غزة "حانونو"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غزة "حانونو"

    غزة "حانونو"

    بشار خليف

    لم تَغِبْ عن وعيها، كانت كالمدينة التي صالحت البحر مع الصحراء لئلا يجفَّ نبعها.
    هناك في الشمال السوري وشوشتْ إبلا وثائقها أن ثمة 300 ألف لتر من النبيذ، وكمياتٍ ضخمةٍ من زيتِ الزيتون ستأتي من منطقة غزة.
    لن تجوع مدينة احترمتْ أرضها.
    تحكي الحكاية عن جغرافيا اسمها "شاروهين"، تنام في جنوب غزة، هربَتْ إليها جموع الهكسوس الفارّين من مصر، مصر المتألمة والضعيفة صنعتْ دمى للمدن.
    في ضعفها لجأتْ إلى السحر والتعاويذ لدرء المخاطر وقمع أعدائها، نصوص اللعن الفخارية والتماثيل الصغيرة من الطين التي تمثلُ شيوخَ المدن المعادية لمصر، منها "شاروهين" وغزة التي كانت مركزاً هكسوسياً بامتياز. سوف يَعمد المصريون للانتقام عبر تحطيم التماثيل وإلقاءها في النار، ولكن، لم يمت الأعداء، لم تمتْ المدن.
    بعد حين، المصري "احمس"، الملك الغاضب، لاحقَ فلول الآسيويين، قيل: دمّرَ شاروهين.
    دوماً، مدن البحار تحمل صفة الموج وملوحته، لكن العذوبة ستحلُّ حين تصير غزة عاصمة لمقاطعة كنعان في 1438 ق.م.
    البلاد الجريحة انتدبت نفسها على بلاد الشام وقسمتها ثلاث ولايات: \ القرن الرابع عشر ق.م \
    - ولاية أمورو (صُمُر) في الشمال.
    - ولاية خزة (غزة) في الجنوب.
    - ولاية كومد (كامد اللوز) في لبنان تماماً، في الوسط.
    الجرح المصري تنبّهَ إلى العمق الشامي وأهميته لأمان بناة الأهرامات وأسياد وادي الملوك.
    يهدأ كل شيء، المدن، البحر، آسيويون طارئون، حتى الألفية الأولى قبل الميلاد، قطبان ومنطقة نفوذ،
    آشوري بدمٍ حامٍ يريد السباحة في بحر غزة، ومصري أمانهُ فيها أيضاً.
    تجلات فلاصر الثالث ملك آشور، 745- 727 ق.م يجتاح بلاد الشام، عمقُ آشور الأمني، يأخذ غزة وعسقلان إلى نداء المشرق.
    حروب على مدى النظر، والمدينة في مهبٍّ بين الانتماء والاحتواء.
    ماتت غزة، عاشت غزة.
    فُرْسٌ، يونانيون، إسكندر مقدوني يحاصرها لشهرين وتسقط على وقْعِ جراح القائد اليوناني.
    قيل: حين جرحتْ غزة الاسكندر المقدوني.
    "باتيس" Batis، القائد الذي وقفَ بوجه جيوش الإسكندر وقاومها مقاومة عنيفة، في حوالي سنة "332 ق. م." كان رجلاً عربياً اسمه "باطش" أي الفاتك. ويستدلون على ذلك بورود اسم رجل في الكتابات النبطية، هو "بطشو"، أي "باطش". وقد حرّف ذلك الاسم فصار Batis.
    بقيتْ المدينة تستدرج البحر لسفن جديدة، تُحابي الصحراء من أجل القوافل.
    أنباط هنا، عرب هناك، من المرِّ والتوابل والبخور من جنوبي الجزيرة العربية، والمنسوجات الحريرية الفاخرة من دمشق وغزة، والحناء من عسقلان، والأواني الزجاجية والأرجوان من صيدا وصور، واللؤلؤ من الخليج العربي.
    قامتْ غزة بوجه عربيٍّ.
    قيل أيضاً: ميناء المدينة كان مقصد تجار يثرب ومكة حتى عند ظهور الإسلام.
    تماثيل "غزة" في فلسطين، السوق المهمة التي يَفِد إليها العرب للاتجار، وفيها معروضات يونانية وغيرها، ينقلها التجار إلى جزيرة العرب، وفي جملتها الأصنام التي أثّرتْ في الفنانين العرب.
    "هاشم" جدُّ الرسول العربي كان يتاجر مع بلاد الشام، ويصل بتجارته إلى "غزة".
    مات حين تجارته: قالوا: غزة هاشم.
    والد الرسول "عبد الله" توفي وهو في طريقه من. "غزة" إلى مكة.
    تجارة وموت وبقاء، كصعود موج وهبوطه، كغزة \ خزة \ حين شاءت أن تكون لتبقى كما للبقية مايبقى.
    غزة "سلبل"، ملكها زمن أسر حدون الآشوري
    غزة "حانونو"، ملكها أيضاً.
    مَلَكتْ غزة ألأَيمانَ نحو أبد الآبدين.

    بشار خليف. 8\3\ 2024
يعمل...
X