الفنان التشكيلي الضوئي التجريدي ناصر سلامة عبيد
Nasser S.Obeid
بقلم عبد القادر الخليل. الفنان والباحث التشكيلي السوري
منذ ان تم اكتشاف ماكينة التصوير حافظ التصوير الفوتغرافي والفن التشكيلي على توتر في العلاقة والاثراء المتبادل في قرن التاسع عشر وكيف يرتبط التصوير بالفن, وما زلت اشاهد حتى يومنا هذا بوجود توتر حين يخرج الفنان عن نطاق الاساليب المعتادة. هذا التوتر نراه احيانآ هو الذي يجعل الفنان المصمم الوصول الى الابداع وتحقيق الطرقات الجديدة. دائمأ نحصل على الطرقات من خلال التجارب. الفنان ناصر عبيد، لم يُخفي على المتلقين طريقة منجزاته. ويعترف بأنه نتيجة التصوير الضوئي ، كما انه لم يقول بأن منجزاته لوحات تشكيلية. بل هي قواعد وأسس على آلة التصوير. وبعد ذلك تستخلص يداه كيفية تقديم مناظر مختلفة في عمليته المشتركة بين اللون والصورة. وكلنا يعرف هذه الطريقة ليست حديثة بل تم استخداها ويعمل الفنانون بها منذ بداية قرن العشرين. وفي مقدمة هذه الدراسات كان الفنان المصور التجريدي الامريكي. Aron Siskind الإشارة الى هذا لايعني التقليد, لأننا نعرف ان لكل فنان اسلوبه الخاص. وهذا اختلاف كلي بمن يستخدم الصورة ويلقي عليها بعض الالوان ويقدمها بشكل لوحة تشكيلية.
التصوير الفوتغرافي هو فن يسعى الى إعادة تفسير الواقع وتحويله الى صور. مثل الرسام على القماش ، يستطيع المصور التعبير عن نفسه بشكل ابداعي من خلال الكاميرا وإنشاء اعماله من خلال الضوء وخياله، اما الفرق بين الطرفين فيطابق التصوير الفوتغرافي مع الفيلم الميكانيكي والوثائقي بينما يقوم الرسم بذلك مع الانسان والتعبيرية . هذه الازدواجة لاتزال اختزالية، لانه في بعض الأحيان تكون الاشياء متشابهة او مختلفة
يسعى الفنان ناصر عبيد دائما الى إثارة رد فعل لدى المشاهد. كلنا نؤمن بأن التصوير الفوتغرافي يعتبر فنأ ( على الرغم من انه ليس كل شيء فني) وهذا النمط ليس من السهل تحديده. التصوير الفني المعروف أيضا رغم الابداع، هو التصوير الذي ابتكره المؤلف من اجل نقل شعوره او احساسه ،العمل المتواصل يجعلنا نبدع، وهذا الانتقال الى التصوير الفني هو الذي تم إنشاؤه وبالتالي يعتمد على المهارات الإبداعية لدى الفنان، وكيف يتم نقله الى الصورة , الهدف عند الفنان ناصر هو التداعب والمشاعر والعواطف والرغبات والنوايا والاحلام هم ابطال الصورة.
والذي نراه في تصميم الفنان ناصر عبيد ينساق الى اسلوب عالمي معروف بالتصوير التجريد السيريالي والمفاهيمي . في كثير من الاحيان يتداخل التصوير التجريدي مع انواع أخرى مماثلة من التصوير السيرالي او التصوير المفاهيمي او التصوير الفني. هذا طبيعي تمام، وأحيانآ لا يمكنك القول أن الصورة من هذا النوع وليس آخر. هذا المزج من الأساليب والمفاهيم والتقنيات هو ما يجعل هذا النوع من التصوير مثيرآ لللإهتمام ويجعله فنآ بحد ذاته. في هذه الزاوية ممكن تصنيف منجزات الزميل ناصر عبيد الذي تسير تجاربه بين السيريالية والمفاهيم وذات جاذبية من الناحية التجريدية.
