عبيده (معمر مثني)
Abu ’Ubaydah (Moamar ibn al-Muthana-) - Abu ’Ubaydah (Moamar ibn al-Muthana-)
أبو عبيدة (معمر بن المثنى)
(110ـ 209هـ/728ـ 824م)
أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي من تيم قريش رهط أبي بكر الصديقtـ مولاهم، ويقال: إِنه مولى بني عبد الله بن معمر القرشي، وكنيته أبو عبيدة.
كان أبوه يهودياً من يهود باجروان من بلاد فارس، يعمل صباغاً، وقد عيَّره الأصمعي بذلك. واختلف العلماء في وفاته، كما اختلفوا في المدة التي عاشها؛ إِذ قيل: ثلاث وتسعون سنة، وقيل: ثمانٍ وتسعون سنة.
كان ثقة في اللغة رواية ودراية من غير أن يكون ثقة في المعاني التي تخص العرب وأخبارهم، لأنهم رموه بالشعوبية، وكان ابن قتيبة يرميه بذلك لتأليفه مثالب العرب، وهذا لا يستقيم لأن الرجل وثقَّه الدار قطني، ويحيى بن معين، والذهبي، وليس في تصنيف المثالب ما يدل على شعوبيته، لأنه صنف مناقب العرب، ولأنه كان على مذهب الخوارج، ومعلوم أن من مذهبهم المساواة بين الأمم، وعدم التفريق بين أبناء الأمة، وما كتب الكتابين إِلا ليخبر الطلبة من العجم عن مواضع الهجاء والذم عند العرب، وذلك لا يُدركُ بغير معرفة مثالب العرب، وأراد أن يخبرهم بمواطن المدح والفخر، فلم يجد سبيلاً سوى الحديث عن مناقب العرب.
وكان أبو عبيدة على خصام وتقارص واتهام مع الأصمعي، وكانا معاً من طلاب أبي عمرو بن العلاء.
وله كتب كثيرة منها: «نقائض جرير والفرزدق»، «مجاز القرآن»، «رسالة العققة والبررة»، «مآثر العرب»، «مثالب العرب»، «فتوح أرمينية»، «ما تلحن فيه العامة»، «أيام العرب»، «الإِنسان»، «الزرع»، «الشوارد»، «طبقات الشعراء»، «طبقات الفرسان»، «المحاضرات والمحاورات»، «الخيل»، «الأمثال»، «تسمية أزواج النبي»، وله أكثر من مئتي كتاب.
استعمل أبو عبيدة في كتابه «مجاز القرآن» في تفسيره للآيات هذه الكلمة، قال محمد فؤاد سزكين في مقدمة «مجاز القرآن»: «مجازه كذا» و«تفسيره كذا» و«معناه كذا» و«غريبه» و«تقديره» و«تأويله» على أن معانيها واحدة أوتكاد، ومعنى هذا أن كلمة «المجاز» عنده عبارة عن الطرق التي يسلكها القرآن في تعبيراته، وهذا المعنى أعم بطبيعة الحال من المعنى الذي حدده علماء البلاغة لكلمة «المجاز» فيما بعد.
وقد حذر العلماء القدامى من قراءته على الطلبة إِلا لبيان مواضع الخطأ الذي وقع فيه أبو عبيدة، وكان على رأس هذه الحملة خصمه الأصمعي الذي بث نقداً قوياً له في كتاب «الأضداد»، فكلما قال فيه: (قال) إِنما ذهب إِلى أبي عبيدة ما خلا بعض المواضع التي أراد بها غيره، وما نقله الأصمعي من كلام يحكيه قائم بنصه وحرفه في مجاز أبي عبيدة.
وأما كتابه «نقائض جرير والفرزدق»، ففيه صورة الهجاء الفني بين جرير والفرزدق، صورة للعصر الأموي والعصبية القبلية؛ إِذ يقوم الشاعر ببناء مفاخر قومه ويهدم ما بناه خصمه، والكتاب في ثلاثة أجزاء يقوم على هذا الأساس.
عبد الكريم محمد حسين
ـ أحمد بن علي بن الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (دار الكتاب العربي، بيروت 1975م).
ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إِحسان عباس (دار صادر، بيروت د.ت).
Abu ’Ubaydah (Moamar ibn al-Muthana-) - Abu ’Ubaydah (Moamar ibn al-Muthana-)
أبو عبيدة (معمر بن المثنى)
(110ـ 209هـ/728ـ 824م)
أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي من تيم قريش رهط أبي بكر الصديقtـ مولاهم، ويقال: إِنه مولى بني عبد الله بن معمر القرشي، وكنيته أبو عبيدة.
كان أبوه يهودياً من يهود باجروان من بلاد فارس، يعمل صباغاً، وقد عيَّره الأصمعي بذلك. واختلف العلماء في وفاته، كما اختلفوا في المدة التي عاشها؛ إِذ قيل: ثلاث وتسعون سنة، وقيل: ثمانٍ وتسعون سنة.
كان ثقة في اللغة رواية ودراية من غير أن يكون ثقة في المعاني التي تخص العرب وأخبارهم، لأنهم رموه بالشعوبية، وكان ابن قتيبة يرميه بذلك لتأليفه مثالب العرب، وهذا لا يستقيم لأن الرجل وثقَّه الدار قطني، ويحيى بن معين، والذهبي، وليس في تصنيف المثالب ما يدل على شعوبيته، لأنه صنف مناقب العرب، ولأنه كان على مذهب الخوارج، ومعلوم أن من مذهبهم المساواة بين الأمم، وعدم التفريق بين أبناء الأمة، وما كتب الكتابين إِلا ليخبر الطلبة من العجم عن مواضع الهجاء والذم عند العرب، وذلك لا يُدركُ بغير معرفة مثالب العرب، وأراد أن يخبرهم بمواطن المدح والفخر، فلم يجد سبيلاً سوى الحديث عن مناقب العرب.
وكان أبو عبيدة على خصام وتقارص واتهام مع الأصمعي، وكانا معاً من طلاب أبي عمرو بن العلاء.
وله كتب كثيرة منها: «نقائض جرير والفرزدق»، «مجاز القرآن»، «رسالة العققة والبررة»، «مآثر العرب»، «مثالب العرب»، «فتوح أرمينية»، «ما تلحن فيه العامة»، «أيام العرب»، «الإِنسان»، «الزرع»، «الشوارد»، «طبقات الشعراء»، «طبقات الفرسان»، «المحاضرات والمحاورات»، «الخيل»، «الأمثال»، «تسمية أزواج النبي»، وله أكثر من مئتي كتاب.
استعمل أبو عبيدة في كتابه «مجاز القرآن» في تفسيره للآيات هذه الكلمة، قال محمد فؤاد سزكين في مقدمة «مجاز القرآن»: «مجازه كذا» و«تفسيره كذا» و«معناه كذا» و«غريبه» و«تقديره» و«تأويله» على أن معانيها واحدة أوتكاد، ومعنى هذا أن كلمة «المجاز» عنده عبارة عن الطرق التي يسلكها القرآن في تعبيراته، وهذا المعنى أعم بطبيعة الحال من المعنى الذي حدده علماء البلاغة لكلمة «المجاز» فيما بعد.
وقد حذر العلماء القدامى من قراءته على الطلبة إِلا لبيان مواضع الخطأ الذي وقع فيه أبو عبيدة، وكان على رأس هذه الحملة خصمه الأصمعي الذي بث نقداً قوياً له في كتاب «الأضداد»، فكلما قال فيه: (قال) إِنما ذهب إِلى أبي عبيدة ما خلا بعض المواضع التي أراد بها غيره، وما نقله الأصمعي من كلام يحكيه قائم بنصه وحرفه في مجاز أبي عبيدة.
وأما كتابه «نقائض جرير والفرزدق»، ففيه صورة الهجاء الفني بين جرير والفرزدق، صورة للعصر الأموي والعصبية القبلية؛ إِذ يقوم الشاعر ببناء مفاخر قومه ويهدم ما بناه خصمه، والكتاب في ثلاثة أجزاء يقوم على هذا الأساس.
عبد الكريم محمد حسين
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إِحسان عباس (دار صادر، بيروت د.ت).