الزقورات التي بنيت في مدن المشرق ومنها ماري، كان من غايتها، رصد النجوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزقورات التي بنيت في مدن المشرق ومنها ماري، كان من غايتها، رصد النجوم

    وفي مجال مراقبة الأفلاك والنجوم لغايات استطلاعية واعتقادية أيضاً، نشير إلى أن الزقورات التي بنيت في مدن المشرق ومنها ماري، كان من غايتها، رصد النجوم كما أنها أبراج مراقبة. وثمة معابد كانت تحتوي على حجرة خاصة للمنّجمين تعرف باسم " بت تَمَرْتي " أي بيت الرصد، حيث كانوا يراقبون القمر ويرصدونه، وقد عثر على مدونة في مواقع المشرق تمتلك فرادتها كون أنها تشكّل موجزاً استرولوجياً قديماً، جاء تحت اسم " عندما آنووانليل " ويعتقد أنه يعود إلى فترة الفاعلية السومرية في الجناح الرافدي. وقد قّسمت هذه المدونة العالم آنذاك إلى أربعة أقسام: بلاد أكاد، عيلام، سوبرتو، أمورو، والغريب أن هذا التقسيم يعود إلى الحقب الأولى في حين يرد أسماء ملوك أكاديين مثل ريموش وإبيسين، ثم نجد ذكراً للحثيين والأخلامو، بما يحمل على الظن أن هذه المدونة شهدت على مر القرون التالية إضافات وزيادات اشتملت على ملاحظات دونتها أجيال لاحقة من المنجمين "( 18 )
    وهذا ما يقدم دليلاً على التواصل الذهني / الاعتقادي لحضارة المشرق العربي.
    كانت مراقبة القمر ورصده من أساسات العرافة، وكان لمواعيد بزوغه أو احتجابه أو تغير شكله انعكاساً على حياة المدينة ومصيرها كما ساد الاعتقاد آنذاك.
    فنقرأ في أحد النصوص:
    " في هذا الشهر، إذا شوهد القمر في اليوم السابع والعشرين كما يشاهد في أول يوم بزوغه، كان هذا شؤم على عيلام. وإذا شوهد في اليوم الثامن والعشرين كما يشاهد في أول بزوغه، كان ذلك شؤم على أمورو "( 19 )
    " إذا شوهدت الشمس والقمر معاً في اليوم الثالث عشر، فمعنى ذلك الفتنة وبوار التجارة، وتطأ البلاد قدمُ عدوّ، وينهب العدو كل شيء.
    وإذا شوهدت الشمس والقمر معاً في اليوم الرابع عشر، فهذا يبشر بالازدهار، ويعّم الفرح البلاد "( 20 )
    وكانت من الحوادث الأكبر دفعاً للتشاؤم والخوف، خسوف القمر، وقد حفلت وثائق المشرق بذكر هذه الظاهرة لا بل وثمة أسطورة تتحدث عن هذه الظاهرة.
    ويتحدث رقيم طقسي عن حالة خسوف القمر وما يجري خلالها في المدن المشرقية:
    " يوم خسوف القمر، يعمد كهان بيوت الآلهة تيرّانا إلى جَراكّو / مذبح / ويجعلونه في بيت ألهتهم. وعندما يخفت الضوء، يصرخون بصوت عال ألا تقترب كارثة أو فتنة أو خسوف من أوروك والقصر وحَرَمي إنانا وبيوت آلهة تيرانا، وأن يرفعوا أصواتهم بالنواح، ويصرخوا بصوت عال حتى ينجلي الكسوف ".
    ويرافق هذا المجيء بالآلات الموسيقية المقدسة من المعابد:
    " يوم الخسوف، ليخرجوا من البيت الـ " هالهالتو " النحاسي / آلة موسيقية / والـ " إرّشِمّا " النحاسية، والـ " ليليسو " النحاسي ".( 21 )
    أما عن زمن حصول الخسوف وانعكاسه على الممالك والمدن المشرقية نقرأ في النصوص:
    " إذا حدث الخسوف في شهر نيسان، وفي الهزيع الأول من الليل، يكون دمار ويقتل الأخ أخاه.
    وإذا حدث في شهر أيار، يموت الملك ولا يخلفه ابنه على العرش.
    وإذا حدث في تموز، أخصب الزرع وارتفعت الأسعار.
    وإذا حدث في آب أرسل أدد طوفاناً على البلاد ".( 22 )
    أما عن الرعد، وهو صوت الإله أدد، فكان زمن حصوله ذو معنى على حياة المملكة أو المدينة، وتشير النصوص المشرقية إلى هذا الأمر:
    " عندما يُسِمع أدد صوته في شهر نيسان، يكون ذلك إيذاناً بانتهاء حكم العدو.
    وعندما يحدث في تموز، يخصب الزرع.
    وعندما يحدث في آذار، تخرج البلاد عن الملك.
    وعندما يرعد مثل كلب كبير، ينهض ( الأعداء ) ولا من يباريهم.
    وعندما يزأر كالليث، يسقط الملك ".( 23 )
يعمل...
X