"لمى زكريا".. وفن "الماندالا" الذي تسعى به لطرق أبواب غينيس
من يرى لوحاتها يدرك كميّة الجمال الذي تنطوي عليه روحها، أمّا تناسق الألوان فينعكس بشكلٍ فطري في فنّها الذي اتّخذت منه سبيلاً للسّلام الرّوحي، فكان سلاماً بصريّاً يصوّر الجمال في لوحات هي أقرب للرّوعة.
"لمى زكريا"، طالبة في كلية هندسة العمارة - السّنة الثانية، الشّابّة التي لم تستسلم أمام خوف الثّانوية العامّة، فاتّجهت إلى تفريغ كلّ ذلك بأساليب وطرق بحثت عنها بنفسها، فأسلمت يديها لرسم الخطوط والأشكال غير المنظّمة، لتجد في ذلك شيئاً من راحة النفس ولو كانت على قدرٍ بسيط. إلى الآن شاركتُ في ثلاثة معارض، هي "نساء صغيرات ونساء مبدعات وكهرمان"
بدايات الإبداع
تروي "لمى" لمدوّنة وطن "eSyria"، حكايتها مع فن "الماندالا": «بدأتُ بفترة التّكميلي في البكالوريا، في ذروة التشتّت والخوف والضّياع، ومن المعروف فالطلاب في هذه الحالة يبحثون عن وسيلةٍ تخرجهم من جوِّ الضّغط الذي يعيشونه، ولذلك جرّبت الكثير من الأساليب التي من الممكن أن تساعدني في تفريغ الطّاقة السّلبية، لكنّي لم أشعر بالرّاحة، ولم أصل إلى ما أتمنى، واستسلمت فعلياً للكآبة، لكن في يوم من الأيّام، بدأت أرسم زخارفَ وخطوطاً انسيابية بشكلٍ عفوي تماماً، من دون أيّ تخطيطٍ مسبق، وفوجئت حقاً بكميّة الرّاحة التي شعرت بها مع آخر خط رسمته، ومع مرور الوقت أصبحت أفرّغ وقتاً ولو كان قصيراً عن عمدٍ كي أرسم الزّخارف، وبحثت كثيراً حتّى تعرّفت على فن "الماندالا" واستهواني هذا الفن بشكل كبير».
تخصّص
متعة نفسية
وحول تخصّصها بفن الـ "Dotmandala" تقول "لمى": «استمرّيت لمدة سنة كاملة، أرسم بشكل تقليدي بالحبر وعلى الورق، ولكن بعد أن أصبحت "الماندالا" مألوفة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولدى محيطي من أهلي وأصدقائي وتمكّنت منها بشكلٍ جيد جداً، قررت أن أكون ضمن فنّاني "الماندالا" لكن أن آخذ فرعاً منها، وهو "دوت ماندالا"، والتّنقيط النّافر، أو فن التّنقيط، ولذلك درّبت نفسي بشكل جيدٍ إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه الآن».
وتضيف: «أشعر بالامتنان الكبير لهذه المرحلة من عمري، فلم يكن في بالي يوماً أنّني سأطلق العنان لروحي لترسم خطوطاً وأشكالاًبأبسط الإمكانيات، وبأكبر قدر من السّعادة، وهو الشّعور ذاته الذي يسيطر على روحي ويغمرها بسعادة لا توصف عند إنجاز كلّ لوحة، والانتهاء منها، وكأنّها مشروعٌ صغيرٌ أُنجزَ، أو نبتةٌ صغيرةٌ بدأت تكبر وتزهر».
وتسعى الشّابة لتطوّر مهاراتها وترفع إمكانياتها من خلال (الإنترنت)، فتقول: «التّغذية البصريّة مهمّة جداً، سواء في الفن أو في دراستي الأكاديمية، ولذلك ألجأ إلى (الإنترنت) لأحدث تطويراً مستمراً لكلّ ما تعلّمته مسبقاً، وفي الوقت الحالي تحديداً أستطيع أن أقول أنّ (الانترنت) هو المرجع الأوّل والأخير لتعلم أساسيات فن "الماندالا"ومهاراته».
