نصب الابهام في واجهة فندق مهم في قلب بغداد الجدل

نصب الابهام في واجهة فندق مهم في قلب بغداد اثار جدلا كبيرا واعتراضات مهنية وهذا الحدث فرصة لتبيان الحال الذي اركس فيه الفن التشكيلي في العراق لاسباب منوعة توجت بتنفيذ عدد من الاعمال غير اللائقة وغير الملبية لشروط الابداع والتي لم تخضع لتحكيم ذوق فني مهني احترافي ومع ذلك وضعت في اماكن عامة لتشوه الذائقة البصرية وتعكس صورة حقيقية عن تسلل الخراب والمحسوبية واللامهنية الى هذه المنطقة الثقافية بالعراق التي كانت تفتخر وتتباهى بانها الحصن الاكثر رصانة وصمودا امام عاديات الخرابات والنكسات التي ميزت حياة البلد والفئة الابداعية فيه على وجه التخصيص - والغريب ان هذا العمل البائس ليس هو الاول في مستواه الضحل - فهو عمل منسوخ بطريقة بائسة عن عمل عالمي معروف ومشهور جدا - يأتي ضمن تقبل سرى في الفن التشكيلي العراقي لمثل هذه الظواهر -علما بانه تم
عرض ماهو اسوأ واشد قبحا واكبر حجما واكثر تكلفة مالية واشد مخالفة لابسط اعراف الفن التشكيلي سيما في حاضنة علمت العالم كيف يرى الجمال منذ الاف السنين - جزء مهم من هذا الحال البائس تتحمله وزارة الثقافة التي لاترى في الفن التشكيلي الا فعالية تجمع فيها اللوحات والتماثيل يحضرها المسؤول ويصفق الجمهور ويوثق المصور ويذهب كل الى حال سبيله والدليل ان الوزارة لم تقتني ولو عملا واحدا للمتحف اليتيم الذي تناهبت منشاته مراكز الوزارة الادارية في تسابق محموم بين دوائر الوزارة للظفر باكبر مايمكن من الفضاءات والمداخل على حساب مساحات العرض - فضلا عن غياب دور المؤسسات التخصصية في هذا المجال - يضاف الى ذلك عتبة مهمة جدا تتمثل في طبيعة الانتاج الفني التشكيلي العراقي اليوم وكيف يصطبغ بالاستسهال والسرعة وغياب التقاليد التي اسهم في خرابها عدد من التشكيليين لاسباب قد تكون خارج ارادتهم بمقدمها حاجتهم للمادة الامر الذي ارسل صورة مشوهه للجهات النافذة في الدولة وفي ما تبقى من دائرة الاقتناء جعلت من الفن التشكيلي في ذيل قائمة الاهتمامات ان لم يكن خارجها تماما قياسا بالاجناس الابداعية المجاورة كالرياضة والشعر والدراما - دعوة صادقة نطلقها من هنا لتشكيل فريق احترافي مهني تخصصي لتقييم كل ماتم تنفيذه تشكيليا في الفضاءات العامة او على جدران المؤسسات الرسمية رسما ونحتا وخزفا وعمارة لحد الان وهو كم كبير ونو ع يتضمن كوارث حقيقية لاتتضمن ابسط شروط الابداع والجمال والتميز وتكون من بين مهماته الاشراف على ما سيتم انجازه مستقبلا حفاظا على ماتبقى من ماء وجه التشكيل العراقي -