دراما التشويق العربية تزاحم المسلسلات الاجتماعية في رمضان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دراما التشويق العربية تزاحم المسلسلات الاجتماعية في رمضان

    دراما التشويق العربية تزاحم المسلسلات الاجتماعية في رمضان


    مسلسل "كائنات" الإماراتي يسبق الإنتاج المصري في أعمال الإثارة.
    الأربعاء 2025/02/12
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    مسلسلات تستثمر في اتجاهات الجمهور

    تتجه جهات الإنتاج العربية إلى الاهتمام أكثر بدراما التشويق والخيال، مظهرة احترافية كبيرة على تصوير مسلسلات ذات جدوى عالية من حيث الصورة والمضمون، وهو ما يضعها في مقارنة واضحة مع الدراما المصرية التي تغلب عليها المسلسلات الاجتماعية بينما لا تزال أعمال الأكشن والإثارة دون المستوى المطلوب.

    القاهرة - أخذت دراما التشويق العربية منحًى تصاعديا في السنوات الماضية، وبدأت تحتل مكانة متقدمة في نسب المشاهدة على المنصات الرقمية، ما دفع شركات إنتاج عدة للتوسع في تقديم أعمال تغلب عليها الإثارة بأنواعها، ويدخل في إطارها الرعب والجريمة والغيبيات، على حساب مسلسلات اجتماعية وكوميدية في عصر تظهر فيه معالم صراعات على نحو أكبر، وتثار تساؤلات حول نهاية العالم ومصير النزاعات ما خلق بيئة داعمة لأعمال لا تزال بحاجة للمزيد من الإتقان الفني.

    وكشفت شركة أبوظبي للإعلام، الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤخرا عن أول مسلسل رعب وتشويق إماراتي بعنوان “كائنات”، يعرض حصريا على تطبيق “ايه دي تي في”، ويعد أحدث إنتاجات الشركة الأصلية، وهو مسلسل يتكون من 13 حلقة تدور أحداثه في القرن الخامس قبل الميلاد وتمتد إلى الوقت المعاصر.

    تدور قصة المسلسل الإماراتي حول صديقين (آسر ونديم) يتصارعان في عالم الخيال، ويتمحور بين رغبة آسر في التضحية وإنقاذ العالم، وبين بحث نديم عن القوة والسيطرة المُطلقة في قالب تشويقي مليء بالأحداث السريعة والشخصيات المركبة التي تضيف في أبعادها المتباينة عمقاً للحبكة الدرامية.


    مصطفى الكيلاني: هذا النوع من الدراما يرتقي بصناعة المسلسلات بوجه عام


    المسلسل من تأليف مروة عبدالقادر الديب، وإخراج الأسعد الوسلاتي، ويشارك في بطولته نخبة من الممثلين الإماراتيين الشباب، بينهم الفنان مرعي الحليان، ماجد الجسمي، رحاب العطار، أحمد عبدالرزاق، محمد جمال، هدى عبدالرحمن، نساء حيدر المازمي، فاتن أحمد، واجتمعوا جميعهم في هذا العمل لتجسيد شخصيات متنوعة ضمن أحداث من عالم الخيال.

    ويستهدف إنتاج المسلسل تلبية مختلف تفضيلات وأذواق الجمهور العربي من خلال ما تقدمه من محتوى ترفيهي مبتكر، عبر منصات مؤسسة أبوظبي للإعلام، فضلا عن حرصها المستمر على تسليط الضوء على صناعة الدراما الإماراتية عبر عرض وإنتاج باقة من أبرز الأعمال المتميزة التي تحتضن كوكبة من النجوم الإماراتيين.

