الفن المعاصر إلى جانب الأعمال الإسلامية تجسيد للتغيير في السعودية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفن المعاصر إلى جانب الأعمال الإسلامية تجسيد للتغيير في السعودية

    الفن المعاصر إلى جانب الأعمال الإسلامية تجسيد للتغيير في السعودية


    500 قطعة أثرية إسلامية وأجزاء من "كسوة الكعبة" تزين معرض بينالي جدة للفنون الإسلامية.
    الجمعة 2025/02/14
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    بينالي يعكس عمق التغيير الثقافي والاجتماعي

    جدة (السعودية) - تحت ظل مظلة من الخيام في مدينة جدة، تُعرض أعمال فنية دينية إلى جانب أعمال معاصرة، في خطوة يدرجها منظمّو معرض بينالي جدة للفنون الإسلامية في إطار تجسيد التغيير الذي تمرّ به السعودية.

    يضم بينالي جدة الذي ينظم تحت عنوان “وما بينهما” 500 قطعة أثرية إسلامية، من بينها أجزاء من “كسوة الكعبة”، القماش الأسود المطرز بالذهب والفضة الذي يغطي الكعبة، وحوالي 30 عملا معاصرا، ويمتد على مساحة 100 ألف متر مربع في الصالة الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة جدة الساحلية (غرب).

    ويتضمن البينالي أعمالا فنية معاصرة لأكثر من 30 فنانا من المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج ومختلف أنحاء العالم، وتشمل هذه المشاركة 29 عملا فنيا جديدا بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية.

    وتتضمن هذه القطع الأثرية عناصر قيّمة مستعارة من الفاتيكان، مثل الترجمات القديمة للقرآن الكريم وخارطة لنهر النيل تعود إلى القرن السابع عشر، لتعكس حوارا فريدا بين التحف الأثرية والقطع التاريخية والأعمال الفنية المعاصرة داخل قاعات العرض والمساحات الخارجية، يستكشف عمق المعاني الإيمانية، وطرق التعبير عنها والاحتفاء بها من خلال مشاعر الإنسان وأفكاره وأعماله الإبداعية، كما يقدم رؤى فريدة حول كيفية استمرار الثقافات في ظل التحولات التي تشهدها المملكة العربية السعودية اليوم، وارتباطها الوثيق بالإطار العالمي.


    جوليان رابي: العالم الإسلامي كان دائما في حوار وديناميكية


    ويقول أمين المعرض الفنان السعودي مهند شونو “الجمع بين الفن المعاصر والماضي يؤكد حقا التغيير الذي تمر به المملكة العربية السعودية.”

    والسعودية المملكة المحافظة إلى حدّ كبير، ذات أغلبية سنية، وتحظر معظم المذاهب الإسلامية السنية تصوير الأشخاص والحيوانات. لذلك، أصبحت الأنماط الهندسية منتشرة على نطاق واسع في الفن الإسلامي.

    ويتميز معرض بينالي جدة أيضا بزخارف فارسية من العصور الوسطى، بما في ذلك صور ملكية، بالإضافة إلى نافورة صممها الفنان اليمني الإندونيسي أنهار سالم، وتتكوّن بلاطاته الفسيفسائية التي تم تجميعها بالألوان، باستخدام الذكاء الاصطناعي، انطلاقا من صور رمزية تم الحصول عليها عبر الإنترنت.

    ويقول عبدالإله قطب، وهو مهندس معماري يبلغ من العمر 31 عاما وجاء خصيصا من مكة، “لدينا مفاهيم تقليدية عن الإسلام وتاريخه، وقد حان الوقت لإعادة النظر فيها من زاوية جديدة.”

    من خلال “قلب المنادير”، وهو تركيب نحاسي يمكن من خلاله للزوار مشاهدة البينالي رأسا على عقب، تتساءل الفنانة الفرنسية – اللبنانية تمارا كالو “ما يعنيه أن نرى وأن نكون شهودا؟” وتستكشف ثنائية الشرق والغرب، والضوء والظلام، وترديد صدى الفلسفة الإسلامية، وخاصة إرث ابن الهيثم، أبي البصريات.

    يتفاجأ الزوار بأعمال أخرى جريئة، من بينها القرص الضخم الذي يدور بلا هوادة ويبلغ قطره أمتارا عدة، وهو مغطى بطبقة سميكة ولزجة من النفط الذي تعد السعودية المصدّر الأول له في العالم.

    وتحت تأثير الدوران، يتدفق السائل الذي “لا يتخذ الشكل نفسه أبدا”، من دون أن يختفي تماما، في “رمزية للوقت”، كما يشرح مصممه الفنان الإيطالي أركانجلو ساسولينو، على بعد أمتار قليلة من ألواح “كسوة الكعبة”.

    تهدف خطة الإصلاح الطموحة “رؤية 2030″، بقيادة ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان، إلى وقف ارتهان اقتصاد المملكة بالنفط عبر الاستثمارات الضخمة في الرياضة والفن والثقافة، وإلى تلميع صورة المملكة، التي شوهها قمع المعارضين.

    ويقول جيمس دورسي من جامعة سنغافورة الوطنية “منذ اليوم الأول، أدرك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أهمية الفنون وأهمية صناعة الترفيه. البينالي هو جزء من هذه الإستراتيجية التي تهدف إلى إبراز صورة الانفتاح، وهو أمر ضروري لنجاح رؤية 2030.”


    ◙ أعمال فنية معاصرة


    ويضيف أنّ المملكة الخليجية الثرية، التي كان يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها “سرية ومحافظة للغاية”، عانت من “عجز في السمعة”. ويتابع “كان الانفتاح ضروريا لكي تصبح المملكة اقتصادا رائدا وتجتذب الاستثمارات الأجنبية.”

    ويجذب البينالي، الذي يقع في محطة بجوار المحطة المخصصة للحجاج في طريقهم إلى مكة، “على بعد 93 كيلومترا من العاصمة المقدسة للمسلمين”، جمهورا فريدا من محبي الفن والمؤمنين العابرين. ويلاحظ المؤرخ الإيطالي جوليان رابي، أحد المديرين الفنيين للبينالي، أن “خلال النسخة الأخيرة، عبر الحجاج الطريق لرؤية الأجنحة”.

    ويقول المنظمون إنّ 600 ألف زائر حضروا المعرض خلال دورته الأولى في العام 2023، ما يعني أنّ “بينالي جدة” يحظى بحضور قريب من بينالي البندقية، الذي اجتذب 700 ألف زائر في العام 2024.

    ويسعى بينالي جدة راهنا لاجتذاب أكثر من مليون زائر، معظمهم من خارج البلاد. وأضاف رابي “هذه العالمية هي عكس صورة المملكة العربية السعودية المنعزلة تماما”، مؤكدا أن “العالم الإسلامي كان دائما في حوار وديناميكية.”

    وأمام منحوتتها الفولاذية السوداء الضخمة التي تمثل شجيرة ورد تطفو فوق نافورة البينالي، تعرب الفنانة الأردنية رايا قسيسية عن فخرها بالاستفادة من المنصة التي يوفرها بينالي جدة. وتقول “نحن قادرون وعلى المستوى المطلوب على الحوار وتقاسم المساحة مع الغرب.”

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

يعمل...
X