بينالي الشارقة الـ16 يرفع شعار "رحالنا" ضد النسيان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بينالي الشارقة الـ16 يرفع شعار "رحالنا" ضد النسيان

    بينالي الشارقة الـ16 يرفع شعار "رحالنا" ضد النسيان


    مئتا فنان يقدمون دورة فارقة تطرح سرديات متعددة حول ثيمة البينالي.
    الخميس 2025/02/06
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    خمس قيّمات يقدمن رؤاهن

    كل سنتين ينتظم بينالي الشارقة الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون مقدما مساحة هامة لتلاقح الفنون والتجارب من مختلف أصقاع العالم، ليأخذ له على امتداد دوراته الخمس عشرة السابقة مكانة راسخة بين التظاهرات الفنية الكبرى دوليا، وفي كل دورة يؤكد هذا الحدث انتصاره اللامشروط لكل ما هو إنساني، وهو ما يتواصل في دورته الجديدة الـ16.

    تنطلق فعاليات الدورة الـ16 من بينالي الشارقة يوم الخميس السادس من فبراير تحت شعار “رحالنا” لتتواصل حتى الخامس عشر من يونيو، ويشارك في هذه الدورة 200 فنانة وفنان من مختلف أنحاء العالم، يعرضون أكثر من 650 عملا فنيا، من بينها 200 عمل أنجزت بتكليف خاص. وتعرض الأعمال في 17 موقعا في مختلف مناطق مدينة الشارقة، نذكر من بينها الحمرية والذيد وكلباء، إضافة إلى العروض الأدائية والموسيقية والسينمائية.

    وقبل افتتاح معارض البينالي للعموم، انتظم صباح الأربعاء الخامس من فبراير الجاري مؤتمر صحفي قدمت خلاله الشيخة حور القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون كلمة افتتاحية، تلتها كلمة لمديرة المؤسسة الشيخة نوار القاسمي، وإثرها قدمت قيمات البينالي الخمس كلماتهن حول هذا الحدث.
    مشروع ثقافي


    بداية قالت الشيخة حور القاسمي “في كل مناسبة تجمعنا معكم نكون على أهبة الإفصاح عما كنا نعمل عليه من عروض وبرامج، قد تطرح بعض الأسئلة الشائكة في عالمنا اليوم، ولأننا نعمل في حقل الفن فإن مقاربتنا تنطوي على الدوام على صياغات بصرية وجمالية تتصادى مع ما يحدث من حولنا، متلمسة سبيلا مغايرا ومبتكرا للتعبير عن موقفنا إزاء ما نعيشه ونعايشه من أحداث جسام تشهدها المنطقة على مرأى من العالم كله، وذلك عبر منظومة البرامج والفعاليات التي نقدمها، والتي تتماهى وتتناغم مع مواقفنا الجذرية الراسخة على الصعيد الوجداني والإنساني.”

    وأضافت “اليوم نتجمع مجددا في هذا الحدث الاستثنائي الذي يشهد انطلاقة ‘بينالي الشارقة 16’ تحت عنوان ‘رحالنا’، والذي يمثل عنوانا جامعا لرؤى القيمات الخمس: علياء سواستيكا وأمل خلف وميغان تاماتي – كوينيل وناتاشا جينوالا وزينب أوز. أولئك القيمات اللواتي عملن بجهد ومثابرة منقطعة النظير سواء بشكل جماعي أو منفرد، لصياغة دورة فارقة تطرح سرديات متعددة حول شبكة متقاطعة من المفاهيم التي تعاين وتعكس ثيمة البينالي.”

    وتابعت القاسمي “ترى ما الذي تنطوي عليه رحالنا إذا تناءت بنا الدروب؟ وكيف يمكن لهذه الأحمال أن تؤسس لأمكنة جديدة عامرة بالذكريات والآمال؟ وهل بمقدورنا أن نستشرف مستقبلا يحمل في طيّه أيامنا الغابرة، مستفيدا من الخصائص الأصيلة والماثلة في غضونه. تلك هي بعض التساؤلات التي يطرحها البينالي، والتي أتمنى أن تلامس قلوبكم وتلبي تطلعاتكم.”

