رواية (جريمة في حفلة صيد)-تشيخوف.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رواية (جريمة في حفلة صيد)-تشيخوف.

    رواية (جريمة في حفلة صيد)-تشيخوف.

    نُشرت لأول مرة عام 1884–1885 على شكل مسلسل في إحدى المجلات الروسية ثم جُمعت لاحقًا في كتاب حيث تُعد هذه الرواية من أقدم أعمال تشيخوف الطويلة

    هي الرواية الوحيدة التي كتبها تشيخوف، والتي تُعتبر مزيجًا من الأدب البوليسي والنقد الاجتماعي والنفسي.
    رغم أن تشيخوف اشتهر بقصصه القصيرة، فإن هذه الرواية تعكس مهارته في السرد الطويل، مع الحفاظ على أسلوبه الفريد في الغموض والتشويق.

    موجز الرواية//

    تدور القصة حول قاضٍ تحقيق يدعى “إيفان بتروفيتش”يكتب اعترافاته عن جريمة قتل غامضة وقعت خلال حفلة صيد في إحدى المناطق الريفية الروسية.
    تبدأ الرواية عندما يتلقى ناشر مخطوطة يدّعي صاحبها أنها حقيقية، وتحكي عن أحداث عاشها بنفسه.

    تتمحور القصة حول “أولغا” ابنة صاحب الحانة، التي تُعرف بجمالها الفاتن وسحرها الأخّاذ، مما يجعلها محط اهتمام العديد من الرجال بمن فيهم القاضي نفسه، وصديقه الكونت كارنيف، وشخص آخر يُدعى ديمتري. تقع أولغا ضحية لصراع المشاعر والشهوات، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تنتهي بمقتلها بطريقة مأساوية.
    من خلال السرد، يكتشف القارئ تدريجيًا أن القاتل قد يكون أحد الشخصيات الأساسية في القصة، وأن القاضي نفسه قد يكون أكثر تورطًا في الجريمة مما يبدو في البداية.

    التحليل الأدبي للرواية//

    1. الحبكة البوليسية والغموض

    تشيخوف يستخدم أسلوبًا غير تقليدي في الرواية البوليسية؛ فبدلاً من أن يركّز على البحث عن القاتل، يجعل القارئ يتورط في عقل الراوي ويكتشف الأحداث معه بشكل تدريجي.
    استخدام أسلوب المخطوطة المروية (مخطوطة في داخل الرواية) يضيف بُعدًا من الواقعية والتشويق، ويجعل القارئ يشكك في صدق الراوي ومدى موثوقيته.

    2. تصوير المجتمع الروسي

    تقدم الرواية نقدًا للمجتمع الروسي في ذلك الوقت حيث الفساد والمحسوبية والتلاعب بالقانون.
    القاضي، الذي يفترض أن يكون رمزًا للعدالة، يظهر كشخصية متناقضة تتلاعب بالمبادئ الأخلاقية، مما يعكس الانحطاط الأخلاقي لبعض أفراد الطبقة الحاكمة.

    3. الصراع النفسي والدراما الإنسانية

    أحد أهم عناصر الرواية هو التعمق في التحليل النفسي للشخصيات، خاصة القاضي إيفان بتروفيتش، الذي يعيش صراعًا داخليًا بين واجبه المهني ورغباته الشخصية.
    هذا الجانب يجعل الرواية تفوق بانها مجرد قصة جريمة لتكون دراسة في النفس البشرية والرغبات المكبوتة.

    4. أسلوب السرد والتشويق

    يتميز تشيخوف بأسلوبه السردي البسيط والعميق في الوقت ذاته.
    يستخدم في هذه الرواية تقنية التدفق البطيء للمعلومات، مما يجعل القارئ يشعر بالتوتر والترقب حتى النهاية.
    كما يعتمد على الوصف الدقيق للمشاهد والأجواء الريفية الروسية، مما يخلق إحساسًا بالحياة داخل القصة.

