العرب من حوالى 600 إلى 1000 ميلادية _ المذهب الفكري الإسلامي .. من روما الى بغداد
العرب من حوالى 600 إلى 1000 ميلادية
تروي التوراة في قصتها عن إبراهيم أن جارية مصرية تدعى هاجر حملت منه، ولما كانت سارة زوجته، قد رزقت ابنها ، فقد طلبت من إبراهيم أن يبعد هاجر بعيدا . هامت هاجر والطفل في الصحراء، ولكنهما تمكنا من النجاة. وتبعا للشريعة الإسلامية، فإن الابن إسماعيل، قد أسس فرعا خاصا به العرب. ومن هذا الفرع، وحوالى سنة 570 ميلادية، جاء نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
انتصر النبي محمد ووحد القبائل في هذه المنطقة أخيرا، وحول كل المزارات الوثنية إلى الإسلام. وعندما توفي محمد (صلى الله عليه وسلم)، استمر من جاء بعده من الخلفاء في هذا الاتجاه.
الشكل (3) - (1) يُرى تأثير الإمبراطورية الإسلامية القديمة في كل مكان في العالم الحديث. فمصباح التعلم الذي يُشاهد على درع كلية أوجوستا في أوجوستا جورجيا في الولايات المتحدة ترجع أصوله إلى الحضارة العربية.
وقد أصبح الفتح هو منهاج الحياة لأتباع الإسلام، المسلمين، حتى أنه بين 640 و 720 ميلادية ، فتحت مصر وفارس وسوريا وشمال أفريقيا وإسبانيا على أيدي العرب. وفي غضون مائة عام من وفاة محمد امتدت الإمبراطورية الإسلامية من الهيملايا حتى البرانس.
وهناك العديد من الأساطير التي ترافقت مع بناء الإمبراطورية الإسلامية واحدة تقول إنها كانت عدوانية تماما ، لكن، ومع ذلك، فقد استسلمت الإسكندرية دون قتال، ربما مفضلين بذلك المسلمين على حكامهم البيزنطيين. واعتقاد آخر، وهو على الأغلب المفهوم الخاطئ المسيطر، هو أن العرب كانت لهم خطط فيما يتعلق بأوروبا . ولكن لا يوجد أي دليل على أن العرب كانوا يرغبون في احتواء أو دمج أوروبا .
والجيش العربي الوحيد الذي غامر فيما وراء إسبانيا ، كان هناك بدعوة من حاكم أوروبي كان يحاول أن يسجل ميزة شخصية. كان العرب لا يحبون مناخ الشمال الأوروبي الذي كان أبرد بكثير من مناخ البحر المتوسط، ولم يكن هناك مطمع في ريع أو دخل يمكن الحصول عليه من قوم يناضلون من أجل لقمة العيش، وكانت فكرتهم عن الأوروبيين أنهم متخلفون، وكان العرب عازفين على الأرجح، بحكم ممارساتهم الصحية العامة، أو عدمها ، بذلك تكون إسبانيا هي المحطة التي توقف فيها الفتح العربي. وقد أصبح هذا الموطئ ذا أهمية خاصة فيما بعد بالنسبة لتاريخ الكيمياء: فقد فتح أوروبا على تعاليم العرب والإغريق والشرق.
المذهب الفكري الإسلامي
كان المسلمون مفعمين بالحياة أنقياء، وكانوا أناسا تواقين متحمسين للفكر. تتطلب الديانة الإسلامية من الأشخاص أن يفهموا القرآن من أجل أنفسهم لذلك فإن معرفة القراءة والكتابة كانت منتشرة على عكس الكنيسة الرومانية المسيحية، التي اعتمدت على فهم الإنجيل بواسطة رؤساء الكنيسة، وهو ما يعني أن رجال الدين فقط هم المطلوب منهم معرفة القراءة). وقد ترجم هذا التشديد على القراءة والكتابة إلى الاهتمام بكل الحرف الفكرية، بما في ذلك السيمياء والتقنية الكيميائية، وقد اكتسبت المعرفة من العلماء والمدارس والمكتبات في البلدان المفتوحة. غير أن بعض المعارف قد اكتسبت بطرق أقل راحة.
