"عدوية ديوب" تقنية مختلفة للون المائي
تختار الفنانة "عدوية ديوب" تقنية اللون المائي لتعبر عما تجول به نفسها من تفاعلات حياتية ورؤى بصرية، تمزجها لتُخرج أعمالاً لها قوة الضوء وشفافية أجنحة الفراش.
تنتقي أثناء تحضيرها لموضوع الرسم أموراً حياتية نادراً ما تثير الانتباه، ولكنها تعطيها رؤية جديدة ونبضاً مختلفاً، إنها الفنانة "عدوية ديوب" التي التقاها eLatakia وكان معها الحوار التالي:
** بالنسبة لتفاصيل العمل أرى أنها من مقومات العمل الفني، ولا سيما العمل الأكاديمي، وهي ضرورية لكل متعلم، ولكل شخص يحب أن يفهم مكونات اللوحة التشكيلية، ويفهم مفرداتها وتفاصيلها، ولاحقاً مع تقدم مسيرة الفنان وتجربته في العمل الفني، يبتعد عن التفاصيل ويدخل في عموميات العمل ولكن التفاصيل هي ضرورية لكل فنان في مرحلة من المراحل.
نلاحظ أن أعمالك الفنية تحمل روحاً مختلفة، كيف تضعين الروح المتحركة لتنطق أعمالك التشكيلية؟
** ربما لأن تقنية المائي تحمل في طياتها الكثير من الشفافية، والروحانية، وتبث عواطفها بشكل مباشر، وربما لأنها شفافة، يتخللها الضوء والماء، والفراغ، ومن ذلك تبث الروحانيات وتبث رسائل لا ترسله تقنيات أخرى كالألوان الزيتية أو الغواش، أو حتى الحفر، هذا من حيث التقنية وثانياً من حيث المحبة للتقنية تضيف لها هذه الخاصية
ثالثاً هو التفاعل بين العناصر نفسها التي تضيف الكثير من الروحانيات.
** كما المفردات الطبيعية موجودة في عملي، وعلى سبيل المثال فالزهر والتفاح والياسمين والتي تشكل جملة المفردات في الطبيعة، كانت لإتقان التقنية الخاصة بالمائي لي، ولكوني خريجة المدرسة الروسية، كان هناك صعوبة في بداية الأمر للتوجه نحو المائي لأننا شرقيين عاطفيين جداً، وليس لدينا الكثير من مساحات للضوء والظل والبعد الثالث، وهي ليست مطروقة كمدرسة تشكيلية بشكل عام في الوطن العربي أو في سورية خصوصاً، وكان لابد من تعلمي جملة من المبادئ تعلمتها من المدرسة الروسية، وهي تقدمها لكل طالب، وهذه المبادئ تنقل الرسام لعالم التفاصيل الدقيقة في العمل الفني، وهي من المبادئ الأساسية والأولية التي مكنتني وملكتني تقنية المائي، وأدوات الرسم المائي، وأن أعمل بطريقة أفضل.
فالمائي كتقنية لتكتشفه بحاجة إلى الكثير من المران والتجربة والتفاعل، وأن يكون في بعض الأيام الإحساس عال والإحساس منخفض أو الرؤية التي تنتهجها صحيحة أو خاطئة، والتجربة المتوالية هي في الحقيقة من يُمكن الفنان من أدواته بطريقة أفضل وهذه المفردات في متناولنا وهي الميسرة لأنها مطروقة تجعلنا نمتلك الأدوات وتقنية الرسم بالمائي.
والفنان بطبعة هو ميال نحو الطبيعة لأن من ميزات ومقومات العمل الفني أن الفنان يعيش المفردات التي حوله وينقل الطبيعة بشكل أفضل، وأعتبر من مقومات ذلك أنني فتاة ريفية ولكن مع ذلك فان هذه الرؤية للطبيعة هي عند كل الفنانين ومهما بلغوا درجات متقدمة لا بد أن تكون بداياتهم مع الطبيعة بطريقة أو بأخرى لأنها المنبع بشكل أو بآخر للأعمال وهي الأعمال الأكثر تخليداً.
