مصطفى رعدون
٥ يونيو ٢٠٢٠ ·
صور من الذاكرة
في نهاية الزقاق المبلط بعد أن تجتاز الحابوسة وتولج شمالا ، يلتف بك الهنيها ، ثم تعكف شمالا مقتربا من سور القلعة الشمالي الغربي ،
الحجارة تحتك وعلى جانبيك ، وانت ساه بعجرفات التبليط ونتوءآته ، ثمة تكوينات حجرية متراكمة تستحضر في خيالك قصص ألف ليلة وليلة ، أقواس وقناطر وغرف غمس غير متناسقة ، صغيرة وكبيرة ، وأدراج حجرية غير منتظمة تعلو فوق قناطر مقبية وكأنها ألحان متناغمة مع بعض الجدران الطينية ، هناك تكاد تخرج من زمنك لتعود مئات سنين خلت ، فأنت في حارة عتيقة وعريقة قد خرجت مئات البشر الى السهل الأخضر الفسيح حول البركة وعند المنعطفات ،شمالا وجنوبا ،،،
لكن رأس فلاح نشيط بصوته الجهوري يطل عليك من خلف تلك الجدران العتيقة صائحا ( تفضل ) بصوت قوي يكسر حواجز الصمت ،،، ويقترب منك مرحبا ، وهو يغمرك بإبتساماته الرقيقة وقهقهاته العاليات ، وقد يمسك بيدك ليجبرك على الدخول لأحد بيوت تلك الحارة ، ولا يحل عنك حتى تشرب الشاي عنده ، ولا يكاد يسكت راويا لك قصص الأولين والآخرين ،
انه أبافيصل ( سعيد الرعدون ) بطلته البهية ، وجمال وجهه الأبيض المشرب حمرة ، وصوته الجهوري
ولا تكاد تسأله سؤالا حتى ينهمر عليك أجوبة شتى ، فتنتقي أنت ما ترير من جواب ، ثم يتحفك ببعض العتابا من واقعه ومحفوظاته مما تجود بها ذاكرته الحديدية ، وعند إيابك يرافقك في الزقاق حتى تستأذنه بالعودة مشكورا ،
قد تصل الى الحابوسة ،،،ولاتزول ملامحه من خيالك ، وتدلف خارجا من باب القلعة ، وصور تلك الحارات لا تفارق مخيلتك ، وهناك على الباب تنفتح الدنيا أمام ناظريك ، فتطل عليك التلال والسهول والروابي والقرى البعيدة ، ويغمر بصرك السهل الأخضر الفسيح سهل الغاب الجميل ، وتتلألأ صفحة الماء من البركة وسط جمال الطبيعة الغناء ، فتجد نفسك واقفا ، صامتا ، متأملا ، متأثرا بجمال الطبيعة ، وهوائها العليل ، ومندهشا من تلك المناظر الخالدات التي لا تفارق الذاكرة ولو غبت عنها طوال السنين والأيام ،،،،،،،،،،
مصطفى رعدون
George Ashy، د.غسان القيم
- محمد سعيد خير الله
الله يرحمو ويجعل مثواه الجنة وبارك الله فيك واطال في عمرك وأكثر الله من امثالك وجزاك الله كل خير على هذه المشاركات الحلوة والمفيدة لك المحبة والتقدير والاحترام والاناء بما فيه ينضح