التّغذية البصريّة مهمّة جداً
مساحة إيجابية
وعن الأثر النفسي لـ "الماندالا" تقول: «هذا الفن له دور مهم وكبير في تحسين الصحّة النّفسية، ففي بلدان كثيرة أُنشئت مراكز خاصة بـ "الماندالا" الهدف من هذه المراكز معالجة المشاكل النّفسية والتخبّطات الدّاخلية وحالات الضّياع، خاصّة في ظلّ تخبّط المرء من مشاكله في حياته العملية أو الجامعية أو مواقف أو حتّى مشاكل بسيطة متراكمة، فعندما يمسك الشّخص القلم ويرسم أوّل دائرةٍ ينحصر ضمن هذه الدّائرة، وعندما يبدأ برسم التّفاصيل الصّغيرة جداً فإنّه في الواقع يقع تحت تأثير التركيز على هذه التّفاصيل، إضافة إلى أنّ اهتمامه يكون محصوراً في إنشاء وحدات زخرفيّة متشابهة، وبذلك فإنّه ينسى كلّ ما يخطر بباله من أفكار سوداويّة كانت تراوده قبل بداية رسم هذه الدائرة، لكنّ الأجمل من ذلك أنّه وبعد انتهاء اللوحة يرى كميّة الجمال التي صنعها، والتي تهبه شعوراً بالراحة النّفسية والسّعادة الممزوجة بالإنجاز».
أمّا عن مشاركتها الأولى في المعارض تقول: «بدايةً كنت أعرض لوحاتي على مواقع التّواصل الاجتماعي، ويتابعها كثيرون، إلى أن قمت بالمشاركة في أحد المعارض وكان الإقبال فيه على لوحاتي جيّد جداً بشكل لم أتوقّعه، الأمر الذي شجّعني ودفعني أكثر لأستمرّ وأطور قدراتي في "الماندالا"».
وتضيف: «إلى الآن شاركتُ في ثلاثة معارض، هي "نساء صغيرات ونساء مبدعات وكهرمان"».
لكن إبداعها في فن "الماندالا" لن يثنيها عن متابعة دراسة هندسة العمارة أو التفوّق فيها وهو ما تقول عنه: «الاثنان جزء من شخصيتي، لا أستطيع تكريس نفسي لهندسة العمارة فقط وأهمل فن "الماندالا"، ولا أستطيع أيضاً إهمال العمارة على حساب الاهتمام بـ "الماندالا"، فالأمران مهمان بالنسبة لي، وهما كما قلت مسبقاً جزءان مهمان من شخصيتي لذلك سأحاول بكلّ طاقتي الجمع بينهما، وتوظيف "الماندالا" بشكل سليم في الواجهات المعماريّة والدّيكورات الدّاخلية بشكل مميز».
الحبّ والشغف والانتماء لكلّ نقطة باللّوحة
أكبر لوحة في العالم
تقول "لمى" : «رسمت حالياً أكبر لوحة "Dotmandala&Dotting" كي أتمكن من دخول موسوعة غينيس، قياسها 480×480 cm، تحتوي على 4096 دائرة "ماندالا" بمختلف الأقطار والألوان والزخارف المتنوعة، كما تحتوي على دائرة مركزية قطرها 2m وتعدُّ أكبر الدوائر، أما أصغر دائرة في اللوحة فقطرها 2cm واللوحة عبارة عن 8 لوحات خشبية mdf أو ثمانية أجزاء، والدوائر في اللوحة منفردة وغير مكررة ومختلفة عن بعضها بعضا».
وتشرح الفنانة عن الفرق بين "الماندالا" و Dotmandala الذي أحبّت أن تختصّ به فتقول: «"الماندالا" هو الفن الأساسي أما الـDotmandala فهو تفرّع منه، الاثنان يشتركان بأساسيات الرّسم والتّقسيم (الدّوائر)، لكن الاختلاف بينهما يكمن في الأدوات وفي آلية العمل أو الرسم».
الانتماء للدّوائر والنّقط
عدا عن ممارسة هواية فنية، وتفريغ الطّاقة السّلبية ومن ثم الانتقال بهذا الفن من المتعة النّفسية إلى الكسب المادي أو العمل، فإنّ كثيراً من المبادىء تعلّمتها "لمى" من "الماندالا" تذكر أهمّها: «الحبّ والشغف والانتماء لكلّ نقطة باللّوحة، ولكلّ دائرة ولكل تفصيل صغير فيها، وحتى للمساحات الفارغة منها».
أما أهم ما أضافته "الماندالا" لها فهو الصّبر، تقول: «جعلتني أتمتّع بـ(طولة البال) الرائعة، إضافة إلى أنّها مكّنتني من النّظرة التخيلية للأمور، من خلال تخيّل كيف ستصبح اللوحات، والأهم من ذلك كلّه هو تمكّني من التّحكّم بأعصابي بشكل كبير».