** بالنسبة للروح ولجمالية الموضوع فأي شيء أختاره يحمل قيمة لونية، بالضوء وبالظل وينقلني من الحالة الاستخداماتية اليومية، المتآلفين معها والتي لا نحس بقيمتها سواء على مستوى الزهرة أو البصلة أو أي شيء آخر أو حبة العنب أو الرمان فهذه الحالة تنقلنا من الحالة الاعتيادية إلى الحالة غير الاعتيادية التي لها علاقة بالضوء والظل وهذا يؤدي إلى عنصر دهشة عند المشاهد، ويتوقف عندها مطولاً ويكون لديه تساؤل دائماً كيف يراها الفنان بهذه الطريقة بينما الشخص العادي تكون بمتناول يده ولكنه لا يراها هكذا أبداً؟.
** المرأة عالم مختلف والرجل عالم مختلف وكل شخص منهما يكمل الآخر، فالمرأة ترى المواضيع بشكل مختلف عما يراه الرجل، وذلك من حيث فيزيولوجيتها وحالتها النفسية، لأنها امرأة وهذا ينطبق على الرجل وهذا لا يعني أبدا الاختلاف، من حيث إن هذا أنثوي أو ذكوري بل هناك حالة فنية في الموضوع، ومن الممكن أن تستفيد النساء من تجارب الرجال ويستفيد الرجال من تجارب النساء، ويضيفوها لخبرتهم وتجربتهم.
** أنا ضد التمييز بين النسائي والرجالي في الفن، فكلنا نستفيد من تجارب بعضنا بعضاً، وليس إذا كانت الأنثى أكثر حساسية فإنها ترسم بالألوان المائية بشكل مختلف، فكثير من الفنانين الأوروبيين الذين رسموا وبكثرة الطبيعة الشرقية بالمائي كانوا رجالاً فالألوان المائية ليست حكراً على النساء أبداً أو على الرجال.
** كنت أتمنى أن أدرس في سورية، ولكن الظروف لم تكن مهيأة، ونحن نرى من يدرسون في الجامعات السورية للفنون الجميلة لديهم نفس الحداثوي أو العصري جداً، وهذا ليس تقليل من قيمتهم، بالعكس مع الاحترام الكامل لتجاربهم وقدراتهم، ولكن الطالب في كلية الفنون الجميلة، يبدأ بالسنة الأولى ميالاً نحو الحداثة ويكون بعيداً كل البعد عن الأسس والمبادئ الأولية التي هي حليف له، تقويه، وتمكنه من العمل الفني، وهكذا يسبحون في هذا العالم الميال نحو الحداثة والذي ليس له مكونات حقيقية أبداً.
إضافة إلى المفردات الأولية التي تمكن الطلاب وهي في كلياتنا مع الأسف غير متينة، وذلك لأن أغلب الخريجين يتابعون في الخارج وتأتي الأطروحات في الغالب عن تجارب الآخرين وتنهي طموح الطالب الذي يدرس في
الأكاديمية السورية.
** لان بلدنا هو بلد الشمس فالفنانون لا يتحملون كمية الضوء فتغريهم ليرسموا ونحن كفنانين لا نقدمه بشكل صحيح ولا نحس بقيمته فكل فنان يأتي من أي بقعة من البقاع يستهويه هذا الضوء ومع الأسف نحن تستهوينا المدن الضبابية، ويناسبنا كفنانين أن نعبر عن الضوء بطريقة أفضل مما قدمه المستشرقون لكوننا نحن من خبرناه وعايشناه ولكننا لا نقوم بهذا الفن الممتع. والفنانون الأوروبيون من خلال ضوء الشرق دربوا مهاراتهم وقاموا أيضاً بالاستفادة منه.
