بينما تصعد إلى الطائرة، ستراهن يتحققن مما في حوزتك، وسيضعن حقائبك على الجهاز الماسح كي يحرصن ألا تهرب في حقائبك كميةً فائضة من الأمتعة اليدوية. إن كل هذا يصبُ في مصلحة المسافرين وأمانهم، وهو الهدف الأبدى الذي يحاول مضيفو ومضيفات الطيران تحقيقه بشتى الوسائل، ولو تطلب الأمر في بعضِ الأحيان بعضاً من القرارات الخاطفة.
ما هي الأمور التي تشكل أول ما يلفت نظر مضيفي الطيران في المسافرِين؟
وفقاً لـ(جانيس بريدجر)، مضيفة الطيران التي تبلغ من العمر 27 عاماً : ”السفر عبر الطائرة محفوفٌ بالمخاطر، لذلك ينبغي على أحدِنا أن يكون متيقظاً ومدركاً للظرف الذي يُفرَضُ علينا، فعندما ألقي التحية على الناس، عليك أن تعلم أنني متيقظة لكل مسافرٍ يسير عبر بوابة الطائرة“.
الأمور التي تلفت انتباه مضيفات الطيران في المسافرين هي:
أولاً : يتحققن من كونك مخموراً أم لا
يقول (سياك شولتيس)، الذي عمل مضيف طيران لثلاثين سنة في شبكة الخطوط الجوية (لوفتهانسا): ”الأشخاص الذين يبدون مخمورين لا يسمح لهم بالدخول إلى الطائرة، كونهم قد يشكلون خطرا على غيرِهم من المسافرين. خلال مسيرةِ عملي، لم أسمح بدخول 4 مسافرين بدا عليهم أنهم مخمورون، ولحسنِ حظي فقد دعمني الضابط والربان في قراري هذا“.
تقول مضيفة الطيران (أمار راما): ”قد نضطر إلى إخلاء الطائرة، وينبغي أن نُحقق ذلك في غضون 90 ثانية. لن أخاطر بحياتي أو بحياة أي من الركاب لأجلِ راكبٍ احتسى الخمر وأخذ يتصرف بلا عقلانية“.
ثانياً: يلفت نظرهن إن كنت ضخم البنية أم لا
كونور مغريغور. صورة: Ethan Miller/Getty Images
تقول (بريدجر): ”لو رأيتُ شخصاً ذو بنية ضخمة، أو رشيق القوام، فسأضعُ هذا الأمر في الحسبان، وسأتذكر أين سيجلسُ في الطائرة. فهو سيكونُ عوناً في حال حصل هجوم ضمن حجرة الطائرة وتفاقمَت الأمور وأصبحت خارج نطاق السيطرة. سأتحدّثُ إليه بصورةٍ فردية طالبة منه أن يساعدني في كبحِ جموح مسافرٍ على متنِ هذه الطائرة بدا عليه أنه صعب المراس. نأمل عدم حدوث مثلِ هذا الأمر، لكن علينا أن نكون متأهبين في حال حصوله“.
ثالثاً: يتحققن فيما لو كنت موظف طيران أم لا
تقول (بريدجر): ”نحاول أن نعلم إن كان في حجرة الطائرة مسافرون ممّن يعملون كموظفي طيران. بالأخصِ أفرادُ الطاقم المدرّبون على التعامُل مع الإجراءات داخل الطائرة كحالات الطوارئ سواء كانت طبية أم ميكانيكية. هم مدرّبون على الانخراط في مواقف كهذه والتعامُل معها بصورة آنية. لذلك فهم يشكلون بالنسبة لي مصدراً لا يُستغنَى عنه عند الحاجة إلى مساعدة، وسيهمني أن أعرف أين يجلسون في الطائرة“.
رابعاً: يتحقّقن من كونك مريضاً أم لا
تقول (ميريام ميمي)، التي تعمل في مطار (كوندور) منذ عام 1994: ”أتحقق فيما إذا كانوا ثمِلين أو مخدّرين أو مريضين أو خائفين. يُعد هذا الأمر هاماً بالنسبة إلي كي أتجنب الوقوع في أية مخاطر فوق المحيط الأطلسي، حينها أخطر إدارة المطار بهذا الأمر حين نهبط على الأرض. في الطائرة أرحب بهم، وألحظ كيف يستجيبون“.
في حين تقول (بريدجر): ”أذكر أنني صادفت مسافرِين بدوا لي شاحبين وخائري القوى فقمنا بإنزالهم، لا أحد يريد أن يصاب بالعدوى“.
تتّفق (راما) معها وتقول: ”كوننا في ذات الحجرة المغلقة، لا أحد يرغب في نقل العدوى من شخصٍ إلى آخر“، وتضيف: ”يفضل الركاب التعامل مع مثل هذه الحالات على الأرض وليس في الجو. أذكر أن إحداهن أصيبت بأزمة قلبية. كان ذلك عند البوابة، حمداً لله أن ذلك لم يحصل بعد إقلاع الطائرة.
كل مضيفي الطيران مدربون على الإنعاش القلبي الرئوي CPR واستخدام أجهزة إزالة الرجفان، وتقديم الإسعافات الأولية، لكن ليس بوسعنا تشخيص حالتك، ولا نملك الخبرة حتى للقيام بذلك، وبالتأكيد ليس بمقدورنا أن نعالجك كما يفعل الأطباء“.
تعليق