النار الإغريقية
تعرف العرب لأول مرة السلاح على الحارق والذي يسمى النار الإغريقية عندما استخدمه ضدهم البيزنطيون. وفي الحقيقة، يمكن أن يكون ذلك هو العامل القوي الذي منع سقوط القسطنطينية وحافظ على الإمبراطورية الرومانية الشرقية. كانت النار الإغريقية سائلا لزجا يُرش بواسطة آلات تشبه المضخات على السفن المهاجمة، كان هذا السائل يشتعل بعنف عند ملامسته للماء. وقد كانت مكونات هذه النار من أسرار الدولة لا يعرفها إلا الإمبراطور البيزنطي وأسرة كاللينيكوس.
ومازال التركيب الدقيق غير معروف، لكن يمكن استنتاجه من واقع الخواص المسجلة عن هذه النار. كان في الأغلب يتكون من خليط ذاتي الاشتعال مثل الجير الحي في قاعدة بترول والجير الحي هو مادة غير نقية تتكون من أكسيد الكالسيوم الذي يحصل عليه بتسخين الحجر الجيري أو الأصداف الجيرية. وعندما يتحد هذا الجير الحي مع الماء تتولد كمية كبيرة من الحرارة، فإذا تعرض مخلوط من الجير الحي والبترول للماء فإن الحرارة يمكن أن تشعل البترول.
وكانت الأشياء الوحيدة المفترض أنها فعالة تجاه إطفاء النار الإغريقية هي الرمل والبول والخل والخل هنا قد يعني على الأرجح محلولا ملحيا قويا ، يكون قشرة بعد البخر تطفئ اللهب بعزله عن الأكسجين. أما «البول» فيعني كذلك بعض أنواع من المحاليل المركزة مثل تجمعات البول القديمة التي تعرضت للبخر والتي قد تحتوي على رواسب كثيرة. والبول الطازج لا
يمكن أن يؤثر لأن معظمه ماء، ولأنه لا يوجد على الأرجح متطوعون كفاية لتطبيق الفكرة.
لم تكن مثل تلك الأسلحة الكيميائية جديدة في العالم، فالمدن المحاصرة كانت تلقي ببواتق من الكبريت والإسفلت والقار المشتعل على الجنود منذ القرن الثالث الميلادي. وقد استخدم الآشوريون والإغريق البيلوبونزيون سائل البترول، أو النافتا من آبار البترول مع القار المشتعل والكبريت. ولم تكن آلية الاشتعال هي الأخرى جديدة. فقد سجل بليني أن الجير الحي عندما يخلط بالبترول أو الكبريت يشتعل لحظيا إذا بلل بالماء. وقد يكون مثل هذا الخليط قد استخدم، كالسحر، لإشعال المصابيح في المزارات والأضرحة بدءا من القرن الثالث الميلادي. وربما كان اختراع المعماري في القسطنطينية ينصب على آلية قذف النار الإغريقية بما يشبه المضخات. وبذلك فإن الأمر يُعدّ انتصارا للهندسة الكيميائية والكيمياء معا .
وعلى أي حال، فقد تعلم المسلمون الحيلة وواجه الأوروبيون النار الإغريقية في أثناء قتالهم للمسلمين في الحملات الصليبية على سوريا ومصر، ودارت الأيام، بحيث أصبح الاختراع موجها ضد مخترعيه، وربما يكون قد استخدم في حصار القسطنطينية في القرن الثالث عشر الميلادي. وقد اختفت النار الإغريقية ولم تعد تستخدم بهذا الشكل بعد سقوط القسطنطينية سنة 1453 ، لكن الأسلحة الكيماوية الحارقة وغيرها ما زالت معنا، وستطفو على السطح مرة أخرى.