التصوير التجريدي ، الذي يطلق عليه أحيانآ التصوير غير الموضوعي او التجريدي او المفاهيمي،هو وسيلة لتمثيل صورة بصرية ليس لها ارتباط مباشر بعالم الأشياء والتي تم إنشاؤها من خلال استخدام معدات او عمليات او مواد التصوير الفوتغرافي . قد تعزل الصورة المجردة جزءآ من المشهد الطبيعي من أجل إزالة سياقها المتأصل من العارض، وقد يتم تنظيمها عن قصد لخلق مظهر غير واقعي على ما يبدو من الأاشياء الحقيقية، ام قد تنطوي على استخدام اللون والضوء والظل، والشكل ، او الشكل للتعبير عن شعور أو إحساس او انطباع. يمكن استخدام الصورة بمعدات تقليدية مثل الكاميرا, ام الغرفه المظلمة او الكومبيوتر عن طريق التلاعب المباشر بالفيلم او الورق ام وسائل اخرى مثل العروض التقديمية الرقمية
من هذه التجارب رأينا لها بداية مع الفنان William Draper حيث استخدم منظار طيفي، مما ادى الى تشتيت أشعة الضوء في نمط مرئي لم يتم تسجيله من قبل. ولم يكون للمطبوعات التي قام بها أي اشارة الى واقع العالم المرئي التي قام بها أي اشارة الى واقع العالم المرئي الذي كان المصورون الاخرين يسجلونه في ذلك الوقت. وأظهر هذا الاسلوب القدرة الى تحويل ما كان غير مرئي سابقآ حضور ملموس. اعتبر الفنان دريبر صوره على أنها سجلات علمية وليست فنأ، ولكن جودتها الفنية تحظى بتقدير اليوم لطابعها المبتكر وتفردها الجوهري .
وبمجرد ما اصبحت اجهزة الكومبيوتر وبرامج التصوير متاحة على نطاق واسع ، توسعت حدود التصوير التجريدي الى ما وراء حدود الفيلم والكيمياء. الى ابعاد لا حدود لها تقريبآ . تم القضاء على الحدود المتبقية بين الفنانين البحتيين والمصورين البحتيين من قبل الافراد الذين عملوا حصريآ في التصوير ولكنهم انتجوا فقط صورآ تم إنشاؤها بواسطة الكومبيوتر. من اشهر هؤلاء غاستون بيرتين وبينيلوبي أمبريكو
إذا وضعنا في احد طرفي السلسلة المفهوم الذي يحاول التقاط إعادة انتاج موضوعية للواقع، وفي الطرف الأخر ، المفهوم الذي يفهم ان التصوير الفوتغرافي هو عملية إبداعية تكون فيها ذاتية من يصور. ايضا لايمكننا ان نعني الى فن الفوتغرافي أمرأ صعبآ وإن كان يعتبر التصوير الفوتغرافي فنآ لأنه ليست جميع الصور تعد فنآ بحد ذاتها. وتستخدم مفاهيم مثل الرسم الرؤية على نطاق واسع عند تحديد هذا التخصص. يمكننا ان نستنتج ان الكون الواسع يجعل التصوير الفني مصحوبآ بمفاهيم جمالية وفلسفة تجعلنا نفكر في ماهية الفن ربما الذي يصنعه الفنان.
ما هو التصوير الفني. نتساءل؟ الصورة الفوتغرافية هي تفسير للعالم مثلها مثل اللوحة التشكيلية. وهذا وفقآ لرؤية المؤلف, يمكن ان يكون حول الطبيعة او ممكن ان نتحدث عن عدة قضايا، على الرغم من كونه تخصصآ ذاتيآ تمامآ، وعندما نطلق على شيء ما التصوير الفوتغرافي للفنون الجميلة ، فإننا غالبآ ما نعني المشاهد التي تحتوي على مناظر طبيعية او حيوانات او عنصر بشري من وجهة نظر غير تقليدية. يمكن ان تكون العناصر التي يتكون منها او غير قرار أخر يشير الى وجود اي شخص خلف الكاميرا. عادة ما يتعلق التصوير الابداعي بإختيار العناصر التخريبية. يمكن ان تكون تأثيرات في الصورة، او اختيار غير تقليدي للعدسة او عناصر في الاطار ذات روح الدعابة أو المعاني المزدوجة .
يتميز التصوير الفني بخصائصه الرئيسية وجود فنان مدرب وواعي خلف الكاميرا، عادة مايكون هناك بحث فني شامل، حيث يمكن ان يأتي الإلهام من خلال اللوحات او المنحوتات أو الفنون الأخرى. وبشكل عام لا توجد ارشادات توضح ما يجب ان تحتويه الصورة الفنية ومع ذالك يجب العثور على بحث واعي يتجاوز التصوير الفوتغرافي باعتباره شيئآ اكثر من مجرد صورة جميلة. ليس علينا ان نرفض الابداع من اي جهة كان, وليس الفنان ناصر سلامة عبيد يسير بإتجاه معاكس. بل إذا نظرنا بعمق عن كل ما جاء لنا به قرن العشرين, نجد ان استخدام الصورة الفوتغرافية كاداة في الفن التشكيلي يستخدمها كثير من الفنانين. وايضأ تستخدمها اكاديميات الفن التشكيلي الحديثة للعمل ولتقديم اشياء تختلف عن اللوحة التقليدية. فهنا في اسبانيا هناك مدارس تستخدم الصورة كقاعدة ويتم الرسم عليها بتعديل وتستخدم انواع وتقنيات اللوحة التشكيلية. مثل المواد الزيتية, والاكروليك. كما ايضا أستخدام ورق التصوير للرسومات عليه. اي ان التوتر مازال موجود بين الكلاسيكيين والحداثة. لكن كلاهما يد بيد منذ 1874 حين اخذ المصور الضوئي Felix Nadar بإقامة المعرض الاول للإنطباعيين . منذ آنذاك جاء التوتر, وجائت الفائدة المشتركة للطرفين. وكل الحرية للفنان بان يصنع ما يشاء كما هو واجب التصريح بالتكتيك الخاص. وهذا لم يخفيه الفنان ناصر عبيد في تجاربه.
من الشائع ومعروف به ان الفنان العالمي الاسباني خواكين صورويا رسم من الحياة، في حين انه إعتمد بالفعل على التصوير الفوتغرافي في مناسبات مختلفة. حيث كان والد زوجته من كبار المصورين . وهذا اعطاه مواد فوتوغرافية , واستخدم الفنان التشكيلي منها خصائص الصورة المأخوذة من الكاميرا المظلمة لإجراء دراسات عن النسب وعمق المجال وغيرها من أجل التقاط أفضل لطريقته في الرؤية في لوحاته الزيتية ولكن افضل مكان يمكن رؤية هذه العلاقة فيها هو حركة شخصياته والزوايا الفوتغرافية التي تم التقاطها في أعماله.
يمكن تقسيم تجارب الفنان ناصر عبيد الى قسمين، عالم التصوير الفوتغرافي وعالم الريشة والالوان. كما هو الحال في اي تخصص اخر. لكن ضمن ملامح التعبيرية ومظاهرات سيريالية. كما رأيناه بمرور الزمن بدأ الفنانون في تجربة واستكشاف لغات التصوير الفوتغرافي الاخرى. ومن تلك اللغات الاخرى هي تفكيك الاشكال، ومن خصوصيات هذا النوع من التصوير الفوتغرافي هو استخدام التجريدي كمصدر سريالي وفني. يمكن ان تكون هذه الموارد لقطات مقربة ، وتشوهات، وتشغيل الضوء، وتجارب الخصائص التقنية لإلتقاط الصور غير التصويري، عندما تنظر الى هذا فإنك تصبح اكثر انخراطآ في معرفة الفنان ونواياه . هناك العديد من الطرقات لتقدير الفن ، ومع ذلك ، نعتقد ان أكثرها اكتمالآ هو معرفة مهنة الفنان وخطه المفاهيمي .
يتخلى الفنان ناصر عبيد عمدآ عن الاستنساخ للأشياء المرئية ، يتخلى عن كل مايبدو انه صورة. المفتاح لالتقاط صورة مجردة هو ان يترك المرء نفسه بعيدآ عن الخيال. ونسيان المعايير المعمول بها وإعطاء ما نراه طابعآ فريدآ وشخصيآ بعيدآ عن التقليد والواقع الصارم والواقعية الخالصة والبسيطة. هذه التقنية ، التي قد تبدو بداهية وإنها مهمة معقدة للغاية، تحافظ على سر انجازها الصحيح. الممارسة, والممارسة والممارسة.
