"مهند سليمان".. النحت بنظرة فلسفية
مها حامد محفوض
لطالما كانت طبيعة البيئة الجبلية لقريته "جيبول" التي نشأ فيها حافزاً لنمو موهبة فطرية امتلكها ودعمها بالدراسة الممنهجة، والبحث الدائم في كل ما يخص فن النحت، فأبدع فيها، وتابع طريقه في غربته التي نال فيها الشهرة.
مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 11 تموز 2018، مع النحات "مهند سليمان" ليتحدث لنا عن مسيرته منذ بدايتها، حيث قال: «نشأت في أحضان طبيعة جبلية غنية بجمالها، وقد أكثرت التمعن في هذا الجمال منذ الطفولة، فلاحظت أن الطبيعة هي النحات الأول، وهنا بدأت محاكاتها ووضع لمساتي في أحضانها، فقد كانت المحفز الأول لموهبتي، إذاً فالموضوع فطري، وهو موجود لدى كل إنسان لكنه يحتاج إلى التحفيز، أو البيئة المناسبة التي تساهم في نموه، وقد كانت دراستي في هذا المجال خاصة، وبرأيي من الضروري صقل الموهبة الفطرية بالدراسة، لكن ليس بالضرورة الدراسة الأكاديمية، لكن بقدر ما تكون الدراسة ممنهجة وشاملة وتقترب من المنحى الأكاديمي، تعطي ثماراً أفضل في صقل الموهبة. والحقيقة إن الموهبة أيضاً وحدها لا تكفي، وكذلك الأمر بالنسبة للدراسة، فمجرد الدراسة لكسب الشهادة الورقية أمر غير كافٍ، ولن يأتي بأي ثمار على أرض الواقع».
أقمت معرضاً في مدينة "غوتنبرغ"، وشاركت في عدة أنشطة كان آخرها إقامة ورشة عمل للأطفال، والآن أحاول التركيز على مادة الغرانيت، وعلى أبواب البدء بعمل فني جديد، إن لم تكن مجموعة من الأعمال، وأتوقع أن يكون لها صدى واسع، وحالياً أتواصل مع موسوعة "غينيس" لأجله، وفي النهاية أود القول إننا أبناء أرض لم تنضب في تفاعلها مع ثقافات البشرية ووجهها الآخر هو الإنسان
ويتابع: «في الحقيقة يستهويني العمل الذي يحوي في قراءته فكراً فلسفياً يجسد هموم الإنسان وتطلعاته، ويحمل أيضاً القيم الجميلة، وفي الوقت نفسه يترك الانطباع الجميل بشكله الخارجي وطريقة إخراجه، ويكون مريحاً لعين المشاهد، فيلمس الإنسان ولو بعقله الباطن من خلال النظرة الأولى ارتياحاً لهذا العمل، وأحب أيضاً بوجه عام الأعمال الرشيقة، كما أحب توظيف مادة العمل كمفردة مهمة في قراءته».
الحصان السوري
وعن عمله "الحصان السوري" وكيف تم إنجازه، يقول: «لقد كان عملي الأول في "السويد" بظروف مادية صعبة، على عكس ما يعتقد بعضهم؛ إذ إن تمويل العمل كاملاً من حسابي الشخصي فقط، وبعد إنجازه بقي نحو
عام تقريباً من دون أي رعاية، ولم يشاهده إلا عدد قليل من الناس الذين يسكنون الريف في المكان الذي أعيش فيه. ولاحقاً قمت بنقله إلى مدينة "غوتنبرغ"، وقد ترتب على هذا أيضاً أعباءً مادية إضافية وصعبة بالنسبة لظرفي حينئذٍ، وعن طريق صديق وهو فنان سويدي، حاول الاتصال من أجله لعرضه في معرض يعدّ من أهم المعارض في "السويد"، ومن المعارض العشرة الأوائل في "أوروبا" حسبما صنفته بعض الصحف، أما المشاركون فيه، فهم على مستوى العالم، وقد كان الرد حينئذٍ بالرفض والاعتذار، لكن بعد إرسال صور العمل طالبوا بإلحاح أن يحصلوا عليه مباشرةً، وكان قد أعلن عن المعرض وأسماء سبعة فنانين من المشاركين، ولاحقاً أدركت أهمية هذا المعرض، وأنه من الصعب مشاركة حتى الفنانين السويديين فيه، وقد نال عملي "الحصان السوري" اهتمام كل زوار المعرض، واكتسب شهرةً لم أكن أتوقعها، ونقلاً إعلامياً كبيراً، وقد فتح لي أبواباً مهمة وكثيرة، حيث تم استئجاره من قبل بلدية "أوديفالا" لمدة عام، والآن يسعون لشرائه قبل انتهاء مدة الإيجار».
