حميري (محمد عبد منعم)
Al-Himyari (Mohammad ibn abdul Mun’im-) - Al-Himyari (Mohammad ibn abdul Mun’im-)
الحميري (محمد بن عبد المنعم-)
(النصف الأول من القرن الثامن الهجري)
محمد بن عبد المنعم الحميري، أبو عبد الله ويعرف بابن عبد المنعم، عالم بالبلدان والسير والأخبار، اختلف في سنة مولده ووفاته ومع كل هذا يبقى الاحتمال الأرجح هو وفاته في النصف الأول من القرن الثامن الهجري.
وشبيه بهذا الخلاف ما دار حول موطنه؛ فلقد ظنه المقري أندلسياً، معولاً على اهتمامه بالأندلس أحداثاً وجغرافية. وأغلب الظن ما ذهب إليه لسان الدين وابن المقاسم في نسبة الحميري إلى سبتة، إذ هو مدفون هناك بمقبرة المنارة، فهما أقرب إليه زماناً من الأندلس والمغرب ثقافة ومكاناً.
أجمعت المصادر التي ترجمت للحميري، على قلة معلوماتها عنه، أنه كان رجل صدق، صالحاً عابداً، يتكثر في الأوراد في آخر حياته، لم يستظهر أحد في زمانه من اللغة ما استظهره، كحفظه كتاب «التاج» للجواهري، وكتاب سيبويه، وكان مشاركاً في الأصول، آخذاً في العلوم العقلية مع الملازمة للسنة، يعرف أبداً كلامه ويزنه. ومع بلوغه هذا الشأو من العلوم لم يذكر له مؤلف آخر غير كتاب «الروض المعطار» علماً أن أياً من المصادر لم يذكر شيئاً عن اهتمامه بشؤون البلدان أو بالجغرافية، ولا ندري أهي ثغرة أخرى في حياته كسابقتها، أم أنه حقاً اكتفى بهذا المؤلف الجغرافي، وحتى لو قبل ذلك يبقى غريباً عدم ذكره في المصادر التي ترجمت للحميري، وخاصة من القريبين من زمانه كابن القاسم الأنصاري السبتي ولسان الدين بن الخطيب. ولا يغني عن هذا وروده عند حاجي خليفة أو الزركلي، وممن تتلمذ الحميري على أيديهم الشيخان أبو إسحاق الغافقي (ت 749هـ)، وأبو القاسم بن الشاط (ت 723هـ).
أما كتابه الذي اشتهر به فثمة خلاف يسير في اسمه بين تنكير كلمة «روض» أو تعريفها، وكذلك بين (خبر الأقطار) أو (أخبار الأقطار) أو (ذكر الأقطار) وتتفق المخطوطات التي اعتمدها إحسان عباس وليفي بروفنسال على أنه «الروض المعطار في خبر الأقطار». ولقد حرص الحميري على أن يجعل من كتابه معجماً جغرافياً تاريخياً قاصراً اهتمامه، غالباً على الأماكن المشهورة التي تتصل بها قصة أو حكمة طريفة وصولاً إلى الخبر العجيب أحياناً. وعلة اهتمامه بالأحداث التاريخية رغبته في تجاوز كتاب «نزهة المشتاق» للإدريسي. ومع هذا فقد بقي ظل «نزهة المشتاق» واضحاً في كتابه. وقد رتب الحميري «روضه» على حروف المعجم حسب ترتيبها المشرقي، وساير الترتيب المغربي في داخل الحرف الواحد ومع حرصه الشديد على الإيجاز إلا أن اعتماده النقل بدلاً من التجربة الشخصية، جعلت قيمته لا تتعدى تكرار الموجود في المصادر السابقة عليه. ولكن بفقدان بعضها بقي (الروض) هو المعول عليه في بعض حوادث القرن السابع الهجري، إلى أن يتم العثور على بعض مصادره الأصلية. وجل الحوادث التي ذكرها الحميري في كتابه لا يتجاوز القرن السابع ما خلا حادثة واحدة في مادة (أيلة) تتجاوز المئة السابعة، إلى العاشرة. وفي ثبوت نسبتها إلى الحميري شك كبير، ولقد توفرت للكتاب طبعة علمية محققة قام بها إحسان عباس واستهلها بمقدمة تفصيلية عن المؤلف وعن الكتاب.
علي دياب
ـ الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق إحسان عباس (مكتبة لبنان، بيروت 1975).
