ما هو تأثير التلفاز باوقات الفراغ وبالعمل وغيرها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو تأثير التلفاز باوقات الفراغ وبالعمل وغيرها

    تأثير التلفاز


    يعد التلفاز في البلدان الصناعية المؤثر الرئيسي في حياة الأشخاص. إذ إنه يؤثر في كيفية قضاء الناس لأوقاتهم وماذا يتعلمون وكيف يتعلمون. كما يؤثر في سائر مؤسسات المجتمع كالمؤسسات السياسية والوسائل الإعلامية الأخرى والرياضة. ويعتقد بعض الخبراء أن تأثير التلفاز على النّاشئين يفوق تأثيره على البالغين.


    تأثيره على وقت الفراغ:

    يقضي الأمريكي أو الأوروبي البالغ وقتًا أمام التلفاز أكثر من أي شيء آخر. وتعد مشاهدة التلفاز من أكثر الأنشطة استهلاكًا لوقت الفراغ بين البالغين. وهي تطغى على الأنشطة الأخرى، مثل: القراءة، والحوار، والاجتماع، والرياضة.




    تأثيره على التعلم:

    يساهم التلفاز كثيرًا فيما يتعلمه المشاهدون. كما يفيدهم بزيادة خبراتهم. إلا أنه قد يساهم في إعطاء انطباعات سيئة عن العالم.



    تأثيره على الخبرات. لايوجد نظام اتصالات أمد العديد من الأشخاص بقدر هائل متنوع من الخبرات كما فعل التلفاز، ودون أن يبرحوا منازلهم، يستطيع المشاهدون رؤية المسؤولين الحكوميين وهم يؤدون أعمالاً مهمة، ويشاهدون كيف يعيش الناس في بلاد بعيدة، ويأخذ التلفاز المشاهدين إلى الصحراء، والأدغال، وقيعان البحار. ويستطيع مشاهد التلفاز أن يرى كيف يؤدي ممثل مشهور دور هاملت، وكيف يُضحك خيرة الممثلين الهزليين الناس.كما يقدم التلفاز لمشاهديه لمحات عن مآسي الحياة الواقعية، حينما يعرض ضحايا الحروب، والكوارث الطبيعية، والفقر. كما أنه يسجل لحظات النصر الكبرى كوصول الإنسان للقمر لأول مرة. إلا أن بعض الخبراء يتساءلون عن مقدار المعلومات التي قد يتذكرها المشاهد عقب مشاهدة التلفاز.

    تأثيره الضّار. يعتقد كثير من علماء الاجتماع، أنَّ الناس قد يخرجون بانطباعين سلبيِّين من كثرة مشاهدتهم التلفاز ؛ أحد هذين الانطباعين اعتقاد المشاهدين أن كثيرًا من الناس أفضل منهم، والانطباع الآخر أن العالم غير آمن وغير ودود (حميم)، وأنه مليء بأناس غير مأمونين.

    تُظهر برامج التلفاز عادة أشخاصًا يعيشون حياة مترفة، يمتلكون الكثير مما لايملكه المشاهدون. بالإضافة إلى ذلك، تحث الإعلانات المشاهدين على شراء سلع عديدة. ويعتقد العديد من علماء الاجتماع أنه نتيجة لذلك، ترتفع متطلبات مشاهدي التلفاز المادية لمستويات غير واقعية أحيانًا. وعندما يفشل الناس في تحقيق النجاح الذي يشاهدونه في التلفاز يشعرون بعدم الرضا والإحساس بالمرارة. وقد يتجه بعض الأشخاص إلى الجريمة لتحقيق الثراء المادي.

    وقد أسهمت صورة العالم المليء بالعنف والجريمة التي يعرضها التلفاز في إعطاء الانطباع بعالم شرير. وأوضحت الدراسات أن الأشخاص الذين يشاهدون التلفاز كثيرًا معرضون لتكوين أفكار سلبية أو مخيفة عن العالم، بخلاف الأشخاص الآخرين. إلا أن بعض الباحثين يعتقدون أن الأشخاص الذين يشاهدون التلفاز بكثرة هم الذين لديهم هذه الأفكار مسبقًا.


    التأثير على المؤسسات:

    لقد أحدث التلفاز تغييرات رئيسية في السياسة والأفلام والإذاعة والرياضة.



