لبنان يودع أنطوان كرباج أيقونة المسرح والدراما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لبنان يودع أنطوان كرباج أيقونة المسرح والدراما

    لبنان يودع أنطوان كرباج أيقونة المسرح والدراما


    الفنان اللبناني ترك تاريخا ثريا ما زال حاضرا في ذاكرة الجماهير، من خلال أدواره المسرحية والتلفزيونية منذ الستينات.
    الثلاثاء 2025/03/18
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    مسيرة حافلة شاركها مع عظماء الفن اللبناني والعربي

    بيروت- بعد مسيرة حافلة في التشخيص نوع فيها بين المسرح والتلفزيون، ودع لبنان الممثل والمسرحي الكبير أنطوان كرباج الذي توفي الأحد في بيروت عن 89 عاما إثر معاناة مع مرض الزهايمر أرغمته على الغياب عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة.

    وفارق كرباج الحياة مساء الأحد في “بيت القديس جاورجيوس” حيث كان يعيش منذ سنوات بفعل إصابته بمرض الزهايمر، وفق ما أفادت به دار المسنين التابعة لمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس.

    وكانت عائلة كرباج أوضحت أنّ الممثل الذي لاحقته مرارا شائعات الوفاة في السنوات الأخيرة، انتقل للعيش في مركز لرعاية المسنين في فبراير 2020 نظرا لحاجته إلى عناية طبية ومراقبة متخصصة باستمرار نتيجة إصابته بالزهايمر.

    ◄ كان يعرف كيف يختار الأدوار التي تناسب شخصيته

    وترك الفنان اللبناني تاريخا ثريا ما زال حاضرا في ذاكرة الجماهير، من خلال أدواره المسرحية والتلفزيونية منذ الستينات، من الملك والوالي إلى المفتش والمهرب والمهرج والقائد الروماني باتريكوس بالما ويوسف بك كرم وهولو وماكبث وأوديب، وغيرها من الأدوار الشهيرة التي قدم العديد منها إلى جانب فيروز، مثل مسرحية “يعيش يعيش” التي يأخذ فيها دور المهرب.

    ظهرت موهبة الراحل التمثيلية في سنوات حياته المبكرة. وبدأ كرباج، المولود في قرية زبوغا بمنطقة المتن الشمالي في سبتمبر سنة 1935، التمثيل على خشبة مسرح الجامعة في أواخر الخمسينات.

    التحق بعد ذلك بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبودبس، وساهم في إنشاء فرقة المسرح الحديث التي أدت دورا رائدا في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.

    وكان الراحل يعتقد أن المسرح هو مرآة المجتمع ويجب أن يعكس مشاكله الاجتماعية، ويعتبر من رواد الفنون المسرحية في اللغة العربية المحكية وليس في اللغة الفصحى.

    ولاحظ زميله وصديقه الممثل والمسرحي رفعت طربيه أن أنطوان كرباج “أبدع في المسرح الإغريقي في ‘أوديب ملكا’ ومسرحيات شكسبير مثل ‘ماكبث’ التي بدأ بها حياته المسرحية.”

    لكن التعاون الأبرز مسرحيا في مسيرة الممثل كان مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني منذ نهاية الستينات، إذ قدّم على مدى سنوات أدوارا لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور اللبناني، من بينها الطاغية “فاتك المتسلط” في مسرحية “جبال الصوان” (1969)، و”المهرب” في “يعيش يعيش” (1970)، و”الوالي” في “صح النوم” (1971)، و”الملك غيبون” في “ناطورة المفاتيح” (1972)، والقائد الروماني في “بترا” (1977).

    كانت مسرحية “المرسلياز العربي” واحدة من أنجح مسرحياته. وكان يعرف كيف يختار الأدوار التي تناسب شخصيته، ولم ينقطع عن التمثيل خلال الحرب الأهلية اللبنانية وإنما شارك في عدد من المسرحيات منها مسرحية “أبطال وحرامييّ” وهي مسرحية موسيقية.

