“الهائمة” لـ منال يوسف… رواية تجسد وجع وطن خلال سنوات الحرب السورية
عبادة عبدالله محمد
دأبت الكاتبة منال محمد يوسف على كتابة روايتها” الهائمة” التي جسدت من خلالها وجع وآلام الشعب السوري على طول عشر سنوات حيث ربطت الماضي بالحاضر بطريقة أدبية
الهائمة رواية تروي التاريخ السوري وتعرج على محافظاته وتمر فيها على المعابد والأشجار والقلاع وكل معلم أثري فيها فتنسج ثوبا من الحب تزينه ورود الماضي وآمال المستقبل .
تسرد الكاتبة أحداث الرواية من خلال شخصية البطلة أماني التي كانت مع صديقاتها الصحفيات “ناتاشا الروسيّة و تينا الاسترالية تتعرض لحادث نتيجة انفجار ما..
إذ تدخل في غيبوبة وخلالها تنطلق روحها هائمة و إذ تُصادف ذلك الرجل القبيح الشكل الذي يسمّى “حرب ” والذي كان يقتل و يُدمر
و قد نشاهد البطلة أماني تزور تدمر وقلعة حلب وحتى الجسر المعلق في دير الزور
في تدمر مثلاً تقول :
ها قد وصلنا إلى تدمر، حاولي أن تستمتعي بهذا الوقت وذاك. قلتُ: إنّي أشتمُ رائحة العطر ودماء الأحبة. كان ذلك الصوت يقترب منيّ. سمعتُ صغيري ورد يسألني عن رحيق الأيّام الماضيات. سمعتُ لغة المناداة، لحناً مختلفاً.
لا أدري لماذا أرى نخيله يهرب إلى حيث أنا أو اللا أنا؟ ويسألُ عمّا تبقّى من رطبٍ. قلتُ صوته يحادثني: انظري تدمر بعد التحرير. قلتُ: كيف انظر؟ لقد فقدتُ النظر من بعدهم؟! أعشق الحياة لأجلهم. أعشق العبور إلى ضفّتيْ نهره، إلى ضفّتيْ الوقت لديهم.
عتّقت أحزاني برحيلٍ ما، كنتُ أعشقه أو أعشقهم،
قال: وكيف حالها تدمر الآن، وأنتِ فيها؟ فجأة ردَّ على نفسه قائلاً: إنّها تبدو كمدينة تشتاقُ الحياة بكلّ روعتها، بكلّ تفاصيلها، تشتاق أن تلتقي كلّ الحضارات في لحظةٍ ما. قلتُ: إنّني أشتاقُ كلامكَ، إنّني أشتاق البحر وزرقة الأيّام…
وقد سمعت أحد الأعمدة تروي قصة شاب كتب بدماءه رسالته لحبيبته وترك أشواقه هناك
ورأيتُ صديقتي ناتاشا تتحدث عن أخيها الضابط الروسي الذي استشهد في تدمر ونال وسام الاستحقاق من الرئيس بوتين شخصياً ..ومعظم الصحف الروسية كتبت عنه
تنهي الكاتبة رحلتها السورية بنهايات مفتوحة على كل احتمالات الحياة، وتتمنى أن تولد في “رواية الأقدار المستحيلة”
تعاني الكاتبة “منال” من وضع صحي منعها من إكمال دراستها ولكنه كان الدافع الأكبر لها لرسم مكان لها بين النجوم، واستطاعت ان تنجز إنجازاً مهما في الساحة الأدبية، لهذا شبّهها بعضهم بالكاتب الكبير “حنا مينا”،
للكاتبة منال يوسف العديد من الدواوين الشعرية، منها: أبجدية الوجع- على طريق النور- الورود في عامها المليون- لي حكاية أخرى- أنا القصيدة والريح.
كما لها ثلاث روايات: الرجل الغريب القريب- حلم- والهائمة.
وكتبت فيلماً سينمائياً يعتمد على توثيق حقيقي وهو أول عمل روسي سوري. ولقّبت بالكاتبة المعجزة.
وحصلت على شهادة أفضل الشخصيات الإنسانية لرؤية منهجية المرأة العربية لعام 2019 مقدمة من الأكاديمية الدولية للدراسات والعلوم الإنسانية بالتعاون مع الدولية لريادة الأعمال ودعم المرأة.