    تأثيره على السياسة. يستخدم آلاف المرشحين السياسيين في البلدان الديمقراطية الغربية ـ في عام الانتخابات ـ التلفاز في حملاتهم الانتخابية. كما أنهم يظهرون في مناظرات مع منافسيهم ويجيبون عن أسئلة المشاهدين حول آرائهم. ويقوم التلفاز بأداء أهم أدواره في الانتخابات القومية. وقبل اختراع التلفاز كان قادة الأحزاب السياسية يحاولون الظهور وإلقاء خطبهم في أكبر عدد ممكن من المدن. أما اليوم فإنهم يستطيعون خلال لقاء تلفازي واحد الوصول إلى عدد من الناخبين أكثر مما يقابلونهم شخصيًا طوال الحملة الانتخابية.

    يستطيع السياسيون في بعض الدول، كالولايات المتحدة شراء وقت في التلفاز للإعلانات الموضعية، وهي رسالة سياسية تستمر من 10 إلى 90 ثانية. وفي دول أخرى، مثل المملكة المتحدة تعد مثل هذه الإعلانات غير قانونية. وبدلاً من ذلك، تسمح سلطات الإذاعة للأحزاب السياسية الرئيسية ببعض الوقت في التلفاز لعرض سياساتهم ووجهات نظرهم.

    يبذل التلفاز الكثير لزيادة الاهتمام بالسياسة والقضايا السياسية، ولكن الإعلان السياسي في التلفاز يثير انتقادات عديدة. يقول الناقدون إن الإعلانات الموضعية قصيرة جدًا بحيث لاتسمح للسياسيين بمناقشة الموضوعات المختلفة. وبدلاً من ذلك، يستخدم السياسيون الوقت المتاح لعرض عبارات مبسطة للفوز بالتأييد، أو لمهاجمة منافسيهم. ويّدعي النقاد كذلك، أنه بسبب ارتفاع تكلفة الوقت التلفازي في دول مثل الولايات المتحدة، فإن الحملات التلفازية تُعطي ميزة غير عادلة للأحزاب السياسية الغنية. وهناك انتقاد آخر يوجه للحملات التلفازية، أنها تؤدي إلى بيع السياسة خلال وسائل إعلانية مماثلة للوسائل المستخدمة في بيع المنتجات.

    السينما والإذاعة. كانت الأفلام السينمائية والمذياع وسيلتي التسلية الرئيسيتين لملايين الأشخاص في الفترة من العشرينيات إلى الأربعينيات من القرن العشرين. وكان أناس كثيرون يذهبون إلى السينما مرة واحدة على الأقل كل أسبوع. كما كانوا يستمعون إلى الملهاة والمأساة، وبرامج التسلية الأخرى من خلال المذياع كل مساء. إلا أن انتشار التلفاز في الخمسينيات، أدى إلى انخفاض حاد في عدد مشاهدي السينما في بعض الدول. وقد تغيرت تمامًا التسلية الإذاعية بعدما أصبح التلفاز جزءًا من الحياة اليومية. وتوقف العديد من برامج التسلية الإذاعية، وأصبحت الموسيقى المسجلة هي البرنامج الرئيسي في الإذاعة.

    كما عانت المجلات القومية بعد انتشار التلفاز. فقد توقفت عن الصدور بعض المجلات ذات الرواج التي كان توزيعها يبلغ عدة ملايين، بعدما حوّل المعلنون مبالغ هائلة إلى التلفاز.

    الرياضة الاحترافية جذبت ملايين المتفرجين سنويًا. والآن يشاهد الكثيرون الألعاب الرياضية في التلفاز. وتدفع شبكات ومحطات التلفاز مبالغ هائلة للحصول على حق بث الفعاليات الرياضية. ويساعد التلفاز كذلك على زيادة شعبية الألعاب الرياضية. فمثلاً في المملكة المتحدة، ارتفعت شعبية السنوكر نتيجة عرضها في التلفاز. ويعتقد بعض معارضي تغطية التلفاز للألعاب الرياضية أن الألعاب غير الشعبية تفقد كثيرًا من الاهتمام عندما تطغى الألعاب التي تحظى بالشعبية على برامج التلفاز.


    التأثير على الناشئين:

    يوجد اتفاق كبير على تأثير التلفاز على الناشئين. وقد اهتم الآباء دومًا بمقدار الوقت الذي يقضيه الناشئون أمام التلفاز. وربطت الدراسات بين مشاهدة التلفاز وانخفاض التحصيل الدراسي. إلا أنها لم تبرهن على أن مشاهدة التلفاز تتسبب حقيقة في هذا الانخفاض. ولكن قد تكون مشاهدة التلفاز أمرًا محببًا للطلبة ضعيفي المستوى، وترى دراسات أخرى أن التلفاز يشجع السلوك العدواني بعرض مشاهد العنف.
يعمل...
X