خفاجي (احمد محمد)
Al-Khafaji (Ahmad ibn Mohammad-) - Al-Khafaji (Ahmad ibn Mohammad-)
الخفاجي (أحمد بن محمد -)
(977-1069هـ/1569-1659م)
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري، قاضي القضاة، وصاحب التصانيف في الأدب واللغة، من أسرة بني خفاجة، ويقول المحبّي إن والده يسمى خفاجي، ولد ونشأ بمصر، ووالده من قرية سرياقوس وهي من قرى الخانقاه بمصر، نشأ في حجر أبيه يعلمه ويؤدبه، كان شافعي المذهب، يجيد صناعتي النظم والنثر، حسن الإنشاء، وله أشعار جميلة.
قرأ الخفاجي على خاله أبي بكر الشنواني علوم العربية والنحو والمعاني والمنطق.وأخذ عن شيخ الإسلام في ذلك الوقت محمد بن أحمد الرملي، مفتي الشافعية في زمانه، مجدد القرن العاشـر، كما أخذ العلــم عن علي بن يحيى الزيادي وحضر دروسـه زمـانـاً طويلاً. أما إبراهيم العلقمي فقد قرأ عليه كتاب الشفا، وقرأ على علي بن خانم المقدسي، مجدد القرن الحادي عشر، أما الأدب والشعر، فقد قرأهما على جلة العلماء، كأحمد العلقمي، ومحمد الصالحي الشامي، وقرأ العروض على محمد المغربي، كما درس الطب على داود البصير الأنطاكي، صاحب «التذكرة» المشهورة، ورئيس الأطباء في زمانه.
أخذ عنه جماعة واشتهروا بالفضل، منهم، عبد القادر البغدادي، صاحب الكتاب المشهور بـ «خزانة الأدب»، وأحمد الحموي، مفتي الشافعية بحماه، وأخذ أحد تلاميذه عنه أصل كتاب «الريحانة» الذي سماه، «خبايا الزوايا فيما في الرجال من البقايا».
ارتحل شهاب الدين مع والده إلى الحرمين الشريفين، وأفادته رحلته هذه علماً تلقاه من شيوخ مكة، كعلي بن جار الله، والسفرابيني، ثم ارتحل بعدها إلى القسطنطينية، وأخذ عن العلماء الأتراك. ولي القضاء ببلاد (روم أيلي) ثم ولاه السلطان العثماني مراد قضاء (سالونيك) وبعد مدة رجع إلى مصر وتولى فيها القضاء، وعزل عن قضاء مصر فرحل إلى بلاد الروم ثانية، وفي أثناء رحلته هذه مر على دمشق، وأقام فيها مدة، ثم توجه إلى حلب، ولما وصل إلى بلاد الأتراك اصطدم بمفتيها يحيى بن زكريا، فأعرض هذا عنه لجرأته في الفتاوى وبعض طمعه، فأنشأ الخفاجي مقامة عرّض فيها بالمفتي، فكانت سبباً في نفيه من تركية إلى مصر، حيث استقر فيها وأعيد تعيينه فيها قاضياً، وأخذ يؤلف ويصنف، فتوافد الطلاب عليه، يستفيدون من علمه ومعرفته.
للخفاجي مجموعة من المؤلفات في حقول مختلفة من المعرفة ألفها في فترة استقراره منها: كتاب «الريحانة» ترجم فيه لمعاصريه على طريقة الثعالبي في اليتيمة، و«شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل»، و«شرح درة الغواص في أوهام الخواص» للحريري،و«طراز المجالس»، و«عناية القاضي وكفاية الراضي»، و«حاشية على تفسير البيضاوي»، ثمانية مجلدات، و«نسيم الرياض في شرح القاضي عياض»، في أربعة مجلدات.
أما المخطوط من مؤلفاته فهي: «خبايا الزوايا بما في الرجال من بقايا»، و«ريحانة الندمان».
ترك الخفاجي إضافة إلى مؤلفاته، ديوان شعر مازال مخطوطاً، وصف المحبي صاحب «خلاصة الأثر» شعره، فقال: وأشعاره ومنشآته مسلَّمة لا مجال للخدش فيها، وكل شعره مفروع في قالب الإجادة، ومن أجوده قصيدته الدالية المشهورة، وهي قوله:
قدَحتْ رعودُ البرق زنَدا
أضْرَمْنَ أشجاناً ووجدا
في فحمة الظلماء إذ
مدَّت على الخضراء بُردا
وأتى الشقيق بمجمرٍ
للروض أوقد فيه ندّا
وعلى الغدير مُفاضة
سردتْ له النسماتُ سردا
والقصيدة طويلة، ذكرها المحبي في الخلاصة، وأتبعها بقصيدة عينية لا تقل عنها طولاً، وذكر مقتطفات من شعره في فنون مختلفة، ثم ختم حديثه عنه بذكر وفاته التي تزامنت مع وفاة الفقيه الكبير محمد الشوبري، فقال أحمد الحموي يرثيهما:
مضى الإمامان في فقه وفي أدب
الشوبري والخفاجي زينة العرب
وكنت أبكي لفقد الفقه منفرداً
فصرت أبكي لفقد الفقه والأدب
محمود الربداوي
ـ المحبي، خلاصة الأثر.
ـ كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ترجمة مجموعة من الباحثين (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1993).
ـ حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (مكتبة المثنى، بغداد).