لكن قلب لمى، الشّابة المبدعة لا ينسى الدّعم الأول الذي قُدم لها، والذي تلقّته من والدها ومن عائلتها وأصدقائها، فتقول: «والدي كان داعماً أساسياً لي وما زال، مادياً ومعنوياً، وروحياً قبل كل شيء، إضافة إلى عائلتي وأصدقائي الذين دفعني دعمهم للأمام».
دقّة وإتقان
«عندما دعيت لأحضر المعرض الذي شاركت به "لمى" لم أكن أتوقّع أنّ الطالبة في المدرسة ستغدو مهندسة ناجحة وفنانة موهوبة إلى هذا الحد»، بهذه الكلمات تتحدث الموجهة التربوية "كوكب شعبان" التي عرفت "لمى" منذ طفولتها، وتضيف الموجهة كوكب: «تفاجأت باللوحات المعروضة باسمها، وبالإتقان الذي تعمل به، خاصة أن فن" الماندالا" يحتاج يداً ثابتة، تختار المسافات بدقة بين الدّوائر، وهذا ما استطاعت "لمى" أن تحققه وتجيده بفضل دراستها الهندسة».
وتتابع شعبان: «وازداد إعجابي بها عندما رسمت أكبر لوحة "ماندالا" لتقديمها لـ "غينيس"، فقد دهشت بدقة الرسم والمسافات واختيار الألوان، واحتساب الدوائر الصحيح، وما جعلني أعرف كلّ ذلك عن كثب، أنّني كنت من بين الفريق الذي أشرف على عدِّ النّقاط في اللوحة».
"الفنانة الصغيرة الموهوبة" ، هذا ما وصفت به الفنانة التشكيلية "شهناز الجمّال" الشابة "لمى" ، حيث ترى فيها مشروع فنانة عالمية مبدعة وماهرة.
تقول الفنانة التشكيلية: «لديها إصرار على تحقيق حلمها وطموحها وهذا يتجلّى في قضاء الساعات والأيام لإنجاز اللوحات بدقة متناهية، فن" الماندالا" هو فن الدقة، والألوان، وهاتان الصفتان كانت "لمى" على دراية بهما من حيث أنّها تنجز لوحاتها بصبر وإتقان حتى تخرج بأجملها».
يذكر أنّ "لمى زكريا" من مواليد مدينة "حمص" عام ٢٠٠٠، تدرس هندسة العمارة في جامعة "دمشق".
- مادلين جليس
من يرى لوحاتها يدرك كميّة الجمال الذي تنطوي عليه روحها، أمّا تناسق الألوان فينعكس بشكلٍ فطري في فنّها الذي اتّخذت منه سبيلاً للسّلام الرّوحي، فكان سلاماً بصريّاً يصوّر الجمال في لوحات هي أقرب للرّوعة.
"لمى زكريا"، طالبة في كلية هندسة العمارة - السّنة الثانية، الشّابّة التي لم تستسلم أمام خوف الثّانوية العامّة، فاتّجهت إلى تفريغ كلّ ذلك بأساليب وطرق بحثت عنها بنفسها، فأسلمت يديها لرسم الخطوط والأشكال غير المنظّمة، لتجد في ذلك شيئاً من راحة النفس ولو كانت على قدرٍ بسيط. إلى الآن شاركتُ في ثلاثة معارض، هي "نساء صغيرات ونساء مبدعات وكهرمان"
بدايات الإبداع
تروي "لمى" لمدوّنة وطن "eSyria"، حكايتها مع فن "الماندالا": «بدأتُ بفترة التّكميلي في البكالوريا، في ذروة التشتّت والخوف والضّياع، ومن المعروف فالطلاب في هذه الحالة يبحثون عن وسيلةٍ تخرجهم من جوِّ الضّغط الذي يعيشونه، ولذلك جرّبت الكثير من الأساليب التي من الممكن أن تساعدني في تفريغ الطّاقة السّلبية، لكنّي لم أشعر بالرّاحة، ولم أصل إلى ما أتمنى، واستسلمت فعلياً للكآبة، لكن في يوم من الأيّام، بدأت أرسم زخارفَ وخطوطاً انسيابية بشكلٍ عفوي تماماً، من دون أيّ تخطيطٍ مسبق، وفوجئت حقاً بكميّة الرّاحة التي شعرت بها مع آخر خط رسمته، ومع مرور الوقت أصبحت أفرّغ وقتاً ولو كان قصيراً عن عمدٍ كي أرسم الزّخارف، وبحثت كثيراً حتّى تعرّفت على فن "الماندالا" واستهواني هذا الفن بشكل كبير».
