(الانسداد)
كتب الدكتور محمود شوبر من العراق
من النعم التي انعمتها علينا الديمقراطية الامريكية وارجو ان لاينزعج
احدا من هذا التوصيف للعصر ( الوطني ) الذهبي الذي نعيشه في بلادنا التي ابتليت بنا.
من هذه النعم العظيمة ولادة المصطلحات، نعم انها شيء مهم جداً، ان تكون انت واسرتك في ذروة الحر بلا كهرباء ولا ماء تستمع الى المذياع على بطاريات من النوع الوسط التي تستهلك حالها كل يومين، فيطلع عليك احد فطاحلة السياسة من المحللين الذين يمتهنون هذه ( المصلحة) منذ فترة ليست ببعيدة ويحاول جهد امكانه ان يكون ملماً بكل تفاصيلها، ويطرق سمعك بوابل من ال( مصطلحات) مثل؛ الشفافية، الفسيفساء العراقي، نهاية النفق، الثلث المعطل، الانسداد السياسي .
وقبل ان انسى لماذا اخترت هذه الصورة وارفقتها مع هذا الهذيان، اسمحوا لي ان احدثكم عنها واتمنى ان لايحصل لي ( انسداد) في مخيلتي التي تأبى الا ان تكون معطلة عن التفكير .
جلست يوم امس في مرسمي اتابع ما رسمته على آخر قطعة قماش كنت قد اشتريتها قبل حين ليس لشغفي بالرسم ولا محبة به ولكن هذا هو عملي الذي ازاوله منذ سنين، واذا بي استمع الى صوت من خلفي ينهرني قائلا؛
لماذا تسترق السمع يا شوبر
وعرفت من صوته الاجش ( طبعاً لايسألني احدٌ منكم عن معنى أجش فهي بالنسبة لي مثلها مثل الانسداد افهمها ولا اعرفها وهناك فرق شاسع بين الفهم والمعرفة احدثكم عنه بعد الانفراج) انه عنترة.
لم آبه لسؤاله ولم يعرني اهتمامه هو ايضا، ورجع يحدث ( عبلة) قائلا؛
اترين ما على الجدار تلك التي هي اسفل ( تشبيه داوود) .
قالت بصوتها الساحر ؛ نعم انها (ستيكر) مرسوم عليه ( ممنوع) التدخين
سبق وان لصقته انت بيدك قبل سنين.
فضحك قائلاً؛ وها انا ادخن، ياعبلة ليس كل ما نوصي به الاخرين محتوم تطبيقه علينا ، نحن من يجعل القوانين ليتبعوها. لا ان نلتزم بها.
والجميل بالامر واثار انتباهي ان ( الابجر) حصان عنتره ، مع زوجه فرس عبله كان يستمعان الى كلامه ، مستائين مماسمعوا،فقلت حتى ( الدواب) لايقبلون بالخطأ. ولكننا لازلنا ( عبيد) الاخطاء.
هنا كان رد عبلة مهما جدا، اوقفت ماكنة الخياطة ونهرته بصوت يكاد يخترق خيام بني عبس اجمعين؛ هل انت مجنون يارجل، تريدني ان اتمسك بك وانت لا تتمسك بكلامك واراءك.
انتبه عنترة لحجم السخف الذي اقترفه وحاول ان يعتذر؛ لله درك ياعبلة انتي تعلمين انني لا اقصد ماعنيتي ولكنني كنت احاول التفكير على مبدأ ( العصف الذهني) ولكن بطريقة مستفزة لأجد حلاً لهذا ( الانسداد) الذي يحول بيني وبينك.
فما عرف قلبي غير حبك وماعرف قلبك غير بغضي.
وهنا انشد شعراً ؛ ( تعالي اقاسمك الهموم ايضحك مأسور وتبكي طليقة)
فقمت من مكاني ملتفتاً عليه قلت ؛ ياعنتر ايعقل وانت من شعراء المعلقات تاخذ شعراً لشاعر اخر
استغرب قائلاً؛ كيف
اجبته ؛ نعم ان هذا البيت للشاعر ابو فراس الحمداني .
اطرق رأسه وقال؛ ياشوبر تربكني دائماً باتهاماتك التي تجعل بيني وبينك برزخاًمن الاحقاد، ايعقل ان اسرق شعراً من رجل يأتي بعدي بعشرة قرون.
سحب رشفة من ارجيلته المستعرة ونظر الى وجه حبيبته. وعاد يرمقني ب( لطف)
من يرى هذا الوجه يافتى ، متاح له كل افاق الخيال، فيكتب مايشتهي ويرسم مايشتهي مثلما تفعل انت.
والان قم من هنا اريد ان اصلح هذا ( الانسداد) الذي حصل بيني وبين اخت الغيمة التي تجلس على ماكنتها تخيط القماش وتفتق في قلبي جروحاً لاتخاط
* شوبر / المدينة العظيمة( الانسداد)
كتب الدكتور محمود شوبر من العراق
من النعم التي انعمتها علينا الديمقراطية الامريكية وارجو ان لاينزعج
احدا من هذا التوصيف للعصر ( الوطني ) الذهبي الذي نعيشه في بلادنا التي ابتليت بنا.
من هذه النعم العظيمة ولادة المصطلحات، نعم انها شيء مهم جداً، ان تكون انت واسرتك في ذروة الحر بلا كهرباء ولا ماء تستمع الى المذياع على بطاريات من النوع الوسط التي تستهلك حالها كل يومين، فيطلع عليك احد فطاحلة السياسة من المحللين الذين يمتهنون هذه ( المصلحة) منذ فترة ليست ببعيدة ويحاول جهد امكانه ان يكون ملماً بكل تفاصيلها، ويطرق سمعك بوابل من ال( مصطلحات) مثل؛ الشفافية، الفسيفساء العراقي، نهاية النفق، الثلث المعطل، الانسداد السياسي .
وقبل ان انسى لماذا اخترت هذه الصورة وارفقتها مع هذا الهذيان، اسمحوا لي ان احدثكم عنها واتمنى ان لايحصل لي ( انسداد) في مخيلتي التي تأبى الا ان تكون معطلة عن التفكير .
جلست يوم امس في مرسمي اتابع ما رسمته على آخر قطعة قماش كنت قد اشتريتها قبل حين ليس لشغفي بالرسم ولا محبة به ولكن هذا هو عملي الذي ازاوله منذ سنين، واذا بي استمع الى صوت من خلفي ينهرني قائلا؛
لماذا تسترق السمع يا شوبر
وعرفت من صوته الاجش ( طبعاً لايسألني احدٌ منكم عن معنى أجش فهي بالنسبة لي مثلها مثل الانسداد افهمها ولا اعرفها وهناك فرق شاسع بين الفهم والمعرفة احدثكم عنه بعد الانفراج) انه عنترة.
لم آبه لسؤاله ولم يعرني اهتمامه هو ايضا، ورجع يحدث ( عبلة) قائلا؛
اترين ما على الجدار تلك التي هي اسفل ( تشبيه داوود) .
قالت بصوتها الساحر ؛ نعم انها (ستيكر) مرسوم عليه ( ممنوع) التدخين
سبق وان لصقته انت بيدك قبل سنين.
فضحك قائلاً؛ وها انا ادخن، ياعبلة ليس كل ما نوصي به الاخرين محتوم تطبيقه علينا ، نحن من يجعل القوانين ليتبعوها. لا ان نلتزم بها.
والجميل بالامر واثار انتباهي ان ( الابجر) حصان عنتره ، مع زوجه فرس عبله كان يستمعان الى كلامه ، مستائين مماسمعوا،فقلت حتى ( الدواب) لايقبلون بالخطأ. ولكننا لازلنا ( عبيد) الاخطاء.
هنا كان رد عبلة مهما جدا، اوقفت ماكنة الخياطة ونهرته بصوت يكاد يخترق خيام بني عبس اجمعين؛ هل انت مجنون يارجل، تريدني ان اتمسك بك وانت لا تتمسك بكلامك واراءك.
انتبه عنترة لحجم السخف الذي اقترفه وحاول ان يعتذر؛ لله درك ياعبلة انتي تعلمين انني لا اقصد ماعنيتي ولكنني كنت احاول التفكير على مبدأ ( العصف الذهني) ولكن بطريقة مستفزة لأجد حلاً لهذا ( الانسداد) الذي يحول بيني وبينك.
فما عرف قلبي غير حبك وماعرف قلبك غير بغضي.
وهنا انشد شعراً ؛ ( تعالي اقاسمك الهموم ايضحك مأسور وتبكي طليقة)
فقمت من مكاني ملتفتاً عليه قلت ؛ ياعنتر ايعقل وانت من شعراء المعلقات تاخذ شعراً لشاعر اخر
استغرب قائلاً؛ كيف
اجبته ؛ نعم ان هذا البيت للشاعر ابو فراس الحمداني .
اطرق رأسه وقال؛ ياشوبر تربكني دائماً باتهاماتك التي تجعل بيني وبينك برزخاًمن الاحقاد، ايعقل ان اسرق شعراً من رجل يأتي بعدي بعشرة قرون.
سحب رشفة من ارجيلته المستعرة ونظر الى وجه حبيبته. وعاد يرمقني ب( لطف)
من يرى هذا الوجه يافتى ، متاح له كل افاق الخيال، فيكتب مايشتهي ويرسم مايشتهي مثلما تفعل انت.
والان قم من هنا اريد ان اصلح هذا ( الانسداد) الذي حصل بيني وبين اخت الغيمة التي تجلس على ماكنتها تخيط القماش وتفتق في قلبي جروحاً لاتخاط
* شوبر / المدينة العظيمة
***************
Jehad Hasan / ألماني