الكركي الياباني .. طائر الحظ السعيد (صور)
01/01/2017
وادا ماساهيرو (مصور)
ربما لألوانه الزاهية التي تنبض بالحياة أو للأسطورة التي تقول إنه يعيش ألف عام، فإن ”طائر الكُركي أحمر التاج“ أو ”الكُركي الياباني“ هو رمز التفاؤل منذ القدم عند اليابانيين. في هذا الموضوع يعرفنا المصور الذي ولد في قرية تسوروي وهي موطن الكركي، عن جمال هذا الطائر الراقِي الذي شاهده واكتشفه في كل فصل من فصول السنة.
طائر الكركي ذو التاج الأحمر أو الكركي الياباني ”تانتسو“ هو أكبر طائر يعيش في اليابان حيث يبلغ طوله ١.٥ مترا ويصل طول الجناحين إلى ٢.٤ متر ووزنه حوالي ١٠ كيلوجرام. وهو طائر مقيم يعيش في موطنه بجزيرة هوكايدو طوال العام وهو بذلك يختلف عن طيور الكركي المهاجرة التي تعيش في صحراء سيبيريا والصين وشبه الجزيرة الكورية. وقديماً كان يتواجد أيضاً في جزيرة هونشو، ولكن في الوقت الحالي لا يعيش سوى في جزيرة هوكايدو. وقد ظهر طائر الكركي ذو التاج الأحمر منذ القدم في القصص والروايات الشعبية اليابانية القديمة، كما رسم في الكثير من الأعمال الفنية اليابانية. فهو بالنسبة لليابانيين يعتبر طائراً مميزاً ومألوفاً جداً كما أنه يحظى بمكانة خاصة في قلوب الشعب الياباني.
قدسية طائر الكركي الياباني
وقد ساد الاعتقاد لبعض الوقت بأن طائر الكركي ذو التاج الأحمر قد انقرض تماما بسبب الصيد الجائر في عصر مييجي واستصلاح الأراضي والتوسعات التي أقيمت في أماكن تواجده في الأراضي الرطبة. ولكن في عام ١٩٢٤ تم اكتشاف ورؤية بعضا منها يعيش خفية في أعماق مستنقعات كوشيرو بعيدا عن أعين الصيادين بالقرب من حديقة رأس كيراكوتان في قرية تسوروي بهوكايدو. وقد فاجأ خبر العثور على طيور الكركي اليابانيون في كافة أنحاء البلاد وليس في هوكايدو فقط. وبدأت من بعد ذلك الجهود المختلفة للحفاظ عليها، وفي عام ١٩٥٢ تم إدراجها مع موطنها تحت اسم ”طيور الكركي الياباني في مستنقعات كوشيرو“ كمعالم طبيعية خاصة بالدولة. وبالتوافق مع هذه التحركات ظهر كذلك متطوعون كرسوا أنفسهم للقيام بإطعامها كما نشطت مجهودات مختلفة لرعايتها وحمايتها من الانقراض.
وقد تم التأكد في الوقت الحاضر على وجودما يقرب من ١٥٠٠ طائر من طيور الكركي ذات التاج الأحمر تعيش في اليابان من بينها حوالي ١٠٠٠ طائر تعيش في مستنقعات كوشيرو. وعلى مستوى العالم يوجد حوالي ٢٨٠٠ طائر فقط من طيور الكركي، أي أن أكثر من ثلث العدد الموجود في العالم يعيش في الأراضي الرطبة بهوكايدو. كما يأتي حوالي ٧٠ ٪ منها في موسم الهجرة الشتوية إلى قرية تسوروي. وقرية ”تسوروي“، وتعني باليابانية ”قرية موطن طائر الكركي“، أصبحت قرية تتواجد بها طيور الكركي طوال العام لأنها تقع بجوار مستنقعات كوشيرو حيث تتكاثر، كما أنها تعتبر مأوى آمن لا يتجمد شتاءً ويتوفر فيه الغذاء.
وعلى الرغم من أنه بالنظر إلى الفترة التي ساد فيها الاعتقاد أُبأن طائر الكركي ذو التاج الأحمر قد انقرض، نسطيع القول إن أعداده قد ازدادت في الوقت الحالي وأنه قد نجا من خطر الانقراض، إلا أن هناك مشاكل كثيرة تواجه طيور الكركي مثل ازدحام أماكن التغذية في موسم التكاثر وتسببها في الإضرار بالحقول المجاورة.