تخصّص
متعة نفسية
وحول تخصّصها بفن الـ "Dotmandala" تقول "لمى": «استمرّيت لمدة سنة كاملة، أرسم بشكل تقليدي بالحبر وعلى الورق، ولكن بعد أن أصبحت "الماندالا" مألوفة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولدى محيطي من أهلي وأصدقائي وتمكّنت منها بشكلٍ جيد جداً، قررت أن أكون ضمن فنّاني "الماندالا" لكن أن آخذ فرعاً منها، وهو "دوت ماندالا"، والتّنقيط النّافر، أو فن التّنقيط، ولذلك درّبت نفسي بشكل جيدٍ إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه الآن».
وتضيف: «أشعر بالامتنان الكبير لهذه المرحلة من عمري، فلم يكن في بالي يوماً أنّني سأطلق العنان لروحي لترسم خطوطاً وأشكالاًبأبسط الإمكانيات، وبأكبر قدر من السّعادة، وهو الشّعور ذاته الذي يسيطر على روحي ويغمرها بسعادة لا توصف عند إنجاز كلّ لوحة، والانتهاء منها، وكأنّها مشروعٌ صغيرٌ أُنجزَ، أو نبتةٌ صغيرةٌ بدأت تكبر وتزهر».
وتسعى الشّابة لتطوّر مهاراتها وترفع إمكانياتها من خلال (الإنترنت)، فتقول: «التّغذية البصريّة مهمّة جداً، سواء في الفن أو في دراستي الأكاديمية، ولذلك ألجأ إلى (الإنترنت) لأحدث تطويراً مستمراً لكلّ ما تعلّمته مسبقاً، وفي الوقت الحالي تحديداً أستطيع أن أقول أنّ (الانترنت) هو المرجع الأوّل والأخير لتعلم أساسيات فن "الماندالا"ومهاراته».
التّغذية البصريّة مهمّة جداً
مساحة إيجابية
وعن الأثر النفسي لـ "الماندالا" تقول: «هذا الفن له دور مهم وكبير في تحسين الصحّة النّفسية، ففي بلدان كثيرة أُنشئت مراكز خاصة بـ "الماندالا" الهدف من هذه المراكز معالجة المشاكل النّفسية والتخبّطات الدّاخلية وحالات الضّياع، خاصّة في ظلّ تخبّط المرء من مشاكله في حياته العملية أو الجامعية أو مواقف أو حتّى مشاكل بسيطة متراكمة، فعندما يمسك الشّخص القلم ويرسم أوّل دائرةٍ ينحصر ضمن هذه الدّائرة، وعندما يبدأ برسم التّفاصيل الصّغيرة جداً فإنّه في الواقع يقع تحت تأثير التركيز على هذه التّفاصيل، إضافة إلى أنّ اهتمامه يكون محصوراً في إنشاء وحدات زخرفيّة متشابهة، وبذلك فإنّه ينسى كلّ ما يخطر بباله من أفكار سوداويّة كانت تراوده قبل بداية رسم هذه الدائرة، لكنّ الأجمل من ذلك أنّه وبعد انتهاء اللوحة يرى كميّة الجمال التي صنعها، والتي تهبه شعوراً بالراحة النّفسية والسّعادة الممزوجة بالإنجاز».
أمّا عن مشاركتها الأولى في المعارض تقول: «بدايةً كنت أعرض لوحاتي على مواقع التّواصل الاجتماعي، ويتابعها كثيرون، إلى أن قمت بالمشاركة في أحد المعارض وكان الإقبال فيه على لوحاتي جيّد جداً بشكل لم أتوقّعه، الأمر الذي شجّعني ودفعني أكثر لأستمرّ وأطور قدراتي في "الماندالا"».
وتضيف: «إلى الآن شاركتُ في ثلاثة معارض، هي "نساء صغيرات ونساء مبدعات وكهرمان"».
لكن إبداعها في فن "الماندالا" لن يثنيها عن متابعة دراسة هندسة العمارة أو التفوّق فيها وهو ما تقول عنه: «الاثنان جزء من شخصيتي، لا أستطيع تكريس نفسي لهندسة العمارة فقط وأهمل فن "الماندالا"، ولا أستطيع أيضاً إهمال العمارة على حساب الاهتمام بـ "الماندالا"، فالأمران مهمان بالنسبة لي، وهما كما قلت مسبقاً جزءان مهمان من شخصيتي لذلك سأحاول بكلّ طاقتي الجمع بينهما، وتوظيف "الماندالا" بشكل سليم في الواجهات المعماريّة والدّيكورات الدّاخلية بشكل مميز».