أما عن أعماله ومشاركاته ورسالته، فقد قال: «أقمت معرضاً في مدينة "غوتنبرغ"، وشاركت في عدة أنشطة كان آخرها إقامة ورشة عمل للأطفال، والآن أحاول التركيز على مادة الغرانيت، وعلى أبواب البدء بعمل فني جديد، إن لم تكن مجموعة من الأعمال، وأتوقع أن يكون لها صدى واسع، وحالياً أتواصل مع موسوعة "غينيس" لأجله، وفي النهاية أود القول إننا أبناء أرض لم تنضب في تفاعلها مع ثقافات البشرية ووجهها الآخر هو الإنسان».
من أعماله النحتية
أما النحات "عيسى سلامة"، فيقول عنه: «فنان صادق في موهبته، تنقل بين عدة مدارس، من الواقعية إلى التعبيرية إلى التجريد الهندسي، الفنان "مهند سليمان" ابن مدينة "جبلة"، نحات قدير، قام بنحت عدد من التماثيل الواقعية، وقد نفذ العديد من الأعمال الميدانية في النحت، وكان لهذه الأعمال حضور رائع في الساحل السوري، وفي العاصمة "دمشق" أيضاً كان قد نفذ عدة أعمال من الرخام في مشاغل النحت، وكان له حضور بأعماله في "لبنان"، فنحت على الحجر، وأيضاً أعمال مهمة في "السويد" حيث يقيم حالياً».
يذكر أن النحات "مهند سليمان" من مواليد "جبلة" قرية "جيبول"، عام 1975.
مها حامد محفوض
لطالما كانت طبيعة البيئة الجبلية لقريته "جيبول" التي نشأ فيها حافزاً لنمو موهبة فطرية امتلكها ودعمها بالدراسة الممنهجة، والبحث الدائم في كل ما يخص فن النحت، فأبدع فيها، وتابع طريقه في غربته التي نال فيها الشهرة.
مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 11 تموز 2018، مع النحات "مهند سليمان" ليتحدث لنا عن مسيرته منذ بدايتها، حيث قال: «نشأت في أحضان طبيعة جبلية غنية بجمالها، وقد أكثرت التمعن في هذا الجمال منذ الطفولة، فلاحظت أن الطبيعة هي النحات الأول، وهنا بدأت محاكاتها ووضع لمساتي في أحضانها، فقد كانت المحفز الأول لموهبتي، إذاً فالموضوع فطري، وهو موجود لدى كل إنسان لكنه يحتاج إلى التحفيز، أو البيئة المناسبة التي تساهم في نموه، وقد كانت دراستي في هذا المجال خاصة، وبرأيي من الضروري صقل الموهبة الفطرية بالدراسة، لكن ليس بالضرورة الدراسة الأكاديمية، لكن بقدر ما تكون الدراسة ممنهجة وشاملة وتقترب من المنحى الأكاديمي، تعطي ثماراً أفضل في صقل الموهبة. والحقيقة إن الموهبة أيضاً وحدها لا تكفي، وكذلك الأمر بالنسبة للدراسة، فمجرد الدراسة لكسب الشهادة الورقية أمر غير كافٍ، ولن يأتي بأي ثمار على أرض الواقع».
