#أيام_قرطاج_السينمائية: مهرجان مسيّس في بلد مكبّل سياسياً!
(…) أكثر ما لفتني خلال الافتتاح هو ذكر اسم المخرج إيليا سليمان في سياق التباهي بالسينما المقا…ومة. أعادني هذا إلى أكثر من ربع قرن، يوم عرض سليمان فيلمه الطويل الأول، ”سجل اختفاء“، في قرطاج. آنذاك، قامت الدنيا ولم تقعد، لا سيما بسبب اختتام الفيلم بمشهد نشيد الكيان (سليمان من عرب 48)، نرى فيه والدي المخرج يغفوان أمام شاشة التلفزيون وهو يبث النشيد الوطني لانهاء البث. في العام 2015، خلال درس سينمائي في الدوحة، عاد سليمان إلى هذا الفصل المؤلم الذي ترك فيه أثراً عميقاً. قال:
"بعد فوزي بجائزة البندقية، شعرتُ بالفخر، وأول شعور راودني هو ان أذهب إلى بلد عربي. كنت متحمّساً للقاء ناس يتكلّمون مثلي والذهاب إلى أوطان غنية بالثقافات. "قرطاج" أول مهرجان شاركتُ فيه بعد البندقية، كنت سعيداً وفخوراً. ثم، فجأةً، وقعت الصدمة! لم أكن أتوقّع رد فعل كهذا. لم أعلم ان العلم الإسرا.ئي.لي سيفعل كلّ هذا. أمام الفندق حيث نزلتُ، عناصر مسلّحة من منظمة التحرير كانوا يؤمنون حراستي مع رشاشات أم 16. بعض المخرجين العرب كانوا يبصقون أرضاً عندما يرونني أمرّ. بعد العرض، عادت النسخة وفيها طعنات. حتى قبل مشاهدة الفيلم بدأ بعضهم بإطلاق صيحات الاستهجان ضده، اذ ان أحدهم كان نشر شائعة مفادها أنني متصهين. كنت ساخراً، ولكن لم أكن لئيماً قبل هذا الفيلم. ولكن كيف لا تصبح لئيماً عندما ترى تكويع بعض مَن هاجمني، ما إن فاز فيلمي التالي "يد إلهية" في كانّ. هذا ترك في فمي طعماً مراً. مهما حاولنا ان نفهم منطق العالم العربي قبل "ربيعه" - من أنظمة فاسدة وتواطؤ النقّاد والكتاب الزائفين معها؛ ومهما حاولتَ ان تحلل ميكانيزم الديكتاتوريات - الا انك ستُصاب بصدمة وذهول عندما ترى أمامك رجلاً كان يقول شيئاً والآن يقول عكسه”.
نقاد
(…) أكثر ما لفتني خلال الافتتاح هو ذكر اسم المخرج إيليا سليمان في سياق التباهي بالسينما المقا…ومة. أعادني هذا إلى أكثر من ربع قرن، يوم عرض سليمان فيلمه الطويل الأول، ”سجل اختفاء“، في قرطاج. آنذاك، قامت الدنيا ولم تقعد، لا سيما بسبب اختتام الفيلم بمشهد نشيد الكيان (سليمان من عرب 48)، نرى فيه والدي المخرج يغفوان أمام شاشة التلفزيون وهو يبث النشيد الوطني لانهاء البث. في العام 2015، خلال درس سينمائي في الدوحة، عاد سليمان إلى هذا الفصل المؤلم الذي ترك فيه أثراً عميقاً. قال:
"بعد فوزي بجائزة البندقية، شعرتُ بالفخر، وأول شعور راودني هو ان أذهب إلى بلد عربي. كنت متحمّساً للقاء ناس يتكلّمون مثلي والذهاب إلى أوطان غنية بالثقافات. "قرطاج" أول مهرجان شاركتُ فيه بعد البندقية، كنت سعيداً وفخوراً. ثم، فجأةً، وقعت الصدمة! لم أكن أتوقّع رد فعل كهذا. لم أعلم ان العلم الإسرا.ئي.لي سيفعل كلّ هذا. أمام الفندق حيث نزلتُ، عناصر مسلّحة من منظمة التحرير كانوا يؤمنون حراستي مع رشاشات أم 16. بعض المخرجين العرب كانوا يبصقون أرضاً عندما يرونني أمرّ. بعد العرض، عادت النسخة وفيها طعنات. حتى قبل مشاهدة الفيلم بدأ بعضهم بإطلاق صيحات الاستهجان ضده، اذ ان أحدهم كان نشر شائعة مفادها أنني متصهين. كنت ساخراً، ولكن لم أكن لئيماً قبل هذا الفيلم. ولكن كيف لا تصبح لئيماً عندما ترى تكويع بعض مَن هاجمني، ما إن فاز فيلمي التالي "يد إلهية" في كانّ. هذا ترك في فمي طعماً مراً. مهما حاولنا ان نفهم منطق العالم العربي قبل "ربيعه" - من أنظمة فاسدة وتواطؤ النقّاد والكتاب الزائفين معها؛ ومهما حاولتَ ان تحلل ميكانيزم الديكتاتوريات - الا انك ستُصاب بصدمة وذهول عندما ترى أمامك رجلاً كان يقول شيئاً والآن يقول عكسه”.
نقاد