إدراك جمال طائر الكركي
لقد ولدت وترعرعت حيث موطن طائر الكركي ذو التاج الأحمر في قرية تسوروي بهوكايدو. وربما لهذا السبب فإن طيور الكركي لم تكن طيورا فريدة بالنسبة لي بل كانت إلى حد كبير ليست سوى طيور عادية ومألوفة أراها بالجوار. وقد بدأت أدرك وجود هذه الطيور الجذابة حولي تقريبا عند دخولي المرحلة الإعدادية. وإذا نظرت إلى هذا الوقت الآن، يبدو أن بداية قيامي بتصوير طيور الكركي لم يكن بمحض الصدفة وإنما كان قدراً محتوماً بالنسبة لي.
في الواقع أنا لا أقوم بتصوير طيور الكُركي ذاتها فحسب وإنما أضم إليها النظام البيئي التي تعيش فيه حيث أنني أرغب كذلك في تقديم الجمال البيئي الذي تتواجد فيه هذه الطيور. لا سيما أنه منذ طفولتي وحتى كبرت كنت أرى من حولي هذا المنظر الجميل الذي تعيش فيه مما جعله بالنسبة لي أنا هذا حقا هو ”المنظر الأصلي“. وكذلك عندما علّمت نفسي التصوير، لم يكن لأي غرض سوى لأنني أردت التقاط الصور لطيور الكركي ذات التاج الأحمر التي أحبها بشدة، فلم أكن أسعى بشكل خاص لأن أصبح مصوراً.
بدأت زيارة مستنقعات كوشيرو حيث تعيش طيور الكركي ذات التاج الأحمر بينما أمارس عملي منذ النصف الثاني من العقد الثالث من عمري في مهنة العائلة وهي إدارة الفنادق. ومن خلال الصور التي التقطتها لمناظر هذه الطيور البديعة أريد أن يتعرف أكبر عدد ممكن من الناس حول العالم على جمال هذا الطائر. فليس هناك ما يسعدني أكثر من أن أستطيع المشاركة في الحفاظ عليه وبالتالي الحفاظ على البيئة الطبيعية الخلابة التي يعيش فيها.
(صورة العنوان: زوج من طيور الكركي الياباني تأخذ حماما شمسيا في صباح بارد في يناير/ كانون الثاني.)
استقبال صباح قارس البرودة، درجة الحرارة ٢٧ تحت الصفر. (يناير/ كانون الثاني)
زوج يأخذا حماما شمسيا في صباحٍ بارد. (يناير/ كانون الثاني)
عائلة تتناول غذائها من وسط الثلوج. (يناير/ كانون الثاني)
التحليق في سماء الشمال الزرقاء الصافية. (يناير/ كانون الثاني)
وقوف بلا حراك في المياه الجارية في منتزه مستنقعات كوشيرو الوطني الشاسع. (يوليو/ تموز)
تقديم رقصة الغزل وسط الأوراق الخضراء اليانعة في الأراضي الرطبة. (يوليو/ تموز)
وقوف بلا حراك فوق الهضاب الطالة على الأراضي الرطبة. (يوليو/ تموز)
زوجان يترقبان بحذر قرب المساء. (سبتمبر/ أيلول)
غزال إيزو ياباني الموطن وطائر الكركي ذو التاج الأحمر يعبروا البحيرة في الأراضي الرطبة. (أكتوبر / تشرين الأول)
طائر الكُركي يلتقط غذائه ومن خلفه منظر شجر البلوط الكبير بألوان الخريف. ( أكتوبر / تشرين الأول)
عائلة تحلق وسط ضباب الصباح. (أكتوبر/ تشرين الأول)
استقبال الصباح من قلب الأراضي الرطبة. (أكتوبر/ تشرين الأول)
النوم في النهر الذي لا يتجمد حتى في الشتاء القارس. (يناير/ كانون الثاني)
العودة إلى قلب الأراضي الرطبة بعد انتهاء اليوم. (فبراير/ شباط)