** أتمنى أن يتحول العمل الفني السوري إلى العالمية، وتنقصنا الفترة الزمنية لتبلور المدرسة الفنية السورية وحتى الآن لا يوجد مدرسة فنية متبلورة، هناك بعض التجارب، الفردية المتميزة، ولكن المدرسة السورية التي لها خصائصها ومقوماتها غير موجودة ومن الممكن أنه بسبب عدم العمل الجماعي لتكريس المدرسة السورية، وبذلك تفقد الخصائص ولا تتحول إلى مشروع عالمي، ومن أهم الأسباب أيضاً، أن أغلب الفنانين الدارسين هم يدرسون خارج سورية، وهو من أهم العوامل لأنه أغلب الأطروحات أو الرسائل للتخرج أو الدكتوراه تكون بمواضيع يشرف عليها حكام أجانب وأغلب الخريجين يتقولبون حسب ما تتلمذوا عليه وحتى في جامعاتنا أو على المستوى الأكاديمي يكون هناك تقصير ولا بد من تدارك الموضوع، وسريعاً لا بد من أن يقوموا على الإشراف على مشاريع التخرج والبحث حولها ببحث ممنهج، وعلمي يضع بعض المعايير للوحة بمكان حيث كنا نرغب بلوحة سورية حقيقية، ولا نتطلع إلى ما هي معايير المدارس الأوروبية الأخرى مع وجود التقاطع الذي أوافق عليه لأنه موجود بحكم التجارب الإنسانية ولكن لا بد من شيء يميز المدرسة هذه عن غيرها.
** المكتبة العمومية للأطفال، هي مشروع تفاعلي، وتنموي مهم جداً وهو متنوع الآفاق فيحتوي كمبيوتر وانترنت، وهو يعتمد على تركيب وتفعيل المجتمع من خلال خبرات المتطوعين، وتحديداً المتطوعين الشباب وما يقدمونه من خبراتهم للأطفال ولروادها، وأخيراً كنا قد قدمنا مع الأطفال يوم للتراث.
الجدير بالذكر أن الفنانة عدوية أقامت عدداً من المعارض وشاركت في ورشات عمل كبيرة ومهمة إضافة إلى أنها المديرية التنفيذية للمكتبة العمومية للأطفال في اللاذقية.
وتقول الفنانة التشكيلية الشابة "عتاب حنوف" حول أعمال الفنانة عدوية: «يأخذني الضوء الذين تقدمه الفنانة عدوية من حيث كميته وطريقة إتقانه، إضافة إلى أنها تختار مواضيعها من صلب حياتنا فتلامس واقعنا ونلامسه من خلال لوحاتها، انتظر ما تقدمه من جديد دائماً لأنني اشعر بأنني أرى نفسي في العمل الفني المتميز».
أما السيد "علي النواس" وهو مهتم بالفن التشكيلي ومدرس للتربية الفنية فيقول: «عادة أسعى إلى حث تلاميذي على حضور المعارض التي تشارك بها الفنانة عدوية لأنها تقدم حالة متطورة من الخيال تسمح للطلاب بملامسة ما وراء العمل الفني وتكوّن لهم انطباعاً بأن العمل ليس مصمتاً بل هو روح نابضة».
أما "أليسار زمزم" وهي طالبة في معهد العمل اليدوي فتقول: «استفيد من الخبرة التي تقدمها الفنانة عدوية في أعمالها الفنية من حيث طريقة توضع الأدوات والرؤية الحقيقية للتكوين الجمالي للعمل وهذا يكسبني متانة في العمل إضافة إلى أن أعمالها تنبض بقلب ودم لا نلاحظه في أغلب الأعمال المائية عند الفنانين الآخرين».
- شادي نصير
تختار الفنانة "عدوية ديوب" تقنية اللون المائي لتعبر عما تجول به نفسها من تفاعلات حياتية ورؤى بصرية، تمزجها لتُخرج أعمالاً لها قوة الضوء وشفافية أجنحة الفراش.