العرب من حوالى 600 إلى 1000 ميلادية
تروي التوراة في قصتها عن إبراهيم أن جارية مصرية تدعى هاجر حملت منه، ولما كانت سارة زوجته، قد رزقت ابنها ، فقد طلبت من إبراهيم أن يبعد هاجر بعيدا . هامت هاجر والطفل في الصحراء، ولكنهما تمكنا من النجاة. وتبعا للشريعة الإسلامية، فإن الابن إسماعيل، قد أسس فرعا خاصا به العرب. ومن هذا الفرع، وحوالى سنة 570 ميلادية، جاء نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
انتصر النبي محمد ووحد القبائل في هذه المنطقة أخيرا، وحول كل المزارات الوثنية إلى الإسلام. وعندما توفي محمد (صلى الله عليه وسلم)، استمر من جاء بعده من الخلفاء في هذا الاتجاه.
الشكل (3) - (1) يُرى تأثير الإمبراطورية الإسلامية القديمة في كل مكان في العالم الحديث. فمصباح التعلم الذي يُشاهد على درع كلية أوجوستا في أوجوستا جورجيا في الولايات المتحدة ترجع أصوله إلى الحضارة العربية.
وقد أصبح الفتح هو منهاج الحياة لأتباع الإسلام، المسلمين، حتى أنه بين 640 و 720 ميلادية ، فتحت مصر وفارس وسوريا وشمال أفريقيا وإسبانيا على أيدي العرب. وفي غضون مائة عام من وفاة محمد امتدت الإمبراطورية الإسلامية من الهيملايا حتى البرانس.
وهناك العديد من الأساطير التي ترافقت مع بناء الإمبراطورية الإسلامية واحدة تقول إنها كانت عدوانية تماما ، لكن، ومع ذلك، فقد استسلمت الإسكندرية دون قتال، ربما مفضلين بذلك المسلمين على حكامهم البيزنطيين. واعتقاد آخر، وهو على الأغلب المفهوم الخاطئ المسيطر، هو أن العرب كانت لهم خطط فيما يتعلق بأوروبا . ولكن لا يوجد أي دليل على أن العرب كانوا يرغبون في احتواء أو دمج أوروبا .
والجيش العربي الوحيد الذي غامر فيما وراء إسبانيا ، كان هناك بدعوة من حاكم أوروبي كان يحاول أن يسجل ميزة شخصية. كان العرب لا يحبون مناخ الشمال الأوروبي الذي كان أبرد بكثير من مناخ البحر المتوسط، ولم يكن هناك مطمع في ريع أو دخل يمكن الحصول عليه من قوم يناضلون من أجل لقمة العيش، وكانت فكرتهم عن الأوروبيين أنهم متخلفون، وكان العرب عازفين على الأرجح، بحكم ممارساتهم الصحية العامة، أو عدمها ، بذلك تكون إسبانيا هي المحطة التي توقف فيها الفتح العربي. وقد أصبح هذا الموطئ ذا أهمية خاصة فيما بعد بالنسبة لتاريخ الكيمياء: فقد فتح أوروبا على تعاليم العرب والإغريق والشرق.
المذهب الفكري الإسلامي
كان المسلمون مفعمين بالحياة أنقياء، وكانوا أناسا تواقين متحمسين للفكر. تتطلب الديانة الإسلامية من الأشخاص أن يفهموا القرآن من أجل أنفسهم لذلك فإن معرفة القراءة والكتابة كانت منتشرة على عكس الكنيسة الرومانية المسيحية، التي اعتمدت على فهم الإنجيل بواسطة رؤساء الكنيسة، وهو ما يعني أن رجال الدين فقط هم المطلوب منهم معرفة القراءة). وقد ترجم هذا التشديد على القراءة والكتابة إلى الاهتمام بكل الحرف الفكرية، بما في ذلك السيمياء والتقنية الكيميائية، وقد اكتسبت المعرفة من العلماء والمدارس والمكتبات في البلدان المفتوحة. غير أن بعض المعارف قد اكتسبت بطرق أقل راحة.