    وأنهت رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون كلمتها بشيء من التأثر وهي تذكر بضحايا العداون والحروب في فلسطين ولبنان والسودان وغيرها من أقطار أنهكتها الحرب ومزقت شعوبها. إذ يمثل جوهر البينالي الانتصار للروح الإنسانية المتحررة من الاستعمار والعبودية والمتفوقة على دمار الحرب وغشاوة التعتيم والنسيان.

    أما الشيخة نوار القاسمي مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، فقد أثنت في كلمتها على الحراك الثقافي الذي تشهده الشارقة والذي “جاء تعبيرا أصيلا عن مشروع الشارقة الثقافي الكبير الذي أثمر غرسه على امتداد المنطقة والعالم”. كما شددت على أهمية مواكبة المتغيرات الطارئة على الصعيدين الإقليمي والعالمي التي يتبناها هذا المشروع الثقافي.

    وتابعت “إن نجاح بينالي الشارقة والمكانة المستحقة التي حازها، والدور الريادي الذي أحدثه في المنطقة، يتأتى من طبيعة علاقته بالمدينة أولا، المدينة التي احتضنته وآمنت به، والتي آزرته ودعمته بمختلف شرائحها الاجتماعية ومؤسساتها الرسمية وغير الرسمية.”
    ضد النسيان


    بدورهن أجمعت قيمات البينالي الخمس على أهمية هذا الحدث ووضحت كل منهن طريقة تقارب رؤاهن الفنية والفكرية والتقنية وتصوراتهن لإنجاز هذا الحدث وفق مسار مخصوص، ليكون العنوان الجامع “رحالنا”، ويرتحلن بنا عبر ما يقدمنه من تجارب فنية بين عوالم من عمق الحضارات البشرية، تلك التي تهملها التيارات المهيمنة، والخطابات الأحادية خاصة للعقل الغربي تجاه غيره من شعوب وثقافات.

    وفق بيان المنظمين، فإن البينالي “يسعى عبر عنوان ‘رحالنا’ إلى محاولة فهم هشاشتنا في المساحات التي ليست لنا، أو تلك التي لا ننتمي إليها، مع الحفاظ على قدرتنا على التفاعل مع هذه الأماكن من خلال الثقافات التي نحملها معنا. وليكون العنوان أيضا جسرا يربط بين أزمنة متعددة، حاملا معه قصصا متناقلة عبر الأجيال وأساليب متنوعة من الإرث الثقافي، مما يطرح التساؤلات التالية: ما الذي نحمله عندما يحين وقت السفر؛ الهروب أو الانتقال؟ ما هي المسارات التي نخوضها عندما ننتقل بين الأراضي وعبر الزمن؟ ماذا نحمل عندما نبقى؟ وماذا نحمل عندما ننجو؟”

    يتزامن بينالي الشارقة بثيمته هذه مع مشاهد نراها اليوم للفلسطينيين المحاولين العودة في مسيرة ضخمة إلى بيوتهم المهدمة، بعد مسيرة سابقة هاربين من الموت الذي ظل يلاحقهم في كل شبر من القطاع. تطرح هذه المشاهد الحقيقية سؤالا عما نحمله معنا في لحظات هروبنا من الموت، وما الذي نحمله معنا في العودة؟

    إنها أسئلة تأتي في لحظات إنسانية فارقة نشاهدها ويتوالد في أذهاننا أكثر من سؤال وفي صدورنا أكثر من ألم، ألم من إنسانية مشوهة تلتفت بعيدا عن التراجيديا الكبرى التي يعيشها الفلسطينيون أو حتى السودانيون واليمنيون وغيرهم من شعوب العالم المدفوعة إلى مصائر مجهولة.

    “رحالنا” ليست أشياءنا الملموسة فقط، ولا هي ما نختاره ليبقى معنا منها، بل هي أيضا ما نحمله من أصوات في دواخلنا وصور في قاع ذاكرتنا وذكريات نحميها بعناية من النسيان وروائح وأحلام قديمة، وأسماء لمن غادرونا مؤقتا أو إلى الأبد، إنها ما نحمله من معارف وثقافة وعادات وتصورات، إنها الذاكرة بكل حمولاتها، وما الإنسان بلا ذاكرة؟ إنه كائن مفرغ من إنسانيته، ولذا فإن إثارة الذاكرة والهامش الذي يسعى إليه البينالي الـ16 للشارقة ليست مجرد تجمع فني بل خطوة وجودية ضرورية في عالم ينسى بسرعة.

    أعمال البينالي تنتصر للذاكرة البشرية
يعمل...
X