الحملات الصليبية - الرهبانية - الفتح المعاكس .. السيمياء تنتقل من الشرق الى الغرب
الحملات الصليبية
جلبت الحملات الصليبية إلى أوروبا شيئا جديدا ، إنه التعصب المطلق والمقنن. ففي طريقهم إلى الأرض المقدسة، قامت هذه الحملات بذبحالتجمعات اليهودية في فرنسا وإنجلترا على طول طريقهم. وكأن المسيحيين الباقين في الوطن أرادوا أن يقوموا بنصيبهم من الجهاد، لذا فقد نظموا مذابح جماعية في آثار الحملات الصليبية. وبحلول القرن الثاني عشر، عبئت الحملات الصليبية ضد الأوروبيين أنفسهم، وضد السلاف الوثنيين، وضد الونديين، ثم اتجهت الحملات الصليبية بعد ذلك إلى الشمال لمواجهة البروسيين وشعوب شرق البلطيق، لإجبارها على اعتناق المسيحية.
وقد أدت موجة التعصب الجديد إلى معاداة السامية والوثنية كجزء ثابت من الثقافة الأوروبية، الأمر الذي دفع بالإسلام السمح لتبني مواقف متشددة مما كان له مضاعفاته في تاريخ الكيمياء. غير أن الحملات الصليبية قد أضفت الوحدة والقوة على الكنيسة المسيحية بحيث إنه عندما جاءت حركة البعث والإحياء في تعاليم الكيمياء كانت الكنيسة أول من يتحرك.
الرهبانية
كانت حركة الرهبنة التي نشأت في مصر هي الأساس الذي قامت عليه حركة البعث والإحياء. وقد مر بنظام الرهبنة المسيحية الكثير من التغيرات كمؤسسة جعلته مقفلا عن القادة الدنيويين، وقادرا على اتباع نظام خاص به . وحتى تظل الأديرة مستقلة، كان عليها أن توفر حاجاتها بنفسها، لذلك أصبح هناك رهبان مزارعون وأطباء وحرفيون بجوار رهبان القرون الوسطى الذين أحنوا ظهورهم على المخطوطات. كان الرهبان المحترفون الذين يجيدون القراءة والكتابة قادرين على تسجيل ما كان يتم تناقله شفاهيا من تقنية الكيمياء الموروثة من الإمبروطورية الرومانية التي دخلت مع الغزوات. كان أحد هؤلاء الرهبان هو ثيوفيلاس البنيديكتي.
ثيو فيلاس
ربما كان اسم ثيوفيلاس هو الاسم المستعار لصانع ماهر للفلزات اسمه روجر من هيلمارش هاوزن. وكان هو الذي قام بصناعة مذبح متنقل مطلي ومنقوش والذي مازال موجودا في الدير الفرنسيسكان في بادر بورن بألمانيا . وعلاوة على أن الباحث ثيوفلاس كان صانعا عمليا ماهرا، ألف خلاصة وافية عن الحرف المعروفة في بداية القرن الثاني عشر عنوانها «عن فنون الصيد»، ويقوم في كتابه ذي الأجزاء الثلاثة بوصف واضح وتفصيلي للتصوير الزيتي وللرسم على الجدران والصباغة والطلاء وزخرفة المخطوطات، وفنون العاج والزجاج والفلزات، بما في ذلك الزجاج هنا وصفته لصناعة صبغة كبريتيد الزئبق الحمراء :
خذ الكبريت فتته على حجر، ثم أضف له ضعف وزنه من الزئبق موزونا بميزان، وبعد مزجهما باحتراس، ضعهما في مخبار زجاجي. غطه بالصلصال وسد الفوهة سدا محكما بحيث لا تتسرب الأبخرة، وضعه بجوار النار ليجف، ادفنه بعد ذلك في فحم ملتهب، وعندما يسخن ستسمع صوت تحطم في الداخل نتيجة اتحاد الزئبق بالكبريت الملتهب. وعندما يتوقف الضجيج ابعد المخبار، ثم افتحه، واستخرج الصبغة منه (1).
ومنذ أن سجلت هذه التقنيات فإنها لم تتعدل أو تتطور إلا قليلا . وقد أصبحت الكيمياء العملية لثيوفيلاس هي الكيمياء العملية للعصور الوسطى في أوروبا . وكان العاملون بالكيمياء يصنعون الصبغات والصابون والفلزات، لكنهم احتفظوا بالطرق المستخدمة سرا . وكانوا يورثونها دون مساس أو تطوير . أما ما كان يمكن أن يتطور في أوروبا فإنها السيمياء. وفي القرن الثاني عشر كانت السيمياء في طور اكتشافها .
الفتح المعاكس
وفي إسبانيا، رحب العرب بالرهبان المسيحيين باحثين في مكتباتهم ومدارسهم. وكان الاحتكاك بالعرب هو المغذي لحركة البعث والإحياء الأوروبية. وبحلول نهاية القرن الحادي عشر ، شعرت بعض الأمم الأوروبية بأنها أصبحت من القوة بحيث تستطيع دفع العرب من حيث أتوا . وكان الأوروبيون يعون تماما كنوز المعرفة المتاحة باللغة العربية . لذا عندما هزموا العرب كانوا حريصين على ألا يمسوا بسوء هذه الكنوز . وقد استولى النورمنديون على صقلية العربية في العام 1091 ، لكن الأطباء والعلماء المسلمين ظلوا باقين في البلاط النورمندي. وبعد فتح طليطلة بإسبانيا العام 1085 ، أسس مركز للترجمة كان يقوم بتوظيف من يعرفون لغتين أو ثلاث لغات من العرب والمسيحيين واليهود .
