تمثال ارتميس (إلهة الصيد)
(الاصل والاسطورة)
في الأساطير اليونانية والدين، فان أرتميس هي إلهة الصيد، والغابات، والحيوانات البرية، والطبيعة والنباتات، والولادة، والعفة، وكانت تتجول غالبا في غابات اليونان، ومعها حاشيتها الكبيرة التي تتكون في الغالب من الحوريات وبعض البشر والصيادين، وتعتبر الإلهة ديانا نظيرتها الرومانية.
جذور الإلهة ارتميس في الشرق الادنى القديم
يُعتقد أن اسمها وحتى الإلهة نفسها قد تعود إلى ما قبل العصر اليوناني، فقد عرفت آلهة الصيد في الشرق الأدنى منذ القدم، ففي بلاد الرافدين نجد الإله ننورتا (Ninurta) وهو إله قديم مرتبط بالزراعة، والشفاء، والصيد، والحرب، وكان يُعبد منذ الالف الثالثة ق.م في بلاد سومر، وعند الحثيون (في بلاد الاناضول) الإله رونداس (Rundas ) هو إله الصيد الحثي، والحظ السعيد ورموزه النسر مع الأرنب، وفي مصر الإلهة باخت (Pakhet) ذكرت في الأساطير المصرية، ومعنى اسمها (التي تخدش) وتكتب احيانا باشيت، وبخيت ، وبشت، وفاستيت) وهي لبؤة (إلهة الحرب)، وكانت صلات مصر القديمة مع كريت والجزر اليونانية قديمة تعود إلى الالف الثالثة ق.م فانتقلت باخت مع وظيفتها في الصيد إلى الإغريق الذين احتلوا مصر فيما بعد لثلاثمائة عام، وعرفوا الإلهة بخت التي تعادل أرتميس، وبالتالي أصبح معبد بخت الذي يقع تحت الأرض معروفا لهم باسم (Speos Artemidos) بمعنى (كهف أرتميس)، وهو الاسم الذي لا يزال قائماً على الرغم من أن أرتميس ليست إلهة مصرية، وبذلك حاول الإغريق مواءمة الإلهة المصرية مع آلهتهم مع الاحتفاظ بتقاليد الديانة المصرية.
الإلهة ارتميس اليونانية
في التقاليد اليونانية، أرتميس (Artemis)هي ابنة إله السماء وملك الآلهة زيوس (Zeus)، وهو زعيم جبل أوليمبوس، وامها التيتانيس (Titaness) ليتو (Leto) (التيتانيس هم جبابرة وأول الآلهة اليونانية)، وكانت الأخت التوأم للإله أبولو، وفي معظم الروايات يكون التوأم نتاج علاقة خارج نطاق الزواج، وبذلك أصبحت الإلهة هيرا (Hera) زوجة زيوس غاضبة عندما علمت بخيانة زوجها لهذا نهت الإلهة هيرا ان تلد ليتو في أي مكان على الأرض، فقط في جزيرة ديلوس (Delos) وبذلك أعطت لليتو ملاذا للولادة، مما سمح لها بإنجاب أطفالها، ولدت أرتميس قبل اخيها التوأم ابولو (Apollo)، وقامت بعد ذلك بمساعدة امها ليتو في ولادة الطفل الثاني ابولو، ولم تكن أرتميس إلهة الصيد فحسب، بل كانت تُعرف أيضا بإلهة الحيوانات البرية والولادة والعذرية، كما أنها حامية للأطفال الصغار وخاصة الفتيات والنساء، وكانت تسبب المرض لدى النساء وحتى تخفيفه، وفي الأدب والفن تم تصويرها على أنها صائدة تحمل قوسا وسهما، وكانت إلهة للعديد من الأشياء، ولكن يتذكرها الكثيرون على أنها أكثرها شهرة إلهة الصيد، وفضلت أرتميس ان لا تتزوج أبدا لذا كانت عذراء وكل شخص هدد نقائها وعفتها واجه نهاية عنيفة، وبالتالي كانت واحدة من ثلاث آلهة يونانية عذراء (أفروديت، واثينا)، ولفتت عذريتها انتباه واهتمام العديد من الآلهة والرجال، ومع ذلك، كان رفيقها في الصيد أوريون (Orion)، هو الذي فاز بقلبها، يُعتقد أن ارتميس قتلته عن طريق الخطأ أو قتل من قبل إلهة الأرض البدائية جالا (Gala).
