الوضع اليدوي مع iso التلقائي في تصوير الحياة البرية

الوضع اليدوي هو أحد أوضاع التصوير القياسية. ومن الأمثلة الأخرى أولوية فتحة العدسة، وأولوية الغالق، والبرمجة، والتلقائي، وأوضاع المشهد المختلفة حسب الكاميرا. تعتمد جميع هذه الأوضاع على التحكم في إعدادات الكاميرا الرئيسية الثلاثة: فتحة العدسة، وسرعة الغالق، وحساسية الضوء (iso). إذا لم تكن معتادًا على ذلك، أنصحك بقراءة المقالات المرتبطة لمراجعة معلوماتك.

يعتبر المصورون الوضع اليدوي الخيار الأمثل عند الرغبة في ضبط إعدادات الكاميرا الرئيسية الثلاثة يدويًا، دون ترك أي مجال للكاميرا. ولكن هذا ليس صحيحًا بالضرورة. تتيح لك الكاميرات اليوم خيار ضبط حساسية الضوء تلقائيًا حتى في الوضع اليدوي.

مع الوضع اليدوي + حساسية الضوء التلقائية، لا يزال بإمكانك تحديد فتحة العدسة وسرعة الغالق، ولكن يبقى للكاميرا اختيار حساسية الضوء (iso). قد يبدو هذا الأمر غير بديهي للوهلة الأولى، إلا أنني وجدت أن الجمع بين الوضع اليدوي وحساسية الضوء التلقائية غالبًا ما يكون أسرع طريقة للتحكم في أهم إعدادات التصوير. وهو مفيد بشكل خاص لتصوير الحياة البرية سريعة الحركة.
[ATTACH=JSON]n255274[/ATTACH]

عند تفعيل وضع Auto ISO في الوضع اليدوي، ستقرأ الكاميرا ظروف الإضاءة المحيطة وتختار قيمة ISO المناسبة. مع ذلك، يمكنك ضبط قيمة ISO التي تختارها بدقة بتغيير وضع القياس وتعويض التعريض. على سبيل المثال، إذا ضبطت قياسًا مركزيًا وتعويض تعريض بقيمة -0.7، فستختار الكاميرا قيمة ISO بناءً على منطقة مركزية من الصورة ثم تخفضها بمقدار 2/3 توقف.

شخصيًا، أستخدم دائمًا وضع قياس المصفوفة من نيكون، الذي يحلل الإطار بالكامل ويضبط التعريض بناءً على توزيع الدرجات اللونية واللون والتركيب. (يعمل وضع التقييم من كانون ووضع متعدد من سوني بشكل مشابه). أما بالنسبة لتعويض التعريض، فيعتمد على المشهد. أنا دائمًا مستعد لرفعه وخفضه حسب الحاجة. على سبيل المثال، في المشاهد الثلجية مع وجود هدف مظلم، عادةً ما أضيف +2/3 توقف للتأكد من أن الهدف ليس خافتًا جدًا. وبالنسبة للأجسام الساطعة مقابل خلفية داكنة، قد أخفضها إلى -1.0 توقف للحماية من التعرض الزائد.

ميزة الوضع اليدوي + حساسية iso التلقائية هي احتفاظك بالتحكم الكامل في فتحة العدسة وسرعة الغالق. هذا يتيح لك اختيار عمق المجال بدقة بالغة ومدى تجميد حركة موضوعك. في الوقت نفسه، مع تغيير الكاميرا لحساسية iso استجابةً للضوء، لا داعي للقلق كثيرًا بشأن التعريض الزائد أو الناقص.

لنأخذ بعض الأمثلة الواقعية. إذا كنت تلتقط صورًا لموضوع ثابت في تصوير الحياة البرية، فإن سرعة غالق 1/500 ثانية هي نقطة انطلاق جيدة. هذا يلتقط ضوءًا كافيًا دون المخاطرة بتشويش الموضوع، على الأقل إذا كنت تلتقط الصور باستخدام حامل ثلاثي أو أحادي. صوّر بأوسع فتحة عدسة إلا إذا كنت ترغب في عمق مجال أكبر، واترك حساسية iso ثابتة. في معظم ظروف الإضاءة، ستتمكن الكاميرا من اختيار حساسية iso منخفضة مثل 100.
[ATTACH=JSON]n255278[/ATTACH]

إذا لاحظت انخفاض حساسية الضوء (ISO) إلى القيمة الأساسية (سواء ISO 64 أو ISO 100 في معظم الكاميرات)، فقد تبدأ في خطر التعرض الزائد لأن الكاميرا لا تستطيع خفض حساسية الضوء أكثر من ذلك. في هذه الحالة، ما عليك سوى زيادة سرعة الغالق قليلاً. على سبيل المثال، اضبطها على 1/2000 ثانية بدلاً من 1/500 ثانية.

وهناك وقت آخر ستحتاج فيه إلى استخدام سرعة غالق أسرع عندما يبدأ الهدف في الحركة. أحاول دائمًا الانتباه إلى سلوك الهدف والتفكير في سرعة الغالق التي سأحتاجها. إذا كان طائرًا على وشك الإقلاع، فسأدير قرص سرعة الغالق بسرعة ست نقرات (أي توقفين) لضبطه على 1/2000 ثانية والتأكد من تثبيت اللحظة. مع تفعيل وضع Auto ISO، أثق في أن الكاميرا ستعزز حساسية الضوء وفقًا لذلك

هذه هي المقدمة الأساسية للوضع اليدوي + iso التلقائي، ولكن يمكنك أيضًا اتخاذ خطوات لتحسين جودة صورتك بشكل أكبر، على الأقل إذا كان موضوعك متعاونًا.

