نزوة AN AFFAIR
ينتمي هذا الفيلم النرويجي الى فئة أفلام العلاقات الجنسية غير المتوازنة بين طرفين يختلفان من جهة الموقع الإجتماعي و من جهة العمر ، و غالباً ما تنشأ هذه العلاقات في المدارس ، كونها الوسط الأكثر ضماً لمتواجدين متفاوتي الأعمار ، أولئك هم المدرسون و المدرسات من جهة و الطلاب و الطالبات من جهة أخرى . ولكن غالب الأفلام التي تناولت هذا النوع من العلاقات تتخذ من المدرسات و الطلاب أبطالاً لها ، و إن كانت حقيقة العلاقات بين المدرسين و الطالبات قائمة أيضاً . ولكن يبدو أن العلاقات بين المدرسات و الطلاب أشد إثارة سينمائياً و إجتماعياً ، و الأكثر إثارة في هذا الأمر أن يكون الطالب هو البادئ و يزداد الأمر إثارة أشد عندما تستجيب المدرّسة لتحرش طالبها بها لتبدأ دراما العلاقة غير المتوازنة التي تنتهي سينمائياً ــ في العادة ـ بفضيحة مدوية ، كما في فيلم ( ملاحظات حول فضيحة Notes on a Scandal ) ــ مثلاً ــ المُنتَج عام 2006 ، و هو من بطولة " كيت بلانشيت " و " جودي دينش " .
فيلم ( نزوة ) يسير في هذا الإتجاه ، و تبدأ أحداثه منذ اليوم الأول الذي تبدأ فيه مدرّسة ألعاب الجمناستك " أنيتا " عملها ، و هي سيدة في الخمسين من عمرها ( لعبت دورها الممثلة النرويجية " أندريا برين هوڤيج " ) ، عندما تطلب من الطلبة التعريف بأنفسهم ، فكان آخر من عرّف نفسه هو الطالب " ماركوس " الذي قال أمام الجميع بأن لديه قضيباً كبيراً ( لعب دوره الممثل النرويجي " تارجي ساندفيك مو " ) ، ولكن الأمر لم يكن كثير إثارة ، سوى أنه أثار بعض الضحك في الصف و لم تعره " أنيتا " إهتماماً .
كانت لقطة المشهد الأول للفيلم قد بدأت من كاحل إمرأة لتصعد الكاميرا الى كامل جسدها و هي تمارس رياضة الركض عند الصباح ، ما يوحي أن ثمة من يراقب جسدها و هي تركض . و ذات صباح ــ و بعد أن تستحم ــ تجد عند الباب باقة ورد حمراء مع بطاقة مكتوبٌ عليها : ( تبدين مثيرة و أنت تركضين ) ، هذه البطاقة تبدو كما لو كانت رداً غير مقصود على زوجها المحامي المنشغل عنها ، و الذي أرادته في الفراش قبل ليلة فطلب منها أن تنام .
في المرة التالية تكون باقة الورد المُرسَلة بيضاء ، دون أن يُعرف من هو المرسل ، الى أن تصلها رسالة على هيئة صورة ، هي صورة لعضو ذكري ، فيدرك المشاهد أن المتحرش هو الطالب " ماركوس " ذو ( القضيب الكبير ) حسب ما عرّف نفسه في الصف . ولكن بقدر ما بدت " أنيتا " أنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد حين ابتسمت ، إلا أنها لم تكن كذلك ، لذلك فإنهما عندما تواجدا في غرفة تبديل الملابس و همَّ بتقبيلها فهي لم تصده ولكنها لم تكن مهيأة ، غير أنها بدت مستسلمة تماماً عندما فاجأها باقتحام سيارتها ، فلم تمانع عندما جذبها و جعلها تمارس الجنس الفموي معه . و تلك كانت اللحظة الحاسمة في هذه العلاقة التي جعلت " أنيتا " مستسلمة كلياً لتلميذها ، بل راحت هي التي تطارده في كل مكان ، خصوصاً بعد أن أخبرها بأنه بات مرتبطاً بإحدى زميلاته ، فبات همُّه يتمثل في كيفية التخلص منها . لنجد أنفسنا أمام تصاعد درامي ينتهي الى حيث كنا نتوقع و لا نتوقع .
الفيلم من إخراج " هنريك مارتن دالسبكن " ، و مدته : ساعة و 32 دقيقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