سينما شومان تستعيد تجربة مارلون براندو بثلاثة أفلام
فيلم "رصيف الميناء" يتميز بقوة إخراجه وحواره وتصويره وأداء جميع ممثليه الرئيسيين الذين رشح خمسة منهم لجوائز الأوسكار.
الخميس 2025/02/13
ShareWhatsAppTwitterFacebook

أيقونة سينمائية
عمان- نظمت لجنة السينما في مؤسسة عبدالحميد شومان أولى فعاليات “ريتروسبكتف” (استعادة سينمائية)، التي خصصت لعرض ثلاثة أفلام لعراب السينما الهوليوودية الممثل مارلون براندو (1924 – 2004) وجميعها من إخراج الأميركي إيليا كازان.
أول هذه الأفلام، والذي عرض الثلاثاء، هو “رصيف الميناء”، تستند قصة وسيناريو الفيلم للكاتب السينمائي بود شولبيرغ إلى سلسلة من التحقيقات الصحفية للكاتب الصحافي مالكوم جونسون والمؤلفة من 24 مقالا نشرت في صحيفة “نيويورك سن” تحت عنوان “جريمة على رصيف الميناء”، وفاز عنها الكاتب في العام 1949 بجائزة بيوليتزر أهم الجوائز الصحفية الأميركية.
يبحث الكاتب في مقالاته الفساد المتفشي في أوساط نقابات عمال الميناء بمدينة نيويورك، وسيطرة الجريمة المنظمة على المسؤولين في تلك النقابات. وقد أمضى الكاتب السينمائي بود شولبيرغ أكثر من عام في إجراء الأبحاث والمقابلات مع عمال ميناء نيويورك وسكان المنطقة وكتابة سيناريو الفيلم، مستوحيا معظم شخصيات وأحداث فيلم “رصيف الميناء” من شخصيات وأحداث حقيقية.
◄ فيلم "رصيف الميناء" يظل بعد 50 عاما من افتتاحه واحدا من أقوى الأفلام الدرامية التي قدمها براندو
وتبرز قصة الفيلم تغلغل العصابات المنظمة في نقابة عمال ميناء نيويورك، وتتركز حول عامل مكافح بسيط في الميناء يدعى تيري مالون (الممثل مارلون براندو)، يقدّم هو وشقيقه الأكبر (الممثل رود ستايغر) الطاعة العمياء لممثل النقابة جون فريندلي (الممثل لي جي. كوب) الذي يمثل بؤرة الفساد، إلى أن يشاهد بطل القصة جريمة قتل أحد زملائه بأيدي اثنين من العمال السفاحين من أتباع ممثل النقابة.
وبتشجيع من قس محلي جريء (الممثل كارل مالدين) ومن شقيقة العامل الضحية التي يقع بطل القصة في حبها (الممثلة إيفا ماري سانت)، يصحو ضميره ويقرر مع عدد قليل من زملائه أن يتحدّوا هيمنة النقابة وفسادها والعصابات التي تقف وراءها، ويدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة الرسمية المكلفة بالتحقيق في الجرائم. وبعد أن ينبذ بطل القصة من قبل زملائه العمال، يتحول في نظر البعض إلى بطل بعد أن ينتصر للحق والعدل.
ويتميز فيلم “رصيف الميناء” بقوة إخراجه وحواره وتصويره وأداء جميع ممثليه الرئيسيين الذين رشح خمسة منهم لجوائز الأوسكار. وفاز اثنان من هؤلاء الممثلين، هما مارلون براندو الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي وإيفا ماري سانت التي فازت بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد. وفاز الفيلم بثمان من جوائز الأوسكار، من بينها جوائز أفضل فيلم وإخراج وسيناريو وتصوير.
وكان العمل أول فيلم يفوز في نفس العام بجوائز الأوسكار، والكرات الذهبية، ورابطة نقاد نيويورك، والمجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية، لأفضل فيلم، فضلا عن جائزتي نقابة المخرجين الأميركيين، ورابطة كتّاب السينما الأميركيين. كما يحتل الفيلم المرتبة العاشرة على قائمة معهد الأفلام الأميركي لأعظم الأفلام في تاريخ السينما.

