رحل يوم 29 يناير عام 1988 ..
حسن الإمام .. المخرج الذي هاجمه النقاد
قدم أكثر من 50 فيلماً أثارت جدلاً
«سينماتوغراف» ـ محمود درويش
هل كان حسن الإمام فعلاً مخرج الروائع، أم مخرج الكوارث؟، ملك الميلودراما، أم ملك الفواجع؟، بين هذه الألقاب عاش المخرج المصري الذي توفي يوم 29 يناير 1988، عن عمر يناهز 69 عاماً، بعد أن قدم للسينما أكثر من 50 فيلماً، دون أن يتفق اثنان على منحه أي لقب من هذه الألقاب.
لم تكن بداية حسن الإمام كعامل «كلاكيت» بستوديو مصر من عام (1943) حتى عام (1946) تُنبئ بميلاد مخرج تختلف حوله الآراء ويقدم مجموعة من الأفلام المثيرة للجدل، خاصة أنه لم يدرس السينما يوماً.
بعد عمله لفترة كمساعد مخرج للفنان يوسف وهبي، اقتحم عالم الإخراج في مرحلة كان الجمهور فيها يفضل الميلودراما والفواجع والقصص المأسوية، فبرع في تقديم هذا اللون، وحققت أفلامه إيرادات ضخمة بمقاييس عصره، ولكن النقاد كانوا دائمي الهجوم عليه، حتى بعد وفاته.
كانت بداية مشوار حسن الإمام الفني كمخرج بفيلم «ملائكة في جهنم» عام 1946، من تأليفه وبطولة كل من السيد بدير وأمينة رزق وسراج منير.
بعد ذلك، قدم «الستات عفاريت» في 1947 من تأليف أبو السعود الإبياري وبطولة زوزو حمدي الحكيم ومحمود المليجي وليلى فوزي.
ثم أخرج فيلم «اليتيمتين» 1948، من بطولم فاتن حمامة وفاخر فاخر، ثم «ظلمونى الناس» 1950.
وكان «اليتيمتين» مشبعاً بالميلودراما والمآسي فنجح في استمالة قطاع عريض من المشاهدين في ذلك الوقت، وكان تذكرة عبور حسن الإمام الى هذا النوع من الأفلام وتخصصه فيها، حيث سار على النهج مقدماً عدداً من الأفلام المشابهة مثل «ظلموني الناس»، «حكم القوي»، «أنا بنت ناس»، «كاس العذاب»، «بائعة الخبر».
وجاءت الفرصة الذهبية لحسن الإمام لتغيير لونه الذي تخصص فيه والانتقال إلى مصاف كبار المخرجين في مصر في عام 1962، حين حل بديلاً للمخرج «صلاح أبو سيف» في إخراج الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ «بين القصرين»، وذلك بسبب انشغال أبوسيف في إدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما التي كان رئيس مجلس إدارتها.
وكانت «بين القصرين» بداية تعامل الإمام مع أعمال نجيب محفوظ، فقد قام بإخراج «زقاق المدق» 1963، «قصر الشوق» 1966، «السكرية» 1973. ورغم ذلك، ظل الإمام متهماً بإفساد روايات محفوظ عند تقديمها للسينما.
وفي السبعينيات تخلى حسن الإمام قليلاً عن قصص المأسي ليقدم ألواناً أخرى مثل «الراهبة» لهند رستم، «إضراب الشحاتين» للبنى عبدالعزيز، ثم «دلال المصرية» لماجدة الخطيب.
ويعد فيلم «الخطايا» أشهر وأهم أفلام المخرج الراحل، وقدمه في عام 1962. وترجع أهمية الفيلم إلى قيام المطرب اللامع آنذاك عبدالحليم حافظ ببطولته مع كوكبة من الفنانين مثل نادية لطفي وحسن يوسف ومديحة يسري وعماد حمدي وفاخر فاخر، إلى جانب ميل الفيلم إلى التراجيديا بصورة كبيرة من خلال خلق تعاطف من قبل الجمهور مع بطل الفيلم الشاب الناجح الوديع الذي يدفع ثمن خطأ أمه.
كما كان للأغاني الخمس التي ضمها الفيلم أثر كبير في قربه من الجمهور لاسيما وأن الموسيقار الرائع علي اسماعيل تولى توزيعها وأبدع في ذلك، كما وضع الموسيقى التصويرية للفيلم وجاءت معبرة عن حالات الفرح والحزن التي مرت أمام المشاهدين.