Al-Khafaji (Ahmad ibn Mohammad-) - Al-Khafaji (Ahmad ibn Mohammad-)
الخفاجي (أحمد بن محمد -)
(977-1069هـ/1569-1659م)
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري، قاضي القضاة، وصاحب التصانيف في الأدب واللغة، من أسرة بني خفاجة، ويقول المحبّي إن والده يسمى خفاجي، ولد ونشأ بمصر، ووالده من قرية سرياقوس وهي من قرى الخانقاه بمصر، نشأ في حجر أبيه يعلمه ويؤدبه، كان شافعي المذهب، يجيد صناعتي النظم والنثر، حسن الإنشاء، وله أشعار جميلة.
قرأ الخفاجي على خاله أبي بكر الشنواني علوم العربية والنحو والمعاني والمنطق.وأخذ عن شيخ الإسلام في ذلك الوقت محمد بن أحمد الرملي، مفتي الشافعية في زمانه، مجدد القرن العاشـر، كما أخذ العلــم عن علي بن يحيى الزيادي وحضر دروسـه زمـانـاً طويلاً. أما إبراهيم العلقمي فقد قرأ عليه كتاب الشفا، وقرأ على علي بن خانم المقدسي، مجدد القرن الحادي عشر، أما الأدب والشعر، فقد قرأهما على جلة العلماء، كأحمد العلقمي، ومحمد الصالحي الشامي، وقرأ العروض على محمد المغربي، كما درس الطب على داود البصير الأنطاكي، صاحب «التذكرة» المشهورة، ورئيس الأطباء في زمانه.
أخذ عنه جماعة واشتهروا بالفضل، منهم، عبد القادر البغدادي، صاحب الكتاب المشهور بـ «خزانة الأدب»، وأحمد الحموي، مفتي الشافعية بحماه، وأخذ أحد تلاميذه عنه أصل كتاب «الريحانة» الذي سماه، «خبايا الزوايا فيما في الرجال من البقايا».
ارتحل شهاب الدين مع والده إلى الحرمين الشريفين، وأفادته رحلته هذه علماً تلقاه من شيوخ مكة، كعلي بن جار الله، والسفرابيني، ثم ارتحل بعدها إلى القسطنطينية، وأخذ عن العلماء الأتراك. ولي القضاء ببلاد (روم أيلي) ثم ولاه السلطان العثماني مراد قضاء (سالونيك) وبعد مدة رجع إلى مصر وتولى فيها القضاء، وعزل عن قضاء مصر فرحل إلى بلاد الروم ثانية، وفي أثناء رحلته هذه مر على دمشق، وأقام فيها مدة، ثم توجه إلى حلب، ولما وصل إلى بلاد الأتراك اصطدم بمفتيها يحيى بن زكريا، فأعرض هذا عنه لجرأته في الفتاوى وبعض طمعه، فأنشأ الخفاجي مقامة عرّض فيها بالمفتي، فكانت سبباً في نفيه من تركية إلى مصر، حيث استقر فيها وأعيد تعيينه فيها قاضياً، وأخذ يؤلف ويصنف، فتوافد الطلاب عليه، يستفيدون من علمه ومعرفته.
للخفاجي مجموعة من المؤلفات في حقول مختلفة من المعرفة ألفها في فترة استقراره منها: كتاب «الريحانة» ترجم فيه لمعاصريه على طريقة الثعالبي في اليتيمة، و«شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل»، و«شرح درة الغواص في أوهام الخواص» للحريري،و«طراز المجالس»، و«عناية القاضي وكفاية الراضي»، و«حاشية على تفسير البيضاوي»، ثمانية مجلدات، و«نسيم الرياض في شرح القاضي عياض»، في أربعة مجلدات.
أما المخطوط من مؤلفاته فهي: «خبايا الزوايا بما في الرجال من بقايا»، و«ريحانة الندمان».
ترك الخفاجي إضافة إلى مؤلفاته، ديوان شعر مازال مخطوطاً، وصف المحبي صاحب «خلاصة الأثر» شعره، فقال: وأشعاره ومنشآته مسلَّمة لا مجال للخدش فيها، وكل شعره مفروع في قالب الإجادة، ومن أجوده قصيدته الدالية المشهورة، وهي قوله:
قدَحتْ رعودُ البرق زنَدا
أضْرَمْنَ أشجاناً ووجدا
في فحمة الظلماء إذ
مدَّت على الخضراء بُردا
وأتى الشقيق بمجمرٍ
للروض أوقد فيه ندّا
وعلى الغدير مُفاضة
سردتْ له النسماتُ سردا
والقصيدة طويلة، ذكرها المحبي في الخلاصة، وأتبعها بقصيدة عينية لا تقل عنها طولاً، وذكر مقتطفات من شعره في فنون مختلفة، ثم ختم حديثه عنه بذكر وفاته التي تزامنت مع وفاة الفقيه الكبير محمد الشوبري، فقال أحمد الحموي يرثيهما:
مضى الإمامان في فقه وفي أدب
الشوبري والخفاجي زينة العرب
وكنت أبكي لفقد الفقه منفرداً
فصرت أبكي لفقد الفقه والأدب
محمود الربداوي
مراجع للاستزادة: |
ـ كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ترجمة مجموعة من الباحثين (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1993).
ـ حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (مكتبة المثنى، بغداد).