ويظل فيلم “رصيف الميناء” بعد 50 عاما من افتتاحه واحدا من أقوى الأفلام الدرامية التي قدمها براندو، كما يظل مشهد الحوار بين البطل وشقيقه في سيارة الأجرة واحدا من أكثر المشاهد التي تحفر بالذاكرة في تاريخ السينما.
أما الأربعاء فعرض فيلم “فيفا زاباتا” (يحيا زاباتا)، الذي أخرجه كازان عام 1952 عن قصة للكاتب الأميركي جون شتاينبك حول إيميليانو زاباتا الذي قاد المزارعين المكسيكيين في عام 1919 ضد الدكتاتور بورفيريو دياز الذي أعلن نفسه أبًا للأمة لكنه كان يسرق الأراضي من المزارعين الفقراء. كان زاباتا فردا من وفد أُرسل إلى موريلوس للتظلم إلى الرئيس الفاسد بورفيريو دياز الذي حكم البلاد لفترة طويلة، لكن دياز رفض شكواهم، ما دفع زاباتا إلى التمرد برفقة شقيقه إيفيميو والاتحاد مع بانشو فيلا تحت قيادة فرانسيسكو ماديرو الساذج الذي سيحل محل دياز، لكنه يكون رئيسا دمية في يد قائد الجيش الخائن هويرتا الذي سيقوم باغتياله عندما يحاول التعبير عن تضامنه مع الرجال الذين حاربوا من أجله.
عندما يصبح زاباتا لاحقا رئيسا يعتبر شقيقه إيفيميو أن من حقه الاستيلاء على الأراضي والممتلكات بالقوة. يدعم فرناندو المثقف المتجول، فرانسيسكو ماديرو المنفي ضد دياز، ويصبح قائد قواته في الجنوب، بينما يكون فرانسيسكو بانشو فيلا في الشمال. يعود زاباتا وفرانسيسكو فيلا إلى حمل السلاح، وينجحان في تحقيق النصر، ويبحثان عن قائد للبلاد. يقبل زاباتا الوظيفة على غير رغبة منه، وإذ يدرك أن مثاليته قد ذهبت مع السلطة، يعود إلى موريلوس، للتحقيق في الشكاوى ضد أخيه أوفيميو. ويحل قائد قواته محله.
والخميس عرضت لجنة السينما فيلم “عربة اسمها الرغبة”، حيث يحتل الفيلم المرتبة الخامسة والأربعين في قائمة معهد الأفلام الأميركي لأفضل 100 فيلم أميركي. وتستند قصة الفيلم إلى مسرحية للمؤلف المسرحي تنيسي وليامز التي عرضت على مسارح برودواي بمدينة نيويورك في عام 1947 وعلى مسارح لندن في عام 1949.
وتتمحور قصة الفيلم حول شخصية بلانش (فيفيان لي) شقيقة ستيلا (كيم هنتر) الزوجة الحامل لستانلي (مارلون براندو). بلانش شخصية مأساوية محطمة تصل إلى مدينة نيو أورليانز في جنوب الولايات المتحدة لتعيش مع شقيقتها الحنونة الطيبة ومع زوج شقيقتها الفظ. يطارد بلانش شبح ماض حافل بالمآسي والمشاكل. وفي النهاية يتم نقل بلانش إلى إحدى المصحات.
وفاز الفيلم بأربع من جوائز الأوسكار. فعلاوة على جوائز التمثيل الثلاث فاز أيضاً بجائزة أوسكار عن الإخراج الفني والديكور. كما رشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار أخرى، مثلما رشح لثلاث من جوائز الكرات الذهبية، وفاز بإحدى هذه الجوائز لأفضل ممثلة في دور مساعد للممثلة كيم هنتر. وكان مجموع الجوائز السينمائية التي حصل عليها الفيلم 13 جائزة. كذلك حقق العمل نجاحا كبيرا على شباك التذاكر، وجاء في المركز الخامس في الإيرادات بين أفلام عام 1951 في دور السينما الأميركية.