20 عاماً على رحيل «جميلة الجميلات» ..
ليلي فوزي .. شريط سينمائي من الدموع
والأفراح والانكسارات
«سينماتوغراف» ـ وجدي الكومي
"كل شيء ممنوع في الدنيا إلا الحب.. إلا الحب".. تكرر هذه العبارة في فيلمها الذي كان بمثابة انطلاقها الفني الأول، تكررها وراء الموسيقار محمد عبد الوهاب، لتكتب لنفسها اسماً في طريق طويل، ستتخلله دموعها، وسيتخلله أيضاً أفراح كثيرة، وانكسارات أكثر.
تطالعك صورتها من بين أوراق الصحف القديمة، تتحسس بأناملك موضع ملامحها، وشامة الحسن على ذقنها، تستعيد ألقابها، وتشعر أنه من الظلم، أن يتم حصرها في لقب "جميلة الجميلات". لم تكن مجرد جميلة، بل كانت حياتها مسرحاً حقيقياً لدراما هائلة، وهي التي لم تقف يوماً على خشبة المسرح، ولماذا تقف وفصول حياتها قصصاً ممتلئة بالدموع والحنين، والحزن المرير..
إنها ليلى فوزي التي وٌلدت في الأستانة، في تركيا، العام 1926، لأسرة ثرية، والدتها تنتمي إلى منطقة "بني كاي" القريبة من أشهر المدن التركية اسطنبول، ووالدها تاجر الأقمشة المصري الذي رفض أن تحمل اسمه في أولى تجاربها السينمائية مع نيازي مصطفى في دور صغير في فيلمه "مصنع الزوجات" و"محطة الأنس" من إخراج عبد الفتاح حسن، في الفيلمين كانت تحمل اسم ليلى رضا، وبعدها ستسترد اسمها ليلى فوزي في أولى تجاربها الفنية مع المخرج محمد كريم حينما وقفت لأول مرة أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "ممنوع الحب".
إذا وضعنا تصوراً مختلفاً لخط حياتها، مثلاً لم تتزوج عزيز عثمان في صغرها، وتزوجت فريد الأطرش بدلاً منه، هل كانت ستعاني ما عانته؟ عجيب أن يرفض والدها خطبة فريد الأطرش، بعد فيلمهما معاً "جمال ودلال" العام 1945، متعللاً بصغر سنها، ويوافق على زواجها من المطرب عزيز عثمان العام 1947 الذي كان يفوقها سنا، فتعيش ليلى فوزي معه حياة تجتاحها الغيرة، وتعصف بها أهواء الزوج الذي حقق شهرته بعد فيلمه مع نجيب الريحاني "لعبة الست" والذي غنى فيه أغنيته "بطلوا دا واسمعوا دا" فصارت ملتصقة باسمه.
لم يعرف أحد ماذا غنى أو أية أعمال قدمها عثمان بعد هذه الأغنية، فقط طبقت شهرته الآفاق، ثم انتقلت من صفحات النجوم، إلى صفحات الحوادث، بعدما بدأت المنازعات بينه وبين ليلى فوزي. كانت غيرته عليها، سببا واضحاً في الخلافات، وهو ما جعل ليلى تترك بيتها أكثر من مرة، وتعود إلى بيت عائلتها، وتتابعها المجلات الفنية الصادرة آنذاك، وترصد أين تجلس في حفلات الأفلام في جوار زوجها المستقبلي أنور وجدي.. تصاعد خلافها مع عزيز عثمان، وباتت المجلات الفنية تتحدث عن الانفصال.
تُصرح ليلى فوزي عام 1954، أنها لا تفكر في زوجها المستقبلي، قبل أن تحصل على الطلاق من عزيز عثمان، وتوميء مجلة "الجيل الجديد" في تقرير نميمة نشرته قبل الطلاق أن الأوساط الفنية تتبادل أخبار عن اعتزام أنور وجدي الزواج من ليلى فوزي، فور طلاقها من عزيز، في استحياء تنكر ليلى الشائعة، وتقول إن أي حديث عن مشروعات زواجها المستقبلي لا علاقة له مطلقاً بانفصالها عن عزيز.
تنكر ليلى ما يتنفسه الجميع مع الهواء، قصة حبها لأنور وجدي، كانت علاقة الحب هناك، يستطيع العابرون أن يحسوها، ويشعروا بخفقات قلبها تجاه الممثل الوسيم، الذي كان طلق بطلة أفلامه ليلى مراد..
تقول مجلة "الجيل" في إشارة خبيثة إلى قصة الحب: "جلست ليلى فوزي في حفلة العشاء التي أقامها حسن الإمام لأبطال فيلم "قلوب الناس" في جوار أنور وجدي بطل الفيلم".
تحصل ليلى بمشقة على الطلاق من عزيز، يقفان أمام المحاكم، وتنشر الصحف عن وقائع المحاكمة المثيرة، ومطلب وكيلها بأن تكون الجلسة سرية، ولا ينتهي الأمر عند ذلك، بل تطاردها الصحافة الفنية، حينما تتزوج حبيبها أنور وجدي، ويسافران لقضاء شهر العسل. تلومها الصحافة على أنها لم تحترم وفاة زوجها السابق عزيز عثمان، ولم تأخذ الحداد عليه.
تتحول ليلى فوزي إلى أرملة خائنة في عين الصحافة، فيضطر أحدهم و-ربما هي - أن يكتب في الأخبار مقالاً مطولاً يوم 17 يوليو 1954 بعنوان "دفاعاً عن ليلى فوزي" يقول فيه:
"الرأي العام كله ساخط على ليلى فوزي لأنها تركت زوجها عزيز عثمان قبل أن يجف دمه في التراب، وسافرت مع أنور وجدي إلى أوروبا لقضاء شهر العسل، وأنا كصديق لليلى أحب أن أدافع عن المرأة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فما يؤلم المرأة أن تكشف للناس عن حقيقة حياتها الخاصة حتى لو كان هذا الأمر يؤدي إلى أن تنال أمام الرأي العام حكم البراءة".
وعلى الرغم من جدية المقال المنشور في "الأخبار" للدفاع عن ليلى فوزي من الهجوم الذي نالها بسبب اقترانها بأنور وجدي، إلا أن هذا المقال كشف من حيث لم يشأ، أنها استخدمت زيجة عزيز عثمان لتصعد إلى عنان السماء فنياً، فيقول كاتب المقال: "كان عزيز في الخريف، وكانت ليلى في الربيع، لم يكن بينهما هذا الحب الجبار، كان ما بينهما عقد رسمي بين نجم ووكيل أعماله، أفادت بزواجه منه أن عرفت كبراء ووجهاء، جلست في مجالس السياسة وأصبحت دارها ناديا وصالونا اجتماعيا، يقصده الوزراء السابقون والكتاب، ولكن ليلى فوزي لم تر في هذه الحياة سعادة أو بهجة - حسبما يقول كاتب المقال - بل كانت تجلس إلى مائدة القمار، فترى أموالاً تذهب وتجيء، وكان عزيز عثمان يمّن عليها أنه رفعها من وهدة الفن إلى قمته، ليلى ملت هذه الحياة الصاخبة، وكانت تشعر أن فارق السن بينهما يجعلها تضطر للتمثيل في بيتها كما تمثل في السينما، وكانت مفاوضات الطلاق بين ليلى وعزيز أشبه بمفاوضات الجلاء حيث كان عزيز يملي شروطه كما يملي الإنكليز شروطهم.
لكن سعادة ليلى فوزي لا تكتمل، تعود من أوروبا بنعش أنور وجدي بعد رحلة علاج فاشلة، تتصدر أخبارها صفحات الحوادث عام 1955، حين تصبح بطلة لقصص النزاع القضائي على تركة أنور مع والدته، وشقيقاته. بعد وفاته حاورتها مجلة "الكواكب" ونشرت صوراً لها ترتدي ملابس الحداد، أنكرت في الحوار شائعة أن تركة أنور وجدي بلغت نصف مليون جنيه، وأنه خص ليلى مراد ببوليصة تأمين على حياته.
قالت ليلى للصحافي حسين عثمان الذي حاورها، إنها ستظل حزينة على أنور وجدي إلى آخر لحظة في حياتها، لكن، في الشهر نفسه الذي ظهر فيه هذا الحوار يوليو 1955، كانت مجلة "آخر الساعة" تنشر قصة عن شائعات تتحدث عن قرب اقتران ليلى فوزي بنجل شريك أنور وجدي محمود عطية، الذي كان مديراً لشركة أفلام أنور وجدي.
كانت الصحافة الفنية شغوفة بليلى فوزي، وجعلت من قصة عرسانها مادة صحافية تلوكها كلما نفدت أفكار رؤوس تحريرها، لكن ليلى لا تلتفت للمنازعات القضائية التي تجعل والدها يتولى أمرها، ولا تلتفت لاهتمام الصحافة بعريسها المقبل، وتنهمك فوراً في فيلم سينمائي تخلّد به قصة حبها مع أنور وجدي، وهو فيلم "طريق الدموع" الذي يلعب فيه كمال الشناوي دور "أنور"، عام 1961.
من بين زياراتها العديدة للخارج، تزور ليلى بيروت العام 1951، وقد اهتمت بها وسائل الاعلام على نحو جيد، في العام 1957 ستسافر مرة أخرى إلي بيروت لتتقلد وسام الاستحقاق اللبناني من رئيس الوزراء سامي الصلح آنذاك، بالتزامن مع عرض فيلمها "الأرملة الطروب".
واللافت قدرة ليلى وسط كل هذه الخطب والمحن أن تجوّد من أدائها الفني، على الرغم من صعوبة ما تلقته من نقد على طريقة نطقها اللغة العربية في فيلم "الناصر صلاح الدين"، يكتب الناقد الفني الراحل سعد الدين توفيق يلومها على لكنتها التركية الواضحة، ويقول إنها تتقيأ جمل الحوار من دون انفعال حقيقي معتمدة على جمالها في دورها "فيرجينيا، جميلة الجميلات".
تذهب ليلى إلى سعد في مكتبه في دار الهلال المصرية، لتلومه على مقاله القاسي، فينصحها بتعلم فن الإلقاء. تتعاقد ليلى فوزي مع عبد الوارث عسر، والدكتور أحمد البدوي أستاذ الإلقاء في معهد التمثيل، وتدرس على يديهما فن الإلقاء لمدة ستة أشهر، وتتعلم نطق اللغة العربية نطقا سليما، لتتغلب على اللكنة التركية، وهو ما جعلها منافسة قوية لنجمات جيلها، مريم فخر الدين، وفاتن حمامة، ومديحة يسري.
اعتزلت ليلى فوزي السينما بإراداتها، شائعات رجحت أن جلال معوض زوجها الثالث هو الذي ضغط عليها لتبتعد، كان لا يحب مشاهدة أفلامها، يعترف بذلك في حوار أجرته مجلة "آخر ساعة" في 14 أغسطس 1963، مع ليلى بمناسبة عودتها من رحلة موسكو مع يوسف شاهين، وصلاح ذو الفقار، كانوا قد ذهبوا للمشاركة في مهرجان الفيلم العالمي، صدرّت المجلة حوار إيريس نظمي مع ليلى فوزي بمانشيت تتباهى فيه ليلى بأنها قابلت "فالنتينا" رائد الفضاء الروسي.
يرحل بعد ذلك جلال معوض إلى ليبيا، وبصحبته ليلى في رحلة غياب تقصيها قسراً عن السينما لسنوات، تعود بعدها بفيلم "أمواج بلا شاطيء" عام 1974. تقول مجلة "آخر ساعة" في حوار آخر (16 أكتوبر نفس العام)، إن الفيلم يمثل عودة ليلى إلى الشاشة بعد غياب خمس سنوات منذ آخر أدوارها في فيلم حسين الإمام "دلال المصرية" العام 1969، قضت ليلى هذه السنوات بجوار زوجها الإذاعي جلال معوض عندما كان يعمل في ليبيا.
شاركت ليلي فوزي في حوالي 85 فيلمًا سينمائيًا و40 مسلسلًا تليفزيونيًا، وكان من أواخر أدوارها السينمائية المتميزة دورها الصامت في فيلم «ضربة شمس» عام 1979، و«الملائكة» في 1983 ثم توقفت تمامًا بعد ظهور ما يسمى بأفلام المقاولات، وفي هدوء ترحل عن دنيانا يوم 12 يناير 2005.
https://cinematographweb.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
ليلي فوزي .. شريط سينمائي من الدموع
والأفراح والانكسارات
«سينماتوغراف» ـ وجدي الكومي
"كل شيء ممنوع في الدنيا إلا الحب.. إلا الحب".. تكرر هذه العبارة في فيلمها الذي كان بمثابة انطلاقها الفني الأول، تكررها وراء الموسيقار محمد عبد الوهاب، لتكتب لنفسها اسماً في طريق طويل، ستتخلله دموعها، وسيتخلله أيضاً أفراح كثيرة، وانكسارات أكثر.
تطالعك صورتها من بين أوراق الصحف القديمة، تتحسس بأناملك موضع ملامحها، وشامة الحسن على ذقنها، تستعيد ألقابها، وتشعر أنه من الظلم، أن يتم حصرها في لقب "جميلة الجميلات". لم تكن مجرد جميلة، بل كانت حياتها مسرحاً حقيقياً لدراما هائلة، وهي التي لم تقف يوماً على خشبة المسرح، ولماذا تقف وفصول حياتها قصصاً ممتلئة بالدموع والحنين، والحزن المرير..
إنها ليلى فوزي التي وٌلدت في الأستانة، في تركيا، العام 1926، لأسرة ثرية، والدتها تنتمي إلى منطقة "بني كاي" القريبة من أشهر المدن التركية اسطنبول، ووالدها تاجر الأقمشة المصري الذي رفض أن تحمل اسمه في أولى تجاربها السينمائية مع نيازي مصطفى في دور صغير في فيلمه "مصنع الزوجات" و"محطة الأنس" من إخراج عبد الفتاح حسن، في الفيلمين كانت تحمل اسم ليلى رضا، وبعدها ستسترد اسمها ليلى فوزي في أولى تجاربها الفنية مع المخرج محمد كريم حينما وقفت لأول مرة أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "ممنوع الحب".
إذا وضعنا تصوراً مختلفاً لخط حياتها، مثلاً لم تتزوج عزيز عثمان في صغرها، وتزوجت فريد الأطرش بدلاً منه، هل كانت ستعاني ما عانته؟ عجيب أن يرفض والدها خطبة فريد الأطرش، بعد فيلمهما معاً "جمال ودلال" العام 1945، متعللاً بصغر سنها، ويوافق على زواجها من المطرب عزيز عثمان العام 1947 الذي كان يفوقها سنا، فتعيش ليلى فوزي معه حياة تجتاحها الغيرة، وتعصف بها أهواء الزوج الذي حقق شهرته بعد فيلمه مع نجيب الريحاني "لعبة الست" والذي غنى فيه أغنيته "بطلوا دا واسمعوا دا" فصارت ملتصقة باسمه.
لم يعرف أحد ماذا غنى أو أية أعمال قدمها عثمان بعد هذه الأغنية، فقط طبقت شهرته الآفاق، ثم انتقلت من صفحات النجوم، إلى صفحات الحوادث، بعدما بدأت المنازعات بينه وبين ليلى فوزي. كانت غيرته عليها، سببا واضحاً في الخلافات، وهو ما جعل ليلى تترك بيتها أكثر من مرة، وتعود إلى بيت عائلتها، وتتابعها المجلات الفنية الصادرة آنذاك، وترصد أين تجلس في حفلات الأفلام في جوار زوجها المستقبلي أنور وجدي.. تصاعد خلافها مع عزيز عثمان، وباتت المجلات الفنية تتحدث عن الانفصال.
تُصرح ليلى فوزي عام 1954، أنها لا تفكر في زوجها المستقبلي، قبل أن تحصل على الطلاق من عزيز عثمان، وتوميء مجلة "الجيل الجديد" في تقرير نميمة نشرته قبل الطلاق أن الأوساط الفنية تتبادل أخبار عن اعتزام أنور وجدي الزواج من ليلى فوزي، فور طلاقها من عزيز، في استحياء تنكر ليلى الشائعة، وتقول إن أي حديث عن مشروعات زواجها المستقبلي لا علاقة له مطلقاً بانفصالها عن عزيز.
تنكر ليلى ما يتنفسه الجميع مع الهواء، قصة حبها لأنور وجدي، كانت علاقة الحب هناك، يستطيع العابرون أن يحسوها، ويشعروا بخفقات قلبها تجاه الممثل الوسيم، الذي كان طلق بطلة أفلامه ليلى مراد..
تقول مجلة "الجيل" في إشارة خبيثة إلى قصة الحب: "جلست ليلى فوزي في حفلة العشاء التي أقامها حسن الإمام لأبطال فيلم "قلوب الناس" في جوار أنور وجدي بطل الفيلم".
تحصل ليلى بمشقة على الطلاق من عزيز، يقفان أمام المحاكم، وتنشر الصحف عن وقائع المحاكمة المثيرة، ومطلب وكيلها بأن تكون الجلسة سرية، ولا ينتهي الأمر عند ذلك، بل تطاردها الصحافة الفنية، حينما تتزوج حبيبها أنور وجدي، ويسافران لقضاء شهر العسل. تلومها الصحافة على أنها لم تحترم وفاة زوجها السابق عزيز عثمان، ولم تأخذ الحداد عليه.
تتحول ليلى فوزي إلى أرملة خائنة في عين الصحافة، فيضطر أحدهم و-ربما هي - أن يكتب في الأخبار مقالاً مطولاً يوم 17 يوليو 1954 بعنوان "دفاعاً عن ليلى فوزي" يقول فيه:
"الرأي العام كله ساخط على ليلى فوزي لأنها تركت زوجها عزيز عثمان قبل أن يجف دمه في التراب، وسافرت مع أنور وجدي إلى أوروبا لقضاء شهر العسل، وأنا كصديق لليلى أحب أن أدافع عن المرأة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فما يؤلم المرأة أن تكشف للناس عن حقيقة حياتها الخاصة حتى لو كان هذا الأمر يؤدي إلى أن تنال أمام الرأي العام حكم البراءة".
وعلى الرغم من جدية المقال المنشور في "الأخبار" للدفاع عن ليلى فوزي من الهجوم الذي نالها بسبب اقترانها بأنور وجدي، إلا أن هذا المقال كشف من حيث لم يشأ، أنها استخدمت زيجة عزيز عثمان لتصعد إلى عنان السماء فنياً، فيقول كاتب المقال: "كان عزيز في الخريف، وكانت ليلى في الربيع، لم يكن بينهما هذا الحب الجبار، كان ما بينهما عقد رسمي بين نجم ووكيل أعماله، أفادت بزواجه منه أن عرفت كبراء ووجهاء، جلست في مجالس السياسة وأصبحت دارها ناديا وصالونا اجتماعيا، يقصده الوزراء السابقون والكتاب، ولكن ليلى فوزي لم تر في هذه الحياة سعادة أو بهجة - حسبما يقول كاتب المقال - بل كانت تجلس إلى مائدة القمار، فترى أموالاً تذهب وتجيء، وكان عزيز عثمان يمّن عليها أنه رفعها من وهدة الفن إلى قمته، ليلى ملت هذه الحياة الصاخبة، وكانت تشعر أن فارق السن بينهما يجعلها تضطر للتمثيل في بيتها كما تمثل في السينما، وكانت مفاوضات الطلاق بين ليلى وعزيز أشبه بمفاوضات الجلاء حيث كان عزيز يملي شروطه كما يملي الإنكليز شروطهم.
لكن سعادة ليلى فوزي لا تكتمل، تعود من أوروبا بنعش أنور وجدي بعد رحلة علاج فاشلة، تتصدر أخبارها صفحات الحوادث عام 1955، حين تصبح بطلة لقصص النزاع القضائي على تركة أنور مع والدته، وشقيقاته. بعد وفاته حاورتها مجلة "الكواكب" ونشرت صوراً لها ترتدي ملابس الحداد، أنكرت في الحوار شائعة أن تركة أنور وجدي بلغت نصف مليون جنيه، وأنه خص ليلى مراد ببوليصة تأمين على حياته.
قالت ليلى للصحافي حسين عثمان الذي حاورها، إنها ستظل حزينة على أنور وجدي إلى آخر لحظة في حياتها، لكن، في الشهر نفسه الذي ظهر فيه هذا الحوار يوليو 1955، كانت مجلة "آخر الساعة" تنشر قصة عن شائعات تتحدث عن قرب اقتران ليلى فوزي بنجل شريك أنور وجدي محمود عطية، الذي كان مديراً لشركة أفلام أنور وجدي.
