تَسلِيط الضَّوْء بِتغْرِيب الضَّوْء اِنْعطافة بَصَريَّة لِطارق العسَّاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تَسلِيط الضَّوْء بِتغْرِيب الضَّوْء اِنْعطافة بَصَريَّة لِطارق العسَّاف

    تَسلِيط الضَّوْء بِتغْرِيب الضَّوْء
    اِنْعطافة بَصَريَّة لِطارق العسَّاف

    • د خليل الطيار

    يشعر المصور احيانا أنَ تركَ الكاميرا تمارسُ مهمةَ التلصصِ ومراقبةِ الواقعِ والقبضِ على لحظةٍ حاسمةٍ فيهِ قدْ لا توفرُ القناعةُ التامةُ بإكمالِ مهمتهِ لإنتاجِ صورةٍ يحققُ فيها فعلاً بصريا مؤثرا ونافعا .
    فهوَ بذلكَ قدْ ينجحُ في صناعةِ صورةٍ بأثرٍ فنيٍ لكنها لا تحققُ مبتغاهُ الجماليَ المنشودَ كفاعلٍ اجتماعيٍ قادرٍ على الرصدِ والتغيير…

    فيضطر لاستبدالْ هذهِ المهمةِ والذهابِ إلى أسلوبٍ آخرَ يمكنهُ منْ إنتاجِ جملٍ بصريةٍ خارجَ سياقِ قواعدها الأساسيةِ العامةِ ، ويحتاجَ أنْ يسلطَ بها الأضواءُ على غايةٍ جماليةٍ تتحركُ في مرائي تصوراتهِ ، لنْ تسعفهُ تقليديةً الصورةِ المكشوفةِ على تحقيقها ولا يجدها متوفرةً في "مرئياتِ" الواقعِ، وقدْ تكونُ عناصرها غيرَ مكتملةٍ لإنتاجِ حلمية الغرضُ المرادُ التعبيرُ عنهُ.
    وهوَ ما يجعلنا نؤكدُ دائما أنَ عمليكَ إنتاجَ أيِ "صورةٍ" لا تخلقُ ماهيتها في حاضنةٍ الكاميرا ، بلْ تتشكلُ نطفتها الأولى في رحمِ التصورِ الذهنيِ للمصورِ. فالأمرُ بالنسبةِ لمفهومِ "التصويرِ" كما عند المصورِ الفرنسيِ "إليوتْ إيرويتْ" لا يتصلُ بالأشياءِ التي نراها إلى حدٍ كبيرٍ ، بلْ بالطريقةِ التي نراها فيها " . فالصورةُ بهذا المفهومِ هيَ نتاجُ التصورِ وليسَ التصويرُ.
    وهوَ ما بدأنا نلمسهُ في طريقةِ تفكيرِ مبدعينا المصورينَ الذينَ أخذوا يعيدونَ تأسيسٌ ماديةٍ صورهمْ عبراحلامْ مرئيةً مسبقةً في أذهانهمْ يغادرونَ فيها عمليةُ تسجيلٍ ماديةٍ الواقعِ الموضوعيِ ويستبدلونهُ بالاشتغالِ على إيجادِ واقعٍ فنيٍ افتراضيٍ وإنْ كانتْ نطفتهُ الواقعَ نفسهُ . ومنهمْ المصورُ "طارقْ العسافْ" الذي أخذتْ عمليةَ إنتاجِ صورةٍ مؤخرا منحا جديدا بدأتْ فيها رؤيتهُ للأشياءِ تتبدلُ مناخاتها وظهرتْ في عددٍ منْ أعمالهِ الأخيرَ بانعطافةٍ أسلوبيةٍ يمكنُ أنْ نسجلَ فيها أولَ علامةٍ جماليةٍ لإنتاجِ صوره منْ خلالِ التصورِ قبل مهمةِ التصويرِ .

    التنوع البصريِ

    منْ خلالِ متابعتنا المستمرةِ لتجربتهِ وجدنا " العسافْ " لا يلتزمُ الخاصيةَ الواحدةَ في اشتغالاتهِ ، فهوَ دائمٌ التحولِ منْ طريقةِ لأخرى يستبدلُ فيها الأنماطُ والأساليب لأكثر منْ مرةٍ ، تارةٌ يتعاملُ بمغالاةٍ معَ معالجةِ مصفوفةٍ الآلونَ ليتخذَ منْ فسجلتها أداةٌ تعبيريةٌ في تمريرِ مرئياتهِ ، حققَ فيها جملاً بصريةً فاعلةً، وتارةُ يجد في أيقونةِ الوجوهِ أسطحَ تمكنهِ أنْ يتركَ فيها علاماتُ مرئياتهِ بسردِ معبرٍ، وأوقات أخرى ذهبَ إلى تجريبِ تصويرِ الطبيعةِ والغروبياتْ ولمْ يكترثْ لنتائجها رغمَ تمييزها، ثمَ استصرختهُ أوجاعُ الحروبِ العبثيةِ فتركَ مرئياتهُ تتجانسُ معَ مخلفاتها المريرةِ .
    في كلِ مرةٍ كانَ "العسافْ" يتركُ لنا جملاً بصريةً ناجحةً الأثرِ، لكنْ لا أضنها أشبعتْ نهمهُ الفنيُ ولمْ تستوفِ حلمهُ لصناعةِ صورتهِ المؤجلةِ التحقيقَ . فنراهُ في دأبَ دائمٌ يغيرُ لغته التعبيريةَ مقتربا منْ إنتاجِ مرئياتهِ الحالمةِ وغيرِ المقبوضِ عليها في منجزةٍ بعد . فهوَ مصورٌ غيرُ ساكنٍ ودائمٍ البحثِ والمشاكسةِ فنيا لتجديدِ فواعلِ صورتهِ.

    مسَلُّطِة الضوء

    آخر ما تابعناهُ في منجزه الأخيرِ مجموعةَ أعمالٍ أرادَ فيها أنْ يوظفَ مفهومُ " تسليطِ الضوءِ " كخاصيةٍ جماليةٍ لمرئياتهِ الجديدةِ ليرشدنا فيها إلى غايةٍ محددةٍ بقصدَ دلاليٍ واضحٍ ، فوجدَ أنَ هذا التسليطِ والاستدعاءِ البصريِ للمتلقي لنْ يتحققَ بالمقدارِ الذي يصنعُ أثرا ما لمْ يخضعْ "مسلطتهُ الضوئية" إلى قسريةٍ التحجيمِ والتشتيتِ لينجحَ في القبضِ والتركيزِ على مرئياتهِ المنشودةِ ، ساعٍ بذلكَ ليمسكَ " جذوةَ " الضوءِ وليسَ الضوءُ " كلهُ " وتتيحُ لهُ أنَ لا يتعاملُ معَ كليةِ مشهدهِ البصريِ، بلْ ينشغلُ بجزيةٍ فاعلةٍ فيهِ.
    فحياتنا بفواعل "مرئياتِ" واقعها اليوميِ المتأزمِ أصبحتْ تمرُ منْ أمامنا كالنهرِ الجارفِ وكما يراها الفيلسوفُ المعتمُ "هرقليطسْ" إذْ لا يمكنُ أنْ تسبحَ عيوننا نحوها مرتينِ ولا يمكنُ لكاميراتنا أنْ تقبضَ على أثرٍ فاعلٍ في مصفوفتها ما لمْ نشتتْ أبصارنا على الأثرِ العشوائيِ لنركزَ على "الموجةِ" الأكثرِ قدرةً على أنْ نرى منْ خلالها حقيقةُ الفعلِ "المرئيِ" المؤثرِ فيها بتجردٍ.
    وهوَ ما كانَ "العسافْ" يعانيهُ عندَ محاولةِ كتابةٍ سرديةٍ جملتهُ الحالمةُ ولمْ يتمكنْ منْ تحقيقها ، إلا في اللجوءِ إلى تجميدِ الحركةِ والذهابِ لانتقاءِ أثر مرئياتهِ منْ وسطها والتي ينوي " تسليطَ الأضواءِ" عليها هيَ بذاتها وليسَ على شيءٍ آخرَ. فهوَ يصر بقسرية على تشديدِ انتباهنا نحوَ غايتهِ ليجبرنا على عدمِ الاكتراثِ بالمتبقي منْ مساحةِ الواقعِ الذي يتركهُ مشتتا ضعيف الأثرِ ساحبا طاقتهُ البصريةُ ليضيفها إلى طاقةِ مرئياتهِ الخاصةِ يقوي علاماتها في مشهدهِ بعدَ أنْ يعملَ على تحييدها عنْ فوضى الواقعِ العامِ ليجبرنا أنْ نركزَ فقطْ على قراءةِ وهجِ مرئياتهِ بانعزالٍ تامٍ .

    مؤخرا رصدنا " للعسافِ " مجموعة سردياتٍ بصريةٍ تندرجُ ضمنَ هذهِ المعالجةِ الأسلوبيةِ اخترنا منها أربعةُ أعمالٍ متميزةٍ اشتغلنا على تفكيكِ مفرداتِ جمالياتها.

    القرينة اللغويةِ لتعضيدِ الضوءِ

    في عملهِ المسمى " لماذا ننتظرُ " قبضَ فيها على انشغالٍ لبائعٍ أجدبَ واقعُ حياتهِ على إعانتهِ فذهبَ "العسافْ" يمارسُ تعسفا قهريا شتتَ فيهِ معالمُ مشهدهِ الواقعيِ لينفردَ بمرئيةٍ جملتهُ البصريةَ. فما أرادنا أنْ نهتمَ بهِ هوَ "مرئيةٌ" البائعِ وليسَ "مرائي" المتبضعينْ. فعمدَ على تشتيتِ مساحةِ مشهدهِ العامِ ليسلطَ الأضواءَ على محاورةٍ بصريةٍ حاكَى فيها وجعُ بائعٍ كهلٍ ، لمْ تتمكنْ ظروفهُ المعيشيةَ منْ إماتةِ تعطشهِ للأناقةِ والزهوِ والاعتدادِ بإنسانيتهِ ، فحافظَ ليبدوا أنيقا رغمَ افتراشهُ الأرضَ يعتاشُ فيها على بيعِ الأقلامِ والكتبِ واللوحاتِ لتعكسَ رغبتهُ بمواصلةِ الحياةِ وتسويقِ إحساسهِ بالجمالِ منْ خلالِ بيعِ رسوماتٍ بتخطيطٍ بدائيٍ لملكاتِ الجمالِ !

    والمدهشِ في هذهِ السرديةِ هوَ قبضُ "العسافْ" على قرينةٍ لغويةٍ تعززُ مسلطتهُ الضوئية عندما اختارَ لجملتهِ البصريةِ شخصيةَ "مشترٍ" ظهرتْ على "قمصلتهْ" مفرداتٍ عبرتْ عنْ جدليةِ هذا المشهدِ ، شخصنا منها مفردةٌ NO كإشارةِ رفضٍ لكنها انعكستْ تارةً لتقرأ ON كإشارةِ تعزيزٍ. فإما أنْ نرفضَ هذهِ المقاربةِ الشرائيةِ لبيعِ الجمالِ بهذا الأسلوبِ البدائيِ، أوْ نقررَ قبولهُ ونعززهُ بدفعِ مبلغٍ يقبضهُ البائعُ بيدهِ ويدسهُ في جيبهِ منتشيا لنربحَ نحنُ زهوْ أناقتهِ والإطمئنانِ على صونِ كرامةِ عيشهِ وسطَ رضا ظهرَ في ابتسامةِ ملكاتِ جمالهِ!

    كما وظهرتْ عبارةٌ unrefined والتي تعني "غيرَ مهذبٍ" أوْ "غيرِ مكررٍ" في بعضِ الأحيانِ مدمج معها كلمةً eated والتي تعني " أَكلَ " وكلمةَ image بمعنى "صورةٍ" لتجتمعَ في هذهِ القرينةِ اللغويةِ مشفوعاتْ للمعنى الذي أرادَ العسافْ الإيحاءِ بهِ إلينا قائلاً ماذا ننتظرُ؟ " لا نكونُ غيرَ مهذبينَ ولا نكررُ أغلاطنا نلتقطُ صورا للتمتعِ بجمالِ الحياة دونَ أنْ ندفعَ ثمنا !

    صبرُ أيوبْ على الموتِ

    في عملٍ آخرَ أسماه "عربةَ الموتِ المؤجلِ" شتتَ "العسافْ" خلفيةِ مشهدهِ البصٌريِ وغيبه بحيثُ لمْ يبقَ منهُ إلا أثرٍ لعلامةِ السوقِ ليتقصدْ تسليطُ الضوءِ على مفردةٍ بصريةٍ خاصةٍ ويزيدُ منْ شدةِ اقترابنا منْ فعلٍ إنسانيٍ مؤثرٍ ظهرتْ فيهِ شخصيةُ رجلٍ كهلٍ سرقتْ أوجاعُ الحياةِ نعيمها منهُ وتركتهُ يفترشُ عربةً يعتاشْ منها على نقلِ البضائعِ.
    "العسافْ" بهذا التغريبِ القسريِ للسوقِ أرادَ أنْ يمنحَ انعزالاً تاما لقهريةِ هذهِ النظراتِ المعاتبةِ والمستفهمة عن اسباب كساد العيشِ فنجحَ بقنصِ فعلٍ مرئيٍ لهذا المسنِ المتعبِ وبدأَ وكأنَ نظراته تعلن ان صبرهُ لمْ يعدْ اصبرْ منْ صبرِ"أيوبْ" تاركا للمتلقي البحثِ عنْ إجابةٍ لحيرةٍ رسمتها يدٌ اتكأتْ على الوجهِ مطرقةَ وأخرى انسلتْ تناجي ظلامتها مناديةً ، هلْ حانَ لهذهِ العربةِ أنْ تكونَ تابوتا لموتٍ مؤجلٍ ؟

    مرئيةً النهايةِ

    في عملِ آخرٍ تركِ لهُ عنوانٌ the end ترددَ العسافْ كثيرا وهوَ يعاني إمكانيةَ القبضِ على مضمونِ جملتهِ البصريةِ بهذهِ القهريةِ الحياتيةِ التي اضطرتْ فيها عجوزا مسنةً افتراشَ الأرضِ لتسألَ حاجتها. ولمْ تعدْ تملكُ منْ حطامِ الدنيا غيرِ نظارةٍ تعينَ عينيها المتعبتينِ لتعقبِ المارةِ ومنسأةُ تتوكأ عليها، وقنينةِ ماءٍ تبللَ ريقا يتيبسَ منْ السؤالِ.
    "العسافْ" بدأَ ترددهُ واضحا لاستكمالِ فرضيةِ تشتيتِ ظهورالناسْ في محيطِ مشهدهِ لكيْ لا يتحملُ لوحده عبءَ المسؤوليةِ الأخلاقيةِ والاجتماعيةِ بتصويرِ هذا الفعلِ المرئيِ الموجعِ إنسانيا لمسنةٍ عزيزةٍ راحتْ تراودُ عطفَ الناسِ علهمْ يلبونَ استغاثةُ عوزها.
    ولمْ يرغبْ أنْ يظهرها بهذهِ الحالةِ المذلةِ ليتهمنا جميعا بجريرةِ القولِ القائل " لوْ صدقَ السائلُ لهلكَ المسؤولُ "!
    فأنتظرُ حتى يقبضَ على معادلٍ بصريٍ يعوضُ بهِ احتماليةَ خسارةِ ترددهِ بتحقيقِ جملتهِ البصريةِ سرعانَ ما أسعفهُ حصولهُ على تغطيةٍ جماليةٍ تححقتْ بمرورِ رجلٍ اجتاحَ مساحةَ مشهدهِ ليشتتَ ملامحهُ ويسلطُ الضوءُ على كيسٍ أسودَ بيدهِ حملَ عبارةٍ end ليتخذها "العسافْ" قرينةٌ فاعلةٌ لمشروعِ مضيهِ في تصويبِ كاميرتهِ وأخذُ مرئية حققَ فيها بتسليط ضوئي فاعلٍ إدانةٍ اجتماعيةٍ أرادَ أنْ يقولَ فيها لا بدَ منْ "نهايةٍ" لهذهِ الأوجاعِ التي استشرتْ في أسواقِ وطنٍ يطفو على بحورِ منْ النفطِ ومسنيهِ يمدونَ أيادي تسألُ الصدقاتُ!