    وجرى تصوير المسلسل في مواقع تعكس أجواء الرعب والتشويق، ومراعاة اتجاهات الجمهور الذي تتزايد تساؤلاته حول الأحداث التي تهدد بقاء البشرية. وينتمي العمل إلى نوعية قريبة من مسلسل “جسر” الذي جرى تقديمه في ست حلقات فقط وعرض على منصة “شاهد” السعودية، بطولة عمرو سعد ونيللي كريم، وتتوالى أحداثه في إطار فانتازي حول ما وصل إليه البشر بعد انتهاء الحياة على الأرض.

    ويتزامن الإنتاج الإماراتي الفريد مع اتجاه عدد من شركات الإنتاج المصرية لتقديم أعمال تغلب عليها الإثارة والتشويق في موسم رمضان المقبل، والذي ظل حكرا على ألوان بعينها من الدراما، في مقدمتها المسلسلات الاجتماعية والكوميدية والدينية والتاريخية، وهو ما يؤشر على تحول فني يتماشى مع رغبات الجمهور، خاصة أن جمهور المنصات بات طاغيا على ما يتم تقديمه من أعمال، وتراجع التلفزيون كما كان الوضع في السابق، ما يمنح مساحة حركة أكبر لشركات للجهات القائمة على صناعة الدراما.

    وتستمر فضائية “إم بي سي- مصر” السعودية في عرض مسلسل “المداح.. أسطورة العهد”، الجزء الخامس منه في رمضان المقبل، بطولة الفنان المصري حمادة هلال وتأليف أمين جمال وإخراج أحمد سمير فرج، ويقوم على التشويق والغموض، وتدور أحداثه حول شخصية صابر الذي يهابه الناس لاعتقادهم بتعامله مع عالم الجن.

    ويخوض النجم المصري أحمد داوود المنافسة في الماراثون الرمضاني ببطولة مسلسل “الشرنقة”، وتدور أحداثه حول الشاب حازم إبراهيم، ويعمل كمحاسب عبقري بإحدى الشركات الكبرى، يكتشف أسرارًا حول أعمال غير قانونية تحدث داخل الشركة، ما يجعله يواجه صراعا داخليا، بين واقعه ومبادئه، فيضطر لاتخاذ قرار مصيري يتسبب في تغيير مجرى حياته، ومعه يخوض رحلة مليئة بالغرائب والتحديات من أجل اكتشاف الذات ومحاولة البقاء.


    ◙ "كائنات" مسلسل يتكون من 13 حلقة تدور أحداثه في القرن الخامس قبل الميلاد وتمتد إلى الوقت المعاصر


    وينتمي مسلسل “قهوة المحطة” إلى مسلسلات الإثارة والتشويق، وهو أول بطولة درامية للفنان أحمد غزي، وتدور أحداثه حول جريمة قتل غامضة لإحدى الفتيات ويُتهم فيها أحد الأبطال تقلب مجرى الأحداث رأسًا على عقب، ما يدفع الشخصيات للتفاعل مع هذه الجريمة بطرق متنوعة، ويتطرق العمل لصراع الطبقات ويعرض قصصا إنسانية عبر شخصيات تحاول التأقلم مع الواقع الصعب، كما يعرض مسلسل “النص” بطولة أحمد أمين، ويعتمد على الإثارة من واقع جرائم سابقة.

    قال الناقد الفني مصطفى الكيلاني إن قصص الإثارة والتشويق والرعب من أبرز أنماط القراءة التي تجذب الشباب، وتدور من خلالها تساؤلات ما بعد نهاية العالم والأفكار المتعلقة به وارتباط الأمر بصراعات تدور في المنطقة العربية، ما ينعكس على اتجاه شركات الإنتاج نحو تقديمها، وهي من الأنماط الدرامية التي تأخذ في التصاعد على المستوى العالمي أيضا، غير أن تقديمها في العالم العربي لا يرتبط بوجود خطة محددة تضمن عرضها بشكل احترافي.

    وتوقع الكيلاني في تصريح لـ”العرب” أن يساهم دخول شركة أبوظبي للإعلام على خط تقديم هذا اللون من الدراما في ضبط مسألة إنتاج هذه المسلسلات بما تمتلكه من أدوات تقنية واحترافية تؤهلها لتقديم عمل ثري، وأن دخول الشركات الكبرى التي لا يرتبط توجهها بتوازنات إرضاء النجوم يساعد على إثراء هذا النوع من الدراما، ويأتي استكمالا لحضور أكبر على مستوى الغرائبيات في الدراما العربية، ويدور نقاش الآن حول ماهية الجمهور الذي يمكنه مشاهدة هذا النوع من الأعمال.

    وذكر أن هذا النوع من الدراما يساهم في الارتقاء بهذه الصناعة بوجه عام، ويحقق جماهيرية واسعة، ويمكن أن يتم تصديره، مثل الأعمال التركية والكورية، وقد يؤدي للقضاء على صناعة مسلسلات في غضون فترة قصيرة قبل موسم رمضان.

    ومثل هذا النوع من الدراما، يحقق انتشارا على مستوى واسع لعدم ارتباطه بطبيعية مجتمعية أو ثقافة خاصة بدول بعينها، ويعبر عن أفكار تتوارد في خواطر فئات مختلفة من الجمهور، ويراعي اهتمامات من ينجذبون للدراما الأجنبية، لأنها الأكثر قدرة على تقديم الإثارة، ما يتماشى مع منصات رقمية تعمل على توسيع القاعدة الجماهيرية.


    سمير الجمل: دراما الإثارة المصرية لا تقدم بالاحترافية اللازمة


    وقدمت منصة “شاهد” قبل نحو عامين مجموعة من أعمال الإثارة والتشويق وحققت نجاحا، بينها المسلسل المصري “سفاح الجيزة” بطولة أحمد فهمي، باسم سمرة، ركين سعد، حنان يوسف وصلاح عبدالله، وأحداثه مستوحاة من قصة حقيقية حول رجل يجد نفسه عالقا في دوامة خداع وقتل من صنع يديه.

    وقدمت المنصة مسلسل “رشاش” وهو عمل سعودي من تأليف السيناريست البريطاني توني جوردن، وإخراج زميله كولِن تيغ، بطولة نخبة من النجوم، بينهم يعقوب الفرحان، آلاء شاكر، محمد الحجي، وتناول العمل المستوحى من أرشيف المباحث الجنائية السعودية قصة رشاش العتيبي في سلسلة مكونة من 8 حلقات باللغة العربية ومُترجمة إلى الإنجليزية، بجانب المسلسل الكويتي “ست الحسن” بطولة هدى حسين ويحكي قصة امرأة أربعينية تلجأ لحل غير اعتيادي للحفاظ على عملها في مجال الطب البديل، لكن تزامن ذلك مع سلسلة من حالات الاختفاء الغامضة في المنطقة.

    وأكد الكاتب والسيناريست المصري سمير الجمل أن أعمال الإثارة والتشويق قد تحقق نجاحا على المستوى العربي من دون أن ترتبط بمشاهد الرعب، ويمكن تقديم قصة حب بجوانب إنسانية وتحمل داخلها الغموض والتشويق، وهو ما تحتاج الدراما العربية التركيز عليه بشكل أكبر، بما يتماشى مع اتجاهات الجمهور، وانتشار أعمال تركز على العفاريت والشعوذة دون أن تكون لذلك جذور تاريخية أو مجتمعية يتم بناء العمل عليها، يقود لتقديم مشاهد لا تقنع الجمهور، وإن كانت تحقق جذبا كبيرا لفئات الشباب.

    وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن بعض القائمين على صناعة الدراما في مصر يتجهون الآن إلى دراما الإثارة عوضا عن موضوعات يمكن أن تعترض عليها الرقابة، لكن المشكلة في أنه يتم تقديمها بلا احتراف كاف.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    أحمد جمال
    صحافي مصري
يعمل...
X