عامر (عبد الله)
Ibn Amer (Abdullah-) - Ibn Amer (Abdullah-)
ابن عامر (عبد الله ـ)
(4ـ 59هـ/625ـ 679م)
أبو عبد الرحمن عبد الله بن عامر ابن كريز بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي، من كبار أمراء العرب وشجعانهم وأجوادهم، وكان فيه رفق وحلم، وهو ابن خال عثمان بن عفان، وأبوه عامر ابن عمة رسول اللهr البيضاء بنت عبد المطلب. أسلم عامر يوم الفتح وبقي إلى زمن الخليفة عثمان بن عفان (23ـ 35هـ/644ـ 656م)، وعقبه بالبصرة والشام كثير.
وَلِيَ ابن عامر البصرة سنة 29هـ، وهو ابن خمس وعشرين سنة بعد أن عزل الخليفة عثمان أبا موسى الأشعري عنها، فقال أبو موسى: «قد أتاكم فتى من قريش كريم الأمهات والعمات والخالات»، وكان ابن عامر شجاعاً سخياً وصولاً لقومه ولقرابته محبباً إليهم رحيماً، ربما غزا فيقع الحِمل (الهوادج أو الإبل التي عليها الهوادج) في العسكر فينزل فيصلحه وقال الأصمعي: «أُرْتِجَ (التبس عليه الكلام) على ابن عامر يوم أضحى، فمكث ساعة ثم قال: والله لا أجمع عليكم عِيِّاً ولؤماً، من أخذ شاة من السوق فثمنها علي».
في سنة 31هـ، قدم عبد الله بن عامر إلى خراسان واستخلف على البصرة زياد بن أبي سفيان [ر]، فسار ابن عامر إلى كرمان ثم إلى الطبسين (ناحية بين نيسابور وأصبهان) يريد نيسابور وعلى مقدمته الأحنف بن قيس، فلقيه الهياطلة، وهم أهل هراة، فقاتلهم الأحنف فهزمهم ثم أتى ابن عامر نيسابور ففتحها صلحاً، وبنى بها جامعاً، ووجه ابن عامر جيشاً إلى سجستان، فاستسلمت مدينة زرنج دون قتال، وقاومت مدينة بُست مقاومة عنيفة.
وفي سنة 32هـ، فتح ابن عامر مناطق عديدة من خراسان، مروروذ، الطالقان والفارياب والجوزجان وطخارستان، ثم خرج محرماً بالحج معتمراً من نيسابور شكراً لله، فلما قدم على عثمان لامه على إحرامه من خراسان.
لم يزل ابن عامر والياً على البصرة زمن خلافة عثمان بن عفّان، وقد اتخذ للناس بالبصرة سوقاً بعد أن اشترى دوراً فهدمها وجعلها سوقاً، وحفر في البصرة نهر الأساورة، كما حفر نهر أم عبد الله دجاحة بنت أسماء السلمية، وهو أول من لبس الخز بالبصرة (الخز ما نسج من صوف وحرير أومن حرير فقط)، وهو أول من اتخذ الحياض بعَرَفَةَ وأجرى عليها العين وسقى الناس الماء.
ولما كانت الفتنة وحوصر عثمان دعا عبد الله بن عامر مجاشع بن مسعود فعقد له على جيش ووجهه إلى عثمان، لنجدته، حتى إذا وصل الجيش بأداني بلاد الحجاز بلغهم مقتل عثمان، فرجع مجاشع إلى البصرة وشخص عبد الله بن عامر إلى مكة بعد أن استخلف على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي، وفي مكة وافى طلحة والزبير والسيدة عائشة أم المؤمنين، وأجمع رأيهم على المسير إلى البصرة، وكان فيها من أمر معركة الجمل ما كان وانتصر الخليفة علي بن أبي طالب وهُزم الناس، فسار ابن عامر إلى الشام وبقي مع معاوية بن أبي سفيان، ولكن لم يسمع له ذكر في صفين [ر].
في عام 41هـ الذي يعرف بعام الجماعة لاجتماع أمر المسلمين على خلافة معاوية بن أبي سفيان، طلب عبد الله بن عامر من معاوية أن يوليه البصرة لأن له ودائع فيها عند بعض الناس، فإن لم يولّه ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنوات ثم عزله، فأقام عبد الله في المدينة وتوفي بمكة.
نجدة خماش
علي بن أبي طالب ـ معاوية بن أبي سفيان.
ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار سويدان، بيروت، بلا تاريخ).
ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى ( طبعة ليدن 1323هـ).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء ( مؤسسة الرسالة، بيروت 1401هـ/1981م).
Ibn Amer (Abdullah-) - Ibn Amer (Abdullah-)
ابن عامر (عبد الله ـ)
(4ـ 59هـ/625ـ 679م)
أبو عبد الرحمن عبد الله بن عامر ابن كريز بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي، من كبار أمراء العرب وشجعانهم وأجوادهم، وكان فيه رفق وحلم، وهو ابن خال عثمان بن عفان، وأبوه عامر ابن عمة رسول اللهr البيضاء بنت عبد المطلب. أسلم عامر يوم الفتح وبقي إلى زمن الخليفة عثمان بن عفان (23ـ 35هـ/644ـ 656م)، وعقبه بالبصرة والشام كثير.
وَلِيَ ابن عامر البصرة سنة 29هـ، وهو ابن خمس وعشرين سنة بعد أن عزل الخليفة عثمان أبا موسى الأشعري عنها، فقال أبو موسى: «قد أتاكم فتى من قريش كريم الأمهات والعمات والخالات»، وكان ابن عامر شجاعاً سخياً وصولاً لقومه ولقرابته محبباً إليهم رحيماً، ربما غزا فيقع الحِمل (الهوادج أو الإبل التي عليها الهوادج) في العسكر فينزل فيصلحه وقال الأصمعي: «أُرْتِجَ (التبس عليه الكلام) على ابن عامر يوم أضحى، فمكث ساعة ثم قال: والله لا أجمع عليكم عِيِّاً ولؤماً، من أخذ شاة من السوق فثمنها علي».
في سنة 31هـ، قدم عبد الله بن عامر إلى خراسان واستخلف على البصرة زياد بن أبي سفيان [ر]، فسار ابن عامر إلى كرمان ثم إلى الطبسين (ناحية بين نيسابور وأصبهان) يريد نيسابور وعلى مقدمته الأحنف بن قيس، فلقيه الهياطلة، وهم أهل هراة، فقاتلهم الأحنف فهزمهم ثم أتى ابن عامر نيسابور ففتحها صلحاً، وبنى بها جامعاً، ووجه ابن عامر جيشاً إلى سجستان، فاستسلمت مدينة زرنج دون قتال، وقاومت مدينة بُست مقاومة عنيفة.
وفي سنة 32هـ، فتح ابن عامر مناطق عديدة من خراسان، مروروذ، الطالقان والفارياب والجوزجان وطخارستان، ثم خرج محرماً بالحج معتمراً من نيسابور شكراً لله، فلما قدم على عثمان لامه على إحرامه من خراسان.
لم يزل ابن عامر والياً على البصرة زمن خلافة عثمان بن عفّان، وقد اتخذ للناس بالبصرة سوقاً بعد أن اشترى دوراً فهدمها وجعلها سوقاً، وحفر في البصرة نهر الأساورة، كما حفر نهر أم عبد الله دجاحة بنت أسماء السلمية، وهو أول من لبس الخز بالبصرة (الخز ما نسج من صوف وحرير أومن حرير فقط)، وهو أول من اتخذ الحياض بعَرَفَةَ وأجرى عليها العين وسقى الناس الماء.
ولما كانت الفتنة وحوصر عثمان دعا عبد الله بن عامر مجاشع بن مسعود فعقد له على جيش ووجهه إلى عثمان، لنجدته، حتى إذا وصل الجيش بأداني بلاد الحجاز بلغهم مقتل عثمان، فرجع مجاشع إلى البصرة وشخص عبد الله بن عامر إلى مكة بعد أن استخلف على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي، وفي مكة وافى طلحة والزبير والسيدة عائشة أم المؤمنين، وأجمع رأيهم على المسير إلى البصرة، وكان فيها من أمر معركة الجمل ما كان وانتصر الخليفة علي بن أبي طالب وهُزم الناس، فسار ابن عامر إلى الشام وبقي مع معاوية بن أبي سفيان، ولكن لم يسمع له ذكر في صفين [ر].
في عام 41هـ الذي يعرف بعام الجماعة لاجتماع أمر المسلمين على خلافة معاوية بن أبي سفيان، طلب عبد الله بن عامر من معاوية أن يوليه البصرة لأن له ودائع فيها عند بعض الناس، فإن لم يولّه ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنوات ثم عزله، فأقام عبد الله في المدينة وتوفي بمكة.
نجدة خماش
الموضوعات ذات الصلة: |
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى ( طبعة ليدن 1323هـ).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء ( مؤسسة الرسالة، بيروت 1401هـ/1981م).