وفي عام 1972، قدم فيلم «خلي بالك من زوزو» الذي كتب له القصة والأغاني صلاح جاهين، وحقق نجاحاً مدوي باستمراره في دور العرض لما يقرب من عام، وتحقيقه ايرادات بلغت نحو المليوني جنيه خلال سبعة أسابيع فقط، وهو رقم كبير جداً بحسابات ذلك الوقت.
وقد دعى ذلك الإمام لتقديم تجارب مشابهة في أفلام مثل: «حكايتي مع الزمان» للمطربة وردة، و«أميرة حبي أنا» لسعاد حسني أيضاً مع حسن فهمي. إلا أن كليهما لم يصب ولو قدراً من نجاح «خلي بالك من زوزو».
وغلب على أفلامه في تلك الفترة الطابع الغنائي والاستعراضي مثل «بمبة كشر» لنادية الجندي، «بديعة مصابني» لنادية لطفي، و«سلطانة الطرب» لشريفة فاضل.
وقد ساهم حسن الإمام بكتابة السيناريو والحوار لعدد كبير من أفلامه، ومعظمها مأخوذة عن روايات شعبية فرنسية، حيث كان يجيد اللغة الفرنسية، وكانت ابنته زينب تساعده في الترجمة الفرنسية أيضاً.
وكان الإمام أكثر شجاعة من غيره، إذ كان دائماً يذكر مصادر روايات أفلامه في مقدمتها.
توفى حسن الإمام بعد أن ترك وراءه قائمة أعمال تتجاوز الخمسين فيلماً لم يجتمع علها رأيان.
وكان آخر أفلامه «بكرة أحلى من انهارده» عام 1986 من بطولة نجوى فؤاد واحمد مظهر.
وساهم حسن الإمام خلال رحلته الطوبلة في صناعة الأفلام في تعريف الجمهور بالعديد من الفنانين حين كانوا لايزالوا وجوهاً جديدة، مثل: نور الشريف، ماجدة الخطيب، فريد شوقي، حسن يوسف، هند رستم، سمير صبري.
https://cinematographweb.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
حسن الإمام .. المخرج الذي هاجمه النقاد
قدم أكثر من 50 فيلماً أثارت جدلاً
«سينماتوغراف» ـ محمود درويش
هل كان حسن الإمام فعلاً مخرج الروائع، أم مخرج الكوارث؟، ملك الميلودراما، أم ملك الفواجع؟، بين هذه الألقاب عاش المخرج المصري الذي توفي يوم 29 يناير 1988، عن عمر يناهز 69 عاماً، بعد أن قدم للسينما أكثر من 50 فيلماً، دون أن يتفق اثنان على منحه أي لقب من هذه الألقاب.
لم تكن بداية حسن الإمام كعامل «كلاكيت» بستوديو مصر من عام (1943) حتى عام (1946) تُنبئ بميلاد مخرج تختلف حوله الآراء ويقدم مجموعة من الأفلام المثيرة للجدل، خاصة أنه لم يدرس السينما يوماً.
بعد عمله لفترة كمساعد مخرج للفنان يوسف وهبي، اقتحم عالم الإخراج في مرحلة كان الجمهور فيها يفضل الميلودراما والفواجع والقصص المأسوية، فبرع في تقديم هذا اللون، وحققت أفلامه إيرادات ضخمة بمقاييس عصره، ولكن النقاد كانوا دائمي الهجوم عليه، حتى بعد وفاته.
كانت بداية مشوار حسن الإمام الفني كمخرج بفيلم «ملائكة في جهنم» عام 1946، من تأليفه وبطولة كل من السيد بدير وأمينة رزق وسراج منير.
بعد ذلك، قدم «الستات عفاريت» في 1947 من تأليف أبو السعود الإبياري وبطولة زوزو حمدي الحكيم ومحمود المليجي وليلى فوزي.
ثم أخرج فيلم «اليتيمتين» 1948، من بطولم فاتن حمامة وفاخر فاخر، ثم «ظلمونى الناس» 1950.