النار الإغريقية
تعرف العرب لأول مرة السلاح على الحارق والذي يسمى النار الإغريقية عندما استخدمه ضدهم البيزنطيون. وفي الحقيقة، يمكن أن يكون ذلك هو العامل القوي الذي منع سقوط القسطنطينية وحافظ على الإمبراطورية الرومانية الشرقية. كانت النار الإغريقية سائلا لزجا يُرش بواسطة آلات تشبه المضخات على السفن المهاجمة، كان هذا السائل يشتعل بعنف عند ملامسته للماء. وقد كانت مكونات هذه النار من أسرار الدولة لا يعرفها إلا الإمبراطور البيزنطي وأسرة كاللينيكوس.
ومازال التركيب الدقيق غير معروف، لكن يمكن استنتاجه من واقع الخواص المسجلة عن هذه النار. كان في الأغلب يتكون من خليط ذاتي الاشتعال مثل الجير الحي في قاعدة بترول والجير الحي هو مادة غير نقية تتكون من أكسيد الكالسيوم الذي يحصل عليه بتسخين الحجر الجيري أو الأصداف الجيرية. وعندما يتحد هذا الجير الحي مع الماء تتولد كمية كبيرة من الحرارة، فإذا تعرض مخلوط من الجير الحي والبترول للماء فإن الحرارة يمكن أن تشعل البترول.
وكانت الأشياء الوحيدة المفترض أنها فعالة تجاه إطفاء النار الإغريقية هي الرمل والبول والخل والخل هنا قد يعني على الأرجح محلولا ملحيا قويا ، يكون قشرة بعد البخر تطفئ اللهب بعزله عن الأكسجين. أما «البول» فيعني كذلك بعض أنواع من المحاليل المركزة مثل تجمعات البول القديمة التي تعرضت للبخر والتي قد تحتوي على رواسب كثيرة. والبول الطازج لا
يمكن أن يؤثر لأن معظمه ماء، ولأنه لا يوجد على الأرجح متطوعون كفاية لتطبيق الفكرة.
لم تكن مثل تلك الأسلحة الكيميائية جديدة في العالم، فالمدن المحاصرة كانت تلقي ببواتق من الكبريت والإسفلت والقار المشتعل على الجنود منذ القرن الثالث الميلادي. وقد استخدم الآشوريون والإغريق البيلوبونزيون سائل البترول، أو النافتا من آبار البترول مع القار المشتعل والكبريت. ولم تكن آلية الاشتعال هي الأخرى جديدة. فقد سجل بليني أن الجير الحي عندما يخلط بالبترول أو الكبريت يشتعل لحظيا إذا بلل بالماء. وقد يكون مثل هذا الخليط قد استخدم، كالسحر، لإشعال المصابيح في المزارات والأضرحة بدءا من القرن الثالث الميلادي. وربما كان اختراع المعماري في القسطنطينية ينصب على آلية قذف النار الإغريقية بما يشبه المضخات. وبذلك فإن الأمر يُعدّ انتصارا للهندسة الكيميائية والكيمياء معا .
وعلى أي حال، فقد تعلم المسلمون الحيلة وواجه الأوروبيون النار الإغريقية في أثناء قتالهم للمسلمين في الحملات الصليبية على سوريا ومصر، ودارت الأيام، بحيث أصبح الاختراع موجها ضد مخترعيه، وربما يكون قد استخدم في حصار القسطنطينية في القرن الثالث عشر الميلادي. وقد اختفت النار الإغريقية ولم تعد تستخدم بهذا الشكل بعد سقوط القسطنطينية سنة 1453 ، لكن الأسلحة الكيماوية الحارقة وغيرها ما زالت معنا، وستطفو على السطح مرة أخرى.
تعليق