طيالسي (سليمان داود)
Al-Tayalisi (Sulayman ibn Dawoud-) - Al-Tayalisi (Sulayman ibn Dawoud-)
الطيالسي (سليمان بن داود ـ)
(133ـ203هـ/750 ـ 818م)
سليمان بن داود بن الجارود الأسدي ثم الزبيري، مولى آل الزبير بن العوام، من كبار حُفّاظ الحديث وصاحب المسند، فارسي الأصل، وأمه فارسية كانت مولاة لبنى نصر بن معاوية.
أشهر شيوخه، وهم من أعلام الحديث: عبدالله بن عون، هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، أبان بن يزيد العطار، إبراهيم بن سعد، جرير بن حازم، حبيب بن يزيد، حماد بن زيد، حماد بن سلمة، شعبة بن الحجاج، سفيان الثوري ومن طبقتهم. روي عنه أنه قال: «كتبت عن ألف شيخ». قدم بغداد وشعبة وعبدالرحمن بن عبدالله المسعودي بها فسمع منهما.
أشهر من روى عنه، وهم من أئمة الأعلام أيضاً: أحمد بن حنبل، علي بن المديني، أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، عمرو بن علي الفلاس، محمد بن بشار، محمد بن المثنى، أحمد بن الفرات، عباس الدوري، محمد بن سعد كاتب الواقدي، يعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقيان، علي بن مسلم الطوسي، وروى عنه جرير بن عبد الحميد الرازي وهو من شيوخه، وجماعة سواهم.
كان حافظاً ثقة ثبتاً، شهد له كبار العلماء بقوة الحفظ، فما حدث إلا من ذاكرته، قال وكيع بن الجراح: «ما بقي أحد أحفظ من أبي داود». وقال علي بن المديني: «ما رأيت أحفظ منه». وقال رفيقه في طلب الحديث عبد الرحمن بن مهدي: «أبو داود هو أصدق الناس»، وقال عمر بن شبة: «كتبوا عن أبي داود من حفظه أربعين ألف حديث».
روي عنه أنه قال: «أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر»، وروي أنه إذا قام شعبة بن الحجاج من مجلس التحديث قعد أبو داود مكانه وأملى من حفظه ما مر في المجلس من حديث شعبة الذي كان قد حدثهم به.
لم يخرج الإمام البخاري في صحيحه من طريق أبي داود شيئاً؛ لأنه سمع من عدة من أقرانه فما احتاج إليه، وأخرج له في كتابه: جزء القراءة خلف الإمام في حين أخرج له الباقون؛ مسلم وأصحاب السنن.
له كتاب مشهور يعرف: بـ «مسند الطيالسي»، يقع في مجلد واحد أخرج فيه الأحاديث على أسماء الصحابة، يقول مثلاً: أحاديث عمر بن الخطاب، بدأه بمسند العشرة المبشرين بالجنة وأولهم أبو بكر الصديق، ثم أخرج مسانيد السابقين إلى الإسلام، فبدأ بمسند عبدالله بن مسعود إلى أن وصل إلى مسند رفاعة البدري، ثم أخرج مسانيد النساء تحت عنوان واحد؛ حيث قال: أحاديث النساء؛ فبدأ بمسند السيدة فاطمة، ثم مسند السيدة عائشة، ثم مسند السيدة حفصة وهكذا أحاديث سائر زوجاته، ثم أخرج أحاديث سائر الصحابيات، حتى ختمه بمسند أم عمارة الأنصارية، رضي الله عنهن جميعاً.
وبعد مسانيد النساء أخرج أحاديث صغار الصحابة، فبدأه بمسند جابر بن عبد الله، وختمه بمسند عبد الله بن عباس وقبله ذكر مسند أبي هريرة.