سفيربرس ـ عبادة عبدالله محمد
عبادة عبدالله محمد
دأبت الكاتبة منال محمد يوسف على كتابة روايتها” الهائمة” التي جسدت من خلالها وجع وآلام الشعب السوري على طول عشر سنوات حيث ربطت الماضي بالحاضر بطريقة أدبية
الهائمة رواية تروي التاريخ السوري وتعرج على محافظاته وتمر فيها على المعابد والأشجار والقلاع وكل معلم أثري فيها فتنسج ثوبا من الحب تزينه ورود الماضي وآمال المستقبل .
تسرد الكاتبة أحداث الرواية من خلال شخصية البطلة أماني التي كانت مع صديقاتها الصحفيات “ناتاشا الروسيّة و تينا الاسترالية تتعرض لحادث نتيجة انفجار ما..
إذ تدخل في غيبوبة وخلالها تنطلق روحها هائمة و إذ تُصادف ذلك الرجل القبيح الشكل الذي يسمّى “حرب ” والذي كان يقتل و يُدمر
و قد نشاهد البطلة أماني تزور تدمر وقلعة حلب وحتى الجسر المعلق في دير الزور
في تدمر مثلاً تقول :
ها قد وصلنا إلى تدمر، حاولي أن تستمتعي بهذا الوقت وذاك. قلتُ: إنّي أشتمُ رائحة العطر ودماء الأحبة. كان ذلك الصوت يقترب منيّ. سمعتُ صغيري ورد يسألني عن رحيق الأيّام الماضيات. سمعتُ لغة المناداة، لحناً مختلفاً.
لا أدري لماذا أرى نخيله يهرب إلى حيث أنا أو اللا أنا؟ ويسألُ عمّا تبقّى من رطبٍ. قلتُ صوته يحادثني: انظري تدمر بعد التحرير. قلتُ: كيف انظر؟ لقد فقدتُ النظر من بعدهم؟! أعشق الحياة لأجلهم. أعشق العبور إلى ضفّتيْ نهره، إلى ضفّتيْ الوقت لديهم.
عتّقت أحزاني برحيلٍ ما، كنتُ أعشقه أو أعشقهم،
قال: وكيف حالها تدمر الآن، وأنتِ فيها؟ فجأة ردَّ على نفسه قائلاً: إنّها تبدو كمدينة تشتاقُ الحياة بكلّ روعتها، بكلّ تفاصيلها، تشتاق أن تلتقي كلّ الحضارات في لحظةٍ ما. قلتُ: إنّني أشتاقُ كلامكَ، إنّني أشتاق البحر وزرقة الأيّام…
وقد سمعت أحد الأعمدة تروي قصة شاب كتب بدماءه رسالته لحبيبته وترك أشواقه هناك
ورأيتُ صديقتي ناتاشا تتحدث عن أخيها الضابط الروسي الذي استشهد في تدمر ونال وسام الاستحقاق من الرئيس بوتين شخصياً ..ومعظم الصحف الروسية كتبت عنه
تنهي الكاتبة رحلتها السورية بنهايات مفتوحة على كل احتمالات الحياة، وتتمنى أن تولد في “رواية الأقدار المستحيلة”
تعاني الكاتبة “منال” من وضع صحي منعها من إكمال دراستها ولكنه كان الدافع الأكبر لها لرسم مكان لها بين النجوم، واستطاعت ان تنجز إنجازاً مهما في الساحة الأدبية، لهذا شبّهها بعضهم بالكاتب الكبير “حنا مينا”،
للكاتبة منال يوسف العديد من الدواوين الشعرية، منها: أبجدية الوجع- على طريق النور- الورود في عامها المليون- لي حكاية أخرى- أنا القصيدة والريح.
كما لها ثلاث روايات: الرجل الغريب القريب- حلم- والهائمة.
وكتبت فيلماً سينمائياً يعتمد على توثيق حقيقي وهو أول عمل روسي سوري. ولقّبت بالكاتبة المعجزة.
وحصلت على شهادة أفضل الشخصيات الإنسانية لرؤية منهجية المرأة العربية لعام 2019 مقدمة من الأكاديمية الدولية للدراسات والعلوم الإنسانية بالتعاون مع الدولية لريادة الأعمال ودعم المرأة.
سفيربرس ـ عبادة عبدالله محمد