على سبيل المثال، كيف تعرف أن سرعة الغالق ١/٥٠٠ هي السرعة المناسبة لموضوع ثابت نسبيًا؟ ماذا لو تمكنت من التقاط صور حادة تمامًا بسرعة ١/٢٥٠ ثانية، بحيث تتمكن الكاميرا من ضبط iso أقل؟

هذا الجزء يتعلق بالتجربة والخطأ، بالإضافة إلى الممارسة. مع ممارسة كافية، يمكنك عادةً تحديد سرعة الغالق التي ستحتاجها بمجرد النظر إلى موضوعك. ولكن إليك نصيحة احترافية. في الوضع اليدوي + iso التلقائي، يمكنك التبديل بسرعة كبيرة بين سرعات الغالق المختلفة مع الحفاظ على نفس سطوع الصورة. إذا كنت تتساءل بين (مثلاً) ١/٥٠٠ ثانية مقابل ١/٢٥٠ ثانية، فالتقط صورة لكليهما! في الواقع، التقط سلسلة كاملة، وربما ابدأ بسرعة أكبر قليلاً - 1/800، 1/640، 1/500، 1/400، 1/320، 1/250، 1/200، 1/160، 1/125، و1/100. مع الممارسة، ستتمكن من التقاط السلسلة كاملةً في ثوانٍ معدودة.

ثم ابدأ المراجعة من أحدث صورة، ثم انتقل إلى السلسلة التالية. اضبط الكاميرا على تكبير بزر واحد إن أمكن، لتتمكن من التكبير والتحقق من حدة الصورة فورًا. يمنحك هذا أفضل فكرة عن سرعات الغالق المناسبة للهدف المراد تصويره. في هذه الحالة، على سبيل المثال، كانت سرعة 1/250 ثانية كافية، لأن الهدف لم يكن يتحرك كثيرًا

يمنحك الوضع اليدوي + حساسية iso التلقائية مرونة كاملة للتحكم في ضبابية الحركة كما يحلو لك. أفضل التصوير بسرعة غالق تتراوح بين 1/10 و1/30 ثانية مع تحريك الصورة مع حركة الجسم، مما يُضفي إحساسًا بالسرعة والحركة على الصورة. يسهل تحقيق ذلك باستخدام الوضع اليدوي + حساسية iso التلقائية. مع ذلك، انتبه إلى أنك ستخاطر بفرط التعريض الضوئي ما لم تُخفّض فتحة العدسة كما فعلتُ هنا.
[ATTACH=JSON]n255282[/ATTACH]

إذا كنت ترغب في الحصول على عمق مجال أكبر، فإن الوضع اليدوي + ISO التلقائي يتيح لك هذه المرونة أيضًا. على سبيل المثال، لاحظتُ أنني لم أتمكن من الحصول على وضوح كل ثور مسكِ في الصورة إلا إذا خفّضتُ فتحة العدسة قليلًا، وتحديدًا إلى f/8. كان التعديل سريعًا، وقد عوّضت الكاميرا ذلك بزيادة ISO قليلًا.

يرجى مراعاة المعلومات التالية: لا يمكن أن تنخفض قيمة ISO التلقائية عن قيمة ISO الأساسية. لذلك، يجب توخي الحذر لتجنب التعرض الزائد عند استخدام مزيج من سرعة غالق طويلة وفتحة عدسة واسعة. ويجب توخي الحذر بشكل خاص في الإضاءة الساطعة جدًا.

في هذه الحالات، قد أنتقل أحيانًا إلى وضع أولوية فتحة العدسة + ISO الأساسية، أو أختار سرعة غالق أسرع (أو فتحة عدسة أضيق) لتجنب التعرض الزائد. مع ذلك، أود من مصنعي الكاميرات إضافة مُعامل لإدارة هذه الحالة وزيادة سرعة الغالق تلقائيًا. سأسمي هذا التطبيق "Smart Auto ISO". (أود الإشارة إلى أنه يمكنك بالفعل تحقيق شيء مشابه في وضع أولوية فتحة العدسة + ISO التلقائي + سرعة غالق دنيا مخصصة. ولكن للأسف، لا توجد طريقة سريعة لتغيير سرعة الغالق الدنيا في هذا الوضع على أي كاميرا أعرفها).

..............

لديّ نصيحة أخيرة لك. عند وضع الكاميرا في حقيبتك في نهاية اليوم، أو الانتقال إلى مشهد أو موضوع مختلف، خصص وقتًا لاختيار الإعدادات المناسبة للأجسام سريعة الحركة. على سبيل المثال، عادةً ما أُوقف تعويض التعريض، وأضبط سرعة الغالق على ١/١٠٠٠ من الثانية، وأضبط فتحة العدسة القصوى. هذا يُوفر لي نقطة انطلاق جيدة إذا كنتُ على عجل في المرة القادمة التي أخرج فيها الكاميرا من حقيبتي

..............

بالطبع، كان من الممكن التقاط أيٍّ من الصور والمواقف التي استخدمتها كأمثلة باستخدام أساليب أخرى، وكان بإمكان معظم المصورين ذوي الخبرة تطوير أسلوب عمل مختلف عمّا اعتادوا عليه. مع ذلك، أنا واثق تمامًا من سرعة ودقة الوضع اليدوي مع حساسية iso التلقائية. فهو يسمح بالتغييرات الفورية بسرعة أكبر من البدائل، ويمنحك تحكمًا شبه كامل في كيفية ظهور الصورة. كل هذا يُؤتي ثماره مع مرور الوقت!

أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بهذا المقال حول استخدام الوضع اليدوي مع حساسية iso التلقائية لتصوير الحياة البرية.