وكان «اليتيمتين» مشبعاً بالميلودراما والمآسي فنجح في استمالة قطاع عريض من المشاهدين في ذلك الوقت، وكان تذكرة عبور حسن الإمام الى هذا النوع من الأفلام وتخصصه فيها، حيث سار على النهج مقدماً عدداً من الأفلام المشابهة مثل «ظلموني الناس»، «حكم القوي»، «أنا بنت ناس»، «كاس العذاب»، «بائعة الخبر».
وجاءت الفرصة الذهبية لحسن الإمام لتغيير لونه الذي تخصص فيه والانتقال إلى مصاف كبار المخرجين في مصر في عام 1962، حين حل بديلاً للمخرج «صلاح أبو سيف» في إخراج الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ «بين القصرين»، وذلك بسبب انشغال أبوسيف في إدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما التي كان رئيس مجلس إدارتها.
وكانت «بين القصرين» بداية تعامل الإمام مع أعمال نجيب محفوظ، فقد قام بإخراج «زقاق المدق» 1963، «قصر الشوق» 1966، «السكرية» 1973. ورغم ذلك، ظل الإمام متهماً بإفساد روايات محفوظ عند تقديمها للسينما.
وفي السبعينيات تخلى حسن الإمام قليلاً عن قصص المأسي ليقدم ألواناً أخرى مثل «الراهبة» لهند رستم، «إضراب الشحاتين» للبنى عبدالعزيز، ثم «دلال المصرية» لماجدة الخطيب.
ويعد فيلم «الخطايا» أشهر وأهم أفلام المخرج الراحل، وقدمه في عام 1962. وترجع أهمية الفيلم إلى قيام المطرب اللامع آنذاك عبدالحليم حافظ ببطولته مع كوكبة من الفنانين مثل نادية لطفي وحسن يوسف ومديحة يسري وعماد حمدي وفاخر فاخر، إلى جانب ميل الفيلم إلى التراجيديا بصورة كبيرة من خلال خلق تعاطف من قبل الجمهور مع بطل الفيلم الشاب الناجح الوديع الذي يدفع ثمن خطأ أمه.
كما كان للأغاني الخمس التي ضمها الفيلم أثر كبير في قربه من الجمهور لاسيما وأن الموسيقار الرائع علي اسماعيل تولى توزيعها وأبدع في ذلك، كما وضع الموسيقى التصويرية للفيلم وجاءت معبرة عن حالات الفرح والحزن التي مرت أمام المشاهدين.
وفي عام 1972، قدم فيلم «خلي بالك من زوزو» الذي كتب له القصة والأغاني صلاح جاهين، وحقق نجاحاً مدوي باستمراره في دور العرض لما يقرب من عام، وتحقيقه ايرادات بلغت نحو المليوني جنيه خلال سبعة أسابيع فقط، وهو رقم كبير جداً بحسابات ذلك الوقت.
وقد دعى ذلك الإمام لتقديم تجارب مشابهة في أفلام مثل: «حكايتي مع الزمان» للمطربة وردة، و«أميرة حبي أنا» لسعاد حسني أيضاً مع حسن فهمي. إلا أن كليهما لم يصب ولو قدراً من نجاح «خلي بالك من زوزو».
وغلب على أفلامه في تلك الفترة الطابع الغنائي والاستعراضي مثل «بمبة كشر» لنادية الجندي، «بديعة مصابني» لنادية لطفي، و«سلطانة الطرب» لشريفة فاضل.
وقد ساهم حسن الإمام بكتابة السيناريو والحوار لعدد كبير من أفلامه، ومعظمها مأخوذة عن روايات شعبية فرنسية، حيث كان يجيد اللغة الفرنسية، وكانت ابنته زينب تساعده في الترجمة الفرنسية أيضاً.
وكان الإمام أكثر شجاعة من غيره، إذ كان دائماً يذكر مصادر روايات أفلامه في مقدمتها.
توفى حسن الإمام بعد أن ترك وراءه قائمة أعمال تتجاوز الخمسين فيلماً لم يجتمع علها رأيان.
وكان آخر أفلامه «بكرة أحلى من انهارده» عام 1986 من بطولة نجوى فؤاد واحمد مظهر.
وساهم حسن الإمام خلال رحلته الطوبلة في صناعة الأفلام في تعريف الجمهور بالعديد من الفنانين حين كانوا لايزالوا وجوهاً جديدة، مثل: نور الشريف، ماجدة الخطيب، فريد شوقي، حسن يوسف، هند رستم، سمير صبري.
https://cinematographweb.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك