مسرحية “زيارة السيدة العجوز” ه للكاتب السويسري فريدريش دورينمات، كتبها عام 1956. 

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسرحية “زيارة السيدة العجوز” ه للكاتب السويسري فريدريش دورينمات، كتبها عام 1956. 

    مسرحية “زيارة السيدة العجوز” هي عمل أدبي شهير للكاتب السويسري فريدريش دورينمات، كتبها عام 1956. تندرج المسرحية ضمن الأدب العبثي، وتعالج قضايا أخلاقية واجتماعية حول العدالة، الانتقام، والمادية. القصة تحمل طابعًا رمزيًا وساخرًا يعكس الفساد الأخلاقي للمجتمع الحديث.

    موجز المسرحية

    تبدأ المسرحية في بلدة صغيرة تُدعى غولن، تعاني من الفقر والانهيار الاقتصادي.
    سكان البلدة يترقبون زيارة السيدة كلير تساخاناسيان، التي أصبحت مليارديرة بعد مغادرتها البلدة قبل سنوات طويلة. يتوقع أهل البلدة أن تقدم لهم مساعدة مالية تنقذهم من أزمتهم.

    كلير، التي عادت بثروة طائلة وشخصية قوية، تعلن عن عرض غريب:
    “سأمنح البلدة مليارًا من الأموال، بشرط واحد… أن تقتلوا ألفريد إيل، الرجل الذي خانني في شبابي.”

    ألفريد إيل، تاجر البلدة المحترم، كان حبيبها في شبابها، لكنه أنكر أبوته لطفلها غير الشرعي وتزوج من امرأة أخرى، مما تسبب في طردها وفضيحتها.
    كلير عانت من الفقر والبؤس بعد ذلك، لكنها استطاعت أن تصبح أغنى امرأة في العالم.

    تطور الأحداث
    1. رد الفعل الأولي:
    • سكان البلدة يرفضون عرض كلير في البداية، ويشددون على أنهم أناس شرفاء لا يمكنهم قبول المال مقابل حياة إنسان.
    • ألفريد يشعر بالاطمئنان تجاه ولاء أهل البلدة له.
    2. تغير المواقف:
    • مع مرور الوقت، يبدأ أهل البلدة في شراء سلع باهظة، مثل السيارات والأثاث الفاخر، بالتوازي مع انتشار شائعات عن قبولهم ضمنيًا لعرض كلير.
    • الجميع يبدأ بالديون والمصاريف وكأن الأموال أصبحت مضمونة، مما يعكس تحولًا تدريجيًا نحو الجشع والانحطاط الأخلاقي.
    3. العزلة والضغوط:
    • ألفريد يلاحظ تغيرًا في تعامل أهل البلدة معه، حيث يصبح معزولًا ومراقبًا.
    • السكان يبررون قبولهم للعرض بعبارات مثل “إنه من أجل مصلحة البلدة” أو “العدالة ستتحقق”.
    4. النهاية المأساوية:
    • في النهاية، تُعقد محاكمة رمزية لألفريد، حيث يُحكم عليه بالإعدام.
    الجميع يشارك في الجريمة، مما يعكس أن الجريمة هي مسؤولية جماعية.
    • يتم قتل ألفريد باسم العدالة، ويتلقى أهل البلدة المبلغ من كلير.

    تحليل المسرحية

    1. المحاور الرئيسية:
    • العدالة والانتقام:
    كلير تزعم أنها تطلب العدالة، لكنها في الحقيقة تنفذ انتقامها من رجل خانها حيث تصبح العدالة وسيلة لتحقيق الغايات الشخصية.
    • الفساد الأخلاقي والجشع:
    سكان البلدة يتحولون تدريجيًا إلى أدوات للقتل تحت ضغط المال، مما يكشف ضعف القيم الإنسانية أمام الإغراءات المادية.
    • المسؤولية الجماعية:
    المسرحية تُظهر كيف يمكن للجماعة أن تتحول إلى كيان قاتل عندما يتم تبرير الجريمة بالمنفعة الجماعية.
    • العبثية:
    الأحداث تأخذ طابعًا عبثيًا وساخرًا، مما يعكس فلسفة دورينمات حول العبثية في الحياة.