ورد في الأساطير والأدب تقديم أرتميس على أنها إلهة صيد الغابة، محاطة بأتباعها، ففي أسطورة أكتايون (Actaeon) التي تدور حول نقاء أرتميس والعقاب الشديد الذي يقع على العيون المحدقة بالخفاء، ان اكتايون كان رفيقا لأرتميس في الصيد، وراى الإلهة عارية، ويقال إنه نظر ببراءة إلى جسدها العاري بالصدفة ولم يحاول إجبار نفسه أو يحاول أن يفرض نفسه عليها، فامرت ارتميس الغاضبة كلاب الصيد الخاصة بها ان تلتهمه بسرعة لانه نظر اليها خلسة وهي عارية، وفي نسخة واحدة من القصص وهي إضافة متأخرة إلى الأساطير اليونانية تنتهي قصة أدونيس (Adonis) بانتقام أرتميس، فقد كان أدونيس رجلا وسيما برع أيضا في الصيد، وتفاخر بأنه أفضل في الصيد من أرتميس، لذلك سعت إلى قتله انتقاما منه، وتقول معظم الروايات أنها أرسلت خنزيرا بريا لقتل أدونيس.
وفي التقاليد الملحمية، أوقفت أرتميس الرياح التي تهب على السفن اليونانية خلال حرب طروادة (Trojan )، مما تسبب في تقطع السبل بالأسطول اليوناني في أوليس (Aulis)، والسبب قيام الملك أجاممنون (Agamemnon) ملك مايسين (Mycenae)، قائد الحملة بقتل غزال في بستانها المقدس، ولذلك طالبت أرتميس بتضحية إيفيجينيا (Iphigenia) ابنة أجاممنون الصغيرة، كتعويض عن غزالها المقتول، وفي معظم النصوص عندما يتم توجيه إيفيجينيا إلى المذبح لتقديمها كذبيحة، تشفق عليها أرتميس وتأخذها بعيدا، تاركة غزالا آخر في مكانها.
وهناك رواية يونانية تذكر كيف شرعت أرتميس وشقيقها التوأم الانتقام بقتل جميع أطفال نيوب (Niobe) ملكة طيبة (Thebes) زوجة الملك امفيون (Amphion) فقد تفاخرت الملكة نيوب بأنها أنجبت سبعة اولاد وسبعة بنات بينما انجبت ليتو اثنان (أبولو وأرتميس)، ومن اجل الدفاع عن شرف امهم قام التوأمان بقتل كل أطفال نيوب، فقد قتل أبولو الأولاد أثناء ممارستهم لألعاب القوى، بينما قتلت أرتميس الفتيات في لحظة، وكلاهما استخدم السهام السامة، والتي كانا بارعين في استخدامها.
كانت أرتميس واحدة من أكثر الآلهة اليونانية القديمة تبجيلا، وانتشرت عبادتها في جميع أنحاء اليونان القديمة، وشيدت لها العديد من المعابد والمذابح والأضرحة المقامة واشهرهم معبدها العظيم في أفسس (Ephesus) أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم قبل أن يحترق تماما، وكان يضم تماثيل ورموز أرتميس القوس والسهم والجعبة، وسكاكين صيد، وكانت الغزلان وشجرة السرو مقدسين لها.
تمثال ارتميس (الفن الكلاسيكي)
برع فنانون الاغريق والرومان (الفن الكلاسيكي) بدراسة جسم الانسان وابراز اجمل ما فيه في نحت التماثيل، فقد نحتوا اشكال الآلهة باجمل ما يكون ومنها تمثال افروديت ملكة الجمال والجنس، ونرى في تمثال الإلهة ارتميس وهي تحمل جبعة السهام، وتضع يدها على حيوانها المفضل الغزال، وتضع على رأسها تاج بشكل هلال، اما الملابس فهي من الازياء اليونانية، وتمثال الإلهة اليونانية أرتميس، إلهة الصيد، عرفها الرومان باسم (ديانا دي فرساي)، وهذه النسخة رومانية تؤرخ القرن الثاني الميلادي وهي نسخة عن التمثال اليوناني المصنوع من البرونز وهو حاليا مفقود وينسب نحته إلى (Leochares)، ويرجع تاريخ التمثال الاصلي إلى عام (330) ق.م والتمثال الحالي من مقتنيات (متحف اللوفر في باريس).
بقلم
الأستاذ الدكتور
صلاح رشيد الصالحي
(الاصل والاسطورة)
في الأساطير اليونانية والدين، فان أرتميس هي إلهة الصيد، والغابات، والحيوانات البرية، والطبيعة والنباتات، والولادة، والعفة، وكانت تتجول غالبا في غابات اليونان، ومعها حاشيتها الكبيرة التي تتكون في الغالب من الحوريات وبعض البشر والصيادين، وتعتبر الإلهة ديانا نظيرتها الرومانية.
جذور الإلهة ارتميس في الشرق الادنى القديم
يُعتقد أن اسمها وحتى الإلهة نفسها قد تعود إلى ما قبل العصر اليوناني، فقد عرفت آلهة الصيد في الشرق الأدنى منذ القدم، ففي بلاد الرافدين نجد الإله ننورتا (Ninurta) وهو إله قديم مرتبط بالزراعة، والشفاء، والصيد، والحرب، وكان يُعبد منذ الالف الثالثة ق.م في بلاد سومر، وعند الحثيون (في بلاد الاناضول) الإله رونداس (Rundas ) هو إله الصيد الحثي، والحظ السعيد ورموزه النسر مع الأرنب، وفي مصر الإلهة باخت (Pakhet) ذكرت في الأساطير المصرية، ومعنى اسمها (التي تخدش) وتكتب احيانا باشيت، وبخيت ، وبشت، وفاستيت) وهي لبؤة (إلهة الحرب)، وكانت صلات مصر القديمة مع كريت والجزر اليونانية قديمة تعود إلى الالف الثالثة ق.م فانتقلت باخت مع وظيفتها في الصيد إلى الإغريق الذين احتلوا مصر فيما بعد لثلاثمائة عام، وعرفوا الإلهة بخت التي تعادل أرتميس، وبالتالي أصبح معبد بخت الذي يقع تحت الأرض معروفا لهم باسم (Speos Artemidos) بمعنى (كهف أرتميس)، وهو الاسم الذي لا يزال قائماً على الرغم من أن أرتميس ليست إلهة مصرية، وبذلك حاول الإغريق مواءمة الإلهة المصرية مع آلهتهم مع الاحتفاظ بتقاليد الديانة المصرية.
الإلهة ارتميس اليونانية
في التقاليد اليونانية، أرتميس (Artemis)هي ابنة إله السماء وملك الآلهة زيوس (Zeus)، وهو زعيم جبل أوليمبوس، وامها التيتانيس (Titaness) ليتو (Leto) (التيتانيس هم جبابرة وأول الآلهة اليونانية)، وكانت الأخت التوأم للإله أبولو، وفي معظم الروايات يكون التوأم نتاج علاقة خارج نطاق الزواج، وبذلك أصبحت الإلهة هيرا (Hera) زوجة زيوس غاضبة عندما علمت بخيانة زوجها لهذا نهت الإلهة هيرا ان تلد ليتو في أي مكان على الأرض، فقط في جزيرة ديلوس (Delos) وبذلك أعطت لليتو ملاذا للولادة، مما سمح لها بإنجاب أطفالها، ولدت أرتميس قبل اخيها التوأم ابولو (Apollo)، وقامت بعد ذلك بمساعدة امها ليتو في ولادة الطفل الثاني ابولو، ولم تكن أرتميس إلهة الصيد فحسب، بل كانت تُعرف أيضا بإلهة الحيوانات البرية والولادة والعذرية، كما أنها حامية للأطفال الصغار وخاصة الفتيات والنساء، وكانت تسبب المرض لدى النساء وحتى تخفيفه، وفي الأدب والفن تم تصويرها على أنها صائدة تحمل قوسا وسهما، وكانت إلهة للعديد من الأشياء، ولكن يتذكرها الكثيرون على أنها أكثرها شهرة إلهة الصيد، وفضلت أرتميس ان لا تتزوج أبدا لذا كانت عذراء وكل شخص هدد نقائها وعفتها واجه نهاية عنيفة، وبالتالي كانت واحدة من ثلاث آلهة يونانية عذراء (أفروديت، واثينا)، ولفتت عذريتها انتباه واهتمام العديد من الآلهة والرجال، ومع ذلك، كان رفيقها في الصيد أوريون (Orion)، هو الذي فاز بقلبها، يُعتقد أن ارتميس قتلته عن طريق الخطأ أو قتل من قبل إلهة الأرض البدائية جالا (Gala).