تنتقي أثناء تحضيرها لموضوع الرسم أموراً حياتية نادراً ما تثير الانتباه، ولكنها تعطيها رؤية جديدة ونبضاً مختلفاً، إنها الفنانة "عدوية ديوب" التي التقاها eLatakia وكان معها الحوار التالي:
عادة أسعى إلى حث تلاميذي على حضور المعارض التي تشارك بها الفنانة عدوية لأنها تقدم حالة متطورة من الخيال تسمح للطلاب بملامسة ما وراء العمل الفني وتكوّن لهم انطباعاً بأن العمل ليس مصمتاً بل هو روح نابضة
** بالنسبة لتفاصيل العمل أرى أنها من مقومات العمل الفني، ولا سيما العمل الأكاديمي، وهي ضرورية لكل متعلم، ولكل شخص يحب أن يفهم مكونات اللوحة التشكيلية، ويفهم مفرداتها وتفاصيلها، ولاحقاً مع تقدم مسيرة الفنان وتجربته في العمل الفني، يبتعد عن التفاصيل ويدخل في عموميات العمل ولكن التفاصيل هي ضرورية لكل فنان في مرحلة من المراحل.
نلاحظ أن أعمالك الفنية تحمل روحاً مختلفة، كيف تضعين الروح المتحركة لتنطق أعمالك التشكيلية؟
** ربما لأن تقنية المائي تحمل في طياتها الكثير من الشفافية، والروحانية، وتبث عواطفها بشكل مباشر، وربما لأنها شفافة، يتخللها الضوء والماء، والفراغ، ومن ذلك تبث الروحانيات وتبث رسائل لا ترسله تقنيات أخرى كالألوان الزيتية أو الغواش، أو حتى الحفر، هذا من حيث التقنية وثانياً من حيث المحبة للتقنية تضيف لها هذه الخاصية
ثالثاً هو التفاعل بين العناصر نفسها التي تضيف الكثير من الروحانيات.
- تستهويك الطبيعة وعناصرها وهذا ما نلاحظه في أغلب أعمالك، ما المبرر لتوجهك نحو هذه المواضيع؟
** كما المفردات الطبيعية موجودة في عملي، وعلى سبيل المثال فالزهر والتفاح والياسمين والتي تشكل جملة المفردات في الطبيعة، كانت لإتقان التقنية الخاصة بالمائي لي، ولكوني خريجة المدرسة الروسية، كان هناك صعوبة في بداية الأمر للتوجه نحو المائي لأننا شرقيين عاطفيين جداً، وليس لدينا الكثير من مساحات للضوء والظل والبعد الثالث، وهي ليست مطروقة كمدرسة تشكيلية بشكل عام في الوطن العربي أو في سورية خصوصاً، وكان لابد من تعلمي جملة من المبادئ تعلمتها من المدرسة الروسية، وهي تقدمها لكل طالب، وهذه المبادئ تنقل الرسام لعالم التفاصيل الدقيقة في العمل الفني، وهي من المبادئ الأساسية والأولية التي مكنتني وملكتني تقنية المائي، وأدوات الرسم المائي، وأن أعمل بطريقة أفضل.
فالمائي كتقنية لتكتشفه بحاجة إلى الكثير من المران والتجربة والتفاعل، وأن يكون في بعض الأيام الإحساس عال والإحساس منخفض أو الرؤية التي تنتهجها صحيحة أو خاطئة، والتجربة المتوالية هي في الحقيقة من يُمكن الفنان من أدواته بطريقة أفضل وهذه المفردات في متناولنا وهي الميسرة لأنها مطروقة تجعلنا نمتلك الأدوات وتقنية الرسم بالمائي.
والفنان بطبعة هو ميال نحو الطبيعة لأن من ميزات ومقومات العمل الفني أن الفنان يعيش المفردات التي حوله وينقل الطبيعة بشكل أفضل، وأعتبر من مقومات ذلك أنني فتاة ريفية ولكن مع ذلك فان هذه الرؤية للطبيعة هي عند كل الفنانين ومهما بلغوا درجات متقدمة لا بد أن تكون بداياتهم مع الطبيعة بطريقة أو بأخرى لأنها المنبع بشكل أو بآخر للأعمال وهي الأعمال الأكثر تخليداً.
