"محمد بسام مولوي".. صرخةُ ريشةٍ فنية
لامست أنامله الريشة والألوان منذُ نعومة أظفاره، حيث نشأ وترعرع في كنف عائلةٍ فنية عريقة، فمن خلال أعماله جسّد حرفة أجداده عبر إبراز مهارته في فنّ الخطّ العربي والديكور والحفر على المرمر، لتنتج أنامله أعمالاً فنية رسم من خلالها بصمته الخاصة به.
ولمعرفة المزيد من تجربته مدوّنةُ وطن"eSyria" التقت بتاريخ 15 تشرين الأول 2019، الحرفي والخطاط "محمد بسام مولوي" ليحدثنا عن مسيرته الفنية: «أحببت الفن منذ الصغر، كبر ونما معي ورافقني برحلتي الحياتية وخصوصاً أنني نشأت وترعرعت في بيت يزخر بالمشغولات الفنية، ضمن أسرة صنعت لنفسها بصمة مميزة بمجال الخط العربي والديكور، فجدي كان خطاطاً معروفاً بمدينة "حلب" ووالدي "مصطفى كمال مولوي" كان متعدد المواهب فهو من مؤسسي المسرح بمدينة "حلب"، وكان خطاطاً أيضاً، وأخوتي دخلوا هذا المجال الفني، هذا المحيط ساعد في صقل موهبتي وإظهارها، وتكوين وعيٍ وذاكرةٍ بصريةٍ انعكس تأثيرها لاحقاً بعد سنوات طويلة على رؤيتي للعالم، ومحاولتي إعادة صياغة هذه الأفكار بطريقة فنية مبتكرة، وشعرت أنّ الفنّ بالنسبة لي إرضاء لنفسي وهواية تسكن بداخلي، وهذا ما دفعني إلى تطوير ملكاتي الفنية واكتساب مهارات جديدة، فسجلت إعلاناً بمعهد الفنون التشكيلية مركز "فتحي محمد" الذي أضاف لموهبتي وخبرتي الشيء الكثير ووضعها بمسارها الصحيح». للإعلان رسالة سامية تحمل في طياتها قيم ومفاهيم الفنان الذي يناشد فيها صرخته الروحية عبر ريشته وألوانه للتعبير عن القضايا التي تشغل تفكيره ومجتمعه ليقدمها بطريقة فنية ومبسطة، فمن خلاله جسدت القضية الفلسطينية و"الجولان" والحرب على بلدنا الحبيب "سورية" وقضايا المجتمع الاجتماعية والفكرية والثقافية، حيث سخرت الخط العربي ضمن اللوحات الإعلانية بطريقة فنية دمجت بين الحرف والرسم
من لوحاته بالخط العربي
وعن تعريفه للخط العربي وأنواعه قال: «للخط العربي روح وطاقة سامية، امتلك جماليات وإمكانيات تعبيرية، يجسده الفنان بريشته وألوانه ويضيف إليه لمساته الجمالية بطريقته الخاصة، وبالنسبة لي جسدت لوحاتي الخطية بطريقة تحمل بطياتها إضافة إلى اللمسات الفنية معلومة ثقافية، فقد كنت أكتب اسم قائل المثل أو أصله بهدف نشر الثقافة بطريقة فنية أعطت شكلاً متطوراً للحرف العربي؛ إذ تضمنت نصوصاً متنوعة، فمنها: الأقوال، الشعر، الحكم، والعبارة الدينية، بالإضافة إلى أن لوحة الخط هو الإيقاع الرشيق وشبه الموسيقي الذي يترجم ما يحمله لنا في جعبته من أصالة وثقافة بصرية، فاللون مخلوق ساحر يحاول الفنان من خلاله أن يعبر عن مكنوناته وهواجسه عبر العمل الفني الذي يقوم بإنجازه ويحمل في طياته معنى اللوحة من دون قراءة الكلمات، حيث يجري التركيز في الأعمال الحروفية على استخدام اللون وتدرجاته التي تعبر عن الفرح والحزن، وما يحمله الفنان من مشاعر تجسد صرخته للتعبير عما يجول بمخيلته من أفكار ومكنونات، خاصة أن الحرف العربي يمثل ثقافتنا وحضارتنا، ويمتاز بقابليته للمد والضغط وإمكانياته التعبيرية والجمالية ذات الإيقاع الجميل القابل للحياة، بالإضافة إلى أنني حاولت الدمج بلوحاتي ما بين الخط العربي والإعلان؛ وهو ما أضاف للوحاتي اللمسات الجمالية المتجددة، وخصوصاً أن الحرف العربي يمتاز بليونته ورشاقته وحركاته الجمالية وقيمته التعبيرية جعلت الكثير من الفنانين يوظفونه بلوحاتهم، مما أعطى هذه الأعمال قيمة فنية عالية، مكنت الفنان من تجسيدها بطريقته الخاصة، فاللوحة الحروفية مبنية على الحرف والنص معاً، فلا بدّ أن يفهم الفنان التكوين الحروفي ودوره الأساسي في العمل، ثم يعتمد على ثقافته وموهبته وقدرته على اكتساب رؤية خطية جديدة، كما أنني كتبت بمختلف أنواع الخطوط كالخط الديواني والفارسي والكوفي وغيرها، بالإضافة إلى أننا الوحيدون بمدينة "حلب" الذين يقومون بالحفر والتخطيط على المرمر وهو ما ميز عملنا وفننا».