    وأنتج الراحل عددا من المسرحيات منها “الأمير الأحمر” (1972) التي كانت في الأصل قصة للمؤلف اللبناني الشهير مارون عبود، ثم تمّ تحويلها بشكل رائع إلى مسرحية من إخراج يعقوب الشدراوي، المعروف بصانع العصر الذهبي للمسرح اللبناني.

    وأشار الصحافي الذي رافق الحركة الثقافية منذ السبعينات ميشال معيكي في تصريحات لوكالة فرانس برس إلى أن كرباج “كان الصوت الهادر في مسرح الأخوين رحباني، بحضوره وصوته وأدائه” و”من أبرز القامات المسرحية في لبنان.” وأضاف “كان سريع النكتة وحاضر الذهن، وهذا ما لفت انتباه عاصي الرحباني فاختاره ليتولى بطولة مسرحياته.”

    ◄ الراحل كان يعتقد أن المسرح هو مرآة المجتمع ويجب أن يعكس مشاكله الاجتماعية، ويعتبر من رواد المسرح في اللغة العربية

    أما طربيه فقال إن كرباج “كان يتمتع بقلب طفل في التعامل وكان عظيما على المسرح بحضوره الهائل وصوته الرائع.” ورأى فيه “ممثلا عالميا من طينة الممثلين الذين نفتقر إليهم ليس فقط في لبنان بل في العالم.”

    ومع أن كرباج “كان من كبار الأسماء على صعيد التمثيل،” إلا أنه بحسب معيكي “لم يكتب نصوصا مسرحية ولم يخض الإخراج. بل برز على الخشبة كممثل كبير وقدير كما برز في التلفزيون.”

    وبعد انقطاع دام سنوات عاد كرباج إلى المسرح الرحباني مع مسرحية “حكم الرعيان” سنة 2004، من تأليف منصور الرحباني وإخراج مروان الرحباني، ثم شارك في “زنوبيا” (2007) و”عودة الفينيق” (2008).

    وعلى التلفزيون قدّم العشرات من الأدوار التي أثرت المكتبة الفنية اللبنانية، بدءا بمشاركته في مسلسل “من يوم ليوم” للأخوين الرحباني في مطلع السبعينات، ثم بأدائه شخصية “جان فالجان” في مسلسل “البؤساء” عن قصة الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (1974)، ودور “المفتش” في مسلسل “لمن تغني الطيور” (1976)، وأيضا دور “بربر آغا” في المسلسل الشهير الذي حمل اسم الشخصية سنة 1979.

    كما كانت لكرباج في سنوات مسيرته الطويلة مشاركات في أعمال سينمائية، خصوصا في الثمانينات مع المخرج سمير الغصيني في فيلمي “نساء في خطر” (1982) و”الصفقة” (1984)، وفي “امرأة في بيت عملاق” للمخرج زيناردي حبيس (1985).

    وقد غاب الراحل عن الساحة الفنية في الأعوام الأخيرة، واقتصرت إطلالاته على بعض الأدوار الصغيرة في مسلسلات لبنانية خلال سنوات مطلع القرن الحالي، قبل أن يغيب تدريجيا بسبب تدهور وضعه الصحي.

    وقال معيكي “كان أهم ما فيه ذاكرته ويا للأسف أصابه المرض في ذاكرته. كان يكتفي بقراءة المسرحية مرة أو مرتين فيحفظها من دون أن يضطر إلى مراجعة دوره.”

    وإثر الإعلان عن نبأ وفاة كرباج حفلت صفحات الشبكات الاجتماعية في لبنان برسائل تعزية من مشاهير ومستخدمين آخرين أشادوا بالممثل الراحل بوصفه أحد رواد المسرح في لبنان ومن أهم وجوه “الزمن الجميل” في الفن اللبناني.

    ووصف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة كرباج بأنه “كان صرحا من صروح المسرح اللبناني في عصره الذهبي.”
يعمل...