- تختارين بعض الأمور والمواضيع التي تعتبر غير ذي قيمة ولكنها تتحول إلى تحفة ضمن لوحاتك، كيف تختار عدوية بعينها الحساسة المواضيع؟
** بالنسبة للروح ولجمالية الموضوع فأي شيء أختاره يحمل قيمة لونية، بالضوء وبالظل وينقلني من الحالة الاستخداماتية اليومية، المتآلفين معها والتي لا نحس بقيمتها سواء على مستوى الزهرة أو البصلة أو أي شيء آخر أو حبة العنب أو الرمان فهذه الحالة تنقلنا من الحالة الاعتيادية إلى الحالة غير الاعتيادية التي لها علاقة بالضوء والظل وهذا يؤدي إلى عنصر دهشة عند المشاهد، ويتوقف عندها مطولاً ويكون لديه تساؤل دائماً كيف يراها الفنان بهذه الطريقة بينما الشخص العادي تكون بمتناول يده ولكنه لا يراها هكذا أبداً؟.
- هل ترين أن أعمال المرأة تختلف عن الرجل؟
** المرأة عالم مختلف والرجل عالم مختلف وكل شخص منهما يكمل الآخر، فالمرأة ترى المواضيع بشكل مختلف عما يراه الرجل، وذلك من حيث فيزيولوجيتها وحالتها النفسية، لأنها امرأة وهذا ينطبق على الرجل وهذا لا يعني أبدا الاختلاف، من حيث إن هذا أنثوي أو ذكوري بل هناك حالة فنية في الموضوع، ومن الممكن أن تستفيد النساء من تجارب الرجال ويستفيد الرجال من تجارب النساء، ويضيفوها لخبرتهم وتجربتهم.
- البعض يقول إن الأعمال المائية لشفافيتها هي أقرب للمرأة وتمثلها؟
** أنا ضد التمييز بين النسائي والرجالي في الفن، فكلنا نستفيد من تجارب بعضنا بعضاً، وليس إذا كانت الأنثى أكثر حساسية فإنها ترسم بالألوان المائية بشكل مختلف، فكثير من الفنانين الأوروبيين الذين رسموا وبكثرة الطبيعة الشرقية بالمائي كانوا رجالاً فالألوان المائية ليست حكراً على النساء أبداً أو على الرجال.
- دراستك للفنون الجميلة بجامعة في أوكرانيا، لماذا هذا الاختيار للدراسة ولم التخصص بالمائي؟
** كنت أتمنى أن أدرس في سورية، ولكن الظروف لم تكن مهيأة، ونحن نرى من يدرسون في الجامعات السورية للفنون الجميلة لديهم نفس الحداثوي أو العصري جداً، وهذا ليس تقليل من قيمتهم، بالعكس مع الاحترام الكامل لتجاربهم وقدراتهم، ولكن الطالب في كلية الفنون الجميلة، يبدأ بالسنة الأولى ميالاً نحو الحداثة ويكون بعيداً كل البعد عن الأسس والمبادئ الأولية التي هي حليف له، تقويه، وتمكنه من العمل الفني، وهكذا يسبحون في هذا العالم الميال نحو الحداثة والذي ليس له مكونات حقيقية أبداً.
إضافة إلى المفردات الأولية التي تمكن الطلاب وهي في كلياتنا مع الأسف غير متينة، وذلك لأن أغلب الخريجين يتابعون في الخارج وتأتي الأطروحات في الغالب عن تجارب الآخرين وتنهي طموح الطالب الذي يدرس في
الأكاديمية السورية.
- ترين كرسامة أن المائي اخذ حقه في الشرق بسبب كثرة الفنانين الاستشراقيين الذين امتهنوه في الشرق؟
** لان بلدنا هو بلد الشمس فالفنانون لا يتحملون كمية الضوء فتغريهم ليرسموا ونحن كفنانين لا نقدمه بشكل صحيح ولا نحس بقيمته فكل فنان يأتي من أي بقعة من البقاع يستهويه هذا الضوء ومع الأسف نحن تستهوينا المدن الضبابية، ويناسبنا كفنانين أن نعبر عن الضوء بطريقة أفضل مما قدمه المستشرقون لكوننا نحن من خبرناه وعايشناه ولكننا لا نقوم بهذا الفن الممتع. والفنانون الأوروبيون من خلال ضوء الشرق دربوا مهاراتهم وقاموا أيضاً بالاستفادة منه.