الحملات الصليبية
جلبت الحملات الصليبية إلى أوروبا شيئا جديدا ، إنه التعصب المطلق والمقنن. ففي طريقهم إلى الأرض المقدسة، قامت هذه الحملات بذبحالتجمعات اليهودية في فرنسا وإنجلترا على طول طريقهم. وكأن المسيحيين الباقين في الوطن أرادوا أن يقوموا بنصيبهم من الجهاد، لذا فقد نظموا مذابح جماعية في آثار الحملات الصليبية. وبحلول القرن الثاني عشر، عبئت الحملات الصليبية ضد الأوروبيين أنفسهم، وضد السلاف الوثنيين، وضد الونديين، ثم اتجهت الحملات الصليبية بعد ذلك إلى الشمال لمواجهة البروسيين وشعوب شرق البلطيق، لإجبارها على اعتناق المسيحية.
وقد أدت موجة التعصب الجديد إلى معاداة السامية والوثنية كجزء ثابت من الثقافة الأوروبية، الأمر الذي دفع بالإسلام السمح لتبني مواقف متشددة مما كان له مضاعفاته في تاريخ الكيمياء. غير أن الحملات الصليبية قد أضفت الوحدة والقوة على الكنيسة المسيحية بحيث إنه عندما جاءت حركة البعث والإحياء في تعاليم الكيمياء كانت الكنيسة أول من يتحرك.
الرهبانية
كانت حركة الرهبنة التي نشأت في مصر هي الأساس الذي قامت عليه حركة البعث والإحياء. وقد مر بنظام الرهبنة المسيحية الكثير من التغيرات كمؤسسة جعلته مقفلا عن القادة الدنيويين، وقادرا على اتباع نظام خاص به . وحتى تظل الأديرة مستقلة، كان عليها أن توفر حاجاتها بنفسها، لذلك أصبح هناك رهبان مزارعون وأطباء وحرفيون بجوار رهبان القرون الوسطى الذين أحنوا ظهورهم على المخطوطات. كان الرهبان المحترفون الذين يجيدون القراءة والكتابة قادرين على تسجيل ما كان يتم تناقله شفاهيا من تقنية الكيمياء الموروثة من الإمبروطورية الرومانية التي دخلت مع الغزوات. كان أحد هؤلاء الرهبان هو ثيوفيلاس البنيديكتي.
ثيو فيلاس
ربما كان اسم ثيوفيلاس هو الاسم المستعار لصانع ماهر للفلزات اسمه روجر من هيلمارش هاوزن. وكان هو الذي قام بصناعة مذبح متنقل مطلي ومنقوش والذي مازال موجودا في الدير الفرنسيسكان في بادر بورن بألمانيا . وعلاوة على أن الباحث ثيوفلاس كان صانعا عمليا ماهرا، ألف خلاصة وافية عن الحرف المعروفة في بداية القرن الثاني عشر عنوانها «عن فنون الصيد»، ويقوم في كتابه ذي الأجزاء الثلاثة بوصف واضح وتفصيلي للتصوير الزيتي وللرسم على الجدران والصباغة والطلاء وزخرفة المخطوطات، وفنون العاج والزجاج والفلزات، بما في ذلك الزجاج هنا وصفته لصناعة صبغة كبريتيد الزئبق الحمراء :
خذ الكبريت فتته على حجر، ثم أضف له ضعف وزنه من الزئبق موزونا بميزان، وبعد مزجهما باحتراس، ضعهما في مخبار زجاجي. غطه بالصلصال وسد الفوهة سدا محكما بحيث لا تتسرب الأبخرة، وضعه بجوار النار ليجف، ادفنه بعد ذلك في فحم ملتهب، وعندما يسخن ستسمع صوت تحطم في الداخل نتيجة اتحاد الزئبق بالكبريت الملتهب. وعندما يتوقف الضجيج ابعد المخبار، ثم افتحه، واستخرج الصبغة منه (1).
ومنذ أن سجلت هذه التقنيات فإنها لم تتعدل أو تتطور إلا قليلا . وقد أصبحت الكيمياء العملية لثيوفيلاس هي الكيمياء العملية للعصور الوسطى في أوروبا . وكان العاملون بالكيمياء يصنعون الصبغات والصابون والفلزات، لكنهم احتفظوا بالطرق المستخدمة سرا . وكانوا يورثونها دون مساس أو تطوير . أما ما كان يمكن أن يتطور في أوروبا فإنها السيمياء. وفي القرن الثاني عشر كانت السيمياء في طور اكتشافها .
الفتح المعاكس
وفي إسبانيا، رحب العرب بالرهبان المسيحيين باحثين في مكتباتهم ومدارسهم. وكان الاحتكاك بالعرب هو المغذي لحركة البعث والإحياء الأوروبية. وبحلول نهاية القرن الحادي عشر ، شعرت بعض الأمم الأوروبية بأنها أصبحت من القوة بحيث تستطيع دفع العرب من حيث أتوا . وكان الأوروبيون يعون تماما كنوز المعرفة المتاحة باللغة العربية . لذا عندما هزموا العرب كانوا حريصين على ألا يمسوا بسوء هذه الكنوز . وقد استولى النورمنديون على صقلية العربية في العام 1091 ، لكن الأطباء والعلماء المسلمين ظلوا باقين في البلاط النورمندي. وبعد فتح طليطلة بإسبانيا العام 1085 ، أسس مركز للترجمة كان يقوم بتوظيف من يعرفون لغتين أو ثلاث لغات من العرب والمسيحيين واليهود .
تعليق