أقمت معرضاً في مدينة "غوتنبرغ"، وشاركت في عدة أنشطة كان آخرها إقامة ورشة عمل للأطفال، والآن أحاول التركيز على مادة الغرانيت، وعلى أبواب البدء بعمل فني جديد، إن لم تكن مجموعة من الأعمال، وأتوقع أن يكون لها صدى واسع، وحالياً أتواصل مع موسوعة "غينيس" لأجله، وفي النهاية أود القول إننا أبناء أرض لم تنضب في تفاعلها مع ثقافات البشرية ووجهها الآخر هو الإنسان
ويتابع: «في الحقيقة يستهويني العمل الذي يحوي في قراءته فكراً فلسفياً يجسد هموم الإنسان وتطلعاته، ويحمل أيضاً القيم الجميلة، وفي الوقت نفسه يترك الانطباع الجميل بشكله الخارجي وطريقة إخراجه، ويكون مريحاً لعين المشاهد، فيلمس الإنسان ولو بعقله الباطن من خلال النظرة الأولى ارتياحاً لهذا العمل، وأحب أيضاً بوجه عام الأعمال الرشيقة، كما أحب توظيف مادة العمل كمفردة مهمة في قراءته».
الحصان السوري
وعن عمله "الحصان السوري" وكيف تم إنجازه، يقول: «لقد كان عملي الأول في "السويد" بظروف مادية صعبة، على عكس ما يعتقد بعضهم؛ إذ إن تمويل العمل كاملاً من حسابي الشخصي فقط، وبعد إنجازه بقي نحو
عام تقريباً من دون أي رعاية، ولم يشاهده إلا عدد قليل من الناس الذين يسكنون الريف في المكان الذي أعيش فيه. ولاحقاً قمت بنقله إلى مدينة "غوتنبرغ"، وقد ترتب على هذا أيضاً أعباءً مادية إضافية وصعبة بالنسبة لظرفي حينئذٍ، وعن طريق صديق وهو فنان سويدي، حاول الاتصال من أجله لعرضه في معرض يعدّ من أهم المعارض في "السويد"، ومن المعارض العشرة الأوائل في "أوروبا" حسبما صنفته بعض الصحف، أما المشاركون فيه، فهم على مستوى العالم، وقد كان الرد حينئذٍ بالرفض والاعتذار، لكن بعد إرسال صور العمل طالبوا بإلحاح أن يحصلوا عليه مباشرةً، وكان قد أعلن عن المعرض وأسماء سبعة فنانين من المشاركين، ولاحقاً أدركت أهمية هذا المعرض، وأنه من الصعب مشاركة حتى الفنانين السويديين فيه، وقد نال عملي "الحصان السوري" اهتمام كل زوار المعرض، واكتسب شهرةً لم أكن أتوقعها، ونقلاً إعلامياً كبيراً، وقد فتح لي أبواباً مهمة وكثيرة، حيث تم استئجاره من قبل بلدية "أوديفالا" لمدة عام، والآن يسعون لشرائه قبل انتهاء مدة الإيجار».
أما عن أعماله ومشاركاته ورسالته، فقد قال: «أقمت معرضاً في مدينة "غوتنبرغ"، وشاركت في عدة أنشطة كان آخرها إقامة ورشة عمل للأطفال، والآن أحاول التركيز على مادة الغرانيت، وعلى أبواب البدء بعمل فني جديد، إن لم تكن مجموعة من الأعمال، وأتوقع أن يكون لها صدى واسع، وحالياً أتواصل مع موسوعة "غينيس" لأجله، وفي النهاية أود القول إننا أبناء أرض لم تنضب في تفاعلها مع ثقافات البشرية ووجهها الآخر هو الإنسان».
من أعماله النحتية
أما النحات "عيسى سلامة"، فيقول عنه: «فنان صادق في موهبته، تنقل بين عدة مدارس، من الواقعية إلى التعبيرية إلى التجريد الهندسي، الفنان "مهند سليمان" ابن مدينة "جبلة"، نحات قدير، قام بنحت عدد من التماثيل الواقعية، وقد نفذ العديد من الأعمال الميدانية في النحت، وكان لهذه الأعمال حضور رائع في الساحل السوري، وفي العاصمة "دمشق" أيضاً كان قد نفذ عدة أعمال من الرخام في مشاغل النحت، وكان له حضور بأعماله في "لبنان"، فنحت على الحجر، وأيضاً أعمال مهمة في "السويد" حيث يقيم حالياً».
يذكر أن النحات "مهند سليمان" من مواليد "جبلة" قرية "جيبول"، عام 1975.