Abdul Kader al Khalil: 28/4/2022
Nasser S.Obeid
بقلم عبد القادر الخليل. الفنان والباحث التشكيلي السوري
منذ ان تم اكتشاف ماكينة التصوير حافظ التصوير الفوتغرافي والفن التشكيلي على توتر في العلاقة والاثراء المتبادل في قرن التاسع عشر وكيف يرتبط التصوير بالفن, وما زلت اشاهد حتى يومنا هذا بوجود توتر حين يخرج الفنان عن نطاق الاساليب المعتادة. هذا التوتر نراه احيانآ هو الذي يجعل الفنان المصمم الوصول الى الابداع وتحقيق الطرقات الجديدة. دائمأ نحصل على الطرقات من خلال التجارب. الفنان ناصر عبيد، لم يُخفي على المتلقين طريقة منجزاته. ويعترف بأنه نتيجة التصوير الضوئي ، كما انه لم يقول بأن منجزاته لوحات تشكيلية. بل هي قواعد وأسس على آلة التصوير. وبعد ذلك تستخلص يداه كيفية تقديم مناظر مختلفة في عمليته المشتركة بين اللون والصورة. وكلنا يعرف هذه الطريقة ليست حديثة بل تم استخداها ويعمل الفنانون بها منذ بداية قرن العشرين. وفي مقدمة هذه الدراسات كان الفنان المصور التجريدي الامريكي. Aron Siskind الإشارة الى هذا لايعني التقليد, لأننا نعرف ان لكل فنان اسلوبه الخاص. وهذا اختلاف كلي بمن يستخدم الصورة ويلقي عليها بعض الالوان ويقدمها بشكل لوحة تشكيلية.
التصوير الفوتغرافي هو فن يسعى الى إعادة تفسير الواقع وتحويله الى صور. مثل الرسام على القماش ، يستطيع المصور التعبير عن نفسه بشكل ابداعي من خلال الكاميرا وإنشاء اعماله من خلال الضوء وخياله، اما الفرق بين الطرفين فيطابق التصوير الفوتغرافي مع الفيلم الميكانيكي والوثائقي بينما يقوم الرسم بذلك مع الانسان والتعبيرية . هذه الازدواجة لاتزال اختزالية، لانه في بعض الأحيان تكون الاشياء متشابهة او مختلفة
يسعى الفنان ناصر عبيد دائما الى إثارة رد فعل لدى المشاهد. كلنا نؤمن بأن التصوير الفوتغرافي يعتبر فنأ ( على الرغم من انه ليس كل شيء فني) وهذا النمط ليس من السهل تحديده. التصوير الفني المعروف أيضا رغم الابداع، هو التصوير الذي ابتكره المؤلف من اجل نقل شعوره او احساسه ،العمل المتواصل يجعلنا نبدع، وهذا الانتقال الى التصوير الفني هو الذي تم إنشاؤه وبالتالي يعتمد على المهارات الإبداعية لدى الفنان، وكيف يتم نقله الى الصورة , الهدف عند الفنان ناصر هو التداعب والمشاعر والعواطف والرغبات والنوايا والاحلام هم ابطال الصورة.
والذي نراه في تصميم الفنان ناصر عبيد ينساق الى اسلوب عالمي معروف بالتصوير التجريد السيريالي والمفاهيمي . في كثير من الاحيان يتداخل التصوير التجريدي مع انواع أخرى مماثلة من التصوير السيرالي او التصوير المفاهيمي او التصوير الفني. هذا طبيعي تمام، وأحيانآ لا يمكنك القول أن الصورة من هذا النوع وليس آخر. هذا المزج من الأساليب والمفاهيم والتقنيات هو ما يجعل هذا النوع من التصوير مثيرآ لللإهتمام ويجعله فنآ بحد ذاته. في هذه الزاوية ممكن تصنيف منجزات الزميل ناصر عبيد الذي تسير تجاربه بين السيريالية والمفاهيم وذات جاذبية من الناحية التجريدية.
