خلف بن حيان الأحمرKhalaf al-Ahmar من كبارعلماء البصرة، نحوي لغوي راوية قلَّ نظيره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خلف بن حيان الأحمرKhalaf al-Ahmar من كبارعلماء البصرة، نحوي لغوي راوية قلَّ نظيره

    خلف احمر

    Khalaf al-Ahmar - Khalaf al-Ahmar

    خلَف الأحمر
    (…-180هـ/…-796م)

    أبو مُحْرز،خلف بن حيان الأحمر، عالم من كبار علماء البصرة، نحوي لغوي راوية قلَّ نظيره، من أصل فرغاني، كان هو وأبوه موليين لبلال بن أبي موسى الأشعري، فأعتقهما، لم يعرف عام ولادته، أما وفاته فكانت في البصرة، وكان هناك (أحمر) كوفي، يلتبس اللقب بينهما. كان خلف صاحب ظرف ومداعبات، شيوخه كثر، منهم عيسى بن عمر الثقفي (ت149هـ)، ويونس بن حبيب (ت182هـ)، جالسه عشرين سنة، وحماد بن سلمة (ت167هـ) أخذ عنه النحو والعربية، وأبو عمرو بن العلاء (ت 154هـ)، أخذ عنه الغريب والقراءة، والأخفش (ت177هـ)، أخذ عنه اللغة والغريب، وحماد الراوية (ت155هـ) أخذ عنه الشعر والرواية.
    ومن زملائه في ذلك العصر: سيبويه (ت 180هـ) وقطرب (ت202هـ)، وأبو محمد اليزيدي (ت 202هـ) وقعت بينه وبين اليزيدي مهاجاة.
    أما تلامذته فعلى رأسهم الأصمعي (ت 216هـ)، فقد كانا فرسي رهان، ويعترف الأصمعي أنه قرأ على خلف ديوان جرير، وكان يعلمه نقد بعض أبياته، ومن تلاميذه محمد بن سلام الجمحي (ت 232هـ) صاحب «طبقات الشعراء»، وأبو نواس (ت198هـ) الذي رثى أستاذه الأحمر عند وفاته في قصيدة مطلعها:
    أَوْدَى جميعُ العلمِ مُذْ أَوْدَى خَلَفْ
    مَنْ لا يعدُّ العِلمَ إلا ما عَرَفْ
    قَلَيْذمٌ من العيالِمِ الخُسُفْ
    كُنّا مَتى نشاءُ منه نغْتَرِفْ
    روايةً لا تُجْتَنَى من الصُّحُفْ
    ويضاف إلى تلاميذه أبو عبيدة (ت209هـ) وأبو حاتم السجستاني (ت248هـ).
    وخلف الأحمر أول من أحدث السماع في البصرة. وينسب إليه كتاب «مقدمة في النحو»، حققه عز الدين التنوخي، وهو من أقدم ما ألف في النحو من المختصرات وقد عدد الجاحظ في «البيان والتبيين» خصائص المسجديين والمِرْبَديين، واختلاف منازعهم في الرواية، وختم كلمته بقول: «وكان خلف يجمع ذلك كله».
    وقال صاحب «إنباه الرواة على أنباه النحاة: «هو أحد رواة الغريب واللغة والشعر ونقاده. والعلماء به وبقائليه وصناعته، وله صنعة فيه، وهو أحد الشعراء المحسنين، وليس في رواية الشعر أحد أشعر منه».
    كان خلف شاعراً جيد الشعر كثيره، قال ابن قتيبة في ترجمته: «كان شاعراً كثير الشعر جيده، ولم يكن في نظرائه من أهل العلم أكثر شعراً منه، وقال عنه الأخفش: «لم أدرك أحداً أعلم بالشعر من خلف الأحمر والأصمعي». وقال ابن سلام: «أجمع أصحابنا أن الأحمر كان أفرس الناس بيت شعر، وأصدق لساناً، وكنا لا نبالي إذا أخذنا عنه خبراً، وأنشدنا شعراً ألاّ نسمعه من صاحبه»، ومع هذا الكلمة الموثقة التي قالها ابن سلام فيه يذهب بعض العلماء إلى أنه كان يقول الشعر وينحله المتقدمين، فهو القائل:
    إن بالشِعْبِ الذي جَنْبِ سَلع
    لقتيلاً دمُــهُ مـا يُطَلُّ
    ونحله ابن أخت تأبط شراً.
    وقال ابن دريد: إن لامية العرب المشهورة التي أولها:
    أقيموا بني أُمّي صدورَ مَطِيّكم
    فَإنّي إلى قَومٍ سِواكم لأميلُ
    هي لخلف الأحمر، نحلها الشنفرى.
    ويبدو أنه كان يصنع هذا الصنيع في شبابه، فلما كبر وأدرك قيمة توثيق النص، عدل عن هذا وتنسك، ولكي يكفّر عما اقترفه في شبابه كان يختم القرآن كل يوم وليلة، وبذل له الملوك مالاً عظيماً على أن يتكلم في بيت شعر شكوا فيه فأبى، ولخلف ديوان شعر حمله عنه أبو نواس، والديوان مفقود. له قصيدة في الحجاج منها:
    سقى حُجَّاجَنا نَوءُ الثُّريَّا
    على ما كان من بُخْلٍ ومَطْلِ
    وكان الأصمعي - على غزارة علمه - معجباً بشعر صديقه خلف وعلمه، فعندما مات قال الأصمعي: ذهبت بشاشة الشعر بعد خلف الأحمر، وأنشد له:
    قد عشتُ في الدهر ألواناً على طُرُقٍ
    شتّى وقاسيتُ فيها اللِيْن والفَظَعا
    كُلاًّ بلوْتُ فلا النَعْماء تُبْطِرني
    ولا تخشّعتُ من لأوائها جَزَعا
    محمود الربداوي
    مراجع للاستزادة:
    ـ أبو عبيد البكري، سمط اللآلئ، صححه ونقحه عبد العزيز الميمني (دار الحديث، بيروت 1984م).
    ـ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، حققه وضبط نصه مفيد قميحة، راجعه نعيم زرزور (دار الكتب العلمية، بيروت 1985م).
    ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (دار إحياء التراث العربي، بيروت).
يعمل...
X