فرّق أبو داود في كيفية إخراجه للأحاديث بين من كان مكثراً من الصحابة في الرواية ومن كان مقلاً، فأما المكثرون، كأبي هريرة والسيدة عائشة وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهم، فجعل أحاديثهم على قسمين:
الأول: يدخل فيه من كان مكثراً من الرواية عن ذلك الصحابي؛ فيقول مثلاً: ما أسنده سعيد بن المسيب عن أبي هريرة؛ ويذكر كل الأحاديث التي رواها سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وهكذا سائر ما رواه التابعون عن ذلك الصحابي.
الثاني: من ليس لهم إلا حديث واحد عن ذلك الصحابي، وهو ما يسميه: الأفراد؛ حيث يسوق تحت هذا العنوان ما رواه هؤلاء الرواة عن ذلك الصحابي، مثاله في مسند جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، فبعد أن ذكر مسانيد من كان مكثراً من الرواية عنه من التابعين، قال: الأفراد، حيث أخرج تحت هذا العنوان عدة أحاديث ليس لكل واحد من رواتها عن جابر إلا حديث واحد. مثاله ما قاله أبو داود: حدثنا ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن عمرو بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر، عن أبيه، قال: قال رسول الله : «إذا حدث الرجل الحديث وهو يلتفت فهي أمانة». فلا يوجد في مسند أبي داود لعبد الملك بن جابر عن أبيه غير هذه الرواية.
أما من كان مقلاً من الرواية من الصحابة؛ فإنه يخرج أحاديثهم دون النظر إلى التقسيم السابق.
عدد أحاديث المسند كما في الكتاب المطبوع: (2767) ألفان وسبعمئة وسبعة وستون حديثاً.
توفي أبو داود في البصرة، وصلى عليه يحيى بن عبد الله ابن عم الحسن بن سهل، وهو يومئذ والى البصرة. بكاه كبار العلماء، قال محمد بن بشار: «ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي، لما كان من حفظه ومعرفته وحسن مذاكرته».
نصار نصار
ـ الأنصاري، طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها (مؤسسة الرسالة, بيروت 1412هـ).
ـ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب (دار الفكر، بيروت 1984م).
ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (دار الكتب العلمية، بيروت).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة 1413هـ).
Al-Tayalisi (Sulayman ibn Dawoud-) - Al-Tayalisi (Sulayman ibn Dawoud-)
الطيالسي (سليمان بن داود ـ)
(133ـ203هـ/750 ـ 818م)
سليمان بن داود بن الجارود الأسدي ثم الزبيري، مولى آل الزبير بن العوام، من كبار حُفّاظ الحديث وصاحب المسند، فارسي الأصل، وأمه فارسية كانت مولاة لبنى نصر بن معاوية.
أشهر شيوخه، وهم من أعلام الحديث: عبدالله بن عون، هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، أبان بن يزيد العطار، إبراهيم بن سعد، جرير بن حازم، حبيب بن يزيد، حماد بن زيد، حماد بن سلمة، شعبة بن الحجاج، سفيان الثوري ومن طبقتهم. روي عنه أنه قال: «كتبت عن ألف شيخ». قدم بغداد وشعبة وعبدالرحمن بن عبدالله المسعودي بها فسمع منهما.
أشهر من روى عنه، وهم من أئمة الأعلام أيضاً: أحمد بن حنبل، علي بن المديني، أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، عمرو بن علي الفلاس، محمد بن بشار، محمد بن المثنى، أحمد بن الفرات، عباس الدوري، محمد بن سعد كاتب الواقدي، يعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقيان، علي بن مسلم الطوسي، وروى عنه جرير بن عبد الحميد الرازي وهو من شيوخه، وجماعة سواهم.
كان حافظاً ثقة ثبتاً، شهد له كبار العلماء بقوة الحفظ، فما حدث إلا من ذاكرته، قال وكيع بن الجراح: «ما بقي أحد أحفظ من أبي داود». وقال علي بن المديني: «ما رأيت أحفظ منه». وقال رفيقه في طلب الحديث عبد الرحمن بن مهدي: «أبو داود هو أصدق الناس»، وقال عمر بن شبة: «كتبوا عن أبي داود من حفظه أربعين ألف حديث».