التصوير التجريدي ، الذي يطلق عليه أحيانآ التصوير غير الموضوعي او التجريدي او المفاهيمي،هو وسيلة لتمثيل صورة بصرية ليس لها ارتباط مباشر بعالم الأشياء والتي تم إنشاؤها من خلال استخدام معدات او عمليات او مواد التصوير الفوتغرافي . قد تعزل الصورة المجردة جزءآ من المشهد الطبيعي من أجل إزالة سياقها المتأصل من العارض، وقد يتم تنظيمها عن قصد لخلق مظهر غير واقعي على ما يبدو من الأاشياء الحقيقية، ام قد تنطوي على استخدام اللون والضوء والظل، والشكل ، او الشكل للتعبير عن شعور أو إحساس او انطباع. يمكن استخدام الصورة بمعدات تقليدية مثل الكاميرا, ام الغرفه المظلمة او الكومبيوتر عن طريق التلاعب المباشر بالفيلم او الورق ام وسائل اخرى مثل العروض التقديمية الرقمية
من هذه التجارب رأينا لها بداية مع الفنان William Draper حيث استخدم منظار طيفي، مما ادى الى تشتيت أشعة الضوء في نمط مرئي لم يتم تسجيله من قبل. ولم يكون للمطبوعات التي قام بها أي اشارة الى واقع العالم المرئي التي قام بها أي اشارة الى واقع العالم المرئي الذي كان المصورون الاخرين يسجلونه في ذلك الوقت. وأظهر هذا الاسلوب القدرة الى تحويل ما كان غير مرئي سابقآ حضور ملموس. اعتبر الفنان دريبر صوره على أنها سجلات علمية وليست فنأ، ولكن جودتها الفنية تحظى بتقدير اليوم لطابعها المبتكر وتفردها الجوهري .
وبمجرد ما اصبحت اجهزة الكومبيوتر وبرامج التصوير متاحة على نطاق واسع ، توسعت حدود التصوير التجريدي الى ما وراء حدود الفيلم والكيمياء. الى ابعاد لا حدود لها تقريبآ . تم القضاء على الحدود المتبقية بين الفنانين البحتيين والمصورين البحتيين من قبل الافراد الذين عملوا حصريآ في التصوير ولكنهم انتجوا فقط صورآ تم إنشاؤها بواسطة الكومبيوتر. من اشهر هؤلاء غاستون بيرتين وبينيلوبي أمبريكو
إذا وضعنا في احد طرفي السلسلة المفهوم الذي يحاول التقاط إعادة انتاج موضوعية للواقع، وفي الطرف الأخر ، المفهوم الذي يفهم ان التصوير الفوتغرافي هو عملية إبداعية تكون فيها ذاتية من يصور. ايضا لايمكننا ان نعني الى فن الفوتغرافي أمرأ صعبآ وإن كان يعتبر التصوير الفوتغرافي فنآ لأنه ليست جميع الصور تعد فنآ بحد ذاتها. وتستخدم مفاهيم مثل الرسم الرؤية على نطاق واسع عند تحديد هذا التخصص. يمكننا ان نستنتج ان الكون الواسع يجعل التصوير الفني مصحوبآ بمفاهيم جمالية وفلسفة تجعلنا نفكر في ماهية الفن ربما الذي يصنعه الفنان.
ما هو التصوير الفني. نتساءل؟ الصورة الفوتغرافية هي تفسير للعالم مثلها مثل اللوحة التشكيلية. وهذا وفقآ لرؤية المؤلف, يمكن ان يكون حول الطبيعة او ممكن ان نتحدث عن عدة قضايا، على الرغم من كونه تخصصآ ذاتيآ تمامآ، وعندما نطلق على شيء ما التصوير الفوتغرافي للفنون الجميلة ، فإننا غالبآ ما نعني المشاهد التي تحتوي على مناظر طبيعية او حيوانات او عنصر بشري من وجهة نظر غير تقليدية. يمكن ان تكون العناصر التي يتكون منها او غير قرار أخر يشير الى وجود اي شخص خلف الكاميرا. عادة ما يتعلق التصوير الابداعي بإختيار العناصر التخريبية. يمكن ان تكون تأثيرات في الصورة، او اختيار غير تقليدي للعدسة او عناصر في الاطار ذات روح الدعابة أو المعاني المزدوجة .