    العبرة بالمقبرةِ

    في عملهِ الذي حملَ عنوانُ "قصةِ وفاءٍ وليستْ وفاةً" اشتغلَ "العسافْ"على موضوعةٍ الغائبِ (الميتَ) في مكانِ التغييبِ (المقبرةُ) وهذهِ المرةُ مارسَ فعلُ التشتيتِ لخلفيةِ مشهدهِ رغمَ أثرِ خضرة الشجرةِ فيهِ، تحسبا لعدم إبقائها واضحةً لكيْ لايعززْ نماءَ حياةِ مشهدهِ. فتقصدُ تشتيتها هيَ الأخرى ليمارسَ تسليطهُ الضوئيَ على مرئيتهْ الخاصةَ متمثلةً بالتركيزِعلى قبرٍ حملتْ شاهدتهُ اسمَ إنسانٍ ماتَ "شهيدا".
    راحَ "العسافْ" يمنعُ أيَ أثرٍ خارجيٍ يضعفُ قوةَ حضورِ مرئيتهْ التي أرادنا منْ خلالْ وخزتها أنَ نتشاكى معهُ لإدانةِ فراغِ المكانِ وغيابِ الأهلِ والصحبةِ والخلانِ ليبقى الشهداءُ وحهدهمْ يندبونَ غربةُ قبورهمْ.

    وحتى يعمقَ دلالةَ إدانتهِ بوضوحِ ويعززها في بصيرةِ متلقيهِ قبضَ على أثرٍ آخرَ تمثلُ بوجودِ "كلبٍ" جلسَ مستريحا بجوارَ القبرِ يسدُ فراغَ منْ غابَ عنْ الحضورِ! ويعلنُ أنَ صفةَ الوفاءِ المنسوبةِ إليهِ تدينُ فقدانها عندَ بني البشرِ!
    وليحققَ مرئيتهْ برضا تامٍ وهوَ يقبضُ عليها متكاملةً عثرَ على قرينةٍ لغويةٍ أخرى تمثلتْ بمفردةِ "مقبرةٍ" كتبتْ ببدائيةٍ على جدارِ وسقطتْ عنها نقطةٌ لتتحولَ إلى "معبرةٍ" نعمَ أنها العبرةُ التي ينبغي أنْ نسائلَ أنفسنا فيها في المقابرِ! فهيَ أمكنةٌ للعبرةِ والإعتبار.
    هكذا أرادَ "العسافْ" أنْ يهمسَ لنا بمرئيتهْ المعبرةَ قائلاً "اعتبروا يا أولي الأبصارِ"

    جَمالِية التَّسْليط

    أَعمَال تَكَاملَت فِيهَا كُلُّ عَناصِر ومقوِّمات جماليَّات الفوتوغْرافْيَا الفاعلة وحقَّقتْ جُمَلا بَصَريَّة نجح مُبدعهَا "طَارِق العسَّاف" أن يُوظِّف فِيهَا اِنْعطافة بَصَريَّة جَدِيدَة فِي اِشْتغالاته تَمثلَت بِخاصِّيَّة تَسلِيط الضَّوْء عَبْر تغْريبه وَمنعِه مِن الإحاطة بِمشاهده بِدافع القبْض على الاثرالْفاعل فِي سرْدياتهَا المرْئيَّة المعبِّرة عن أَوجَاع الإنْسان وأحْسب أنّهَ لَم يَتَعسَّف جَمالِيا بل أَنصَف وَعدَّل.
يعمل...
X