهاة، والهدهدة، والترأويد منها ما يكون مرافقا للطبلة ومنها ما يكون فرديا مثل المهاهاه تذكر لنا الحاجة فاطمة منها :
يا ام العريس واكربي زنارك
لولا العريس ما جينا ع دارك
وتذكر ايضا
في ثلاثـين يـوم مـع لـيايلـيها مع لياليها
لسهر الليل ودمع العين هلالي العين هلالي
علقتني بهـواهـا الله يجـازيـها الله يجازيها
هنيا عليك يا العريس هنية
سبع مرات وقولك هنية
عليم الله لو شوفـت خدودهـا
تفاح الشام والأ أحمر شوية
و غيرها الكثير من الأغاني والأهازيج التي تتغنى بها النساء بمدح للعريس وأهل العريس والاغاني التي تتحدث عن جمال العروس .
عند اقتراب موعد العرس قبل العرس بيوم هذا اليوم يطلق عليه (النصه) عند أهل العريس وعند أهل العروس يسمى بيوم الحنه.
تبدأ النصه منذ الصباح عكس السهرات التي كانت تبدأ بعد صلاة المغرب حيث تجتمع النساء ويقمن بإعداد طعام الغداء الذي يتكون من القمح المطبوخ باللبن ويوضع عليه عند تقديم البندورة وتسمى (الجريشة) وتقوم النساء أثناء إعداد الجريشة بالغناء والاحتفال من خلال الهجيني والأغاني الخاصة بهذه المناسبة، ومن الأبيات التي ذكرتها لنا الحاجة فاطمة والتي كانت تقوم النساء بغنائها في الهجيني:
من فتيت العيش والطير يشبع من فتيت العيش
يـا صـلاة محمد يـا ذكـر رب يـا صـلاة محمد
الوحش بالوادي منهو انسدحله الـوحش بـالــواد
والخوال اجوادي انسدح له احمد والخـوال اجـواد
تقوم النساء بتقديم الطعام للموجودين من رجال وأطفال ونساء وتكون أم العريس قد جهزت الزينة التي توضع على بيتها وبيت العريس من رايات وأعلام الأردن وحبل المودع الذي يكون عبارة عن أقمشه ملونة ممدودة على حبال يأخذ الرجال الزينة وتخرج النساء معهم للصعود على السطح وتضع ام العريس الحلوى التي كان يطلق عليها حلو الناشد كما ذكرت الحاجة فاطمة الصحن الكبير الذي تقوم بتوزيعه على الموجودين في النصة، يعلق الرجال الزينة وتقوم النساء بالغناء مع الطبلة .
ثم تاتي مجموعة من النساء من أهل العروس وأمها تحضر ملابس العروس (الجهاز) وهو كما روت الحاجة فاطمة أنه عبارة عن حقيبة تم وضع مدرقة وشال صوف وبعض قطع الملابس في هذه الاثناء تكون أم العريس وأقاربه بإستقبالهن تدخل أم العروس بالحقيبة التي تحتوي الملابس وهي تحملها على رأ سها متباهية أمام الجميع وتفتح الحقيبة وتقوم النساء بإلقاء النظر على الجهاز، بعد ذلك يقوم أبو العريس بإعطاء أم العريس مبلغا من المال وهو عبارة عن (دينار ونصف) ويعتبر هذا المبلغ كبيرا في تلك الأيام، ثم تعود أم العروس ومن معها إلى بيتها للتجهيزللحنة ويوم الزفاف.
يوم الحنة هو اليوم الأخير قبل يوم الزفاف آخر أيام السهرات تتوجه فيه النساء من قريبات العريس وجاراته وأخواته يتوجهن جميعا في موكب نسائي يعرف ب ( الحنايات ) إلى أهل العروس يحملن طبق الحناء المعجون الذي يكون مزينا بالشمع للمشاركة في مراسيم حناء العروس، حيث من المعتاد أن تقوم إحدى النساء ِاللواتي لديهن خبره بمهمة تزيين العروس وتخضيب شعرها ويديها وقدميها بالحناء، في حين يوزع باقي الحناء المعجون بين النساء المتواجدات في الحفل، وتتغنى النساء الموجودات عند العروس بجمال العروس أثناء تخضيب يديها بالغناء الجميل وهو شكل من اشكال الغناء الذي يطلق عليه الترأويد قائلات :
يـا رويـدتنـا يـا فـاطمـة
يــا رويــدتنـا يــا هــيه
حناك مرطب يا فاطمة
حـناك مرـطب يـا هيه
يا أم شعير أشقر يا فاطمة
يـا أم اشعير اشقر يـا هيه
قلـب واتفكر يـا اديب
قلـب واتفكـر يـا هـيه
يوم الزفاف يوم ( الفاردة) اليوم الرئيسي للزواج حيث من المعروف انه يوم الزفاف يتوجه أهل العريس إلى منزل والد العروس حيث تكون العروس قد تم تجهيزها وقريباتها يغنين لها ويحتفلن بها. في الجهه المقابلة عند أهل العريس يتم تجهيز طعام الغداء اذا كان ابو العريس مقتدرا ماليا ويكون عبارة عن منسف، وهو الطبق التقليدي في وادي موسى والأردن، والمنسف هو عبارة عن لحم الضان أو الماعز مطبوخ في اللبن السائل (المخيض) أو مجفف (الجميد) ومن ثم يحضر على طبق يسمى (السدر) يوضع الخبز الرقيق (الشراك الذي يصنع من دقيق القمح ويخبز على النارحيث تقوم النساء طوال الليل بالعجن والخبز) ثم يوضع الرز وبعدها اللحم يزين بالبقدونس ثم يقدم حيث يجلس كل خمسة اشخاص حوله ويؤكل باليد ويقدم مع المرق، بعد الانتهاء من تنأول الطعام يقوم الحاضرون بإعطاء العريس أو والده مبلغا بسيطا من المال يسمى (النقوط) وهذا نوع من التكافل لتغطية جزء من تكاليف ونفقات الزواج وبعد الغداء تتوجه مجموعة من النساء ومجموعة من الرجال من طرف العريس وأصدقائه إلى بيت أهل العروس سيرا على الأقدام لاصطحاب العروس في موكب يسمى الفاردة، وهم يغنون:
يا بي ولد وسع الميدان والعز لك والفرحه للصبيان
يستقبلهم أهل العروس بكل حفأوة وترحاب ثم تبدأ النساء من الطرفين بالغناء والتغني بالعروس وجمالها
ومن هذه الأغاني :
رحبي بضيوف ابوكي يا عروس يا ام السوارة
يـا هلا بضيوف ابـوي لـو كانو بنات الحارة
رحبي بضيوف ابوكي يا عروس يا ام الكليل
يـا هـلا بضيوف ابـوي لـو كانـو اهـل الخليل
وعند استلام العروس من والدها تبدأ النساء من أهل العريس بالغناء قبل مغادرة الفاردة بالشكر والثناء على والد العروس
كثر الله خيركو ويخلف عليكو
كثر الله خيركو
ما عجبنا غيركو بكل النسايب
ما عجبنا غيركو
كثر الله خيركو ويخلف عليكو
كثر الله خيركو
ما عجبنا غيركو بين الخلايق
ما عجبنا غيركو
وتخرج الفاردة سيرا على الأقدام من منزل والد العروس إلى منزل والد العريس ويكون المسير مصحوبا بالغناء من قبل الرجال والنساء وتتنوع الأغاني والأهازيج وتعلو الزغاريد
بالـورد والحنا رشو الوسايد بالورد والحـنا
يوخـذ ويتهنى قولو لـمحمد يوخذ ويتهـنى
بالورد والريحة رشو الوسايـد بالورد والريحة
يوخـذ المليحة قولو لـمحمد يوخذ المليحة
عند وصول الفاردة إلى بيت أهل العريس تصمد العروس على مرتبة مرتفعة ( كما هوواضح في الصورة المرفقه) تم إعدادها خصيصا للصمدة تقوم النساء بالغناء وانتظار دخول العريس ليكشف عن العروس المنديل الذي يغطي وجهها بعد الانتهاء من مراسم الصمدة يقوم الرجال بزف العريس والغناء عليه والتوجه به إلى منزل الزوجية هو والعروس ومن هذه الأغاني :
يــالله تـــوكـلـنا علـيه يـا سيد المتوكـلين
يالله طلبتك يا الكريم الرشد والفال المليح
الختان:
المعنى اللغوي: هو القطع.
وفي الاصطلاح: قال الحافظ: قطع بعض مخصوص، من عضو مخصوص(7).
اما الختان كما كان في وادي موسى أو كما كان متعارفا عليه الطهور حيث يحضر المطِّهر( الشلبي) كما كان يطلق عليه وأقارب الطفل والأصدقاء والجيران، وكما تذكر لنا الحجة فاطمة كان يقوم الناس في وادي موسى بتجميع عدد من الأطفال ليتم لهم الطهور مرة واحدة بسبب قدوم المطهر من مدينة معان وكان اسم المطهر الذي كان يقوم بالطهور ( عدنان أبو الزيت ) في يوم الطهور تقوم النساء بتجهيز الطفل وذلك بتلبيسه الثوب الابيض، وعند الطهور يحضنه والده أو خاله وقد يكون عمه كي يساعد في ضبط حركات الطفل بين يدي المَطِّهر، وما أن ينهي المطهر عمله الذي لا يطول اكثر من دقائق محدودة حتى يتم تسليم الطفل إلى أمه التي ربما تكون هي الأخرى في حالة بكاء مع طفلها من خوفها عليه وتعاطفها مع بكائه، وكل ذلك على وقع أغاني الطهور الخاصة بهذه المناسبة، والتي تحث على ذكر الله وأن يترفق المطهر بالطفل وأن لا يؤلمه
سمو على محمد سمو عليه
طايح لطهوره ذكر الله عليه
بـالله يـا شلبي سمـي علـيه
محـمد مـدلل مـا شا الله علـيه .
طهره يـا شلبي ونـأوله امـه
يـا دموع الغالي نزلت على كمه
طهره يـا مطهر ونأوله خاله
يا دموع الغالي نزلت على خلخاله
عونة الحصاد:
كما تحدثت في البدايه كان الناس في تلك الفترة من الزمن يميزهم التعأون والتكافل فيما بينهم فعندما يكون أحدهم لديه عمل أو يحتاج المساعدة لا يتوانى أحد عن تقديم المساعدة من رجال ونساء ومن أهم الأعمال التي تحتاج المساعدة الحصاد
الحصاد: (مصطلحات) أوان جني الثمار.(فقهية) الحصاد: (مصطلحات) بفتح الحاء وكسرها مصدر حصد، قطع الزرع ونحوه. (فقهية) حَصَد: (اسم) مصدر حَصِدَ الحَصَد : الزَّرْعُ الْمَحْصُودُ الحَصَدُ : اشْتداد الفَتْل واستِحْكام الصِّناعة في الأَوتار والحبال والدُّروع(8).
الحصاد اصطلاحا : هو الموعد الذي يتم فيه موعد قطف محصول القمح حيث يجتمع الرجال والنساء بما يسمى (العونة) يتوجه أفراد العونه إلى الأرض المراد حصادها مصطحبين معهم أدوات الحصاد (المناجل) والطعام والماء أو ما يطلق عليه (الزوادة) وهو عبارة عن البندورة والبصل والزيتون، والماء يتم وضعه في براميل مغطاة بقطعة قماش (خيشه) للمحافظة على برودة الماء وطبعا لا ننسى الخيمة التي يتم بناؤها في موقع الحصاد لوضع الأطفال الصغار فيها وأيضا مكان لاستراحة الحصادين .
في الصباح يقوم الحصاد بالغناء مخاطبا القمح قائلا:
صـباح الـخير يـا زرعـي يــا طـويــل الفــرع
يـا وديــدي يـا وديــدي خــذ عـــن ايـــدي
يبدأ الحصاد باصطفاف الحصادين بجانب بعضهم البعض مغطين وجوههم عن الغبار وأشعة الشمس وينطلق الصف متسابقين من يصل إلى النهاية وتكون عملية الحصاد مصاحبة بالأغاني والأهازيج التي تشجعهم على التحرك والإسراع في عمليه الحصاد أذكر منها :
منجلي يـا بورزة وشـو جـابك من غزة
جابني حب البنات والبنات المزيونات
منجلـى وامنجـلاه راح للصـايـغ جــلاه
مـا جـلاه إلا بعلبة يـاريت العلبة عـزاه
هـي عزاه، وهـي جزاه، وعزا وليداته وراه
ويقف بين الحين والآخر أحد الرجال ليشجع الحصادين ويشحذ هممهم مناديا باعلى صوته
هــوج ومـــوج هــوج ومـــوج
طبعا يكون الأصغر في السن من أفراد العونة خلف الحصادين يقومون بجمع ما يقوم الحصادون بقطفه من القمح ويتم جمعها فوق بعضها ويطلق عليها (غمور) وتستمر هذه العمليه لعدة أيام أو أسابيع إلى أن ينتهي القمح وبعد الانتهاء يتم نقل القمح على الحمير والبغال على منطقة تسمى (الجرن ) هناك يتم تجهيز آله يطلق عليها (الدراسة ) التي تقوم على طحن القمح وعزل القش عن الحب طبعا لهذه المرحلة أغاني خاصة فيها نذكر:
هب الهوا يـا يـاسـين يـاعـذاب الـدراسـين
يــا عـــذابــي معهـم ضـو القمر طـالـعهـم
طـالعهـم وايـلاليـهم وايشلـع طــواقـيهــم
يـاحمـرا يـا لــواحـة لـونـك لـون التفاحـة
لـن حـدرت ع البـحر لا حدر وراك سباحـة
وان طلعـت للـسمـاء طـير مرفـرف جناحـة
وبعد انتهاء كمية القمح الموجودة يتم تعبئتها في أكياس مصنوعة خصيصا من الخيش يتم نقلها في (الترله) ليتم تخزينها لتغذية أغنامهم واستخدام القمح في الخبز والطبخ .
وبذلك تنتهي عملية الحصاد
ختاما ننهي هذا البحث بطقس من الطقوس التي كانت موجودة ويمكن أن تعتبر من الطقوس المهمة في وادي موسى تأتي أهميتها أنها كانت تقام فقط في منطقة وادي موسى وما حولها وهي الزوارة .
الزوارة :
قبل أن أبدأ بسرد كيف كانت تتم الزوارة وما هي الطقوس المرافقة لها أبدأ بذكر بعض التفاصيل المهمة حول موقع الزوارة والأهمية الخاصة به يعد مقام النبي هارون عليه السلام من أهم المواقع الاثرية الاسلامية في البترا ويقع المقام على مسافة (5 )كيلو مترا جنوب غرب مدينة وادي موسى، وعلى مسافة (37) كيلو متر عن مدينة معان، ويقع المقام على قمة جبل صخرية في منطقة منعزلة عن مدينة البترا وعلى ارتفاع (1250م) فوق مستوى سطح البحر،ويبلغ ارتفاع ا لجبل أكثر من (70) مترا . ويعد المقام من أعلى القمم الجبلية المحيطة بالبترا، فلا يوجد جبل في المنطقة أعلى منه ويمكن رؤية المقام من وادي موسى على نحو واضح، خاصة في وقت الصباح الباكر(9).
طقوس الزوارة: تبدأ طقوس الزوارة بالمناداة للزيارة قبل يوم أو يومين من قبل شخص من عائلة الشماسين وهو(درويش الشماسين) يقوم بالمناداة في وسط وادي موسى كما تذكر الحاجة فاطمة وغالبا بعد صلاة المغرب، هناك مواسم للزيارة كما ذكرت الحاجة فاطمة أن هناك موسمان الأول في الربيع والآخر في الصيف ومن الجدير بالذكر ان الزوارة لم تقتصر فقط على أهالي وادي موسى بل كان هناك اهل الشوبك والطيبة ومعان.
بعد المناداة والاتفاق على يوم الزوارة يتجهز الناس ليوم الزوارة من نساء وأطفال وشباب وتقوم النساء بتجهيز الزيت والسمنة حتى تضعها في المقام حتى أن الحاجة فاطمة ذكرت أن بعض النساء لا يستطعن الخروج للزوارة فتعطي جارتها أو إحدى النساء الزيت والسمنه خاصتها لتضعها لها في المقام. طبعا يتم الخروج بشكل جماعي فبعضهم يركب على الحصان وبعضهم يركب على الحمار أو البغل أو مشيا على الاقدام طبعا طوال الطريق يقوم بعض الرجال باطلاق العيارات النارية لتشجيع الجموع، تصل الجموع للمقام مصطحبين معهم أمتعتهم من طعام وشاي ووسائل للإنارة وأغطيه لمن يرغب في النوم عند المقام يدخل الجميع للمقام دون إحداث أي صوت أو جلبة يبدأون قراءة القران والدعاء والتوسل يتم الدخول للمقام بالرجل اليمين ثم يتم إشعال الشموع وأيضا إشعال الفتائل المغموسة بالسمن والزيت لإضاءة المقام يقوم كل شخص بطلب ما يريد ثم يخرجو من المقام ومن الأشياء التي استوقفتني اثناء حديث الحجة فاطمة أنهم كانوا يخرجون من المقام بظهورهم اي يرجعو للخلف إلى أن يخرجو من المقام وذلك حسب ما تدعي احتراما للمقام ولصاحبه . يبقى الزوار لمدة يوم أو يومين على اكثر تقدير ثم ينزلون من على الجبل ويتوجهون إلى منطقة في بني عطا يقال له الجميد لإكمال احتفالهم بسباقات خيل وذبح وإعداد الطعام والغناء.
فمن الأهازيج التي اعتاد الأهالي في الجنوب على غنائها عند زيارة مقام النبي موسى:
يــا زوار مــوســى زوروا بـالـتهلـيل
زرنا النبي مـوســى عقـبال الـخلـيل
وشعرك يا موسى سايل عـالقنديل
يــا زوار مــوســى زوروا بــالـعــدة
يــا زوار مــوســى زوروا بـالــدرقـة
يــا زوار مــوســى زوروا بـالأعـلام
زرنا النبي مـوســى وعلـيه الـسـلام
يــا زوار مــوســى طـحـتوا سالمـين
يــا زوار مــوســى تــردوا ســالمـين
ويبدؤون بغناء أغنية أم الغيث أيضا من أجل المطر
يا أم الغيث غيثينا
بلي شويشة راعينا
راعينا شارد عنا
بده طبق حنا
يا أم الغيث يا دايم
بلي زرعنا النائم
يا أم الغيث يا حدرج
خلي سيلها يدرج
الخاتمة
في نهاية هذا البحث فإنه يمكننا القول بأن هذه الطقوس والممارسات هي إرث يجب الاهتمام به وعدم إهماله وتزداد هذه الأهمية لتكون سجلا يوثق تلك المرحلة التي مرت بها مدينة وادي موسى، هذه الطقوس هي توثيق لحياة الانسان الأردني التي كانت تتسمم بالبساطة والتكافل والتعأون بين أفراد المجتمع آنذاك،
نتائج البحث :
في ضوء هذه الدراسة المتعمقة للطقوس والممارسات التي كانت في وادي موسى فقد استخلصت من هذه الدراسة النتائج التالية:
1. تنوع الطقوس والممارسات التي كانت موجودة في وادي موسى
2. الاهتمام بالأغاني والأهازيج التي كانت ترافق الكثير من هذه الطقوس والتي كانت بمثابة مشجع لهم
3. اتصفت هذه الطقوس بأنها كانت منبثقة عن تكافل داخل المجمتع في تلك الفترة من الزمن
التوصيات :
في ضوء ما تم ذكره خلال هذا البحث والنتائج التي توصلت إليها فإني أوصي بما يلي:
1. ضرورة جمع وتصنيف وتوثيق الطقوس والممارسات التي كانت موجودة في منطقة وادي موسى والأردن للمحافظة عليها من الضياع والاندثار والتحريف.
2. إجراء دراسات متعمقة على الأغاني والأهازيج التي كانت مرافقة لهذه الطقوس
3. الاستفادة من كلمات وألحان أغاني النساء والرجال التي كانت موجودة في صياغة أعمال فنية موسيقية وغنائية جديدة .
الهوامش
1. معجم اللغة العربية المعاصرة
2. المعجم الوسيط، الجزء الأول، ط 2، دار أمواج، للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت لبنان 1987، باب «ط ق س» ص.561.
3. مجلة الثقافة الشعبية، الطقوس والممارسات العقائدية في المجتمع الشعبي بولاية تبسة ودلالاتها الاجتماعية
4. المعجم الوسيط—الجزء الاول والثاني – ص.470
5. الممارسة praxisسليمان الضاه
6. معجم المعاني الجامع - معجم عربي
7. فتح الباري (10 /340)
8. معجم المعاني الجامع - معجم عربي
9. موسم النبي هارون –عليه السلام - في البترا تاريخ الموسم والمقام - محمد النصرات المجلة الاردنية للتاريخ والاثار، المجلّد 7 ،العدد 1 ،2013م
الصور:
10. https://pbs.twimg.com/media/DPef58DX0AEO_l0.jpg
11. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88...4%9Bsto_II.jpg
12. http://ammannet.net/sites/default/fi...&itok=Sf3pJpsS
13. https://www.zyadda.com/wp-content/up...1327151490.png
14. https://scontent.fbah9-1.fna.fbcdn.n...7055616053075_ 1320088536_n.jpg?_nc_cat=110&ccb=1-5&_nc_sid=cdbe9c&_nc_ohc=WvTVGsFcg6QAX_hy1t_&_nc _h t=scontent.fbah9-1.fna&oh=00_AT91SXCY_CgMpQ7jlHC7c2TEPCVxi6zRW_Cyax PcaOpGKw&oe=62266ECA