ـ حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (دار الفكر للطباعة، بيروت 1990).
Al-Himyari (Mohammad ibn abdul Mun’im-) - Al-Himyari (Mohammad ibn abdul Mun’im-)
الحميري (محمد بن عبد المنعم-)
(النصف الأول من القرن الثامن الهجري)
محمد بن عبد المنعم الحميري، أبو عبد الله ويعرف بابن عبد المنعم، عالم بالبلدان والسير والأخبار، اختلف في سنة مولده ووفاته ومع كل هذا يبقى الاحتمال الأرجح هو وفاته في النصف الأول من القرن الثامن الهجري.
وشبيه بهذا الخلاف ما دار حول موطنه؛ فلقد ظنه المقري أندلسياً، معولاً على اهتمامه بالأندلس أحداثاً وجغرافية. وأغلب الظن ما ذهب إليه لسان الدين وابن المقاسم في نسبة الحميري إلى سبتة، إذ هو مدفون هناك بمقبرة المنارة، فهما أقرب إليه زماناً من الأندلس والمغرب ثقافة ومكاناً.
أجمعت المصادر التي ترجمت للحميري، على قلة معلوماتها عنه، أنه كان رجل صدق، صالحاً عابداً، يتكثر في الأوراد في آخر حياته، لم يستظهر أحد في زمانه من اللغة ما استظهره، كحفظه كتاب «التاج» للجواهري، وكتاب سيبويه، وكان مشاركاً في الأصول، آخذاً في العلوم العقلية مع الملازمة للسنة، يعرف أبداً كلامه ويزنه. ومع بلوغه هذا الشأو من العلوم لم يذكر له مؤلف آخر غير كتاب «الروض المعطار» علماً أن أياً من المصادر لم يذكر شيئاً عن اهتمامه بشؤون البلدان أو بالجغرافية، ولا ندري أهي ثغرة أخرى في حياته كسابقتها، أم أنه حقاً اكتفى بهذا المؤلف الجغرافي، وحتى لو قبل ذلك يبقى غريباً عدم ذكره في المصادر التي ترجمت للحميري، وخاصة من القريبين من زمانه كابن القاسم الأنصاري السبتي ولسان الدين بن الخطيب. ولا يغني عن هذا وروده عند حاجي خليفة أو الزركلي، وممن تتلمذ الحميري على أيديهم الشيخان أبو إسحاق الغافقي (ت 749هـ)، وأبو القاسم بن الشاط (ت 723هـ).
أما كتابه الذي اشتهر به فثمة خلاف يسير في اسمه بين تنكير كلمة «روض» أو تعريفها، وكذلك بين (خبر الأقطار) أو (أخبار الأقطار) أو (ذكر الأقطار) وتتفق المخطوطات التي اعتمدها إحسان عباس وليفي بروفنسال على أنه «الروض المعطار في خبر الأقطار». ولقد حرص الحميري على أن يجعل من كتابه معجماً جغرافياً تاريخياً قاصراً اهتمامه، غالباً على الأماكن المشهورة التي تتصل بها قصة أو حكمة طريفة وصولاً إلى الخبر العجيب أحياناً. وعلة اهتمامه بالأحداث التاريخية رغبته في تجاوز كتاب «نزهة المشتاق» للإدريسي. ومع هذا فقد بقي ظل «نزهة المشتاق» واضحاً في كتابه. وقد رتب الحميري «روضه» على حروف المعجم حسب ترتيبها المشرقي، وساير الترتيب المغربي في داخل الحرف الواحد ومع حرصه الشديد على الإيجاز إلا أن اعتماده النقل بدلاً من التجربة الشخصية، جعلت قيمته لا تتعدى تكرار الموجود في المصادر السابقة عليه. ولكن بفقدان بعضها بقي (الروض) هو المعول عليه في بعض حوادث القرن السابع الهجري، إلى أن يتم العثور على بعض مصادره الأصلية. وجل الحوادث التي ذكرها الحميري في كتابه لا يتجاوز القرن السابع ما خلا حادثة واحدة في مادة (أيلة) تتجاوز المئة السابعة، إلى العاشرة. وفي ثبوت نسبتها إلى الحميري شك كبير، ولقد توفرت للكتاب طبعة علمية محققة قام بها إحسان عباس واستهلها بمقدمة تفصيلية عن المؤلف وعن الكتاب.
علي دياب
مراجع للاستزادة: |
ـ حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (دار الفكر للطباعة، بيروت 1990).