"زنوبيا" .. ملكة الشرق "ملكة سورية"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "زنوبيا" .. ملكة الشرق "ملكة سورية"

    ੈ.❀ "زنوبيا"
    .. ملكة الشرق "ملكة سورية"..

    ملكة تدمر والشام والجزيرة..



    زنوبيا(240 - ما بعد 274)

    هي "الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة بن السميدع"، أمها إغريقيةو هي ملكة تدمر (بالميرا) والشام والجزيرة، وقد كانت زنوبيا زوجة لأذينة ملك تدمر المملكة العظيمة التب تنتصب بشموخ في وسط سوريا ، واذينة الملقب ب سيد الشرق الروماني وملك الملوك لقوته وهيبته ، امتدت سلطته على سورية وسائر آسيا الرومانية، وكثيراً ما حارب الفرس وهزمهم وردهم عن بلاده، وكان إذا خرج إلى الحرب أناب الملكة زنوبيا لتحكم تدمر وكانت تتولى الحكم بمهارة واقتدار .

    كانت تدمر (بالميرا) أهم مدينة وحاضرة في عصرها ومدينة تجارية تلبس ثوب الثراء والفخامة تقع في وسط سوريا في بادية الشام وقد قامت بها حضارة كبيرة تميزت بفخامة مبانيها ومعابدها حيث أن المدينة نافست روما وهي من أجمل مدن الشرق القديم ، وتحيط بها الجبال ، وكانت قبل الميلاد محط قوافل التجارة القادمة من الشرق إلى روما وأوروبا وبالعكس ، ومحطه تجارية هامة على طريق الحرير القادم من الصين .

    صفات زنوبيا

    وكانت الملكة زنوبيا قد اشتهرت بجمالها وولعها بالصيد والقنص، قيل عنها: أنها كانت ذات رأي وحكمة وعقل وسياسة ودقة نظر وفروسية وشدة بأس وجمال فائق .

    كانت الهيبة والجمال والعظمة تلوح على وجهها ، قوية اللحظ ذكية ،وكانت أسنانها بيضاء كاللؤلؤ وصوتها قوياً وجهوراً، وجسمها صحيحاً سالماً، وكانت الابتسامات لا تفارقها، فعاشت بعظمة ملوكية كملوك الأكاسرة والرومان كأكبر ملوك الشرق ولقبت بملكة ملكات الشرق ، فكانت تضع العمامة على رأسها وتلبس ثوباً أرجوانياً مرصعاً بالجواهر والحلي وكثيراً ماكانت تترك ذراعها مكشوفة ( يتبين في التماثيل والمنحوتات التدمرية ) .

    وتثقفت بالثقافة الهيلينية، وكانت تتكلم الآرامية ( اللغة السورية القديمة)و القبطية و بعض اللاتينية (الرومانية) والإغريقية و، وكان لها اطلاع على تاريخ الشرق والغرب، وكانت تقرأ لهوميروس وأفلاطون وألِفَت تاريخاً عن الشرق وسوريا وما جاورها وآسيا.

    حكمها لتدمر

    بعد مقتل أذينة(عام267م) بطريقة غامضة، تولت المُلك باسم ابنها وهب اللات ، واصبحت زنوبيا ملكة الملكات وتولت عرش المملكة وازدهرت تدمر في عهدها واخضعت الكثير من البلاد لسلطتها ، وحظيت زنوبيا بشهرة كبيرة بين الدول والممالك القديمة حتى أن البعض أصبح يسمي تدمر بإسم ( زنوبة )) نسبة إلى زنوبيا، .

    انشأت جيش قوى واستولت على العديد من البلدان وأصبحت تدمر جوهرة المدن ومحط رحال التجار والقوافل وزاد ثراء المدينة ونافست روما في العظمة والفخامة والمكانة وكان لها هيبتها ومكانتها الرفيعة بين البلدان ، ولما ساءت العلاقات بين زنوبيا وبين الإمبراطور الروماني أرسل الإمبراطور لها جيشه للاستيلاء على تدمر فهزمته شر هزيمة وردت وحمت مملكتها بكل شجاعة وازدادت هيبة المملكة و زنوبيا وعرفت بشدتها وعدم تهاونها ،

    وفي نفس الوقت فإن الملكة قد خافت أن يستغل الفرس الفرصة ،فيوجهوا جيشهم طمعا في مملكتها الغنية فجهزت لذلك واستعدت ومن ثم قامت بأنشاء حصنا على نهر الفرات دعته زنوبيا نسبة إليها، بعدها سيطرت على معظم البلاد وتوجهت لمصر وكانت تابعة للرومان واحتلتها واخضعتها لحكمها ، ومنعت جيوشها عن روما ، وعززت علاقاتها التجارية مع الحبشة وجزيرة العرب وبسطت نفوذها على العديد من البلدان .