وتابع: «للإعلان رسالة سامية تحمل في طياتها قيم ومفاهيم الفنان الذي يناشد فيها صرخته الروحية عبر ريشته وألوانه للتعبير عن القضايا التي تشغل تفكيره ومجتمعه ليقدمها بطريقة فنية ومبسطة، فمن خلاله جسدت القضية الفلسطينية و"الجولان" والحرب على بلدنا الحبيب "سورية" وقضايا المجتمع الاجتماعية والفكرية والثقافية، حيث سخرت الخط العربي ضمن اللوحات الإعلانية بطريقة فنية دمجت بين الحرف والرسم».
الخطاط "محمد بسام مولوي" أثناء إنجاز لوحاته
وعن "محمد بسام مولوي" تحدث الفنان "خالد الشهابي" قائلاً: «هو من الخطاطين المعروفين بمدينة "حلب" اتصفت أعماله بالعراقة والأصالة وخصوصاً أنه ورث فنه عن أجداده الذين اتصفوا بموهبتهم بالخط العربي والديكور منذ القديم وحتى الآن، فقد وظف الخط العربي بالإعلان وخصوصاً السياسي الذي سيطر عليه اللون الناري أي اللون الأحمر والذي هو لون الدم، وهو في كل لوحة من لوحاته ينطق بشيء ما عن "الجولان" أو عن "غزة " أو "حلب" وحصد من خلال هذا على جوائز تكريمية عدة، وما يميز الخطاط "بسام مولوي" شغفه بفن الخط العربي، فهو يجتهد في ممارسته ومتابعته للفن، وهو من الفنانين الذين امتلكوا الإصرار والتطور والمضي قدماً لرسم بصمته الخاصة عبر لوحات جميلة تتحرك فيها الروح والنشاط وتدب فيها الحياة، ومن خلال لوحاته استخدم أكثر من نوع من الخط كالخط الديواني والفارسي والفني، بالإضافة إلى بعض الخطوط الكوفية».
الجدير بالذكر أنّ الخطاط "محمد بسام مولوي" مواليد "حلب" عام 1961 وهو خريج معهد إعداد المدرسين، أقام العديد من المعارض داخل "سورية" وخارجها، حاز على عدة جوائز.
من لوحاته الإعلانية
- نجوى عبد العزيز محمود
لامست أنامله الريشة والألوان منذُ نعومة أظفاره، حيث نشأ وترعرع في كنف عائلةٍ فنية عريقة، فمن خلال أعماله جسّد حرفة أجداده عبر إبراز مهارته في فنّ الخطّ العربي والديكور والحفر على المرمر، لتنتج أنامله أعمالاً فنية رسم من خلالها بصمته الخاصة به.
ولمعرفة المزيد من تجربته مدوّنةُ وطن"eSyria" التقت بتاريخ 15 تشرين الأول 2019، الحرفي والخطاط "محمد بسام مولوي" ليحدثنا عن مسيرته الفنية: «أحببت الفن منذ الصغر، كبر ونما معي ورافقني برحلتي الحياتية وخصوصاً أنني نشأت وترعرعت في بيت يزخر بالمشغولات الفنية، ضمن أسرة صنعت لنفسها بصمة مميزة بمجال الخط العربي والديكور، فجدي كان خطاطاً معروفاً بمدينة "حلب" ووالدي "مصطفى كمال مولوي" كان متعدد المواهب فهو من مؤسسي المسرح بمدينة "حلب"، وكان خطاطاً أيضاً، وأخوتي دخلوا هذا المجال الفني، هذا المحيط ساعد في صقل موهبتي وإظهارها، وتكوين وعيٍ وذاكرةٍ بصريةٍ انعكس تأثيرها لاحقاً بعد سنوات طويلة على رؤيتي للعالم، ومحاولتي إعادة صياغة هذه الأفكار بطريقة فنية مبتكرة، وشعرت أنّ الفنّ بالنسبة لي إرضاء لنفسي وهواية تسكن بداخلي، وهذا ما دفعني إلى تطوير ملكاتي الفنية واكتساب مهارات جديدة، فسجلت إعلاناً بمعهد الفنون التشكيلية مركز "فتحي محمد" الذي أضاف لموهبتي وخبرتي الشيء الكثير ووضعها بمسارها الصحيح». للإعلان رسالة سامية تحمل في طياتها قيم ومفاهيم الفنان الذي يناشد فيها صرخته الروحية عبر ريشته وألوانه للتعبير عن القضايا التي تشغل تفكيره ومجتمعه ليقدمها بطريقة فنية ومبسطة، فمن خلاله جسدت القضية الفلسطينية و"الجولان" والحرب على بلدنا الحبيب "سورية" وقضايا المجتمع الاجتماعية والفكرية والثقافية، حيث سخرت الخط العربي ضمن اللوحات الإعلانية بطريقة فنية دمجت بين الحرف والرسم
من لوحاته بالخط العربي