كانت الصحافة الفنية شغوفة بليلى فوزي، وجعلت من قصة عرسانها مادة صحافية تلوكها كلما نفدت أفكار رؤوس تحريرها، لكن ليلى لا تلتفت للمنازعات القضائية التي تجعل والدها يتولى أمرها، ولا تلتفت لاهتمام الصحافة بعريسها المقبل، وتنهمك فوراً في فيلم سينمائي تخلّد به قصة حبها مع أنور وجدي، وهو فيلم "طريق الدموع" الذي يلعب فيه كمال الشناوي دور "أنور"، عام 1961.
من بين زياراتها العديدة للخارج، تزور ليلى بيروت العام 1951، وقد اهتمت بها وسائل الاعلام على نحو جيد، في العام 1957 ستسافر مرة أخرى إلي بيروت لتتقلد وسام الاستحقاق اللبناني من رئيس الوزراء سامي الصلح آنذاك، بالتزامن مع عرض فيلمها "الأرملة الطروب".
واللافت قدرة ليلى وسط كل هذه الخطب والمحن أن تجوّد من أدائها الفني، على الرغم من صعوبة ما تلقته من نقد على طريقة نطقها اللغة العربية في فيلم "الناصر صلاح الدين"، يكتب الناقد الفني الراحل سعد الدين توفيق يلومها على لكنتها التركية الواضحة، ويقول إنها تتقيأ جمل الحوار من دون انفعال حقيقي معتمدة على جمالها في دورها "فيرجينيا، جميلة الجميلات".
تذهب ليلى إلى سعد في مكتبه في دار الهلال المصرية، لتلومه على مقاله القاسي، فينصحها بتعلم فن الإلقاء. تتعاقد ليلى فوزي مع عبد الوارث عسر، والدكتور أحمد البدوي أستاذ الإلقاء في معهد التمثيل، وتدرس على يديهما فن الإلقاء لمدة ستة أشهر، وتتعلم نطق اللغة العربية نطقا سليما، لتتغلب على اللكنة التركية، وهو ما جعلها منافسة قوية لنجمات جيلها، مريم فخر الدين، وفاتن حمامة، ومديحة يسري.
اعتزلت ليلى فوزي السينما بإراداتها، شائعات رجحت أن جلال معوض زوجها الثالث هو الذي ضغط عليها لتبتعد، كان لا يحب مشاهدة أفلامها، يعترف بذلك في حوار أجرته مجلة "آخر ساعة" في 14 أغسطس 1963، مع ليلى بمناسبة عودتها من رحلة موسكو مع يوسف شاهين، وصلاح ذو الفقار، كانوا قد ذهبوا للمشاركة في مهرجان الفيلم العالمي، صدرّت المجلة حوار إيريس نظمي مع ليلى فوزي بمانشيت تتباهى فيه ليلى بأنها قابلت "فالنتينا" رائد الفضاء الروسي.
يرحل بعد ذلك جلال معوض إلى ليبيا، وبصحبته ليلى في رحلة غياب تقصيها قسراً عن السينما لسنوات، تعود بعدها بفيلم "أمواج بلا شاطيء" عام 1974. تقول مجلة "آخر ساعة" في حوار آخر (16 أكتوبر نفس العام)، إن الفيلم يمثل عودة ليلى إلى الشاشة بعد غياب خمس سنوات منذ آخر أدوارها في فيلم حسين الإمام "دلال المصرية" العام 1969، قضت ليلى هذه السنوات بجوار زوجها الإذاعي جلال معوض عندما كان يعمل في ليبيا.
شاركت ليلي فوزي في حوالي 85 فيلمًا سينمائيًا و40 مسلسلًا تليفزيونيًا، وكان من أواخر أدوارها السينمائية المتميزة دورها الصامت في فيلم «ضربة شمس» عام 1979، و«الملائكة» في 1983 ثم توقفت تمامًا بعد ظهور ما يسمى بأفلام المقاولات، وفي هدوء ترحل عن دنيانا يوم 12 يناير 2005.
https://cinematographweb.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك