لماذا سُميت الدول العربية
بهذه الأسماء ؟
كسبت معظم دول العالم أسماءها في قديم الزمان، ومنها الدول العربية أيضاً، فبعضها سمي تيمناً بآلهة قديمة، وبعضها الآخر سُمي تيمنا بحيوان ما أو جدول متدفق. هناك نظرية تقول أن معظم دول العالم اشتُقت أسماؤها من 4 أمور أساسية: وهي إما مزايا الأرض التي قامت عليها الدولة، أو الشعب الذي استوطن تلك المنطقة، أو نسبة إلى شخصية مهمة في تاريخها، أو بناءً على الوصف الاتجاهي لتلك الدول (كاليمن مثلاً، سنأتي على هذا الأمر لاحقاً).
لكن التسمية في منطقتنا العربية أكثر تعقيداً من تلك النظرية، خاصة مع شحّ المصادر التاريخية المكتوبة، فوصلتنا معظم هذه الأسماء بعدما امتزجت مع لغات أخرى مختلفة، وتطورت حتى في أماكن بعيدة عن مناطق تلك الدول، حتى أن هناك عدة نظريات وراء اسم دولة ما.
سُميت بعض الدول بناء على المنطقة الجغرافية التي تقطن فيها أو سمات تلك المنطقة –سواء كانت تضاريس طبيعية أم من صنع الإنسان. سُمي بعضها الآخر بناءً على المجموعات السكانية الكبيرة أو الحكام الذين عاشوا فيها، بينما سمي بعضها الآخر نسبة إلى الآلهة التي عبدها السكان أو الشخصيات المهمة في تاريخ المنطقة. فلنتعرف إذاً على أصل أسماء دولنا العربية .
إذا كان لديكم معلومات أخرى موثقة، فلا تبخلوا بها علينا:
1. الكويت
شُيد القصر الأحمر في الكويت بعدما اعتلى الشيخ مبارك الصباح العرش عام 1897.
إن كلمة كويت تصغير لكلمة «كوت»، حيث تعني هذه الكلمة بالعربية «حصن»، وتحديداً المنزل المبني على هيئة قلعة أو حصن مسوّر بالإمكان الدفاع عنه ويكون قريباً من مصادر المياه أو يحيط به بعض الآبار.
2. تونس
آثار قديمة تعود لزمن قرطاج. صورة: Wikipedia
أطلق الإغريق اسم تونس على العاصمة التونسية، وعلى الأرجح أن الاسم مشتق من لغة البربر، حيث تعني الكلمة «توقُف» أو «تخييم». على الرغم من أن تونس اليوم عاصمة البلاد، لكن البلد لم يكن معروفاً بهذا الاسم، بل أُطلق اسم إفريقية على المنطقة التي تشكل اليوم تونس.
هناك مصادر أخرى تُشير إلى أن المدينة، كالعديد من المدن والدول التي سنتعرف عليها لاحقاً، سميت كذلك بناءً على أسماء الآلهة التي عبدها السكان المحليون. فيُقال أن تونس المدينة سُميت تيمناً بالإلهة (تانيت) التي عبدها القرطاجيون، ثم غيّر العرب اسمها إلى تؤنس، وتشير مصادر أخرى إلى أن الاسم تونس يدل على طيب سكانها المحليين وكرمهم، فيأنس الضيف أو الغريب في هذه البلاد.
3. الجزائر
صورة تظهر جزر حبيبة في الجزائر.
سميت الجزائر كدولة على إسم عاصمتها والمدينة الأولى التي تحمل هذا الإسم، وقد تأسست مدينة الجزائر أول مرة سنة 960 على يد بولوغين إبن دزيري مؤسس السلالة الدزيرية على أنقاض مدينة Icosium الرومانية القديمة، ويقال أنه منحها اسم ”الجزائر“ الذي يعني في اللغة العربية مجموعة جزر نسبة إلى الجزر الثلاثة التي كانت متاخمة لميناء المدينة القديم، والتي كانت تدعى باسم ”جزائر بني مزغنة“، نسبة إلى قبيلة ”بني مزغنة“ آنذاك.
كما يقول بعض المؤرخون أن اسم ”الجزائر“ الذي منحه بولوغين لمدينته الجديدة كان مشتقًا من تسمية عربية للمنطقة كلها، حيث أسماها العرب باسم ”الجزائر“ لأنها بدت لهم كجزيرة تملؤها الحياة تتوسط مكانين قاحلين ألا وهما البحر في الشمال والصحراء الكبرى في الجنوب.
تبقى هذه مجرد أبحاث مبنية على اجتهادات شخصية واقتباسات من أعمال مؤرخين وكتاب قدماء، وهي تحتمل الصدق والخطأ.
4. البحرين
صورة: Alkhaleej Online
تستمد بعض الدول أسماءها من السمات الفيزيائية للطبيعة، وفي تلك المنطقة الجافة، غالباً ما يركز السكان على الماء. البحرين تشير بصراحة إلى بحرين «أي مثنى بحر». في قديم الزمان، كان البابليون يُطلقون على المنطقة اسم «بلاد البحر»، وتختلف المصادر القديمة في تفسير الاسم، إذ تشير بعضها إلى أن البحرين لم يُطلق فقط على ما تشكله دولة البحرين اليوم، إنما الساحل المطل على الخليج العربي كله، من البصرة حتى الإحساء.
5. العراق
شط العرب في البصرة. صورة: Wikipedia
سُميت منطقة العراق منذ القدم ببلاد الرافدين نسبة إلى نهري دجلة والفرات، وهذه التسمية جاءت من الكلمة الإغريقية ميسوبوتاميا، أما لاحقاً عندما استوطنها العرب، فأصبح العراق يُعرف باسم عراق العرب –باستثناء شمال العراق.
أما كلمة العراق فعلى الأرجح أنها تعريب لاسم مدينية أوروك السومرية، أو اشتقاق من اللفظ الفارسي إراك والذي يعني «الأرض المنخفضة». بالمناسبة، في عصر العرب، كان العراق لا يمثل سوى جنوب العراق، وكلمة عراق كانت تعني «شاطئ البحر» أو «شاطئ الماء».
6. الأردن
إحدى جوانب نهر الأردن. صورة: Wikipedia
سُمي الأردن نسبة إلى نهر الأردن التاريخي، على الرغم من أن أصل اسم هذا النهر غير موثوق منه، لكنه على الأرجح مشتق من الكلمة السامية ياراد، والتي تعني «الهابط» في إشارة إلى انحدار نهر الأردن الشديد في مصبّه، حتى أن معظم المنطقة التي يشكلها الأردن اليوم كانت تسمى بـ شرق الأردن، أي الأرض التي تقع شرق نهر الأردن.
7. الإمارات العربية المتحدة
كورنيش أبوظبي.
تحمل أسماء الإمارات العربية المتحدة دلالات مختلفة، فمنها ما سُمي تيمناً بمنطقة جغرافية، ومنها ما سُمي تيمناً بشعوب معينة أو وفقاً لأساطير ما.
فمثلاً، سُميت أبو ظبي بهذا الاسم جراء أسطورة عن غزال كان يشرب الماء من نبع ما، ثم بُني في تلك المنطقة حصن. ويُقال أيضاً أن الاسم يعود لرجل اشتُهر بمطاردة الظباء في المنطقة، لدرجة أنه اصطاد ظبياً بعد عناء طويل فذهب يبحث عن بئر ماء ليروي عطشه، فعثر على البئر جافاً من الماء ما أدى إلى موت الصياد والظبي، وعندما اكتُشفت جثتهما قرب البئر، سُمي الأخير بئر أبو ظبي.
أما إمارة أم القيوين فاسمها مشتق من كلمة «أم القوتين»، والقوتين يُقصد بها القوتان البحرية والبرية، لكن اسمها تغير بعد اتحاد الإمارات ليصبح أم القيوين.
الفُجيرة أيضاً هي إحدى الإمارات التي تحمل دلالات وراء اسمها، فيُقال أنها سُميت كذلك لكثرة الينابيع والعيون المائية التي تتفجر داخلها، أو ربما بسبب الفقر والبؤس الذي عاشه سكان هذه المنطقة في الماضي، خصوصاً أن معظمهم ممن تركوا اليمن بعد انهيار سدّ مأرب، لكن الكلام الأخير غير دقيق.
هناك تفسيرات لأسماء الإمارات الأخرى، لكننا لم نوردها لعدم وجود دلائل تاريخية تثبت صحتها، كالقول أن دبي سميت كذلك نسبة إلى الجراد، وهي مشتقة من كلمة دَبَىْ، أي الجراد الذي لم تنمو أجنحته بعد، حيث كان الجراد منتشراً في تلك المنطقة.
8. جيبوتي
يمتاز الرجال من شعب العفر بتسريح شعرهم على هذه الشاكلة، والتي تعرف بتسريحة أفرو. صورة: James Jeffrey/IPS
تقع جيبوتي على القرن الأفريقي، وعلى الأرجح أن اسمها مشتق من لغة شعب العَفَر، وتحديداً من كلمة «غابوي» التي تعني صفيحة أو لوحة، في إشارة إلى السمات الجغرافية والمناظر الطبيعية المسطحة. عُرفت هذه المنطقة لاحقاً بالصومال الفرنسية، تحديداً بين عامي 1883 و1967 ميلادي، ثم عرفت أيضاً بإقليم العفر والعيسى الفرنسي، نسبة إلى سكانها الأصليين.
هناك أيضاً أسطورة تقول أن جيبوتي تعني «هزيمة بوتي»، والأخير هو حيوان على الأرجح أنه دب، قام بترويع سكان المنطقة حتى تمكنوا من قتله.
9. لبنان
جبال لبنان. صورة: Jeff Merheb/Shutterstock
اشتقت كلمة لبنان من جبالها الثلجية، فكانت تعرف باللغات السامية باسم «ليفان»، أي «أبيض»، نسبة إلى جبالها المغطاة بالثلوج، حتى أن اسمها ذكر في العديد من المصادر التاريخية، من ضمنها ملحمة جلجامش.
10. موريتانيا
منحوته من عمود تراجان لفرسان موريون بقيادة (لوسيوس كوييتوس) يحاربون إلى جانب تراجان ضد داسية في الحروب التراجانية الداسية. صورة: Wikipedia
سُميت موريتانيا بهذا الاسم نسبة لأكبر مجموعة إثنية تستوطن المنطقة، وهم شعب الموري –الذين أطلق الأوروبيون عليهم لاحقاً اسم المور– والاسم السابق هو اسم لاتيني أُطلق على سكان مملكة موريطنية التي عاصرها الإغريق والرومان.
في المقابل، يقول البعض أن اسم موريطنية بحد ذاته مشتق من اللفظ الأمازيغي أمور، والذي يعني الأرض أو الوطن.
11. السودان
أهرامات السودان.
سُمي السودان بهذا الاسم للإشارة غلى أرض السود، وكان الأوربيون يطلقون هذا الاسم على اجزاء أكبر من أفريقيا، تحديداً جنوب الصحراء الكبرى. ومع أن معظم سكان أفريقيا يتسمون بسواد البشرة، لكن شعب السودان اشتُهر لدى العرب باختلاف سحنته عن باقي الشعوب، في إشارة إلى كلمة باللغة النوبية هي سَوْدان، وتعني المخلوط، أي بين الأبيض الشديد والأسود الشديد.
12. المغرب
ساحة جامع الفنا، والتي تعتبر السوق المركزية في مراكش. صورة: Creatas Images/Thinkstock
يُعتقد أن المغرب نال اسمه منذ عهد المسلمين الذين اعتبروه آخر مكانٍ تغرب فيه الشمس، أما الاسم الإنجليزي (موروكو Morocco) فهو عبارة عن نقحرة (نقل حرفي) للإسبانية والبرتغالية من كلمة مراكش البربرية (أو أموراكش كما أطلقوا عليها)، والتي تعني «أرض الله»، وعلى الرغم من أن مراكش اليوم إحدى المدن الكبرى في المغرب، لكنها سابقاً كانت عاصمة البلاد في فترات زمنية مختلفة، لدرجة أن المغرب بأكمله عُرف باسم مملكة مراكش في العصور الوسطى.
بهذه الأسماء ؟
كسبت معظم دول العالم أسماءها في قديم الزمان، ومنها الدول العربية أيضاً، فبعضها سمي تيمناً بآلهة قديمة، وبعضها الآخر سُمي تيمنا بحيوان ما أو جدول متدفق. هناك نظرية تقول أن معظم دول العالم اشتُقت أسماؤها من 4 أمور أساسية: وهي إما مزايا الأرض التي قامت عليها الدولة، أو الشعب الذي استوطن تلك المنطقة، أو نسبة إلى شخصية مهمة في تاريخها، أو بناءً على الوصف الاتجاهي لتلك الدول (كاليمن مثلاً، سنأتي على هذا الأمر لاحقاً).
لكن التسمية في منطقتنا العربية أكثر تعقيداً من تلك النظرية، خاصة مع شحّ المصادر التاريخية المكتوبة، فوصلتنا معظم هذه الأسماء بعدما امتزجت مع لغات أخرى مختلفة، وتطورت حتى في أماكن بعيدة عن مناطق تلك الدول، حتى أن هناك عدة نظريات وراء اسم دولة ما.
سُميت بعض الدول بناء على المنطقة الجغرافية التي تقطن فيها أو سمات تلك المنطقة –سواء كانت تضاريس طبيعية أم من صنع الإنسان. سُمي بعضها الآخر بناءً على المجموعات السكانية الكبيرة أو الحكام الذين عاشوا فيها، بينما سمي بعضها الآخر نسبة إلى الآلهة التي عبدها السكان أو الشخصيات المهمة في تاريخ المنطقة. فلنتعرف إذاً على أصل أسماء دولنا العربية .
إذا كان لديكم معلومات أخرى موثقة، فلا تبخلوا بها علينا:
1. الكويت
شُيد القصر الأحمر في الكويت بعدما اعتلى الشيخ مبارك الصباح العرش عام 1897.
إن كلمة كويت تصغير لكلمة «كوت»، حيث تعني هذه الكلمة بالعربية «حصن»، وتحديداً المنزل المبني على هيئة قلعة أو حصن مسوّر بالإمكان الدفاع عنه ويكون قريباً من مصادر المياه أو يحيط به بعض الآبار.
2. تونس
آثار قديمة تعود لزمن قرطاج. صورة: Wikipedia
أطلق الإغريق اسم تونس على العاصمة التونسية، وعلى الأرجح أن الاسم مشتق من لغة البربر، حيث تعني الكلمة «توقُف» أو «تخييم». على الرغم من أن تونس اليوم عاصمة البلاد، لكن البلد لم يكن معروفاً بهذا الاسم، بل أُطلق اسم إفريقية على المنطقة التي تشكل اليوم تونس.
هناك مصادر أخرى تُشير إلى أن المدينة، كالعديد من المدن والدول التي سنتعرف عليها لاحقاً، سميت كذلك بناءً على أسماء الآلهة التي عبدها السكان المحليون. فيُقال أن تونس المدينة سُميت تيمناً بالإلهة (تانيت) التي عبدها القرطاجيون، ثم غيّر العرب اسمها إلى تؤنس، وتشير مصادر أخرى إلى أن الاسم تونس يدل على طيب سكانها المحليين وكرمهم، فيأنس الضيف أو الغريب في هذه البلاد.
3. الجزائر
صورة تظهر جزر حبيبة في الجزائر.
سميت الجزائر كدولة على إسم عاصمتها والمدينة الأولى التي تحمل هذا الإسم، وقد تأسست مدينة الجزائر أول مرة سنة 960 على يد بولوغين إبن دزيري مؤسس السلالة الدزيرية على أنقاض مدينة Icosium الرومانية القديمة، ويقال أنه منحها اسم ”الجزائر“ الذي يعني في اللغة العربية مجموعة جزر نسبة إلى الجزر الثلاثة التي كانت متاخمة لميناء المدينة القديم، والتي كانت تدعى باسم ”جزائر بني مزغنة“، نسبة إلى قبيلة ”بني مزغنة“ آنذاك.
كما يقول بعض المؤرخون أن اسم ”الجزائر“ الذي منحه بولوغين لمدينته الجديدة كان مشتقًا من تسمية عربية للمنطقة كلها، حيث أسماها العرب باسم ”الجزائر“ لأنها بدت لهم كجزيرة تملؤها الحياة تتوسط مكانين قاحلين ألا وهما البحر في الشمال والصحراء الكبرى في الجنوب.
تبقى هذه مجرد أبحاث مبنية على اجتهادات شخصية واقتباسات من أعمال مؤرخين وكتاب قدماء، وهي تحتمل الصدق والخطأ.
4. البحرين
صورة: Alkhaleej Online
تستمد بعض الدول أسماءها من السمات الفيزيائية للطبيعة، وفي تلك المنطقة الجافة، غالباً ما يركز السكان على الماء. البحرين تشير بصراحة إلى بحرين «أي مثنى بحر». في قديم الزمان، كان البابليون يُطلقون على المنطقة اسم «بلاد البحر»، وتختلف المصادر القديمة في تفسير الاسم، إذ تشير بعضها إلى أن البحرين لم يُطلق فقط على ما تشكله دولة البحرين اليوم، إنما الساحل المطل على الخليج العربي كله، من البصرة حتى الإحساء.
5. العراق
شط العرب في البصرة. صورة: Wikipedia
سُميت منطقة العراق منذ القدم ببلاد الرافدين نسبة إلى نهري دجلة والفرات، وهذه التسمية جاءت من الكلمة الإغريقية ميسوبوتاميا، أما لاحقاً عندما استوطنها العرب، فأصبح العراق يُعرف باسم عراق العرب –باستثناء شمال العراق.
أما كلمة العراق فعلى الأرجح أنها تعريب لاسم مدينية أوروك السومرية، أو اشتقاق من اللفظ الفارسي إراك والذي يعني «الأرض المنخفضة». بالمناسبة، في عصر العرب، كان العراق لا يمثل سوى جنوب العراق، وكلمة عراق كانت تعني «شاطئ البحر» أو «شاطئ الماء».
6. الأردن
إحدى جوانب نهر الأردن. صورة: Wikipedia
سُمي الأردن نسبة إلى نهر الأردن التاريخي، على الرغم من أن أصل اسم هذا النهر غير موثوق منه، لكنه على الأرجح مشتق من الكلمة السامية ياراد، والتي تعني «الهابط» في إشارة إلى انحدار نهر الأردن الشديد في مصبّه، حتى أن معظم المنطقة التي يشكلها الأردن اليوم كانت تسمى بـ شرق الأردن، أي الأرض التي تقع شرق نهر الأردن.
7. الإمارات العربية المتحدة
كورنيش أبوظبي.
تحمل أسماء الإمارات العربية المتحدة دلالات مختلفة، فمنها ما سُمي تيمناً بمنطقة جغرافية، ومنها ما سُمي تيمناً بشعوب معينة أو وفقاً لأساطير ما.
فمثلاً، سُميت أبو ظبي بهذا الاسم جراء أسطورة عن غزال كان يشرب الماء من نبع ما، ثم بُني في تلك المنطقة حصن. ويُقال أيضاً أن الاسم يعود لرجل اشتُهر بمطاردة الظباء في المنطقة، لدرجة أنه اصطاد ظبياً بعد عناء طويل فذهب يبحث عن بئر ماء ليروي عطشه، فعثر على البئر جافاً من الماء ما أدى إلى موت الصياد والظبي، وعندما اكتُشفت جثتهما قرب البئر، سُمي الأخير بئر أبو ظبي.
أما إمارة أم القيوين فاسمها مشتق من كلمة «أم القوتين»، والقوتين يُقصد بها القوتان البحرية والبرية، لكن اسمها تغير بعد اتحاد الإمارات ليصبح أم القيوين.
الفُجيرة أيضاً هي إحدى الإمارات التي تحمل دلالات وراء اسمها، فيُقال أنها سُميت كذلك لكثرة الينابيع والعيون المائية التي تتفجر داخلها، أو ربما بسبب الفقر والبؤس الذي عاشه سكان هذه المنطقة في الماضي، خصوصاً أن معظمهم ممن تركوا اليمن بعد انهيار سدّ مأرب، لكن الكلام الأخير غير دقيق.
هناك تفسيرات لأسماء الإمارات الأخرى، لكننا لم نوردها لعدم وجود دلائل تاريخية تثبت صحتها، كالقول أن دبي سميت كذلك نسبة إلى الجراد، وهي مشتقة من كلمة دَبَىْ، أي الجراد الذي لم تنمو أجنحته بعد، حيث كان الجراد منتشراً في تلك المنطقة.
8. جيبوتي
يمتاز الرجال من شعب العفر بتسريح شعرهم على هذه الشاكلة، والتي تعرف بتسريحة أفرو. صورة: James Jeffrey/IPS
تقع جيبوتي على القرن الأفريقي، وعلى الأرجح أن اسمها مشتق من لغة شعب العَفَر، وتحديداً من كلمة «غابوي» التي تعني صفيحة أو لوحة، في إشارة إلى السمات الجغرافية والمناظر الطبيعية المسطحة. عُرفت هذه المنطقة لاحقاً بالصومال الفرنسية، تحديداً بين عامي 1883 و1967 ميلادي، ثم عرفت أيضاً بإقليم العفر والعيسى الفرنسي، نسبة إلى سكانها الأصليين.
هناك أيضاً أسطورة تقول أن جيبوتي تعني «هزيمة بوتي»، والأخير هو حيوان على الأرجح أنه دب، قام بترويع سكان المنطقة حتى تمكنوا من قتله.
9. لبنان
جبال لبنان. صورة: Jeff Merheb/Shutterstock
اشتقت كلمة لبنان من جبالها الثلجية، فكانت تعرف باللغات السامية باسم «ليفان»، أي «أبيض»، نسبة إلى جبالها المغطاة بالثلوج، حتى أن اسمها ذكر في العديد من المصادر التاريخية، من ضمنها ملحمة جلجامش.
10. موريتانيا
منحوته من عمود تراجان لفرسان موريون بقيادة (لوسيوس كوييتوس) يحاربون إلى جانب تراجان ضد داسية في الحروب التراجانية الداسية. صورة: Wikipedia
سُميت موريتانيا بهذا الاسم نسبة لأكبر مجموعة إثنية تستوطن المنطقة، وهم شعب الموري –الذين أطلق الأوروبيون عليهم لاحقاً اسم المور– والاسم السابق هو اسم لاتيني أُطلق على سكان مملكة موريطنية التي عاصرها الإغريق والرومان.
في المقابل، يقول البعض أن اسم موريطنية بحد ذاته مشتق من اللفظ الأمازيغي أمور، والذي يعني الأرض أو الوطن.
11. السودان
أهرامات السودان.
سُمي السودان بهذا الاسم للإشارة غلى أرض السود، وكان الأوربيون يطلقون هذا الاسم على اجزاء أكبر من أفريقيا، تحديداً جنوب الصحراء الكبرى. ومع أن معظم سكان أفريقيا يتسمون بسواد البشرة، لكن شعب السودان اشتُهر لدى العرب باختلاف سحنته عن باقي الشعوب، في إشارة إلى كلمة باللغة النوبية هي سَوْدان، وتعني المخلوط، أي بين الأبيض الشديد والأسود الشديد.
12. المغرب
ساحة جامع الفنا، والتي تعتبر السوق المركزية في مراكش. صورة: Creatas Images/Thinkstock
يُعتقد أن المغرب نال اسمه منذ عهد المسلمين الذين اعتبروه آخر مكانٍ تغرب فيه الشمس، أما الاسم الإنجليزي (موروكو Morocco) فهو عبارة عن نقحرة (نقل حرفي) للإسبانية والبرتغالية من كلمة مراكش البربرية (أو أموراكش كما أطلقوا عليها)، والتي تعني «أرض الله»، وعلى الرغم من أن مراكش اليوم إحدى المدن الكبرى في المغرب، لكنها سابقاً كانت عاصمة البلاد في فترات زمنية مختلفة، لدرجة أن المغرب بأكمله عُرف باسم مملكة مراكش في العصور الوسطى.
تعليق