يصعب التصديق ان #اجتماع_سري رُشِّح لثماني جوائز "أوسكار“، من بينها واحدة عن أفضل فيلم. فهذا الثريللر الباهت المقتبس من رواية لروبرت هاريس ومن إخراج الألماني إدفارد برغر الذي قدّم نسخة جديدة عن "لا جديد في الغرب" قبل ثلاث سنوات، عمل محشو بالفراغ، يغمره كمٌّ هائل من المظاهر التي لا تفعل شيئاً سوى طمس هذا الفراغ طوال نحو ساعتين، مستخدمةً موسيقى تصويرية تحبس الأنفاس وأجواء مهيبة وتصميم ديكور تتحرك داخله مجموعة من الكرادلة. هذا كله من أجل لا شيء. الكثير من الثرثرة واللف والدوران والتحذلق يحول دون الدخول في عمق المسألة، هذا اذا توافرت مسألة أصلاً. يضعنا الفيلم أمام سلسلة لقطات متكررة، والأسوأ ان السيناريو محبوك على نحو يجعلنا نتكهّن شيئاً ممّا يطبخه لنا المخرج داخل أروقة الفاتيكان، في لحظة من اللحظات. هذا ما يُمكن تسميته بالعمل التزييني، بمعنى انه يستمد شرعيته من الأشكال الفنية سواء أكانت ديكورات أم وجوهاً، والهدف تحويلها إلى مجرد زينة لا أكثر.
"اجتماع سري" مثال آخر على ما آل اليه بعض الأفلام في زمن موجة السينما التصحيحية. نقد مؤسسات دينية كهذه يحتاج إلى اطلاع وإلمام أعمق وثقافة تضرب جذورها عميقاً في التاريخ، وإلا تحول إلى مهزلة. من كن راسل إلى لويس بونويل فجاك ريفيت، هؤلاء كانوا محصّنين بالحجج القوية، ما يفتقره إدفارد برغر، فلا يبقى له سوى تحويل الفاتيكان مسرحاً للدمى حيث الكرادلة "كلمة بتاخدهم وكلمة بتجيبهم"، والأسوأ خلوه التام من السخرية. ألا يعرف برغر ان الفاسد ليس بالضرورة ساذجاً أو قليل الذكاء؟ فيلمه حافل بوجوه لا نألفها ولن نحبّها، لنتبين في الأخير انها شريرة. ألم يكن من الأنسب سينمائياً لو اكتشفنا ان الشرير هو مَن أحببناه وتعاطفنا معه؟! فهذا أول ما يحضر إلى بال كثر عند الحديث عن علاقتهم بالمؤسسات الدينية.
ا
"اجتماع سري" مثال آخر على ما آل اليه بعض الأفلام في زمن موجة السينما التصحيحية. نقد مؤسسات دينية كهذه يحتاج إلى اطلاع وإلمام أعمق وثقافة تضرب جذورها عميقاً في التاريخ، وإلا تحول إلى مهزلة. من كن راسل إلى لويس بونويل فجاك ريفيت، هؤلاء كانوا محصّنين بالحجج القوية، ما يفتقره إدفارد برغر، فلا يبقى له سوى تحويل الفاتيكان مسرحاً للدمى حيث الكرادلة "كلمة بتاخدهم وكلمة بتجيبهم"، والأسوأ خلوه التام من السخرية. ألا يعرف برغر ان الفاسد ليس بالضرورة ساذجاً أو قليل الذكاء؟ فيلمه حافل بوجوه لا نألفها ولن نحبّها، لنتبين في الأخير انها شريرة. ألم يكن من الأنسب سينمائياً لو اكتشفنا ان الشرير هو مَن أحببناه وتعاطفنا معه؟! فهذا أول ما يحضر إلى بال كثر عند الحديث عن علاقتهم بالمؤسسات الدينية.
ا