وعن تعريفه للخط العربي وأنواعه قال: «للخط العربي روح وطاقة سامية، امتلك جماليات وإمكانيات تعبيرية، يجسده الفنان بريشته وألوانه ويضيف إليه لمساته الجمالية بطريقته الخاصة، وبالنسبة لي جسدت لوحاتي الخطية بطريقة تحمل بطياتها إضافة إلى اللمسات الفنية معلومة ثقافية، فقد كنت أكتب اسم قائل المثل أو أصله بهدف نشر الثقافة بطريقة فنية أعطت شكلاً متطوراً للحرف العربي؛ إذ تضمنت نصوصاً متنوعة، فمنها: الأقوال، الشعر، الحكم، والعبارة الدينية، بالإضافة إلى أن لوحة الخط هو الإيقاع الرشيق وشبه الموسيقي الذي يترجم ما يحمله لنا في جعبته من أصالة وثقافة بصرية، فاللون مخلوق ساحر يحاول الفنان من خلاله أن يعبر عن مكنوناته وهواجسه عبر العمل الفني الذي يقوم بإنجازه ويحمل في طياته معنى اللوحة من دون قراءة الكلمات، حيث يجري التركيز في الأعمال الحروفية على استخدام اللون وتدرجاته التي تعبر عن الفرح والحزن، وما يحمله الفنان من مشاعر تجسد صرخته للتعبير عما يجول بمخيلته من أفكار ومكنونات، خاصة أن الحرف العربي يمثل ثقافتنا وحضارتنا، ويمتاز بقابليته للمد والضغط وإمكانياته التعبيرية والجمالية ذات الإيقاع الجميل القابل للحياة، بالإضافة إلى أنني حاولت الدمج بلوحاتي ما بين الخط العربي والإعلان؛ وهو ما أضاف للوحاتي اللمسات الجمالية المتجددة، وخصوصاً أن الحرف العربي يمتاز بليونته ورشاقته وحركاته الجمالية وقيمته التعبيرية جعلت الكثير من الفنانين يوظفونه بلوحاتهم، مما أعطى هذه الأعمال قيمة فنية عالية، مكنت الفنان من تجسيدها بطريقته الخاصة، فاللوحة الحروفية مبنية على الحرف والنص معاً، فلا بدّ أن يفهم الفنان التكوين الحروفي ودوره الأساسي في العمل، ثم يعتمد على ثقافته وموهبته وقدرته على اكتساب رؤية خطية جديدة، كما أنني كتبت بمختلف أنواع الخطوط كالخط الديواني والفارسي والكوفي وغيرها، بالإضافة إلى أننا الوحيدون بمدينة "حلب" الذين يقومون بالحفر والتخطيط على المرمر وهو ما ميز عملنا وفننا».
وتابع: «للإعلان رسالة سامية تحمل في طياتها قيم ومفاهيم الفنان الذي يناشد فيها صرخته الروحية عبر ريشته وألوانه للتعبير عن القضايا التي تشغل تفكيره ومجتمعه ليقدمها بطريقة فنية ومبسطة، فمن خلاله جسدت القضية الفلسطينية و"الجولان" والحرب على بلدنا الحبيب "سورية" وقضايا المجتمع الاجتماعية والفكرية والثقافية، حيث سخرت الخط العربي ضمن اللوحات الإعلانية بطريقة فنية دمجت بين الحرف والرسم».
الخطاط "محمد بسام مولوي" أثناء إنجاز لوحاته
وعن "محمد بسام مولوي" تحدث الفنان "خالد الشهابي" قائلاً: «هو من الخطاطين المعروفين بمدينة "حلب" اتصفت أعماله بالعراقة والأصالة وخصوصاً أنه ورث فنه عن أجداده الذين اتصفوا بموهبتهم بالخط العربي والديكور منذ القديم وحتى الآن، فقد وظف الخط العربي بالإعلان وخصوصاً السياسي الذي سيطر عليه اللون الناري أي اللون الأحمر والذي هو لون الدم، وهو في كل لوحة من لوحاته ينطق بشيء ما عن "الجولان" أو عن "غزة " أو "حلب" وحصد من خلال هذا على جوائز تكريمية عدة، وما يميز الخطاط "بسام مولوي" شغفه بفن الخط العربي، فهو يجتهد في ممارسته ومتابعته للفن، وهو من الفنانين الذين امتلكوا الإصرار والتطور والمضي قدماً لرسم بصمته الخاصة عبر لوحات جميلة تتحرك فيها الروح والنشاط وتدب فيها الحياة، ومن خلال لوحاته استخدم أكثر من نوع من الخط كالخط الديواني والفارسي والفني، بالإضافة إلى بعض الخطوط الكوفية».
الجدير بالذكر أنّ الخطاط "محمد بسام مولوي" مواليد "حلب" عام 1961 وهو خريج معهد إعداد المدرسين، أقام العديد من المعارض داخل "سورية" وخارجها، حاز على عدة جوائز.
من لوحاته الإعلانية