    الخاتمة//

    {جريمة في حفلة صيد} هي عمل أدبي معقد يحمل أبعادًا نفسية واجتماعية عميقة.
    تكشف الرواية عن الجانب المظلم في النفس البشرية، وتطرح تساؤلات حول العدالة، والأخلاق، ومدى تحكم الغرائز في الإنسان. إنها تجربة فريدة لمحبي الأدب الكلاسيكي والقصص الغامضة.

    الدروس المستنبطة من الرواية//

    1. لا يمكن الوثوق بالمظاهر.

    الرواية تسلط الضوء على فكرة أن المظاهر قد تكون خادعة، سواء في الأشخاص أو في الأحداث.
    القاضي، الذي يُفترض أن يكون رمزًا للعدالة، يظهر كشخصية متناقضة أخلاقيًا، وأولغا، التي تبدو ضحية، ليست بريئة تمامًا. هذا يدفع القارئ إلى إعادة النظر في الأحكام السريعة على الآخرين.

    2. الفساد قد يكون متجذرًا في كل المستويات.

    من خلال شخصية القاضي إيفان بتروفيتش تكشف الرواية عن الفساد في النظام القانوني الروسي آنذاك.
    توضح الرواية كيف أن الأشخاص الذين يُفترض بهم أن يكونوا حراس العدالة قد يكونون جزءًا من المشكلة، وليس الحل.

    3. العواطف غير المنضبطة تؤدي إلى الهلاك.

    الرغبات والشهوات إذا لم تُضبط بالعقل والأخلاق، قد تؤدي إلى كوارث.
    شخصيات الرواية مدفوعة بالحب والغيرة والطمع، مما يؤدي إلى وقوع جريمة قتل. وهذا يظهر أن العواطف القوية دون وعي أو ضبط قد تجر الإنسان إلى التهلكة.

    4. النفس البشرية معقدة ومتقلبة.

    يُبرز تشيخوف براعته في التحليل النفسي من خلال شخصيات الرواية، خصوصًا الراوي الذي يبدو متناقضًا، فهو تارةً ضحية وتارةً متورط في الجريمة.
    هذا يعكس فكرة أن الخير والشر موجودان في كل إنسان، ولا أحد معصوم من الخطأ أو الخطيئة.

    5. العدالة ليست دائمًا كما نظن.

    تقدم الرواية تقدم تصورًا واقعيًا بأن العدالة قد لا تتحقق دائمًا، أو قد تتحقق بطريقة غير متوقعة.
    هناك تساؤلات مستمرة في الرواية حول ما إذا كان القاتل الحقيقي قد نال عقابه أم لا، مما يجعل القارئ يفكر في مدى عدالة الأنظمة البشرية.

    6. تأثير البيئة والمجتمع على السلوك البشري.

    تدور الأحداث في بيئة ريفية روسية حيث الفقر والصراع الطبقي واضحان.
    تتصرف شخصيات الرواية بناءً على ظروفها الاجتماعية، وهذا يبرز كيف أن المجتمع والتنشئة يؤثران بشكل كبير على قرارات الأفراد، حتى تلك التي تؤدي إلى الجريمة.

    7. الحقيقة قد تكون نسبية.

    تُروى الرواية من خلال اعترافات القاضي، ولكن هل يمكن الوثوق بكلامه بالكامل؟ تشيخوف يستخدم أسلوب “الراوي غير الموثوق به”،مما يجعل القارئ يشكك في كل شيء. وهذا يبرز فكرة أن الحقيقة ليست دائمًا مطلقة،بل قد تكون نسبية حسب منظور من يرويها.

    الاقتباس الفني//

    فيلم The Shooting Part” (1978) وهو فيلم سوفيتي، يستند مباشرة إلى الرواية حيث يعكس الفيلم بدقة أجواء الرواية ويقدم تصورًا بصريًا رائعًا للريف الروسي في القرن التاسع عشر، مع التركيز على الغموض والصراعات النفسية.

    ⚠️تنوية..هذا الكتاب غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.

    #موجز_الكتب_العالمية
يعمل...