روي عنه أنه قال: «أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر»، وروي أنه إذا قام شعبة بن الحجاج من مجلس التحديث قعد أبو داود مكانه وأملى من حفظه ما مر في المجلس من حديث شعبة الذي كان قد حدثهم به.
لم يخرج الإمام البخاري في صحيحه من طريق أبي داود شيئاً؛ لأنه سمع من عدة من أقرانه فما احتاج إليه، وأخرج له في كتابه: جزء القراءة خلف الإمام في حين أخرج له الباقون؛ مسلم وأصحاب السنن.
له كتاب مشهور يعرف: بـ «مسند الطيالسي»، يقع في مجلد واحد أخرج فيه الأحاديث على أسماء الصحابة، يقول مثلاً: أحاديث عمر بن الخطاب، بدأه بمسند العشرة المبشرين بالجنة وأولهم أبو بكر الصديق، ثم أخرج مسانيد السابقين إلى الإسلام، فبدأ بمسند عبدالله بن مسعود إلى أن وصل إلى مسند رفاعة البدري، ثم أخرج مسانيد النساء تحت عنوان واحد؛ حيث قال: أحاديث النساء؛ فبدأ بمسند السيدة فاطمة، ثم مسند السيدة عائشة، ثم مسند السيدة حفصة وهكذا أحاديث سائر زوجاته، ثم أخرج أحاديث سائر الصحابيات، حتى ختمه بمسند أم عمارة الأنصارية، رضي الله عنهن جميعاً.
وبعد مسانيد النساء أخرج أحاديث صغار الصحابة، فبدأه بمسند جابر بن عبد الله، وختمه بمسند عبد الله بن عباس وقبله ذكر مسند أبي هريرة.
فرّق أبو داود في كيفية إخراجه للأحاديث بين من كان مكثراً من الصحابة في الرواية ومن كان مقلاً، فأما المكثرون، كأبي هريرة والسيدة عائشة وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهم، فجعل أحاديثهم على قسمين:
الأول: يدخل فيه من كان مكثراً من الرواية عن ذلك الصحابي؛ فيقول مثلاً: ما أسنده سعيد بن المسيب عن أبي هريرة؛ ويذكر كل الأحاديث التي رواها سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وهكذا سائر ما رواه التابعون عن ذلك الصحابي.
الثاني: من ليس لهم إلا حديث واحد عن ذلك الصحابي، وهو ما يسميه: الأفراد؛ حيث يسوق تحت هذا العنوان ما رواه هؤلاء الرواة عن ذلك الصحابي، مثاله في مسند جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، فبعد أن ذكر مسانيد من كان مكثراً من الرواية عنه من التابعين، قال: الأفراد، حيث أخرج تحت هذا العنوان عدة أحاديث ليس لكل واحد من رواتها عن جابر إلا حديث واحد. مثاله ما قاله أبو داود: حدثنا ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن عمرو بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر، عن أبيه، قال: قال رسول الله : «إذا حدث الرجل الحديث وهو يلتفت فهي أمانة». فلا يوجد في مسند أبي داود لعبد الملك بن جابر عن أبيه غير هذه الرواية.
أما من كان مقلاً من الرواية من الصحابة؛ فإنه يخرج أحاديثهم دون النظر إلى التقسيم السابق.
عدد أحاديث المسند كما في الكتاب المطبوع: (2767) ألفان وسبعمئة وسبعة وستون حديثاً.
توفي أبو داود في البصرة، وصلى عليه يحيى بن عبد الله ابن عم الحسن بن سهل، وهو يومئذ والى البصرة. بكاه كبار العلماء، قال محمد بن بشار: «ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي، لما كان من حفظه ومعرفته وحسن مذاكرته».
نصار نصار
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب (دار الفكر، بيروت 1984م).
ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (دار الكتب العلمية، بيروت).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة 1413هـ).