الحبّ والشغف والانتماء لكلّ نقطة باللّوحة
أكبر لوحة في العالم
تقول "لمى" : «رسمت حالياً أكبر لوحة "Dotmandala&Dotting" كي أتمكن من دخول موسوعة غينيس، قياسها 480×480 cm، تحتوي على 4096 دائرة "ماندالا" بمختلف الأقطار والألوان والزخارف المتنوعة، كما تحتوي على دائرة مركزية قطرها 2m وتعدُّ أكبر الدوائر، أما أصغر دائرة في اللوحة فقطرها 2cm واللوحة عبارة عن 8 لوحات خشبية mdf أو ثمانية أجزاء، والدوائر في اللوحة منفردة وغير مكررة ومختلفة عن بعضها بعضا».
وتشرح الفنانة عن الفرق بين "الماندالا" و Dotmandala الذي أحبّت أن تختصّ به فتقول: «"الماندالا" هو الفن الأساسي أما الـDotmandala فهو تفرّع منه، الاثنان يشتركان بأساسيات الرّسم والتّقسيم (الدّوائر)، لكن الاختلاف بينهما يكمن في الأدوات وفي آلية العمل أو الرسم».
الانتماء للدّوائر والنّقط
عدا عن ممارسة هواية فنية، وتفريغ الطّاقة السّلبية ومن ثم الانتقال بهذا الفن من المتعة النّفسية إلى الكسب المادي أو العمل، فإنّ كثيراً من المبادىء تعلّمتها "لمى" من "الماندالا" تذكر أهمّها: «الحبّ والشغف والانتماء لكلّ نقطة باللّوحة، ولكلّ دائرة ولكل تفصيل صغير فيها، وحتى للمساحات الفارغة منها».
أما أهم ما أضافته "الماندالا" لها فهو الصّبر، تقول: «جعلتني أتمتّع بـ(طولة البال) الرائعة، إضافة إلى أنّها مكّنتني من النّظرة التخيلية للأمور، من خلال تخيّل كيف ستصبح اللوحات، والأهم من ذلك كلّه هو تمكّني من التّحكّم بأعصابي بشكل كبير».
لكن قلب لمى، الشّابة المبدعة لا ينسى الدّعم الأول الذي قُدم لها، والذي تلقّته من والدها ومن عائلتها وأصدقائها، فتقول: «والدي كان داعماً أساسياً لي وما زال، مادياً ومعنوياً، وروحياً قبل كل شيء، إضافة إلى عائلتي وأصدقائي الذين دفعني دعمهم للأمام».
دقّة وإتقان
«عندما دعيت لأحضر المعرض الذي شاركت به "لمى" لم أكن أتوقّع أنّ الطالبة في المدرسة ستغدو مهندسة ناجحة وفنانة موهوبة إلى هذا الحد»، بهذه الكلمات تتحدث الموجهة التربوية "كوكب شعبان" التي عرفت "لمى" منذ طفولتها، وتضيف الموجهة كوكب: «تفاجأت باللوحات المعروضة باسمها، وبالإتقان الذي تعمل به، خاصة أن فن" الماندالا" يحتاج يداً ثابتة، تختار المسافات بدقة بين الدّوائر، وهذا ما استطاعت "لمى" أن تحققه وتجيده بفضل دراستها الهندسة».
وتتابع شعبان: «وازداد إعجابي بها عندما رسمت أكبر لوحة "ماندالا" لتقديمها لـ "غينيس"، فقد دهشت بدقة الرسم والمسافات واختيار الألوان، واحتساب الدوائر الصحيح، وما جعلني أعرف كلّ ذلك عن كثب، أنّني كنت من بين الفريق الذي أشرف على عدِّ النّقاط في اللوحة».
"الفنانة الصغيرة الموهوبة" ، هذا ما وصفت به الفنانة التشكيلية "شهناز الجمّال" الشابة "لمى" ، حيث ترى فيها مشروع فنانة عالمية مبدعة وماهرة.
تقول الفنانة التشكيلية: «لديها إصرار على تحقيق حلمها وطموحها وهذا يتجلّى في قضاء الساعات والأيام لإنجاز اللوحات بدقة متناهية، فن" الماندالا" هو فن الدقة، والألوان، وهاتان الصفتان كانت "لمى" على دراية بهما من حيث أنّها تنجز لوحاتها بصبر وإتقان حتى تخرج بأجملها».
يذكر أنّ "لمى زكريا" من مواليد مدينة "حمص" عام ٢٠٠٠، تدرس هندسة العمارة في جامعة "دمشق".