ورد في الأساطير والأدب تقديم أرتميس على أنها إلهة صيد الغابة، محاطة بأتباعها، ففي أسطورة أكتايون (Actaeon) التي تدور حول نقاء أرتميس والعقاب الشديد الذي يقع على العيون المحدقة بالخفاء، ان اكتايون كان رفيقا لأرتميس في الصيد، وراى الإلهة عارية، ويقال إنه نظر ببراءة إلى جسدها العاري بالصدفة ولم يحاول إجبار نفسه أو يحاول أن يفرض نفسه عليها، فامرت ارتميس الغاضبة كلاب الصيد الخاصة بها ان تلتهمه بسرعة لانه نظر اليها خلسة وهي عارية، وفي نسخة واحدة من القصص وهي إضافة متأخرة إلى الأساطير اليونانية تنتهي قصة أدونيس (Adonis) بانتقام أرتميس، فقد كان أدونيس رجلا وسيما برع أيضا في الصيد، وتفاخر بأنه أفضل في الصيد من أرتميس، لذلك سعت إلى قتله انتقاما منه، وتقول معظم الروايات أنها أرسلت خنزيرا بريا لقتل أدونيس.
وفي التقاليد الملحمية، أوقفت أرتميس الرياح التي تهب على السفن اليونانية خلال حرب طروادة (Trojan )، مما تسبب في تقطع السبل بالأسطول اليوناني في أوليس (Aulis)، والسبب قيام الملك أجاممنون (Agamemnon) ملك مايسين (Mycenae)، قائد الحملة بقتل غزال في بستانها المقدس، ولذلك طالبت أرتميس بتضحية إيفيجينيا (Iphigenia) ابنة أجاممنون الصغيرة، كتعويض عن غزالها المقتول، وفي معظم النصوص عندما يتم توجيه إيفيجينيا إلى المذبح لتقديمها كذبيحة، تشفق عليها أرتميس وتأخذها بعيدا، تاركة غزالا آخر في مكانها.
وهناك رواية يونانية تذكر كيف شرعت أرتميس وشقيقها التوأم الانتقام بقتل جميع أطفال نيوب (Niobe) ملكة طيبة (Thebes) زوجة الملك امفيون (Amphion) فقد تفاخرت الملكة نيوب بأنها أنجبت سبعة اولاد وسبعة بنات بينما انجبت ليتو اثنان (أبولو وأرتميس)، ومن اجل الدفاع عن شرف امهم قام التوأمان بقتل كل أطفال نيوب، فقد قتل أبولو الأولاد أثناء ممارستهم لألعاب القوى، بينما قتلت أرتميس الفتيات في لحظة، وكلاهما استخدم السهام السامة، والتي كانا بارعين في استخدامها.
كانت أرتميس واحدة من أكثر الآلهة اليونانية القديمة تبجيلا، وانتشرت عبادتها في جميع أنحاء اليونان القديمة، وشيدت لها العديد من المعابد والمذابح والأضرحة المقامة واشهرهم معبدها العظيم في أفسس (Ephesus) أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم قبل أن يحترق تماما، وكان يضم تماثيل ورموز أرتميس القوس والسهم والجعبة، وسكاكين صيد، وكانت الغزلان وشجرة السرو مقدسين لها.
تمثال ارتميس (الفن الكلاسيكي)
برع فنانون الاغريق والرومان (الفن الكلاسيكي) بدراسة جسم الانسان وابراز اجمل ما فيه في نحت التماثيل، فقد نحتوا اشكال الآلهة باجمل ما يكون ومنها تمثال افروديت ملكة الجمال والجنس، ونرى في تمثال الإلهة ارتميس وهي تحمل جبعة السهام، وتضع يدها على حيوانها المفضل الغزال، وتضع على رأسها تاج بشكل هلال، اما الملابس فهي من الازياء اليونانية، وتمثال الإلهة اليونانية أرتميس، إلهة الصيد، عرفها الرومان باسم (ديانا دي فرساي)، وهذه النسخة رومانية تؤرخ القرن الثاني الميلادي وهي نسخة عن التمثال اليوناني المصنوع من البرونز وهو حاليا مفقود وينسب نحته إلى (Leochares)، ويرجع تاريخ التمثال الاصلي إلى عام (330) ق.م والتمثال الحالي من مقتنيات (متحف اللوفر في باريس).
بقلم
الأستاذ الدكتور
صلاح رشيد الصالحي