    2. الشخصيات:
    • كلير تساخاناسيان:
    رمز للقوة، المال، والرغبة في الانتقام. هي شخصية معقدة تجمع بين المأساوية والسخرية.
    • ألفريد إيل:
    ضحية الخيانة والعدالة الزائفة.
    يمثل الإنسان الذي يدفع ثمن خطاياه القديمة.
    • أهل البلدة:
    يمثلون البشرية في ضعفها أمام الإغراءات، وكيف يمكن للمجتمع أن يتخلى عن القيم الأخلاقية.

    3. الرسائل الرمزية:
    • المال يُفسد القيم الأخلاقية.
    • العدالة ليست مطلقة، وغالبًا ما تُشوه من أجل المصالح الشخصية أو الجماعية.
    • المسؤولية الجماعية لا تعفي الأفراد من الذنب.

    4. أسلوب دورينمات:
    • الجمع بين السخرية والمأساة: يُظهر المواقف المأساوية بطريقة ساخرة لانتقاد المجتمع.
    • الحوار الحاد: يعتمد على الحوار المكثف الذي يكشف عن مشاعر الشخصيات وتغيراتها.

    الخاتمة

    “زيارة السيدة العجوز” تُعد واحدة من أبرز المسرحيات التي تعالج القضايا الأخلاقية والاجتماعية.
    نهايتها المأساوية تعكس عبثية العدالة المزيفة والفساد الإنساني، مما يجعلها تحذيرًا رمزيًا حول تأثير المال والانتقام على القيم الإنسانية. المسرحية تُبرز كيف يمكن أن تتحول المجتمعات بأكملها إلى أدوات للظلم في سبيل المصلحة الشخصية والجماعية.

    العروض الفنية والسينمائية للمسرحية:

    أبرز العروض العالمية
    1. العرض الأول (1956):
    • أقيم العرض الأول للمسرحية في زيورخ، سويسرا، تحت إشراف الكاتب نفسه.
    • حقق العرض نجاحًا كبيرًا وأثبت عبقرية دورينمات ككاتب مسرحي.
    2. العروض في أوروبا:
    • بعد نجاحها في زيورخ، انتقلت المسرحية إلى المسارح الألمانية والفرنسية.
    • كانت شعبيتها في أوروبا كبيرة بسبب تناولها موضوعات عالمية مثل العدالة، الفساد الأخلاقي، وتأثير المال.
    3. العروض في الولايات المتحدة:
    • قدمت المسرحية لأول مرة في برودواي عام 1958 بعنوان “The Visit”، وأخرجها بيتر بروك، وهو مخرج مسرحي بارز.

    4. عروض عالمية متعددة:
    • العديد من الفرق المسرحية أعادت تقديم المسرحية بتفسيرات مختلفة تناسب ثقافات مجتمعاتها.
    5. اقتباسات سينمائية:
    • المسرحية ألهمت العديد من الاقتباسات السينمائية، أبرزها الفيلم الأمريكي “The Visit” (1964) من بطولة إنغريد بيرغمان وأنتوني كوين. الفيلم نقل فكرة المسرحية بأسلوب سينمائي، لكن أضاف بعض التعديلات التي أثرت على القصة الأصلية.

    شهرتها:
    ترجمت المسرحية إلى أكثر من 40 لغة، وعُرضت في مختلف دول العالم، بما في ذلك بريطانيا، روسيا، الهند، واليابان.

    ? ملاحظة:

    هذه النسخة في أدناه من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور مصطفى ماهر.?

    https://www.hindawi.org/books/50309636/

    #موجز_الكتب_العالمية
يعمل...
X