يتميز التصوير الفني بخصائصه الرئيسية وجود فنان مدرب وواعي خلف الكاميرا، عادة مايكون هناك بحث فني شامل، حيث يمكن ان يأتي الإلهام من خلال اللوحات او المنحوتات أو الفنون الأخرى. وبشكل عام لا توجد ارشادات توضح ما يجب ان تحتويه الصورة الفنية ومع ذالك يجب العثور على بحث واعي يتجاوز التصوير الفوتغرافي باعتباره شيئآ اكثر من مجرد صورة جميلة. ليس علينا ان نرفض الابداع من اي جهة كان, وليس الفنان ناصر سلامة عبيد يسير بإتجاه معاكس. بل إذا نظرنا بعمق عن كل ما جاء لنا به قرن العشرين, نجد ان استخدام الصورة الفوتغرافية كاداة في الفن التشكيلي يستخدمها كثير من الفنانين. وايضأ تستخدمها اكاديميات الفن التشكيلي الحديثة للعمل ولتقديم اشياء تختلف عن اللوحة التقليدية. فهنا في اسبانيا هناك مدارس تستخدم الصورة كقاعدة ويتم الرسم عليها بتعديل وتستخدم انواع وتقنيات اللوحة التشكيلية. مثل المواد الزيتية, والاكروليك. كما ايضا أستخدام ورق التصوير للرسومات عليه. اي ان التوتر مازال موجود بين الكلاسيكيين والحداثة. لكن كلاهما يد بيد منذ 1874 حين اخذ المصور الضوئي Felix Nadar بإقامة المعرض الاول للإنطباعيين . منذ آنذاك جاء التوتر, وجائت الفائدة المشتركة للطرفين. وكل الحرية للفنان بان يصنع ما يشاء كما هو واجب التصريح بالتكتيك الخاص. وهذا لم يخفيه الفنان ناصر عبيد في تجاربه.
من الشائع ومعروف به ان الفنان العالمي الاسباني خواكين صورويا رسم من الحياة، في حين انه إعتمد بالفعل على التصوير الفوتغرافي في مناسبات مختلفة. حيث كان والد زوجته من كبار المصورين . وهذا اعطاه مواد فوتوغرافية , واستخدم الفنان التشكيلي منها خصائص الصورة المأخوذة من الكاميرا المظلمة لإجراء دراسات عن النسب وعمق المجال وغيرها من أجل التقاط أفضل لطريقته في الرؤية في لوحاته الزيتية ولكن افضل مكان يمكن رؤية هذه العلاقة فيها هو حركة شخصياته والزوايا الفوتغرافية التي تم التقاطها في أعماله.
يمكن تقسيم تجارب الفنان ناصر عبيد الى قسمين، عالم التصوير الفوتغرافي وعالم الريشة والالوان. كما هو الحال في اي تخصص اخر. لكن ضمن ملامح التعبيرية ومظاهرات سيريالية. كما رأيناه بمرور الزمن بدأ الفنانون في تجربة واستكشاف لغات التصوير الفوتغرافي الاخرى. ومن تلك اللغات الاخرى هي تفكيك الاشكال، ومن خصوصيات هذا النوع من التصوير الفوتغرافي هو استخدام التجريدي كمصدر سريالي وفني. يمكن ان تكون هذه الموارد لقطات مقربة ، وتشوهات، وتشغيل الضوء، وتجارب الخصائص التقنية لإلتقاط الصور غير التصويري، عندما تنظر الى هذا فإنك تصبح اكثر انخراطآ في معرفة الفنان ونواياه . هناك العديد من الطرقات لتقدير الفن ، ومع ذلك ، نعتقد ان أكثرها اكتمالآ هو معرفة مهنة الفنان وخطه المفاهيمي .
يتخلى الفنان ناصر عبيد عمدآ عن الاستنساخ للأشياء المرئية ، يتخلى عن كل مايبدو انه صورة. المفتاح لالتقاط صورة مجردة هو ان يترك المرء نفسه بعيدآ عن الخيال. ونسيان المعايير المعمول بها وإعطاء ما نراه طابعآ فريدآ وشخصيآ بعيدآ عن التقليد والواقع الصارم والواقعية الخالصة والبسيطة. هذه التقنية ، التي قد تبدو بداهية وإنها مهمة معقدة للغاية، تحافظ على سر انجازها الصحيح. الممارسة, والممارسة والممارسة.
Abdul Kader al Khalil: 28/4/2022