- ما هي بالنسبة لك آليات النشاط الفني، وما الإحباطات التي توقف أن يتحول الموضوع إلى عالمي؟
** أتمنى أن يتحول العمل الفني السوري إلى العالمية، وتنقصنا الفترة الزمنية لتبلور المدرسة الفنية السورية وحتى الآن لا يوجد مدرسة فنية متبلورة، هناك بعض التجارب، الفردية المتميزة، ولكن المدرسة السورية التي لها خصائصها ومقوماتها غير موجودة ومن الممكن أنه بسبب عدم العمل الجماعي لتكريس المدرسة السورية، وبذلك تفقد الخصائص ولا تتحول إلى مشروع عالمي، ومن أهم الأسباب أيضاً، أن أغلب الفنانين الدارسين هم يدرسون خارج سورية، وهو من أهم العوامل لأنه أغلب الأطروحات أو الرسائل للتخرج أو الدكتوراه تكون بمواضيع يشرف عليها حكام أجانب وأغلب الخريجين يتقولبون حسب ما تتلمذوا عليه وحتى في جامعاتنا أو على المستوى الأكاديمي يكون هناك تقصير ولا بد من تدارك الموضوع، وسريعاً لا بد من أن يقوموا على الإشراف على مشاريع التخرج والبحث حولها ببحث ممنهج، وعلمي يضع بعض المعايير للوحة بمكان حيث كنا نرغب بلوحة سورية حقيقية، ولا نتطلع إلى ما هي معايير المدارس الأوروبية الأخرى مع وجود التقاطع الذي أوافق عليه لأنه موجود بحكم التجارب الإنسانية ولكن لا بد من شيء يميز المدرسة هذه عن غيرها.
- كيف تحدثينا حول مبادرة المكتبة العمومية للأطفال بما أنك المديرة التنفيذية لها؟
** المكتبة العمومية للأطفال، هي مشروع تفاعلي، وتنموي مهم جداً وهو متنوع الآفاق فيحتوي كمبيوتر وانترنت، وهو يعتمد على تركيب وتفعيل المجتمع من خلال خبرات المتطوعين، وتحديداً المتطوعين الشباب وما يقدمونه من خبراتهم للأطفال ولروادها، وأخيراً كنا قد قدمنا مع الأطفال يوم للتراث.
الجدير بالذكر أن الفنانة عدوية أقامت عدداً من المعارض وشاركت في ورشات عمل كبيرة ومهمة إضافة إلى أنها المديرية التنفيذية للمكتبة العمومية للأطفال في اللاذقية.
وتقول الفنانة التشكيلية الشابة "عتاب حنوف" حول أعمال الفنانة عدوية: «يأخذني الضوء الذين تقدمه الفنانة عدوية من حيث كميته وطريقة إتقانه، إضافة إلى أنها تختار مواضيعها من صلب حياتنا فتلامس واقعنا ونلامسه من خلال لوحاتها، انتظر ما تقدمه من جديد دائماً لأنني اشعر بأنني أرى نفسي في العمل الفني المتميز».
أما السيد "علي النواس" وهو مهتم بالفن التشكيلي ومدرس للتربية الفنية فيقول: «عادة أسعى إلى حث تلاميذي على حضور المعارض التي تشارك بها الفنانة عدوية لأنها تقدم حالة متطورة من الخيال تسمح للطلاب بملامسة ما وراء العمل الفني وتكوّن لهم انطباعاً بأن العمل ليس مصمتاً بل هو روح نابضة».
أما "أليسار زمزم" وهي طالبة في معهد العمل اليدوي فتقول: «استفيد من الخبرة التي تقدمها الفنانة عدوية في أعمالها الفنية من حيث طريقة توضع الأدوات والرؤية الحقيقية للتكوين الجمالي للعمل وهذا يكسبني متانة في العمل إضافة إلى أن أعمالها تنبض بقلب ودم لا نلاحظه في أغلب الأعمال المائية عند الفنانين الآخرين».