من يقرأ روايات الإخباريين العرب والمسلمين، فيما خص الفتوح الإسلامية لبلاد الشام يلحظ أن معظم الجيش الإسلامي الفاتح، كان من القبائل البدوية.. حتى تحضرني الآن وقائع لما ذكره الواقدي في كتابه فتوح الشام، حيث يذكر أن الكتائب الإسلامية المقاتلة كانت تتجمع أمام أبو بكر استعداداً لفتح الشام، حيث وقفت قبيلة حميّر / وهي من اليمن / وانطلق رجل القبيلة وهو ذو الكلاع الحميّري في إنشاد أبيات من الشعر منها: " دمشق لي دون كل الناس أجمعهم
وساكنيها سأهويهم إلى العطب "
الآن، واستناداً إلى علم الاجتماع الإنساني، فنحن أمام ثقافة صحراوية، تسعى لفتح بلاد الشام، ذات الثقافة المتحضرة في سياقاتها المتعددة / زراعة – المدنية التجارية – الرعوية /. بناء على ذلك ماذا قدمت ثقافة الفتح الإسلامي لبلاد الشام، وماذا استطاعت حضارة بلاد الشام تقديمه للأولى .. ؟
هذا سؤال شائك، وأنا لا أريد أن أخوض في تفاصيل الحديث عنه، لأنه لا يدخل في دائرة بحوثي الخاصة. لذلك لا أعتقد بأني سأضيف أشياء كثيرة ذات أهمية بالنسبة لهذا الموضوع. ولكن ما أود أن أشير إليه هو أن خلافاً للتصور، أولاً، من حيث تنوع البيئات في البلاد العربية، في الجزيرة العربية. المجتمعات العربية التي وجدت قبل الإسلام لم تكن مجتمعات بدوية وحسب.
يثرب، المدينة مثلاً، مكة، تيماء، دومة الجندل.. إلخ.. هذه مدن ومواقع مدنية تجارية، دومة الجندل.. تيماء، شبيهة بتدمر، ولكن على نطاق أضيق، يثرب مركز حضاري مهم جداً. مكة، مدينة ذات معبد، صحيح أن النظام هو نظام عائلي قبلي، صنعاء مدينة حضارية.
هذه البلاد لها تجارة ولها علاقات ولها اتصالات ولم تنقطع الصلة بين الشام وبين اليمن، يعني بين الشمال وبين الجنوب. حتى لغوياً، هناك مثلاً بعض البحوث اللغوية تبين أن اللغة العربية الجنوبية تركت آثارها في اللغة العربية الشمالية. تحرك اليمنيين واستقرارهم في بعض المناطق على طرق القوافل المؤدية إلى الشمال، ترك آثاراً للثقافة اليمنية على الطريق، معين وهي معان، جَرْشْ وجَرَشْ مثلاً.. الأشياء موجودة..
د. محمد حرب فرزات -
حوارات في الحضارة السورية
وساكنيها سأهويهم إلى العطب "
الآن، واستناداً إلى علم الاجتماع الإنساني، فنحن أمام ثقافة صحراوية، تسعى لفتح بلاد الشام، ذات الثقافة المتحضرة في سياقاتها المتعددة / زراعة – المدنية التجارية – الرعوية /. بناء على ذلك ماذا قدمت ثقافة الفتح الإسلامي لبلاد الشام، وماذا استطاعت حضارة بلاد الشام تقديمه للأولى .. ؟
هذا سؤال شائك، وأنا لا أريد أن أخوض في تفاصيل الحديث عنه، لأنه لا يدخل في دائرة بحوثي الخاصة. لذلك لا أعتقد بأني سأضيف أشياء كثيرة ذات أهمية بالنسبة لهذا الموضوع. ولكن ما أود أن أشير إليه هو أن خلافاً للتصور، أولاً، من حيث تنوع البيئات في البلاد العربية، في الجزيرة العربية. المجتمعات العربية التي وجدت قبل الإسلام لم تكن مجتمعات بدوية وحسب.
يثرب، المدينة مثلاً، مكة، تيماء، دومة الجندل.. إلخ.. هذه مدن ومواقع مدنية تجارية، دومة الجندل.. تيماء، شبيهة بتدمر، ولكن على نطاق أضيق، يثرب مركز حضاري مهم جداً. مكة، مدينة ذات معبد، صحيح أن النظام هو نظام عائلي قبلي، صنعاء مدينة حضارية.
هذه البلاد لها تجارة ولها علاقات ولها اتصالات ولم تنقطع الصلة بين الشام وبين اليمن، يعني بين الشمال وبين الجنوب. حتى لغوياً، هناك مثلاً بعض البحوث اللغوية تبين أن اللغة العربية الجنوبية تركت آثارها في اللغة العربية الشمالية. تحرك اليمنيين واستقرارهم في بعض المناطق على طرق القوافل المؤدية إلى الشمال، ترك آثاراً للثقافة اليمنية على الطريق، معين وهي معان، جَرْشْ وجَرَشْ مثلاً.. الأشياء موجودة..
د. محمد حرب فرزات -
حوارات في الحضارة السورية