    ازدهار تدمر

    عملة صكتها زنوبيا تـُظهر لقبها، أوگستا (العظيمة) وتـُظهر her diademed ونصفها الأعلى ملفوفاً بثوب على هلال والوجه الخلفي يـُظهر صورة واقفة ل Ivno Regina, Juno, حاملاً patera في يمناها وa sceptre في يسراها, وطاووس عند قدميها ونجم ساطع عن شمالها.

    توسعت مملكتها حتى شملت باقي مناطق سوريا وامتدت من شواطئ البسفور حتى النيل، وأطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية مملكة تدمر واصبحت أهم الممالك وأقواها في الشرق على الإطلاق ، مما دعى الإمبراطور الروماني أورليانوس للتفاوض مع الملكة زنوبيا لتأمين حدود امبراطوريته ولوقف زحف جيوش تدمر مقابل الإعتراف بألقاب ابنها وامتيازاته الملكية .

    أصدرت الملكة زنوبيا العملة الخاصة ب تدمر وصكت النقود في إنطاكية وطبعت عليها صورة وهب اللات على وجه وعلى الوجه الثاني صورة الإمبراطور أورليانوس، و أزالت من النقود صورة الإمبراطور مميزة النقود السورية التدمرية عن نقود روما ، ووسعت مملكتها وضمت الكثير من البلاد ،

    المواجهة الاخيرة

    في سنة 271 م أرسل الإمبراطور الروماني جيشأ قوياً مجهزاً إلى أطراف المملكة وجيشاً آخر بقيادة الإمبراطور أورليانوس نفسه توجه به إلى سوريا و آسيا الصغرى ليلتقي الجيشان وتدور معركة كبيرة بين مملكة تدمر والامبراطورية الرومانية ، احتل بروبوس أجزاء من جنوب المملكة في أفريقيا وبلغ أورليانوس أنطاكية في سوريا ، وتواجه مع زنوبيا بتجهيزات كبيرة وهزمها هناك ، مما جعلها تنسحب لتدمر،

    وكان أورليانوس قد بلغ مدينة حمص ، فدارت بينهما معارك شرسة قدمت فيها زنوبيا الكثير ، وانهزم جيشها وتراجع إلى تدمر ، فتقدم أورليانوس إلى تدمر وحاصر أسوارها المنيعة حصاراً محكما ، وكانت زنوبيا قد حصنت المدينة ووضعت على كل برج من أبراج السور إثنين أو ثلاثة من المجانيق تقذف بالحجارة المهاجمين لأسوارها وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، والتي كانت تعرف بالنار الإغريقية ، وقاومت الغزاة بشجاعة معلنة القتال حتى الموت دفاعا عن مملكتها .

    سقوط تدمر

    عرض أورليانوس عليها التسليم وخروجها سالمة من المدينة التي لن تمس ، لكنها رفضت ووضعت خطة وحاولت اعادة الالتفاف على جيش اورليانس فتحصنت بالقرب من نهر الفرات إلا أنها وبعد معارك ضارية وقعت في الأسر ولاقاها أورليانوس وهو في ميدان القتال فأحسن معاملتها وكان ذلك سنة 272م ، ثم اصطحبها معه إلى روما ولم يقتلها بل قتل بعض كبار قادتها ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في مدينة حمص .

    وفاتها

    بعض الروايات تزعم ان زنوبيا ماتت بتجرع السم لكن كبار المؤرخين يرفضون الاعتداد بذلك لعدم توافر أي أدلة.

    طالب كبار القادة أورليانوس بقتل زنوبيا إلا ان الإمبراطور لم يقو على اتخاذ هذا القرار، فأمر بنقلها الى روما، وهناك أيضا روايتان عن نهاية زنوبيا، فبعض المؤرخين يقولون ان حياتها انتهت في منزل متواضع، والبعض الآخر يقول أنها اقترنت بأحد حكام الولايات الرومانية، وعاشت في قصر قرب منطقة تيڤولي وأنجبت منه بنات، ومن سلالتها تحدر الراهب «زينوبيوس» الذي عاش في القرن الخامس في فلورنسا وهذه هي الرواية الأرجح.

    على مر الأزمنة، ستظل زنوبيا رمزا لقدرة المرأة على ادارة شؤون الحكم والمواجهة والقتال والشجاعة وحتى الوقوف بوجه أعتى قوة عالمية دون أن يتناقض ذلك مع أنوثتها ومفاتنها وامومتها، إنها امرأة عربية تولت مقاليد الحكم قبل كل هذا الزمان، فأين هي المرأة العربية اليوم
يعمل...
X