طثريه (يزيد)
Ibn al-Tathriyah (Yazid-) - Ibn al-Tathriyah (Yazid-)
ابن الطَّثْرِيَّة (يزيد ـ)
(…ـ 126هـ/ … ـ 743م)
يزيد بن معاوية (وقيل: سلمة) بن عمر بن قيس بن رؤاس القشيري، واختلف الرواة في اسم أبيه. والطَّثْرِيّة، بتشديد الطاء وفتحها وتسكين الثاء وتشديد الياء، هي أمُّه، امرأة من طَثْر، وطثر حي من اليمن عِدادهم في بني جَرم، وزعم بعض البصريين أن الطثرية أم يزيد كانت مولعة بإخراج زبد اللبن فسميت بذلك، وطثرة اللبن: زبدته.
يكنى أبا المكشوح لأن على خاصرته كيّاً من نار، وكان يلقب مودِقاً، سمي بذلك لحُسْنِ وجهه، وحُسْنِ شَعْرِه وحلاوة حديثه، فتنت به النساء، وفي تفصيل ذلك أخبار كثيرة ذكرتها كتب الأدب.
لم تذكر المصادر شيئاً عن سنة ولادته، وعاش في ديار بني قشير في نجد التي اشتهرت بطبيعتها الخيرة، إذ كان ليزيد نبع ماء ترد عليها إبل أخيه، وكان أخوه الكبير (ثور) سيداً كثير المال والنخل والرقيق، عطوفاً على أخيه يتحمله لمحبته إياه.
عاش في عصر بني أمية، وكان شجاعاً كريماً متلافاً للمال، ميالاً إلى اللهو والعبث، وصاحب ظََرْفٍ وشجاعة وفصاحة وغزل، ابْتلىَ بعشق جارية من جَرم يقال لها وحشية، وكانت من أحسن النساء، فلم يجد لها سبيلاً، وصار به العشق إلى أن أشرف على الموت، فذكرها في أشعاره، مما أدى إلى استعداء جَرم عليه، فكتب صاحب اليمامة إلى ثور أخيه يشكوه، فجعل عقوبته حلْق لِمَّتِِه (اللمة: شعر مقدمة الرأس). وترى مصادر أخرى أن سبب ذلك ذبح يزيد لناقة من نياق أخيه وإطعامها لصاحباته. وتركت هذه الحادثة أثراً كبيراً في نفسه، ومما قال فيها:
ترَفَّقْ بها يا ثَورُ ليس ثوابُها
بهذا ولكنْ غيرُ هذا ثوابُها
فراح بها ثور ترفُّ كأنَّها
سلاسلُ دَرعِ خيرُها وانسكابُها
مات ابن الطثرية قتلا،ً بعد أن قطعت يده، في وقائع حرب جرت بين بني قشير وبني حنيفة، ويرى صاحب الأغاني أنه مات في خلافة بني العباس، وعدَّهُ ابن حبيب من الشعراء الذين قتلوا غِيلة، لأنه بينما كان يقاتل عَلِقَتْ جُبَّته بعرق شجرة، مما سهَّل على بني حنيفة قتله في قرية يقال لها الفَلَج.
وهو صاحب القصيدة التي منها:
فديتك! أعدائي كثير، وشقتي
بعيد وأشياعي لديك قليل
وكنت إذا ما جئت، جئت بِعِلَّة
فأفنيت عِلاَّتي فكيف أقول؟
صنفه ابن سلام في الطبقة العاشرة من الشعراء الإسلاميين، ووصفه بأنه شاعر مطبوع غلب على شعره الغزل، وهو من الشعراء المقلّين، جُمع شعره قديماً إلا أنه لم يصل. ثم جمع وطبع في مجلة العرب، أخرجه مستقلاً حاتم الضامن سنة 1973م.
أكثر ما وصل من شعره في غرض الغزل، وله نظرات في الحياة والحكم، ومن أبدع ما أُثر عنه وصفه لِلمَّتِه التي سلفت الإشارة إليها.
عبد الرحمن عبد الرحيم
ـ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني (طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت 1972).
ـ ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء، تحقيق عبد السلام هارون ( المكتبة السعودية، مصر 1967).
ـ عبد العزيز محمد الفيصل، شعراء بني قشير في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي (القاهرة 1978).
Ibn al-Tathriyah (Yazid-) - Ibn al-Tathriyah (Yazid-)
ابن الطَّثْرِيَّة (يزيد ـ)
(…ـ 126هـ/ … ـ 743م)
يزيد بن معاوية (وقيل: سلمة) بن عمر بن قيس بن رؤاس القشيري، واختلف الرواة في اسم أبيه. والطَّثْرِيّة، بتشديد الطاء وفتحها وتسكين الثاء وتشديد الياء، هي أمُّه، امرأة من طَثْر، وطثر حي من اليمن عِدادهم في بني جَرم، وزعم بعض البصريين أن الطثرية أم يزيد كانت مولعة بإخراج زبد اللبن فسميت بذلك، وطثرة اللبن: زبدته.
يكنى أبا المكشوح لأن على خاصرته كيّاً من نار، وكان يلقب مودِقاً، سمي بذلك لحُسْنِ وجهه، وحُسْنِ شَعْرِه وحلاوة حديثه، فتنت به النساء، وفي تفصيل ذلك أخبار كثيرة ذكرتها كتب الأدب.
لم تذكر المصادر شيئاً عن سنة ولادته، وعاش في ديار بني قشير في نجد التي اشتهرت بطبيعتها الخيرة، إذ كان ليزيد نبع ماء ترد عليها إبل أخيه، وكان أخوه الكبير (ثور) سيداً كثير المال والنخل والرقيق، عطوفاً على أخيه يتحمله لمحبته إياه.
عاش في عصر بني أمية، وكان شجاعاً كريماً متلافاً للمال، ميالاً إلى اللهو والعبث، وصاحب ظََرْفٍ وشجاعة وفصاحة وغزل، ابْتلىَ بعشق جارية من جَرم يقال لها وحشية، وكانت من أحسن النساء، فلم يجد لها سبيلاً، وصار به العشق إلى أن أشرف على الموت، فذكرها في أشعاره، مما أدى إلى استعداء جَرم عليه، فكتب صاحب اليمامة إلى ثور أخيه يشكوه، فجعل عقوبته حلْق لِمَّتِِه (اللمة: شعر مقدمة الرأس). وترى مصادر أخرى أن سبب ذلك ذبح يزيد لناقة من نياق أخيه وإطعامها لصاحباته. وتركت هذه الحادثة أثراً كبيراً في نفسه، ومما قال فيها:
ترَفَّقْ بها يا ثَورُ ليس ثوابُها
بهذا ولكنْ غيرُ هذا ثوابُها
فراح بها ثور ترفُّ كأنَّها
سلاسلُ دَرعِ خيرُها وانسكابُها
مات ابن الطثرية قتلا،ً بعد أن قطعت يده، في وقائع حرب جرت بين بني قشير وبني حنيفة، ويرى صاحب الأغاني أنه مات في خلافة بني العباس، وعدَّهُ ابن حبيب من الشعراء الذين قتلوا غِيلة، لأنه بينما كان يقاتل عَلِقَتْ جُبَّته بعرق شجرة، مما سهَّل على بني حنيفة قتله في قرية يقال لها الفَلَج.
وهو صاحب القصيدة التي منها:
فديتك! أعدائي كثير، وشقتي
بعيد وأشياعي لديك قليل
وكنت إذا ما جئت، جئت بِعِلَّة
فأفنيت عِلاَّتي فكيف أقول؟
صنفه ابن سلام في الطبقة العاشرة من الشعراء الإسلاميين، ووصفه بأنه شاعر مطبوع غلب على شعره الغزل، وهو من الشعراء المقلّين، جُمع شعره قديماً إلا أنه لم يصل. ثم جمع وطبع في مجلة العرب، أخرجه مستقلاً حاتم الضامن سنة 1973م.
أكثر ما وصل من شعره في غرض الغزل، وله نظرات في الحياة والحكم، ومن أبدع ما أُثر عنه وصفه لِلمَّتِه التي سلفت الإشارة إليها.
عبد الرحمن عبد الرحيم
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء، تحقيق عبد السلام هارون ( المكتبة السعودية، مصر 1967).
ـ عبد العزيز محمد الفيصل، شعراء بني قشير في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي (القاهرة 1978).